Tuesday, 30 March 2021
{الفكر القومي العربي} أبو عاصف البرغوثي جمرٌ تحتَ الرمادِ يتقدُ
أبو عاصف البرغوثي جمرٌ تحتَ الرمادِ يتقدُ
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
لم يكن علماً مشهوراً ذائع الصيت يعرفه كل الفلسطينيين ويحفظون اسمه ويرددونه، كما الكثير من أبناء هذه العائلة الكريمة، الشريفة الأصل النبيلة النسب، العميقة الجذور الواسعة الانتشار، العظيمة العطاء الصادقة الولاء، الكثيرة الرماد الوافرة الظلال، التي يتنافس أبناؤها في التضحية والفداء، وفي البذل والعطاء، وفي المقاومة والنضال، وفي العلم والثقافة، وفي الشعر والأدب، فقد كان في الظل رابضاً، وفي الخفاء متربصاً، وفي الليل عاملاً، لا تعنيه الأضواء ولا تشغله الشهرة، فكان مغموراً إلا من أهل بلدته، غير معروفٍ إلا في محيطه، وإن كان شقيق نائل البرغوثي، أحد أقدم جنرالات الصبر في السجون الإسرائيلية، أو والد الشهيد البطل صالح البرغوثي، الذي دَوَّخَ الإسرائيليين وأرعبهم، ووالد الأسير الأسد الهصور عاصم البرغوثي.
لكن وفاته المجلجلة، وجنازته المهيبة، والمشاركة الشعبية العامة، والتغطية الإعلامية الكبيرة التي حضي بها، والاهتمام الواسع الذي واكب مرضه ثم وفاته، أثبتت أنه كان علم الأعلام وبطل الأبطال، وسيد الرجال وفارس الفرسان، وأحد كبار قادة المقاومة ورجالها في الميدان، يعمل بليلٍ ويخطط بصمتٍ، وينفذ بيد القدر، وقد تفاجأ الأعداء قبل الأصدقاء بعلو قدره، وسمو مكانته، ورفعة شأنه، ورمزيته بين أهله، وقيمته في قومه، ولولا أنه كان مصاباً بكورونا وعانى من مضاعفاتها، لظن البعض أن العدو عرف دوره فقتله، وأدرك مكانته فقرر تصفيته، وربما لو كان يعلم حقيقته ما كان تأخر في اغتياله، ولكن الله عز وجل طمس عيونهم وختم على قلوبهم وأعمى بصائرهم فلم يعرفوه.
إنه سيدي عمر، وحق لكل عمر أن يكون كابن الخطاب عمر، وهو الذي يشبهه في الشكل واللون والقامة والهيبة، وكالمختار عمر، وهو الذي يشبهه في القوة والمهابة والعزة والكرامة، رجلاً شجاعاً، جبلاً أشماً، وأسداً هصوراً، وفارساً جسوراً، ومقاتلاً مغوراً، ومقاوماً جباراً، وقائداً حراً، ومسلماً أصيلاً، وعربياً غيوراً، يحبه الناس وتعشقه النساء، ويهابه الخصوم، ويخافه الأعداء، ويستظل تحت سيفه المقاومون، ويأمن في كنفه المقاتلون، ويلجأ إليه المنحازون، فقد كان في المقاومة سابقهم، وفي مقدمتها أولهم، يحمل البندقية مثلهم، ويخطط للمقاومة معهم، إنه رجلٌ دونه الجبال تخر، وأمام قدميه المجدُ يركعُ، فقد سكنت قلبه المقاومة، وعمرت جنانه التضحيات، فاستحق هذه المكانة بجدارةٍ، ووصل إلى ذرى سنامها بالجهاد، فنالها بعزةٍ منتصب القامة، مرفوع الرأس، شامخ الجبين، مختالاً بين الأبطال، مزهواً بين الشهداء.
ما كان عمر البرغوثي حزبياً، ولا قيدته الأطر التنظيمية والولاءات السياسية، وما عمل لحزبه وتخلى عن غيره، وما امتنع عن تدريب وتأهيل من طلب، أو تمويل وتسليح من رغب، بل كان مقاوماً بحجم الوطن، يعمل لفلسطين ومن أجلها، فكان معسكر ذخائر المقاومة، ومحط آمال رجالها، ومستودع أسرارها، يلجأ إليه المقاومون من كل القوى، ويطمئن إليه النشطاء من كل الاتجاهات، وأثبت لهم أن الوطن للجميع، وأن المقاومة تتسع للكل، وسوح الجهاد وميادين القتال رحبة، تنادي كل القادرين على حمل السلاح والمقاومة.
لم يُقعدْ عمر البرغوثي عن المقاومة شيءٌ، ولم تثبط عزيمته الصعابُ، ولم توهن قوته التحدياتُ، فقد أُسِرَ مراتٍ عديدة، وقضى في المعتقلات الإسرائيلية نصف عمره، وأعتقل والده وأمه، وحكم على ابنه عاصم بأربعة مؤبدات، واستشهد ولده صالح، وهدم بيته وضاعت أمواله، وضيق عليه ولوحق، واستدعي وحقق معه، ولكن ظهره لم ينكسر، وقامته لم تنحنِ، وصوته لم يخفت، واندفاعه لم يتراجع، وعزيمته رغم مر السنين لم تفتر، بل بقي فارساً يمتطي صهوة جواده، يرفع الراية ويحمل اللواء، ويكز على أسنانه بعناد، ويوكز جواده باستعجالٍ، وبعينين كعيني الصقر يتطلع إلى فلسطين كلها، يشير إليها بنفسه ويوصي بها الأجيال من بعده، تلك هي بلاده التي يؤمن بها وطناً محرراً كاملاً لا يشارك شعبه فيها أحدٌ.
لم يُهزمْ أبو عاصف ولم تسكن ثورته العاصفة، وإن كان من على صهوة جواده قد ترجل، ومن بيننا قد غاب، فقد هزم بكبريائه إسرائيل، وفضح بصبره ممارساتها، وكشف بثباته عدوانها، وكسر بتضحياته جبروتها، واستعلى عليها يوم أن صدح بالأذان مكبراً الله أكبر، فوق ركام منزلي ولديه اللذين هدمهما الاحتلال.
ومن قبل انتصر عليها هو وشقيقه نائل وابن عمه فخري، عندما رفضوا استعطاف القضاة وطلب الرحمة من هيئة المحكمة، ورددوا شعارهم الذي تخلده بلدتهم كوبر "ما بنتحول ما بنتحول يا وطني المحتل"، ولعلها اليوم تنظر إلى نفسها أمامه وهو الطود الشامخ، الرمز الكبير، القامة العالية، بذلةٍ وانكسارٍ، وجبنٍ صغار، وتوقن أن هزيمتها قادمة لا محالة، وزوالها قريب لا مناص.
على فراشه توفي عمر البرغوثي كسيف الله المسلول خالد بن الوليد، وما في عمره عامٌ بلا مقاومةٍ أو اعتقال، أو تسليحٍ وإعدادٍ، أو تعبئةٍ وتحريضٍ، فقد قضى من عمره ثلاثين عاماً في السجون والمعتقلات، صابراً محتسباً، ثابتاً صلباً، لا تلين له قناة ولا تضعف عنده عركية، وقضى نيفاً عنها في سوح المقاومة والجهاد، مدرباً ومنسقاً، ومخططاً وموجهاً، وراعياً ومراقباً، أدمى خلالها عيون العدو وأوجعهم، وأذاقهم والمقاومون الذين معه، مُرَّ الأسى وجزع الفقد، وألم الجرح وعاهة الإصابة، وما علم العدو بدوره إلا يوم وفاته، وما اكتشف خبرته إلا بعد رحيله، فرحمة الله عليه، ونسأله سبحانه وتعالى أن يحسبه شهيداً، وأن يجمعه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن تقر عينه بولده الشهيد صالح، في جنان الخلد وفردوسها الأعلى.
بيروت في 30/3/2021
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3Ojj9zCUyeWTiQZ-XZRLVkH96SXtpy1fqZghowyV7eVLgsA%40mail.gmail.com.
Monday, 29 March 2021
{الفكر القومي العربي} حرب الوجود
Re: {الفكر القومي العربي} مقالة من كاتبها رشيد شاهين بعنوان فشل "اليسار" في تشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات
Sent: Sunday, March 28, 2021 9:33:48 PM
Subject: {الفكر القومي العربي} مقالة من كاتبها رشيد شاهين بعنوان فشل "اليسار" في تشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات
فشل "اليسار" في تشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات
رشيد شاهين
قبل ان نبدأ لا بد من الإشارة إلى أن المقصود هنا هي الأحزاب والفصائل التي اصبحت معروفة على أساس انها "يسارية" والمقصود هنا الجبهتين الشعبية والديمقراطية، حزب الشعب وحركة فدا والمبادرة.
لم يكن غريبا فشل ما يسمى "اليسار "بالوصول إلى أي نوع من انواع الصيغ الوحدوية من أجل الخروج للجمهور الفلسطيني بقائمة موحدة لخوض العملية الانتخابية أمام طرفي الانقسام- فتح وحماس-.
هذا "اليسار" برأينا قد فَوت العديد من الفرص للوحدة أو اتخاذ مواقف وحدوية أهمها فشله في تشكيل "جبهة عريضة" ضد الانقسام، وظل خلال تلك الأعوام يراوح مكانه حتى لا نقول "يتراجع" وكان أكثر ما ابتكرته قوى "اليسار" هو مزيد من البيانات ضد الانقسام الذي ما زال يترسخ ويزداد عمقا بغض النظر عن كل الاضاليل التي نسمعها.
كان البعض يراهن على وحدة "اليسار" برغم اننا قلنا منذ البداية انه لن يكون هناك قائمة موحدة "لليسار" لمعرفتنا بالكيفية التي يفكر كل من اطرافه، وأنه يعتقد أنه الأقوى والأهم على الساحة.
عندما تجلس هذه القوى سوية من أجل التفاوض فإنها "تجتر" كل رواسب الماضي وتستحضرها في ذهنها وهذا ما يؤدي إلى الفشل الذريع.
كل ما يقال عن انفتاح على الآخر واستعداد للتعاون، ليس سوى شعارات براقة تذهب ادراج الرياح عندما يبدأ الحديث في العمق، فلا هذا يقر بحجمه الطبيعي في الشارع ولا ذاك يقر بمدى تأثيره على الجماهير، الجميع يعتقد أنه "ابو اليسار" وأنه بدونه لا وجود لقوى من هذا النوع.
ما هي الحصيلة التي سنحصل عليها نتيجة تفتت هذه القوى، اعتقد انها لن تكون افضل من المرة السابقة، بعضها سيحصل على نسبة الحسم زائد مقعد او اثنان وبعضها لن يتجاوز نسبة الحسم، في احسن الأحوال ثمانية مقاعد بالكثير.
أما لو أنها دخلت في قائمة موحدة فإن هذا كان سيؤدي إلى وضع مختلف تماما، حيث ستكون ثالث أكبر تكتل بعد فتح وحماس، وهذا ما سيدفع كل " اليساريين الديمقراطيين والتقدميين" إلى دعم هكذا تكتل لان هؤلاء سيعتبرونه أفضل الموجود، ونعتقد انه كان لهكذا قئمة ان تحصد ما لا يقل عن 12 الى 15 مقعدا.
اما وطالما بقيت حالة التشرذم فإن الكثير من جمهور "اليسار" سيستنكف ويمتنع عن المشاركة بالتصويت لانه يعلم أن لا فائدة من قوى متفسخة وغير موحدة تحت قبة البرلمان.
ما يدعى باليسار بات في الحقيقة مجرد وهم يعيش البعض على اطلاله ويتغنى ببطولاته التي أصبحت من الماضي السحيق.
عظم الله اجركم في يساركم، والبقاء لقوى الانقسام تاجا على رؤوسكم المتكلسة.
28-3-2021
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/AM4PR07MB3187B4936BD78004A08FDA28DE7F9%40AM4PR07MB3187.eurprd07.prod.outlook.com.
Sunday, 28 March 2021
{الفكر القومي العربي} مقالة من كاتبها رشيد شاهين بعنوان فشل "اليسار" في تشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات
فشل "اليسار" في تشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات
رشيد شاهين
قبل ان نبدأ لا بد من الإشارة إلى أن المقصود هنا هي الأحزاب والفصائل التي اصبحت معروفة على أساس انها "يسارية" والمقصود هنا الجبهتين الشعبية والديمقراطية، حزب الشعب وحركة فدا والمبادرة.
لم يكن غريبا فشل ما يسمى "اليسار "بالوصول إلى أي نوع من انواع الصيغ الوحدوية من أجل الخروج للجمهور الفلسطيني بقائمة موحدة لخوض العملية الانتخابية أمام طرفي الانقسام- فتح وحماس-.
هذا "اليسار" برأينا قد فَوت العديد من الفرص للوحدة أو اتخاذ مواقف وحدوية أهمها فشله في تشكيل "جبهة عريضة" ضد الانقسام، وظل خلال تلك الأعوام يراوح مكانه حتى لا نقول "يتراجع" وكان أكثر ما ابتكرته قوى "اليسار" هو مزيد من البيانات ضد الانقسام الذي ما زال يترسخ ويزداد عمقا بغض النظر عن كل الاضاليل التي نسمعها.
كان البعض يراهن على وحدة "اليسار" برغم اننا قلنا منذ البداية انه لن يكون هناك قائمة موحدة "لليسار" لمعرفتنا بالكيفية التي يفكر كل من اطرافه، وأنه يعتقد أنه الأقوى والأهم على الساحة.
عندما تجلس هذه القوى سوية من أجل التفاوض فإنها "تجتر" كل رواسب الماضي وتستحضرها في ذهنها وهذا ما يؤدي إلى الفشل الذريع.
كل ما يقال عن انفتاح على الآخر واستعداد للتعاون، ليس سوى شعارات براقة تذهب ادراج الرياح عندما يبدأ الحديث في العمق، فلا هذا يقر بحجمه الطبيعي في الشارع ولا ذاك يقر بمدى تأثيره على الجماهير، الجميع يعتقد أنه "ابو اليسار" وأنه بدونه لا وجود لقوى من هذا النوع.
ما هي الحصيلة التي سنحصل عليها نتيجة تفتت هذه القوى، اعتقد انها لن تكون افضل من المرة السابقة، بعضها سيحصل على نسبة الحسم زائد مقعد او اثنان وبعضها لن يتجاوز نسبة الحسم، في احسن الأحوال ثمانية مقاعد بالكثير.
أما لو أنها دخلت في قائمة موحدة فإن هذا كان سيؤدي إلى وضع مختلف تماما، حيث ستكون ثالث أكبر تكتل بعد فتح وحماس، وهذا ما سيدفع كل " اليساريين الديمقراطيين والتقدميين" إلى دعم هكذا تكتل لان هؤلاء سيعتبرونه أفضل الموجود، ونعتقد انه كان لهكذا قئمة ان تحصد ما لا يقل عن 12 الى 15 مقعدا.
اما وطالما بقيت حالة التشرذم فإن الكثير من جمهور "اليسار" سيستنكف ويمتنع عن المشاركة بالتصويت لانه يعلم أن لا فائدة من قوى متفسخة وغير موحدة تحت قبة البرلمان.
ما يدعى باليسار بات في الحقيقة مجرد وهم يعيش البعض على اطلاله ويتغنى ببطولاته التي أصبحت من الماضي السحيق.
عظم الله اجركم في يساركم، والبقاء لقوى الانقسام تاجا على رؤوسكم المتكلسة.
28-3-2021
{الفكر القومي العربي} الأحزابُ لنتنياهو كيفَ نصدقُكَ وهذا أثرُ فأسِكِ
الأحزابُ لنتنياهو كيفَ نصدقُكَ وهذا أثرُ فأسِكِ
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
أغلقت الصناديق وانتهت الانتخابات الإسرائيلية الرابعة، ووضعت الحرب الدعائية أوزارها، وسكتت مكبرات الصوت، وتوقفت الحناجر عن الوعود والتعهدات، وسكنت الأحزاب أوكارها، وعادت إلى مراكزها ومقراتها، فقد مضى وقت الغراس وحان وقت الجنى والحصاد، وأعلنت النتائج وظهرت الأرقام، فتبين منها أن الواقع لم يتغير، والجمود لم يتبدل، حيث عادت الأوضاع إلى ما كانت إليه، فالاستغلاق محكم، والاستحكام ضيق، والتموضع شديد، والعجز مسيطر، وقد عاد الخاسرون منكسي الرأس، ورجع المنتصرون خائبين بفوزهم الذي جاء مراً وكأنه الهزيمة، مهيناً وكأنه الرهينة.
الكل في حاجةٍ إلى الكل، والكل يريد أن يستغل الكل، والقوي ضعيف إلا أن ينصره الضعيف، والضعيف قويٌ إذا ناصر القوي، ولكن لكلٍ شروطه التي يراها الآخر تعجيزية، وينظر إليها على أنها انتهازية، ولكنه لا يستغنى عنها ولو كانت مذلة، ولا يفرط فيها ولو أنها كالقيد في الرسغ ثقيلة، فالأحزاب الصغيرة على صغرها وضآلة حجمها شديدة التأثير، فهي كالقط المربوط إلى الجمل، والجمل بقرش والقطة بألف، والبيع لا يتم إلا معاً، وعلى القوي أن يقبل بالعرض ولا يعارض، وإلا يطرد ويحرم، فالحاجة كبيرة والمنافسون كثير، و"ذو الحاجة دائماً أرعنٌ" يخضع ويقبل، وإلا فإن غيره سيسبقه ويدفع أكثر ويرضى.
بدا نتنياهو كالفأر داخل المصيدة مذعوراً خائفاً يترقب، يبحث عن شريكٍ ينصره، أو حليفٍ يعاضده، أو مطيةٍ يركبها حتى محطته القادمة، فهو وائتلافه اليميني في حاجةٍ لعشرة أصواتٍ، إذ أن مجموع ما يشكله فريقه بلغ 52 عضواً في الكنيست، لذا فقد توجه فور صدور النتائج الأولية للانتخابات صوب زعيم يمينا نفتالي بينت، وعرض عليه دعم تحالفه مقابل تعهدٍ واضحٍ له بالاستقالة من رئاسة الحكومة بعد سنةٍ من تشكيل الحكومة، لكن نفتالي بينت رفض عرضه وذكره بتحالفه مع بيني غانتس، وكيف أنه غدر به وخدعه، وتخلى عنه بعد أن استفاد منه وعبر به المرحلة.
مال نتنياهو صوب حزب أمل جديد الذي يرأسه خصمه اللدود جدعون ساعر، لكنه لم يخاطب رئيسه لعلمه أنه لن يستجيب له ولن يقبل به شريكاً، وإن كان بعض العالمين ببواطن الأمور يرون أنه أرسل له بن شبات مبعوثاً من طرفه، لكن المعلن أنه خاطب بعض أعضاء حزبه الذين خرجوا للتو من حزب الليكود، وشكلوا مع ساعر حزبه الجديد، وحاول أن يستميل بعضهم ويحرضهم للعودة إلى صفوف الليكود من جديد، مقابل مناصب مكفولة لهم، والتزاماتٍ يقدمها ويقطعها على نفسه، بألا يتحالف مع القائمة الموحدة، وألا يلتزم تجاه زعيمها منصور عباس بأي التزام، لكن أعضاء حزب أمل جديدٍ وقفوا في وجه كالسد المنيع، فرفضوا عرضه، وأصروا على موقفهم الداعي إلى رحيله، فهو بالنسبة لهم كاذبٌ يناورُ، ومنافقٌ يتلونُ، يبحث عن مصالحه الشخصية أولاً، ولو أنها تعارضت مع مصالح دولته وشعبه.
أما بيني غانتس الخاسر دوماً المغبون أبداً، الغر الذي استغله نتنياهو وتهكم به واستخدمه، وبَهَّتَ صورته وهمشه، وتسبب في عزلته وأضعفه، فسيستبقيه نتنياهو حتى اللحظة الأخيرة، معتقداً أنه سيقبل بعرضه، وسيتبعه مقابل عظمةٍ جديدةٍ يلقيها إليه، فهو أضعف من أن يصمد، وأكثر ضحالةً من أن يفكر ويخطط، وأشد حاجةً من أن يترفع ويَتَعَزَّزَ ويدعي الكرامة، إلا أن أتباعه الذين ناصروه في ساعة العسرة وأيدوه رغم العثرة، قد قيدوه بالأحكام، وشددوا عليه الشروط والمواثيق، حتى يبقى في معسكر "بديل نتنياهو"، وألا يصدق وعود الأخير الذي غدر به وأحرجه.
إلا أن نتنياهو سيحتفظ بهذه الورقة في جيبه حتى اللحظة الأخيرة، ظناً منه أنه سيربحها، خاصةً إذا وعده بضم حزب القائمة الموحدة "رعام" بزعامة منصور عباس، إذ لا قيمة لغانتس وحده دون القائمة الموحدة، ولا قيمة للأخيرة دون غانتس، فكلاهما معاً يحققان له النصاب المطلوب، ويمكنانه من تجاوز العقبة وضمان الأغلبية البسيطة المؤيدة لحكومته في الكنيست، لكن الرجلين يدركان أن نتنياهو سينقلب عليهما، ولن يلتزم معهما، بل قد يستفيد منهما في تمرير الحكومة والتمديد لنفسه سنةً إضافية، قبل الدعوة إلى انتخاباتٍ خامسةٍ يستغرق الوصول إليها أكثر من سنةٍ، يبقى خلالها رئيساً للحكومة فترةً إضافيةً.
يتساءل العديد من المراقبين الإسرائيليين والمتابعين لمساعي محاولات نتنياهو الحصول على ترشيح رئيس الكيان له بتشكيل الحكومة، هل سينجح في شق الصفوف وتمزيق الأحزاب واختراق الكتل، واستمالة بعض الذئاب المنفردة، أمثال شاشا بيتون وهي الشخصية الثانية في حزب "الأمل الجديد" بعد ساعر، أو رئيس الحزب الصهيوني الديني بتسلئيل سموتريتش، حيث يبدو أنهما الأقرب إليه رغم عدم ثقتهما به.
بدأت أوراق نتنياهو تنفذ وبطاقاته الرابحة تحرق، ولم يعد ساحراً ناجحاً يخرج أسراب الحمام من أكمامه، وينتقل من فوزٍ إلى آخر، ويكسب كل معاركه ويخرج منها منتصراً، فقد أصبح مفضوحاً في الساحة الحزبية الإسرائيلية، فلا أحد يصدقه، ولا يوجد من يأمنه، والكل يدرك أنه يتطلع لأن يكون رئيساً للحكومة الإسرائيلية لا أكثر، وقد ينجح خصومه هذه المرة في إسقاطه وسحب البساط من تحت قدميه، فلا يعود مرشحاً لتشكيل الحكومة، أو قادراً على تشكيلها.
فهل انتهى مفعول السحر، وانقلب الأتباع على الساحر وكشفوا لعبته، وأصبح من الصعوبة بمكانٍ عليهم أن يصدقوه وهم يرون أن بوائقه كثيرة وأكاذيبه عديدة، وآثار غدره باقية تتمدد وتتجدد، أم أن لعاب الطامعين سيسيل، وبريق المناصب سينتصر، وطبيعة الانتهازيين ستغلب، وسَيُعَوِّمُ السذجُ البلهاءُ الخبيثَ المكارَ.
بيروت في 28/3/2021
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjibxCX1yLZMnChY3C6m6m0Y%2BcAbWTw90HVSMD%2BT-gjd%2Bw%40mail.gmail.com.
Friday, 26 March 2021
{الفكر القومي العربي} في زمنِ التطبيعِ سوقُ المرأةِ الإسرائيليةِ ينشطُ ويزدهرُ
في زمنِ التطبيعِ سوقُ المرأةِ الإسرائيليةِ ينشطُ ويزدهرُ
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
كأنهنَّ انطلقن من عقالهن، أو فلتن من زمامهن، وخرجن من محشرهن، فرادى وزرافات، كاسياتٍ وعارياتٍ، متبرجاتٍ ومزيناتٍ، جميلاتٍ ومُتَجمِّلاتٍ، فتياتٍ قاصراتٍ، وشاباتٍ يافعاتٍ، وأخرياتٍ ناهزن الثلاثين واقتحمن الأربعين، وغيرهن ومثلهن كثيرات، خرجن بسرعةٍ وعلى عجل، ودون انتظارٍ أو وجلٍ، يسابقن الزمن ويُراهِن على الغد، وجمع الأموال والعد، وقد حزمن أمتعتهن، وصررن ثيابهن، وحجزن رحلتهن، وضَمِنَّ غرفهن في أفخم الفنادق وأجمل المدن، وأبعد الدول وأقربها، فهذا هو موسمهن وسوقهن، وهو عملهن الرائج ومهنتهن القديمة، يُتْقِنَّهَا بدقة، ويُحْسِنَّ العمل فيها بسعادة، ويتنافسن فيها بغنجٍ ودلالٍ، وقد عملن في بلادٍ كثيرة، لكنهن كُن يَتُقْنَ للعمل في الدول العربية، الغنية النفطية، المزدهر اقتصادها، العامرة كازينوهاتها، والجاذبة مراقصها، الكثيرة زوارها، الوافرة أموالها.
لم تكد بعض الدول العربية توقع اتفاقية سلامٍ مع الكيان الصهيوني، وتعترف به وتباشر التطبيع معه، وتبدأ الرحلات الجوية المباشرة بينهما، حتى شدت المرأة الإسرائيلية بهويتها وجواز سفرها الإسرائيلي، الرحال صوبها تنشد العمل والاستثمار بجسدها ومواهبها فيها، وقد سبقها إليها رجالُ أعمالٍ ومديرو عمل فناناتٍ وراقصاتٍ إسرائيلياتٍ، ممن يعرفون الأسواق العربية، ويفهمون أذواقهم ويعرفون اهتماماتهم، ويستطيعون تلبية احتياجاتهم وتوفير طلباتهم، بل وإغراقهم بالجديد والغريب الذي يستطيب به بعضهم ويسعى إليه، ولعل الإعلانات التي انتشرت عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة، تبين أن الفرق الفنية الإسرائيلية قد بدأت بالفعل مشروعها الرسمي والمعلن، حيث تظهر الأسماء والعناوين والهواتف، والصور والقدرات والمميزات، بصورةٍ واضحةٍ وصريحةٍ لمن يرغب في المشاهدة والاستمتاع.
لسن كلهن بائعات هوى، وساعيات للربح والاستفادة المادية، وإن كُنَّ لا يمانعن من الاستمتاع والاستفادة والربح، ولكنهن يتسترن بالبغاء وحقيقتهن العمالة، ويظهرن وكأنهن فنانات أو راقصات، وهن عاملات في الموساد والمخابرات الإسرائيلية، إنهن مجنداتٌ في الوحدات الخاصة، ومكلفات بمهامٍ سرية، وناشطاتٌ في الأمن الإسرائيلي، وإن ظهرن كمومسات تحت مسمياتٍ مختلفةٍ، تماماً كوزيرة الخارجية الأسبق تسيفني ليفني التي تتباهى بأنها استخدمت جسدها في مهامٍ خاصة، ومارست الجنس تسهيلاً لعملها وضماناً لحسن النتائج، فلم تمنعها مكانتها وشخصيتها عن ممارسة الدعارة حيناً، أو العمل نادلة في أحد المطاعم حيناً آخر، طالما أن الهدف كان لديها خدمة "دولة إسرائيل وشعب إسرائيل".
وجدت المرأة الإسرائيلية أن الآفاق العربية قد فتحت أمامها هذه المرة بطريقةٍ مختلفة، فقديماً كُنَّ لا يستطعن تجاوز مصايف ومنتجعات سيناء وشرم الشيخ والغردقة، ولا يسمح لهن بالخروج من الفنادق إلا ضمن مجموعاتٍ خاصةٍ وفي ظل حمايةٍ ومرافقةٍ أمنية، وبعلم السلطات العربية وتنسيق وموافقة السفارة الإسرائيلية، ولكنهن اليوم يستطعن دخول مدناً عربية كثيرة، والإقامة في فنادقها، والعمل فيها رقصاً واستعراضاً، وسهراً وقماراً، وغير ذلك مما كن يحلمن به، وأصبحن يستطعن نسج علاقاتٍ خاصة، بعضها غرامية بقصد التكسب والمنفعة، وأخرى مقصودة ولها أهداف محددة، ولكنها تغلف بعلاقاتٍ غرامية وسهراتٍ فنيةٍ ولقاءاتٍ خاصةٍ، وقد يكون بالقرب منهن من يوجههن ويتابعهن، ويرشدهن ويحميهن.
لا تقف المخابرات الإسرائيلية وخاصة جهاز الموساد متفرجةً أمام الانفتاح الجديد والتطبيع الحميم، بل تعتبر أن هذه التطورات هي من صلب عملها، وهي تصب في تخصصها وتساعد على تنفيذ مهامها وتسهيل عملها، وهي فرصتها السانحة وضالتها المنشودة، لهذا فلا نستغرب أنها من ينظم سفر المرأة الإسرائيلية، ومن ينسب الأسماء وينسق المواعيد، ويحدد لها الزبون ويطلب منها المهمة، وهو من يصدر لها بطاقات التعريف وتسهيل العمل والانتقال، لتصبح مهمتها سهلة وممكنة، ولتكون شخصيتها مقبولة ومأمونة، ليسل على الفريسة الوقوع في الفخ، والاطمئنان إليها والعمل معها، ولعل أروقة المخابرات المصرية وملفاتها الخاصة تحتفظ بالكثير من الحوادث والقصص التي كانت المرأة الإسرائيلية، عميلة الموساد الإسرائيلي بطلتها، ولكن السرية الأمنية تمنع نشر قصصهن وفضح مغامرتهن.
يخصص الموساد أقساماً خاصة بوحداتٍ تخصصية، مزودة بكل الإمكانيات والقدرات، ولديها الكثير من البيانات والمعلومات، وفيها مراكز للتدريب والتأهيل، لتسهيل عمليات اختراق الأوساط العربية من خلال المرأة الإسرائيلية، التي تشارك في مثل هذه الأعمال بعد خوضها مسابقاتٍ رسميةٍ تعلن عنها إدارة الموساد، وتضع الشروط المطلوبة في المرأة المرشحة، لجهة السن واللون، والشكل والجمال، والجاذبية والحضور، والثقافة واللغة، لتتمكن من أداء الأدوار المطلوبة منها على أكمل وجه، فالمطلوب منها توريط شخصياتٍ كبيرة وربط أخرى هامة، وتجنيد العملاء وجمع المعلومات ورصد الأهداف، وبث الرذيلة ونشر الفاحشة، وإفساد المجتمع وتخريب الجيل، ليتسنى لهم السيطرة والتحكم، والتوجيه والإدارة.
انتبهوا أيها العرب، زواراً ومواطنين، رجالاً ونساءً، حكاماً ومسؤولين، فقد أصبحتم قريبين من الفخاخ الإسرائيلية، وعلى تماسٍ مع الفتنة الأمنية، فلا يغرنكم الجمالُ، ولا تطمس على عيونكم المتعة، ولا تسقطوا فريسة الفتنة، فأنتم الهدف المقصود صيده، والعميل المطلوب الإيقاع به وربطه، فاحذروا العدو وتصدوا له، وأغلقوا الأبواب في وجهه، وضيقوا الفرص أمامه، واعلموا أنه يعمل ضدكم ويخطط للنيل منكم، ولا يظهر لكم الود إلا للوصول إليكم والتواصل معكم، ولا سبيل لمواجهته والتصدي له، وإفشال مخططاته وإحباط مشاريعه، إلا بإعلان الحرب عليه ومقاطعته، ورفض الاعتراف به ومواجهته، فهذا لعمري هو أيسر السبل وأهونها، وأكثرها أمناً وسلامةً، وستعلمون حقيقة ما أقول ولو بعد حينٍ فانتبهوا.
بيروت في 26/3/2021
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjiQp3D8vhOg4VpdXWkfRWghDNd-53fiUQuk7OnBRGmtZg%40mail.gmail.com.