http://www.alarabalyawm.net/Public_Journalists/Journalist_Article.aspx?lang=1&ArticleID=12902&JournalistID=63
دولار تحميه العسكرة | 13/11/2012 | ||||||
موفق محادين | |||||||
| |||||||
قبل أربعين عاما، توقع، أهم مفكر استراتيجي معاصر، وهو المفكر الامريكي والمستشار السابق للأمن القومي في عهد كارتر، زييغينيو بريجنسكي الانهيار السوفييتي في ثمانينيات القرن الماضي وذلك في كتابه "امريكا بين عصرين" (1970) كما توقع في الكتاب نفسه نهاية امريكا كامبراطورية بعد الانهيار السوفييتي بثلاثة عقود تقريبا.. كما توقع مفكر أمريكي آخر، هو بوب كيندي، أفول هذه الأمبراطورية ايضا.. وقد ساق المفكران الامريكيان أسبابا ومسوغات عديدة لهذا الانهيار المتوقع بعضها يتعلق بما تحمله تناقضات الثورة العلمية العولمية على أصحابها، وبعضها يتعلق بفشل الرأسمالية (الامبريالية) المالية وليس الصناعية التقليدية في دمج الجماعات القومية وثقافتها التقليدية، خاصة من مهاجري العمالة الرخيصة، وبعضها يتعلق بصعوبة أو ثمن المجازفة بالجمع بين المركزية البرية والتوسع البحري، وبعضها يتعلق بتداعيات الصراع على قلب العالم (أوراسيا)، الذي يقرر مصير اللاعبين الكبار، وهنا تلعب الجغرافيا السياسية لخطوط النفط والغاز والتجارة العالمية خاصة (روسيا والصين) دورا مقررا في ذلك.. بالاضافة لكل ما سبق ثمة نظرية أخرى مهمة للغاية في التأسيس للاحتمالات الكبرى للانهيار الأمريكي كامبراطورية عالمية، وهي النظرية التي تربط بين الدولار والعسكرة، أو الحروب العدوانية الأمريكية الخارجية، ومفادها أن قوة الاقتصاد الامريكي قائمة على أن العملة المحلية (الدولار) هو العملة الصعبة في الوقت نفسه وبوسع أمريكا أن تطبع المليارات من هذا الورق ما دامت هي المتحكمة في الاقتصاد العالمي برمته، وهو الأمر الذي يحتاج دائما الى قبضة عسكرية وانتشار للأساطيل والى إعادة إنتاج الدور السياسي - الأمني للمجمع الصناعي العسكري الأمريكي عبر دور البنتاغون، فإذا ما تراخت قبضة الأمريكان على العالم لحظة واحدة وتراجعت قوتها العسكرية الخارجية، كان ذلك علامة خطرة على الانهيار، حيث تتحول مليارات الدولارات الى نمر من ورق لا قيمة لها وتصبح الديون الوهمية ديونا حقيقية. وبسبب كل هذه التحسبات وقعت امريكا في شر أعمالها، عندما غذت نزعات الحروب والجماعات الارهابية، بدءا من أفغانستان وحين بددت خزائن أصدقائها النفطيين على عالم السلاح وأسواقه.. فها هي اليوم تبدو عاجزة أكثر فأكثر عن حسم حروبها العدوانية من فيتنام الى أفغانستان الى العراق.. وسيكون تورطها في حرب عدوانية أخرى بداية العد العكسي.. ولا هي قادرة على سياسة الهيمنة عبر (ضخ الدولارات) وحمايتها بالهيمنة العسكرية الخارجية. | |||||||
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net |
No comments:
Post a Comment