Wednesday, 29 September 2021

{الفكر القومي العربي} فلسطين بالدمِ حاضرةٌ وفي خطابِ الأممِ غائبةٌ

فلسطين بالدمِ حاضرةٌ وفي خطابِ الأممِ غائبةٌ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

كأنه نسي أن كيانه هو سبب الاضطراب والتوتر في المنطقة، وسبب الفوضى وعدم الاستقرار، وأنه السبب الرئيس في اندلاع الحروب وتفجر الصراعات، وخلق الفتن وصناعة المؤامرات، ونشر الكراهية وشيوع الإرهاب، وغياب الديمقراطية وفرض الديكتاتوريات، وشحذ النعرات العرقية واستنفار العصبيات المذهبية، ورعاية مظاهر التمرد ودعوات الانفصال، ودعم أطرافها بالخبرة والسلاح، وتشجيعها بالمال والمساعدات، وتحريضها على إشعال المنطقة وإرباكها، وفقدانها أمنها وانهيار اقتصادها وفشل بلادها.

 

حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، في أول كلمةٍ له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي بدا فيها متمكناً من لغته الانجليزية الأم، إظهار الإنكار ورفض الاعتراف، وتجاهل حقائق الواقع، والإصرار على الهروب إلى الأمام، وعدم الإقرار والتسليم بالبديهيات المعروفة والوقائع الدامغة، بأن كيانه هو المسؤول عما يعاني ومنه يشكو، وأنه هو الذي وضع نفسه وشعبه في مربع الخوف ودائرة الرعب، وأنه المسؤول عن كل الدماء التي تسيل، والأرواح التي تزهق، والبلاد التي تدمر، والأموال التي تهدر، والخراب العام الذي يسود وينتشر، ويطغى ويكثر.

 

تعمد بينت أن يظهر نفسه على منصة الأمم المتحدة مظلوماً مستضعفاً، ومستهدفاً مهدداً، وأن شعبه مسكينٌ يضطهد، ومظلومٌ يُرَّوع، ومسالمٌ يُهدَّدُ، رغم أن أيدي كيانه ظاهرة، وآثار مؤامراته بادية، ونتائج عدوانه طاغية، وظلمه وبغيه لا يخفى على أحد، ولا ينكره إلا نفسه والمتحالفون معه، إلا أنه تجاهل كل ذلك وانشغل بغيرها، وادعى الخوف والمظلومية، وشكى من التهديد والخطر، وطالب المجتمع الدولي بنصرته ومساعدته، وتأييده والوقوف معه، وتصديق روايته والموافقة على خطته.

 

أغفل بينت متعمداً وتجاهل قاصداً أن كيانه يحتل أرضاً عربيةً فلسطينية، وأنه طرد سكانها وشرد أهلها، وقتل واعتقل عشرات الآلاف من أهلها، وأن مستوطنيه قد حلوا مكانهم واستوطنوا أرضهم، وعمروا بيوتهم وحقولهم، وسكنوا منازلهم ومزارعهم، واستولوا على حقوقهم وممتلكاتهم.

 

وما زال كيانه يمعن في قضم ما بقي من أراضي الفلسطينيين ويصادرها، ويبني عليها مستوطناته وينقل إليها مستوطنيه، بينما يحرم الفلسطينيين، وهم سكان الأرض الحقيقيين، من حقوقهم المشروعة في أرضهم وبيوتهم وحقولهم وبساتينهم ومياههم، ويعمل على طردهم مما بقي لهم، وخلعهم من أرضهم، واستئصالهم من جذورهم، وشطب هويتهم، وطمس حضارتهم، وإنكار تاريخهم، وتغير أسمائهم، وفرض وقائع جديدة كاذبة ومزورة، تؤيد حق كيانه، وتنكر حق الشعب الفلسطيني وأصالة وجوده.

 

في الوقت الذي يصر فيه بينت وقادة الكيان الصهيوني، على حرمان الفلسطينيين من حقهم في الحياة الحرة الكريمة الشريفة، والاستمتاع بأرضهم ووطنهم ودولتهم السيدة الحرة المستقلة، فإنه يستنكر مقاومتهم، ويعيب عليهم صمودهم، ويدين ثورتهم، ويقف ضد انتفاضتهم، ويريد منهم يكفوا عن مواجهتهم، وأن يسلموا أسلحتهم، وينبذوا نضالهم، ويلعنوا تاريخهم، ويجحدوا ماضيهم، وأن يتخلوا عن شهدائهم وأسراهم، وأن يكفوا عن دعمهم ومساندتهم، وأن يسلموا له بما سلب، وأن يقروا لكيانه بشرعية الوجود وحق البقاء. دون أن يقدم لهم شيئاً مما لهم، أو يسلم لهم ويعترف بحقوقهم.

 

في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يأت بينت على ذكر الفلسطينيين، ولم يذكر قضيتهم، ولم يشرح معاناتهم، ولم يعدد مآسيهم، ولم يذكر أنهم يعانون من الاحتلال، ويقاسون من سياسته، وأن جلهم يقع تحت الحصار، ويخضع للأحكام العسكرية، فيقتلون ويعتقلون، وتداهم بلداتهم وتجتاح مناطقهم، وكأن القضية الفلسطينية غير موجودة أصلاً، وفلسطين ليست حقيقة، فلا اسم لها على الخارطة السياسية، ولا وجود لها على الأرض الجغرافية، فلا أرض لها ولا شعب، ولا مقدسات لها ولا أسرى، ولا تاريخ لأهلها فيها ولا حضارة لهم.

 

أنكر نفتالي بينت القضية الفلسطينية في وقتٍ كانت فيه فلسطين تشتعل ناراً، وتستعر أواراً، وتلتهب اشتباكاتٍ في أكثر من مكانٍ في الضفة الغربية، سقط خلالها شهداءٌ عديدون في القدس ورام الله وجنين، واجتاحت قواتُ النخبة في جيش الاحتلال أكثر من منطقة في الضفة الغربية، قبل وبعد اعتقال الأسرى المحررين الستة، الذين تمكنوا من الفرار من سجن جلبوع المحصن، وما زالت قواته تقتل الفلسطينيين على الحواجز الأمنية التي نصبتها، والمعابر التي فرضتها وأبقتها، في الوقت الذي تواصل فيها طائراتها الحربية ودباباتها المدمرة قصف أهدافٍ متفرقة في قطاع غزة، تطال البيوت والمساكن، والمزارع والمعامل، والمؤسسات الأمنية والمقرات الشرطية وغيرها.

 

يظن نفتالي بينت، الذي يوصف بأنه الأضعف بين رؤساء الحكومة وأقلهم حيلة، أنه يستطيع أن يحقق ما لم يحققه أسلافه، وأنه سينجح في دفع دول العالم إلى تأييد كيانه، والإصغاء إليه وتصديق روايته، والالتفات إلى الملف النووي الإيراني والانشغال به عن القضية الفلسطينية، والعمل معه لمواجهة إيران والتصدي لأطماعها النووية.

 

فهي الخطر الداهم والرعب القادم، الذي سيغير وجه المنطقة في حال امتلاكها للقنبلة النووية، لهذا فقد أكثر من ذكر اسمها وعدد أخطارها، وحذر من نواياها، ونبه إلى مشاريعها، ولكن مسعاه قد فشل، وهدفه لم يتحقق، إذ لم يصغ إلى كلمته سوى قلةٍ من المعروفين بالولاء إلى كيانه، الذين يدافعون عن ظلمه وعدوانه وبغيه وطغيانه.

 

لكن أغلب مندوبي وممثلي دول العالم في الأمم المتحدة يعرفون فلسطين جيداً، ويدركون عدالة قضيتها، ويؤمنون بحق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه الحرة، وفي ظل دولته المستقلة، وبكامل سيادته الوطنية، وقد سبق للأمم المتحدة أن أصدرت قراراتٍ دولية، تعترف فيها بالدولة الفلسطينية، وتمنحها حق العضوية فيها، وتدين الكيان الصهيوني وتتهمه بالمسؤولية عن مأساة الشعب الفلسطيني، وتصنف الصهيونية بأنها حركة عنصرية، وتدين عمليات الاستيطان الإسرائيلية وتعتبرها غير شرعية، وتدعو "إسرائيل" إلى الاعتراف بقرارتها والالتزام بها، وتمكين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم وتقرير مصيرهم بأنفسهم.

 

بيروت في 30/9/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjgtnFpe4QDnzW5p6rBLZKjKcG8MgjZCaj_8ib-hJ0wkAg%40mail.gmail.com.

{الفكر القومي العربي} العراقُ يقاومُ ولا يساومُ ويمانعُ ولا يطبعُ

العراقُ يقاومُ ولا يساومُ ويمانعُ ولا يطبعُ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

لسنا بحاجةٍ نحن الفلسطينيين إلى من يذكرنا بالعراق الأصيل، وبأهله الأماجد، وسكانه الشرفاء، وشعبه العظيم، وتاريخه العريق، وصموده الرهيب، وثباته المهيب، وقتاله العنيد، ومجده التليد، ومواقفه الخالدة، وسياساته الرائدة، وراياته في الحرب الخفاقة، ومعاركه ضد العدو الباقية، وآثاره في أرضنا الخالدة، فتاريخه القديم والجديد شاهدٌ على شعبه المعطاء، وتضحياته العظيمة، ونخوته العربية، ومشاعره الصادقة، وسخائه وجوده، ونصرته ومروءته، وبأسه الشديد، وعنفوانه الحديد، وقتاله الضاري، واستبساله العجيب، وإقدامه الماضي كسيف، والقاطع كسكينٍ، والمندفع كسيلٍ.

 

لا نَشُكُ يوماً في حب العراق لفلسطين وشعبها، وعشق أهله لهم ولها، وصدقهم معها وإخلاصهم لها، وتفانيهم من أجلها، وتضحياتهم في سبيلها، فهي تسكن قلوبهم، وتجري مع الدماء في عروقهم، ويرضعونها أطفالهم مع حليب أمهاتهم، ويربون أبناءهم على حبها، وينشئونهم على الولاء لها، ويستنشقون عبيرها مع الأنفاس، ويشمون أريجها المنبعث منها كضياء، والممتد منها كنورٍ، فلا يحجبهم عنها شيء، ولا يمنعهم عن نصرتها أحدٌ، ولا يجبرهم على خذلانها سلطانٌ جائرٌ أو حاكمٌ ظالمٌ، ويسكنهم حلم تحريرها والصلاة فيها، واستعادتها والرباط فيها، وتطهيرها ونيل بركتها، فهي قبلتهم الأولى، ومسرى رسولهم الأكرم، ومعراجه إلى السماوات العلى، وفيها ثالث الحرمين الشريفين الذي إليه تشدُ الرحال.

 

الفلسطينيون جميعاً يحبون العراق وشعبه، إذ ما رأوا منه إلا خيراً، وما لمسوا منه إلا صدقاً، وما عرفوا عنه إلا أنه كان سباقاً إلى كل مكرمةٍ، وتواقاً إلى كل معركةٍ، وقد أغدق على الفلسطينيين وأعطاهم، ومنحهم وأسبغ عليهم، وكان سخياً أكثر من غيره، وجواداً أكثر من سواه، يحثو عليهم المال، ويغدق عليهم بالسلاح، وكان الفلسطيني الذي لم يَشْكُ فيه من غربةٍ أو وحدةٍ، بينهم معززاً مكرماً، فكان كالعراقي في حقوقه، وكابن البلد في امتيازاته، فلا يفرق العراقيون بينهم، ولا يقصرون في التقرب إليهم والتواد معهم، فكانوا جيرانهم في السكن، وأصهارهم في النسب، وشركاءهم في العمل، وأهلهم في الأفراح، والأقرب إليهم في الأتراح، وكانوا في المدارس مع أولادهم أترابُ، وفي الجامعات مع أبنائهم زملاءُ، وفي البعثات العلمية مع مبعوثيهم رفاقُ.

 

أما العدو الصهيوني فهو يمقت العراق ويكرهه، ويخشاه ويخاف منه، ويحقد عليه ويتربص به، ويتآمر عليه ويخطط له، وهو يدرك قوته ويعرف قدرته، ويهاب من مجابهته ويهرب من مواجهته، فقد ذاق منه الأمرين، واكتوى جنوده من حمم ناره وقذائف دباباته، وأوهنت مدافعه قواه، وألحقت به قواته خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات، وما زال العدو يعدها ويحفظها، ويذكرها ولا ينساها، فقد شارك الجيش العراقي في كل الحروب العربية ضد الكيان الصهيوني، في الأعوام "48، 67، 73"، وكان لكتائبه صولاتٌ وجولاتٌ في أكثر من جبهةٍ مع العدو، وكان لجنوده بأسٌ عرفوه، وشدةٌ ذاقوا مرارتها، وكثافة نيران أوجعتهم.

 

لا يريد الإسرائيليون وحلفاؤه للعراق العظيم أن يعود إلى سابق مجده، أو أن يحافظ على صدق وعده، وأن يكون وشعبه إلى جانب الفلسطينيين ومعهم، جنوداً ناصرين، ومقاومين صادقين، وصناديد مقاتلين، أوفياء مخلصين، وعمقاً للفلسطينيين يؤوبون إليه، وحضناً دافئاً يلجأون إليه، وظهيراً صادقاً يعتمدون عليه، فهو يدرك أن العراق قويٌ إذا نهضَ، وصادقٌ إذا وعد، وصبورٌ إذا حارب، وجسورٌ إذا قاتل، وتاريخه الجديد يشبه تاريخه القديم، فالذي شردهم ومزقهم أول مرةٍ، وشتتهم وفرقهم وأدبهم وعاقبهم، عراقيٌ لا ينسونه، ولا يسامحون شعبه من بعده، ولا يأمنون بلاده التي كان يوماً ملكاً عليها وحاكماً فيها.

 

فرح الإسرائيليون وغنوا، وظنوا أنهم انتصروا وكسبوا، وأنهم حققوا ما يريدون ونالوا ما تمنوا، وأن الذين اجتمعوا على أرض العراق يخطبون وده، ويمدون يدهم لمصافحته، ويعلنون رغبتهم الاعتراف به ومصالحته، والتطبيع معه ومسالمته، سيلحقون بركب الموقعين على اتفاقية "أبراهام"، وسيوقعون مثلهم، وسيكونون فيه الطرف الأكبر والأهم، ومكسب الكيان الأعظم، إذ لا يوازي العراق بلدٌ، ولا تدانيه دولةٌ، ولا يبز تاريخه تاريخٌ، ولا تناطح حضارته حضارةٌ، ولا يكاثر شعبه شعبٌ، ما يجعل السلام معه مختلفاً، واعترافه بكيانهم مزلزلاً.

 

لهذا فرح الإسرائيليون للسراب الذي ظنوه ماءً، وطربوا للنهيق الذي ظنوه غناءً، وأشادوا بالقطيع الذي التأمَ وقد ظنوه شعباً، واستبشروا بالجعجعة التي ظنوها طحيناً، وما علموا أن المجتمعين سيخرجون من مكان اجتماعهم وقد غطوا وجوههم بالنقاب لئلا يعرفوا، وعضوا بأسنانهم على أطراف جلابيبهم وهربوا، وفي الظلام ومن الأبواب الخفية تسللوا، وقد أيقنوا عِظمَ ما اقترفوا، وفداحة ما ارتكبوا، وسوء ما أعلنوا، وعلموا أن عاقبتهم وخيمة، وخاتمتهم أليمة، ومحاسبتهم شديدة، وعقابهم قاسي، ولقد صدقهم النهار حدسه، ففضحهم عندما طلعت شمسه، وكشفت ببريقها زيف ما صنعوا، ونكثت بأشعتها باطل ما نسجوا.

 

هذا العراق العظيم لا يفرط ولا يساوم، ولا يعترف ولا يفاوض، ولا يهادن ولا يسالم، ولا يطبع ولا يُسَلِّمُ، وإن أخطأ بعض أبنائه هفوةً، أو زلت بهم الأقدام سقطةً، أو ضلوا الطريق غفوةً، فإنهم لن يغيروا وجه العراق ولن يطمسوا هويته، ولن يبدلوا ثقافته أو يشوهوا حضارته، ولن يشطبوا ماضيه أو يتنكروا لتاريخه، بل سيستيقظون لا محالة، وسيعودون عن ضلالتهم بلا شك، وسيندمون على فعلتهم، وسيتأسفون على جريمتهم، وسيتنكرون لمؤتمرهم، وسيعلنون البراءة منه والطهارة من رجسه، وإلا فإن الشعب العراقي الذي يحز الرأس التي تخون، ويقطع اللسان الذي يعترف بالعدو واليد التي تصافحه، سيلفظهم وسيلعنهم، وسيعلن البراءة منهم وسيحاكمهم، وسيجردهم من شرف الانتماء إلى العراق الأصيل، وسينزع عنهم رداء العروبة الشامخ، وسيعلن ردتهم عن إسلامه الحنيف ودينه القويم.

 

بيروت في 28/9/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjjihYoa2%2B9TqCxKLj9wJUDcgAEkXJ7%3D9Vv06D3AF-a7DA%40mail.gmail.com.

Monday, 27 September 2021

{الفكر القومي العربي} السلام لجنين..والقدس.. ضربة موجعة "للشاباك"


بقلم: الصحفية اللبنانية سنا كجك🎀

 

رأي حر:

דעה חופשית

 

 

السلام لجنين..والقدس..

ضربة موجعة "للشاباك"

 

 

مخطئ من يراهن على اطفاء روح الثورة والتحدي لابناء فلسطين المحتلة الذين يخضعون لسيطرة الاحتلال الاسرائيلي...

 

ابناء هذه الارض المقدسة التي ارتوت بدماء الشهداء من القدس وجنين..والضفة الغربية..ومن كل زاوية ..وكل شبر من الاراضي المحتلة تحكي قصص وراويات عن أولئك الابطال الشجعان...

 

يظن العدو المتغطرس ان بامكانه النيل من الروح الفدائية التي تحتضن فلسطين بزيتونها وياسمينها..وسنابلها...

ولم يستوعب حتى الآن رغم الحصار والقيود والمراقبة ان الفلسطيني سيقاوم...

 

 

زفت امس فصائل المقاومة الفلسطينية شهداء من القدس وجنين بعد اشتباكهم المسلح مع وحدة "دوفدوفان" التي تصنف من وحدات النخبة في جيش الحرب الاسرائيلي والجدير بالذكر ان اي ضابط او جندي في الوحدة بحال اصيب او قتل خلال تأديه مهامه يعتبرون انه لم يكن يتمتع بالكفاءة العالية لانضمامه الى صفوف ال "دفدوفان"!

 

 

وقد اصيب اثناء الاشتباك احد ضباط الوحدة وعسكري بجروح خطيرة وذلك يعد من الاخفافات الكبيرة لان عناصر هذه الوحدة يخضعون لتدرييات قاسية جدا" واختيارهم يتم بصعوبة لذا الرهان عليهم العودة "بالسلام والامان"!!!!

 

دافع الابطال الذين ارتقوا شهداء عن انفسهم وارسلوا رسالة لعدوهم ان القدس وجنين هما ايضا" "منبت" البطولة ولن تخضع هذه المدن الى غطرسة الاحتلال وظلمه الذي يمارس بحق اهلهم الشرفاء..

 

الاجهزة الاسرائيلية تنشط وتعمل في مناطق احتلالها كي تشق الصف الفلسطيني الموحد ولكنها  لم تنجح فهم الذين ولدوا من "رحم" المقاومة!

 

الرجال الرجال هم في كل دار..وفي كل طريق..وكل منعطف سيصادفونهم!

 

لم يستيقظ الكيان العبري واجهزته الامنية من خيبة المواجهة مع ابطال جنين والقدس حتى انهالت عليه

 

"ح م ا س" بضربة ثانية موجعة الا وهي كشف هوية رئيس الشاباك الجديد ونشر صورته وعنوان منزله!!

 

وهذا من اكبر الخروقات الامنية الكبرى لجهاز الشاباك الذي يحرص على عدم معرفة اسم او صورة رئيسه ..

 

ودائما الرقابة العسكرية الاسرائيلية هي من تسمح بالنشر او

 

 لا...تحت مسمى:

"سمح للنشر".

 

 

ندرك جميعا" ان الحرب اليوم القائمة  بين المقاومة الفلسطينية واللبنانية وبين العدو الاسرائيلي هي حرب استخبارات وتكنولوجيا وخرق للمعلومات الامنية وليست فقط عسكرية ومواجهات برية...

 

ربما هي هدية قدمتها المقاومة في غزة الى جهاز الشاباك رد اولي على استهداف الابطال..

 

فكيف تلقى الشاباك هذا الخرق الامني الفاضح؟؟؟؟

 

وهذا ان دل فهو يدل على ان هناك المزيد في جعبة المقاومة من معلومات امنية تخص القادة الضباط الصهاينة وتهز عرش قيادتهم!!!

 

 

 

فالسلام على شهداء جنين..والقدس...

 

والسلام على "ولادة" الانتفاضة المقبلة!!!!

 

 

*#قلمي_بندقيتي*_🎀

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjjHHXTfBEn4%3DAaeVrUq%2BoqA1HrshUJA5X6_1pCHHA-VEg%40mail.gmail.com.

Sunday, 26 September 2021

{الفكر القومي العربي} الضفةُ الفلسطينيةُ تتحدى يهودا والسامرة

الضفةُ الفلسطينيةُ تتحدى يهودا والسامرة

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

إنها قلب المشروع الصهيوني وروحه، وهي محل أطماعه وموضع صراعه، وهي أساس الكيان الصهيوني وعنوان وجوده، وهي التي اكتمل بها مشروعهم، وتحقق بالسيطرة عليها حلمهم، وهي التي تدور حولها أساطيرهم وتنسج باسمها خرافاتهم، وهي التي وردت أخبارها في السفر القديم "التوراة" وفي كتابهم الأسطوري "التلمود"، وتحدث عنها أحبارهم في كتبهم المسمومة، التي ضمنوها خرافاتهم وأودعوها أساطيرهم الكاذبة ورواياتهم المختلقة، والتي إليها كانوا يشدون الرحال، وإلى العودة إليها كانوا يتواعدون ويتعاهدون، وباسمها كانوا يقسمون ويحلفون، ويدعون على أنفسهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، إن هم نسوها أو فرطوا فيها وتخلوا عنها.

 

لا يتصور الإسرائيليون أبداً ولا رواد الحركة الصهيونية، قديماً على مر التاريخ، وحديثاً في تاريخهم المعاصر، كيانهم بدون القدس "أور شاليم"، أو نابلس "شخيم"، أو الخليل "حبرون"، وبدون غيرها من مدن الضفة الغربية وقراها، التي يطلق عليها اليهود عموماً اسم "أرض الميعاد"، ويسميها الإسرائيليون "أرض إسرائيل"، ويعتقدون أنها أرض الآباء والأجداد، وهي منحة الرب ووعده، وفيها ممالكهم القديمة التي بناها ملوكهم، وروى ثراها أبناؤهم، والتي فيها يجتمعون، وعلى أرضها من كل شتات الدنيا يلتقون.

 

بهذه العقيدة المزورة والروايات المحرفة والأساطير والخرافات يحاربنا الإسرائيليون ويحاولون القضاء علينا، فهم يريدون الضفة الغربية أرضاً خالصةً لهم، لا يقيم فيها غيرهم، ولا يساكنهم فيها سواهم، ولا يدعي الملكية لها أحدٌ غيرهم، وهم لا يؤمنون بتقسيمات أوسلو "A,B,C"، ولا يعترفون بحق الفلسطينيين بالعيش في جزءٍ منها، أو في التصرف في بعضٍ منها تعميراً وبناءً وزراعةً، وإنشاء معامل ومصانع وورش عملٍ فيها، كما لا يجيزون للفلسطينيين عموماً الاستفادة من مياهها الجوفية، ولا من خيراتها المدفونة فيها، ولا من كنوزها المخبوءة في جوفها، ولا يقبلون بأي شكلٍ من أشكال السيادة الفلسطينية عليها، ولو كانت ضمن التنسيق الأمني وتحت إطار الاحتلال مباشرةً.

 

يعمد الإسرائيليون في حربهم المفتوحة على الشعب الفلسطينية، وفي عدوانهم السافر على أهلنا في القدس والضفة الغربية، إلى تغيير معالم أرضنا الفلسطينية، واستبدال أسماءها العربية الأصيلة بعبريةٍ دخيلة، ويعملون على تقطيع أوصالها وتفكيك مكوناتها، فأغرقوها بمستوطناتهم التي زروعها في كل مكانٍ في القدس والضفة الغربية، وضاعفوا مستوطنيهم فيها إلى عشرات الأضعاف، ومكنوهم من الأرض وشوارعها، ومن المياه وآبارها، ومن الجبال وقممها، ومن السماء ومجالها، وقد قامت كل مشاريعهم الاستيطانية على مصادرة الأراضي الفلسطينية، وحرمان أهلها منها والبناء عليها، حتى غدت الضفة الغربية أرضاً مرقطةً بمستوطناتهم، ومقطعة الأوصال بتجمعاتهم.

 

يدرك الفلسطينيون حقيقة المشروع الصهيوني، ويعرفون أطماعهم، ولا تخفى عليهم أحلامهم، ويعلمون أن العدو في نهاية المطاف يريد تطبيق شعاره القديم في الضفة الغربية "أرضاً أكثر وسكاناً أقل"، وهو في سبيل تحقيق أحلامه وتنفيذ مشروعه، يسابق الزمن ويقضم الأرض، ويزرع المستوطنات ويزيد السكان، ويطوي المراحل ويزور الحقائق، ويحارب المقاومة ويخمد جمرها أينما كانت، إذ أنه يخشى أن تنشأ في الضفة الغربية مقاومة شعبية لا يقوى على صدها، وانتفاضةً وطنيةً لا يستطيع الوقوف في وجهها، فالضفة الغربية في قلبه وداخل أحشائه، فلن يستطيع حربها وهي فيه متداخلة، ولن يتمكن من صد هجماتها والحد من مقاومتها وهي من مدنه وبلداته قريبة، ولهذا تشتد قبضته عليها، وتتركز جهوده الأمنية وعملياته العسكرية ضدها.

 

قد تكون مواجهات اليوم في القدس وجنين وبقية مدن الضفة الغربية، التي خاض غمارها مقاومون فلسطينيون ضد وحدات "اليمام ودفدوفان" الخاصة، ضمن سياسة العدو القائمة على الخوف والخشية، والقلق والاضطراب، فهو لا يريد لجمرة المقاومة أن تتقد في الضفة الغربية، ولا يريد أن يفقد السيطرة على الأمن والمبادرة فيها، ويريد بالعمليات الاستباقية العمل على وأد أي ثورةٍ عامةٍ أو انتفاضةٍ شاملةٍ ضده، فالأرض إن مادت في الضفة الغربية فإنها ستميد تحت أقدامه، وإن تزلزلت فستقوض بنيانه، والنار إن اشتعلت فلن تقتصر على مكانٍ وتتوقف عند حدٍ.

 

ما يحدث في مدن الضفة الغربية وبلداتها في هذه الأثناء ليست أحداثاً عفوية، ولا مصادفاتٍ غير مقصودة، فقد أدركت المقاومة الفلسطينية أن وجودها الأقوى هو في الضفة الغربية، وأن الرصاصة فيها أشد خطراً على العدو من البندقية في غيرها، وأن التسليح فيها مرعبٌ للعدو، والإعداد فيها مخيفٌ له ومهددٌ لمشروعه، ولهذا زادت نقاط الاشتباك وتضاعفت، وانتشرت وتعددت، وشملت مناطق عديدة في القدس والضفة الغربية.

 

وفي الأثناء لن يتوقف العدو الإسرائيلي عن عمليات القتل المفرط والاعتقال الشامل في صفوف أهلنا في الضفة الغربية، ليخيفهم ويرعبهم، ويصدهم ويردعهم، ويرسل إليهم رسائل بالدم والنار، مفادها أن الرد سيكون عنيفاً، وأن الثمن سيكون قاسياً، وأن عاقبة التفكير في المقاومة سيكون مكلفاً، قتلاً واعتقالاً وحصاراً وتدميراً وطرداً وعقاباً.

 

إنها معادلةُ واضحةٌ وحربٌ صريحةٌ مكشوفة، وأرضٌ متاحةٌ معلومةٌ، فأم المعارك هي في الضفة الغربية، وساحة الحرب والنزال، وميدان المواجهة والمقاومة هي في الضفة الغربية، وهي التي إن ثارت وانتفضت، ثارت كل فلسطين وانتفضت، وهي إن تحررت وانعتقت، تحررت كل فلسطين واستقلت، ونحن فيها أقوياء أعزاء، كرماء أصلاء، ففيها أهلنا الصامدين في أرضهم، والثابتين على حقهم، والمصممين على استعادة حقوقهم ونيل حرياتهم وتحرير أبنائهم.

 

فلنضاعف فيها عملنا، ولنراكم فيها سلاحنا، ولنواصل فيها الإعداد والتجهيز، وليتعاظم فيها أملنا، ولنمد لأهلها يد العون والمساعدة، والتأييد والمناصرة، ولنكن لهم السند المتين والشريان الوتين، فهم اليوم جبهتنا المتقدمة، وفيها أملنا الموعود وغدنا المشهود، وفيها رجالنا الشجعان، وأبطالنا الصِيْدُ الكماة، وأخواتنا الباسلات، وأمهاتنا الصابرات، وشعبنا الحر الكريم، الثائر العظيم.

 

بيروت في 26/9/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3Ojjqc1H1krmzT305cAOLYutxGuNHCNDnJ2xnA3VCwKJ6cA%40mail.gmail.com.

Friday, 24 September 2021

{الفكر القومي العربي} توماس نيدز على خطى دافيد فريدمان

توماس نيدز على خطى دافيد فريدمان

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

لا يبدو ثمة فرق بين السفير الأمريكي السابق لدى الكيان الصهيوني دافيد فريدمان، الذي تميز بمواقفه الصهيونية المتطرفة، وبرؤيته الاستيطانية العنصرية، وبتصريحاته المستفزة، ومواقفه العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، وحقده الكبير على أبنائه وشهدائه ومعتقليه، ومواقفه المتقدمة كثيراً في دعم الكيان الصهيوني على رئيسه دونالد ترامب، الذي كان يلقى منه الدعم والتأييد، والتشجيع والتحريض، وقد كان ثالث الشياطين الكبار الذين خططوا لما كان يسمى "صفقة القرن"، ولولا كلمةٌ سبقت فأزاحت رئيسه وأقصت حزبه، لبقي في منصبه سفيراً مستفزاً، وعنصرياً حاقداً، وصهيونياً معادياً.

 

لكن غياب فريدمان لم يغير شيئاً في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، ولم يعدل في مواقف الإدارة الأمريكية وقراراتها، ولم يؤدِ إلى تراجعها عما قامت به الإدارة السابقة، إذ أعلن السفير الأمريكي الجديد لدى الكيان الصهيوني عن الخطوط العامة لسياسة إدارة بلاده في المنطقة، والتي بدا فيها وكأنه يبني على قرارات الإدارة السابقة، ويعترف بها ويكرس وجودها، ويؤكد على ضرورة احترامها وعدم المساس بها.

 

 علماً أن الرئيس الأمريكي جو بايدن هو الذي اختار سفيره الجديد إلى الكيان الصهيوني، وهو يعلم حساسية الموقع وأهمية المنطقة، ومدى انعكاس طبيعة شخصية السفير وحقيقية مواقفه، وسلوكه العام وأفكاره السياسية، على مختلف الأطراف في المنطقة، ما يعني أن سياسة سفيره إنما هي انعكاسٌ لمواقفه، وتعبيرٌ عن سياسته الرسمية.

 

كان توماس نيدز صريحاً جداً ومباشراً، وهو يقدم رؤيته لقضايا الصراع وملفات النزاع المتعلقة بالشرق الأوسط، وذلك خلال جلسة الاستماع التي عقدت في مجلس الشيوخ الأمريكي، فأكد لهم أنه سينطلق من قاعدة أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة "إسرائيل"، وأنها لن تكون موضع نزاع أو تفاوض على الطاولة بين الفرقاء، وأنه لا يفكر أبداً بنقل سفارة بلاده من مدينة القدس إلى أي مكان آخر.

 

وأشار إلى أن مكانها في مدينة القدس هو المكان الطبيعي، إذ هي العاصمة المعترف بها، وهي مركز سفارات دول العالم، ووجودها في هذا المكان سلوك سيادي بين دولتين مستقلتين في قرارهما، وأكد أنها ستبقى في مكانها في مدينة القدس إلى الأبد.

 

وقلل توماس نيذز من أهمية القنصلية الأمريكية في شرق القدس، رافضاً اعتبارها اعترافا أمريكيا بأنها تقع في عاصمة الدولة الفلسطينية، بل هي من أجل تسهيل عمل ومعاملات الفلسطينيين بصورة عامة، والذين يحملون الجنسية الأمريكية بصورة خاصة، وهذا الأمر لا ينبغي أن يشكل مساساً أو انتهاك للسيادة الإسرائيلية في عاصمتها القدس.

 

وزاد في تطمين المشرعين بقوله، أنه ينوي الإقامة في مدينة القدس، وسينقل إليها أفراد أسرته، ولن ينوي الإقامة في أي مكان آخر.

 

وكان من قبل قد أشرف مع وزارة الخارجية الأمريكية، على اتفاق الإطار مع الأونروا، التي كبلها بشروطه، وضيق عليها بمحدداته، وجعل منها منصة أمنية لا تعترف بالمعايير الإنسانية، ولا تقدم خدمات على أساسها.

 

يبدو أن توماس نيذز قد جاء ليكمل ما بدأه سلفه، ولا يفرط فيما أنجز وحقق، ولا يتراجع عن خطوة قام بها، ولو أنها كانت خاطئة وسلبية، وتضر بأمن المنطقة، وتتعارض مع قوانين الأمم المتحدة وقراراتها الدولية.

 

فقد أعلن أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي أن "إسرائيل" من حقها الاحتفاظ بمرتفعات الجولان السورية والبقاء فيها، وذلك بالنظر إلى أهميتها الاستراتيجية من الناحية الأمنية، واعتبر أنه من الخطأ ممارسة أي ضغط على الحكومة الإسرائيلية في هذه المسألة، وإلا فإننا ندفعها نحو الانتحار الأمني والسياسي.

 

وأكد على موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن من حل الدولتين، واعتبر أنه الحل الأنسب للصراع في المنطقة، لكنه رأى أن الوقت غير مناسب لفرض هذه الرؤية، وأن إدارته لا تستطيع ممارسة أي ضغط على الحكومة الإسرائيلية بهذا الشأن، ودعا إلى إرجاء البحث في هذه المسألة إلى حين عقد لقاءات تفاوضٍ مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وبذا يكون السفير الأمريكي الجديد قد وضع حدوداً للجهود الأمريكية، وسقفاً لطموحاتها في المنطقة، لا تختلف كثيرا عن سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وليس مستبعداً أن يعود والإدارة الأمريكية عملياً إلى بنود صفقة القرن، فيمررون بنودها بصمت وهدوء، خاصة أنه صرح أنه من المستحيل في هذه المرحلة تمرير حل الدولتين.

 

ودان نيذز بشدة سياسة السلطة الفلسطينية الداعمة للأسرى الفلسطينيين وأسر الشهداء، واستنكر قيامها بتقديم المساعدة المالية لهم، واعتبر أن قيامها بدفع تعويضات مالية لهم من المساعدات الأمريكية والدولية عملاً بغيضاً، وأكد أنه سيطلب من السلطة الفلسطينية التوقف عن هذا السلوك الذي يتنافى مع التفاهمات البينية بينها وبين الإسرائيليين والادارة الأمريكية.

 

ودعا نيذز إلى ملاحقة كل الذين يقدمون الدعم للإرهاب بكل أشكاله، واعتبر أن المقاومة الفلسطينية إرهاباً، وأن شهداءهم ومعتقليهم ليسوا إلا إرهابيين، لا يستحقون العطف أو الرعاية والاهتمام.

 

وفي الوقت نفسه دعا إدارته إلى تقديم أكبر الدعم والإسناد إلى الكيان الصهيوني، معتبراً إياه يتعرض لتهديداتٍ أمنيةٍ خطيرةٍ، مما يوجب على الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي مساعدته والوقوف معه ضد كل من يهدد أمنه ويعرض سلامة مستوطنيه للخطر.

 

وفي السياق نفسه دعا الكونغرس الأمريكي، إلى الموافقة على منح إسرائيل مساعدة بمليار دولار، لتعويضها عن الأضرار الأخيرة التي تعرضت لها منظومتها الصاروخية الدفاعية، ودعا إلى إعادة تزويد بطاريات الباتريوت الأمريكية بصواريخ جديدة، تجعل من هذه المنصات منظومات فاعلة ورادعة، وتعيدها إلى العمل الفاعل والجهوزية الكاملة كما كانت قبل الحرب الأخيرة مع قطاع غزة.

 

إنها السياسةُ الأمريكية المنحازة إلى الكيان الصهيوني والمؤيدة له، سياسةٌ واحدة لا تتغير، والتزامٌ واحدٌ لا يتبدلُ، وتعهدٌ أمريكي قديمٌ يتجددُ، يلتزم به كلُ رئيسٍ أمريكي ولا يفرط فيه، فلا يظنن أحدٌ يوماً أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تغير موقفها من "إسرائيل"، أو قد تتخلى عنها وتتوقف عن دعمها وحمايتها ومساندتها، فعلى كل المراهنين عليها أن يستفيقوا من غفلتهم، وأن يصحوا من سكرتهم، وألا يبنوا أمالاً جديدة عليها، أو أن يركنوا إليها، وعليهم ألا يفرطوا في ثوابتهم، أو يتخلوا عن أسباب قوتهم، وألا يسلموا أوراقهم إلى عدوٍ لا يرحمهم، وإدارةٍ لا تفضلهم، وإلا فإن الإدارة الأمريكية الجديدة ستأخذهم إلى البحر، ليعودوا منه أشد عطشاً وأكثر ظمأ.

 

بيروت في 24/9/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjjkFf714s%2BH6XfR2%3D_onyar4G-8Bwd%2BBXk5mvMAhC%2BS8w%40mail.gmail.com.