http://www.safsaf.org/word/2012/nov/59.htm
تعقيبا على مقالة " أهلنا في فلسطين، اليرموك بخير.." في القدس العربي
لفتت انتباهي مقالة للزميل الفلسطيني سليم البيك نشرت يوم 8-11-2012 في جريدة القدس العربي للزميل الأستاذ عبد الباري عطوان، والمقالة تعالج القضية السورية وقضية الفلسطينيين ومخيماتهم في سورية. أضف الى ذلك أن كاتب المقالة من فلسطينيي سورية بالرغم من انه يعيش في الإمارات العربية المتحدة. يقول كاتب المقالة :
" كان ذلك قبل ١٢ سنة، أذكر كل ذلك لآتي به إلى أيامنا هذه، حيث يُقتل ويُعتقل ويُقصف الفلسطيني كما السوري على أيدي وأسلحة جنود النظام السوري وشبيحته، والفلسطيني الذي أقصده هنا هو ابن مخيمات سوريا، الذي عاش -شأن الفلسطيني في المخيمات خارج الوطن- لاجئاً في بلد ليست بلده، يتناقل روايات النكبة بين أجياله، يَثقل حنينه لوطنه سنة بعد أخرى، يتحمل ذل وقمع وعنصرية وأحياناً مجازر الأنظمة «المضيفة»: لبنان والأردن وسوريا، سوريا حيث للفلسطيني الحقوق المدنية التي «يتمتع» بها السوري، صحيح، لكن أي «حقوق» «مدنية» تلك التي «يتمتع» بها «المواطن» السوري أساساً! ..".
يتنكر كاتب المقالة للحقوق التي تمتع بها هو وأهله وعشيرته وجيرانه وخلانه وكل مخيمه الفلسطيني في سورية ، ويعتبر بنفس الوقت ان لا الفلسطيني في سورية ولا السوري كان لهم أصلا حقوق في ظل النظام الوطني السوري. شيء غريب وعجيب فعلاً هذا التنكر الانتقائي. مع العلم انه كان ومازال في ظل هذا النظام الذي ينعت بأبشع النعوت للفلسطيني كل حقوقه مثله مثل السوري ما عدا التوطين. وهل يمكن لكاتب أن يشطب الحقائق والتاريخ والحاضر الموجود بكلمات عديدة في مقالة واحدة للتنفيس عن نفسه والترويج لفكرة مهزومة تدعي الوقوف الى جانب ثورة أصلا هي لم تعد موجودة. فالحراك الشعبي السوري العادل اختطف من قبل العصابات المسلحة والدول المانحة والداعمة لتلك العصابات. واستطاعت القوى الإقليمية والعالمية امتطاء ما يسميه الكاتب الثورة السورية وتسييرها وتوجيهها وفق أجندة تتصارع عليها أيضا الجماعات الإسلامية المسلحة التي لها برنامجها الخاص بها. وتمكن أيضا بعض الفلسطينيين من ضعفاء النفوس والحاقدين والثأريين والمنتقمين من اليمين ومن اليسار ومن الوسط ، ومن بقايا الجاهلية والعلمانية وهم من مخيمات سورية ، ان يلتحقوا بالقوى المسلحة التي تحارب النظام السوري وتدمر سورية العربية ، العمق الاستراتيجي للعرب وبالذات لفلسطين. هؤلاء المسلحين يقصفون المدن والبلدات السورية ويدمرون البُنية التحتية ، وقوة الجيش العربي السوري ، ويعيدون سورية المدنية العلمانية الى عصور الظلام والجاهلية.
يضيف الكاتب في فقرة تابعة للأولى : " المهم أتكلم عن الفلسطيني في مخيمات سوريا الآن تحديداً وقد توحدت مآسيه مع مآسي أشقائه السوريين، الشعبان عاشا عقوداً في ظل دكتاتورية شمولية استحالت الجهاز القمعي الأشد دموية وهمجية في التاريخ المعاصر على أقل تقدير، عن الفلسطيني الذي يُقتل في مخيمات سوريا بالجملة، الذي يبحث عن أشقائه في الضفة الأخرى من العالم (كأن فلسطين حقاً عالم آخر) يبحث عن أهله هناك، عن مظاهرات تخرج منددة -إن لم نقل بقتل السوري والفلسطيني معاً- بقتل أبناء قراهم، من كانوا جيرانهم يوماً ما على أرض فلسطين، ذلك الشعور التوأمي البديهي لأبناء أي قرية أو مدينة إذ تقع مصيبة في أحدهم فيفزع الآخر، ذلك ما حاول الجرحى والمصابون والمعتقلون وذووا الشهداء البحث عنه في ركام اليرموك وغباره أبنيته وروائح البارود والدماء فيه "
نعم أخي سليم البيك يقتل الفلسطيني برصاص المجرمين وعبر عمليات الخطف والاغتيال وعبر القصف والمفخخات التي توضع في مخيم اليرموك، وعبر محاولات استباحة المخيمات والهجوم عليها من قبل المسلحين بمساعدة بعض الأذناب والعملاء من الفلسطينيين أنفسهم. وتقوم اللجان الشعبية الفلسطينية المشكلة من قبل أبناء المخيم بالدفاع عن المخيم وعن أحيائه وشوارعه وحاراته وأزقته بوجه الإرهاب القادم من جهة جبهة النصرة ولواء العاصفة وبقية الأجنحة المسلحة التي تقصف المخيم لتقتل وتدمر وترعب وترهب وتهجر.
لم تتحدث مقالة الزميل سليم عن شعب يقصف ويموت يوميا من قبل المعارضة التي يؤيدها بلا تحفظ ويطلب من شعبنا في فلسطين ال48 أن يؤيدوها أيضا. ولم يسأل لماذا تخلق هذه الجماعات المسلحة معارك جانبية مع الفلسطينيين المدافعين عن مخيمهم والمتذكرين لمجازر لحقت بهم في لبنان والعراق، وبين أهالي الجولان النازحين القاطنين بجوار المخيم وبالذات في الحجر الأسود والتضامن ويلدا.حيث تتوفر قواعد آمنة للمسلحين وحاضنة جماهيرية يقال أنها بدأت تقل بسبب عدم ثقة الناس بالمسلحين وعدم قناعتهم بأنهم ثوارا ، هذا نتيجة أعمالهم وأفعالهم التي تشيب لها الرؤوس. فأعمالهم البشعة فاقت كل وصف. لكن حقيقة يبقى الأبشع من هؤلاء تلك القلة الفلسطينية التي ارتضت ان تكون رأس حربة ضد المخيمات وان تساهم في إرهاب اليرموك وسكانه. والأبشع من الطرفين الفئة الأخرى وبالذات السياسية التي تهاجم وجود لجان شعبية للدفاع عن المخيمات مكتفية تلك الفئة بالفلسفة الإعلامية والتصريحات الأستاذية الفارغة التي مل منها شعبنا. وهنا يمكننا ذكر الفصائل الفلسطينية المتواجدة في المخيمات ،فحماس مع المعارضة وبعض فتح وفتحاتها ما بعد مؤتمر بيت لحم مع المعارضة وبعضها الآخر ضدها. فصائل منظمة التحرير ومن ضمنها فتح رسميا مع الحياد. لكن أي حياد في هكذا معركة مصيرية يهاجم فيها المخيم ويهجر سكانه؟ ألا يخجل هؤلاء من هذا الموقف المخزي والجبان والمتخاذل؟. قد يكونوا فعلا وصلوا الى هذه المرحلة... هناك أيضا فصائل تحالف القوى الإسلامية والوطنية ، تبدل الاسم عمليا ليصبح تحالف القوى الوطنية لأنه أصبح منذ بداية الأزمة السورية ورحيل حماس عن دمشق بدون الجهاد وحماس. طبعا لهذه الفصائل مواقفها وهي على ما يبدو مع تشكيل اللجان الشعبية والدفاع عن المخيمات. ويجب الانتباه الى أن اللجان الشعبية ليست فقط من مقاتلي الجبهة الشعبية القيادة العامة بل هي من كل سكان المخيم ومن عشائره وعائلاته والناس الشاعرين بالخوف والقلق على مصيرهم ومصير أبناءهم،خاصة أن أقربائهم في صبرا وشاتيلا والمخيمات الأخرى التي تعرضت للمجازر مازالوا حاضرين في ذاكرتهم ومخيلتهم. ومازالت حاضرة أيضا النكبة الكبرى والنكسات الأصغر ، وفلسطين ال48 حيث قراهم وبلداتهم ، وحيث قسم كبير من شعبنا هناك يرفض الإرهاب والتآمر على سوريا وعض اليد التي قدمت له. ويعرف هذا الشعب الحي كيف يكون وفيا للشعب السوري الذي استضافه ويستضيفه ، وللجيش العربي السوري الذي ساهم ويساهم في تدريب وتسليح جيش التحرير الفلسطيني والفصائل الفلسطينية منذ انطلاقة الثورة وحتى يومنا هذا. وفي الدفاع عن فلسطين حيث قدم آلاف الشهداء. ولا ينسى مواقف سورية القومية المشرفة في حرب غزة الأخيرة حيث كانت تقدم الدعم السياسي والعسكري للمقاومة الفلسطينية في القطاع ، وبالذات لحركة حماس التي تجاهلت كل ذلك في لحظة رضا بالإغراءات التي قدمتها قوى إقليمية وقيادة حركة الإخوان المسلمين العالمية. هذا إن لم يكن أيضا غرورا وسوء فهم من قادة حماس لمكانة الحركة فلسطينيا وعربيا ودوليا.
أثناء هذه الأحداث ونتيجة لوجود عصابات مسلحة فلسطينية وسورية كانت تقصف قوات الجيش السوري من بعض المخيمات وأطرافها تعرضت بعض المخيمات للقصف والاشتباكات التي أدت الى مقتل فلسطينيين. لكن بنفس الوقت هناك كثيرون يرونها الآن مناسبة لإفراغ موروث تاريخي من الحقد على النظام السوري ، لكن الحقد هنا يدخل ضمن الحملة ضد سورية العمق الاستراتيجي للعرب وبالذات لفلسطين. ومن هنا افهم لماذا تحدثت المقالة وبإسهاب عن قصف مخيم اليرموك وقتل السورين والفلسطينيين بالعشرات . فيما أهل مخيم اليرموك باستثناء المحسوبين على حماس وأخواتها من مؤيدي المعارضة السورية والجيش الحر يعرفون أن الذين يقصفون المخيم هم جبهة النصرة الإسلامية ولواء العاصفة الإرهابيين التابعين للجيش الحر. وهؤلاء أيضا يقومون بإرسال الجهاديين العرب الانتحاريين والسيارات المفخخة ليفجرونها في مخيم اليرموك ، وليقتلوا الأبرياء والآمنين. وعلى كاتب المقالة أن يعرف ويعي ذلك جيدا .. لأن الفلسطينيين في اليرموك ليس لهم إلا الدفاع عن أنفسهم وعن مخيمهم وإلا سوف يصحوا على مجازر صبرا وشاتيلا من جديد. وهذه المرة ستكون المجازر من بطولة الجماعات الإسلامية التكفيرية وأعوانها، وليس من بطولة إخوة الفاشي بشير الجميل من الفاشيين المسيحيين اللبنانيين وأعوانهم الصهاينة.
لم يقل لنا الكاتب لماذا تصر العصابات المسلحة على اقتحام وقصف مخيم اليرموك.؟
لو كانت نيتهم النظام لتجاوزوا المخيم ووجهوا أسلحتهم وهجماتهم الى أماكن أخرى حيث تنتشر وحدات الجيش العربي السوري.
على كاتب المقالة والآخرين المضللين من كتاب فلسطين والعرب أو السائرين بمفهومات مغلوطة ومقلوبة ، وعلى الصحافة الفلسطينية والعربية التي تنشر كتاباتهم أن يعووا ما يحدث في سورية وفي اليرموك بالذات، لأن الذي يجري هناك بداية حرب دموية لإنهاء الوجود الفلسطيني في سورية ، وتصفية حق العودة وما تبقى من مقاومة فلسطينية مقابل أموال دعم المتآمرين على سورية والعروبة وقضية فلسطين. وعليهم ان يعلموا أيضا انه لهذا تم اختراق تحالف المقاومة وسحب حماس خارجه ، وخلق مشكلة بين حماس وحزب الله وسوريا وإيران والفصائل الفلسطينية الأخرى, ليتم احتضان حماس نفطيا وخليجيا وتركيا. حيث بدأنا نرى المال الخليجي ينهمر على حكومة الحركة كاستثمارات ومشاريع في غزة. فهل هذا ثمن الموقف الحمساوي في سورية؟ .. اسألوا قادة حماس ..
اليرموك يتعرض لمؤامرة قد تؤدي الى مذبحة ومن لا يريد الاعتراف بذلك ويزور الحقائق يكون كمن يضحك على نفسه وليس على الآخرين فهؤلاء المسلحين التكفيريين لديهم استعداد للتضحية بكل الشعب الفلسطيني وقضية فلسطين من أجل مسألة بالنسبة لهم أهم بكثير وهي إقامة دولة الخلافة الإسلامية على أية ارض يمكنهم إقامتها عليها. وليتذكر القراء انه منذ 11-9-2001 لم نشهد عملا لهؤلاء ضد الكيان الصهيوني بل كل أعمالهم مركزة في العالمين الغربي والعربي وكذلك في العالم الإسلامي. وعندما كنت أسال بعضهم او بعض المحسوبين عليهم ، لماذا لا تقاتلون الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة كانوا يقولون لأسباب لوجستية وصعوبة الوصول الى هناك. ومنهم من يقول ان حزب الله مسيطر على جنوب لبنان ويمنع الآخرين من القتال من جبهة الجنوب. ولكنهم كانوا يضيفون بأن المعركة مفتوحة وفي كل مكان وفي كل ارض الإسلام. ولا تفضيل في الجهاد في فلسطين او غيرها من بلاد الإسلام. ويبدو أن جبهة نصرة أهل الشام التي تهاجم المخيم مقتنعة بأن مخيم اليرموك يقع ضمن نطاق ارض الإسلام التي يجب ضمها للإمارة الإسلامية التي يعتقدون بأنها قادمة في بلاد الشام --You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.
No comments:
Post a Comment