ما بعد الانسحاب ... العراق الى أين ؟؟
احمد الدليميsh
لم تمر نهاية عام 2011 وهو الموعد النهائي لأنسحاب كامل القوات المحتلة إلا و ظهرت المشاكل الكبيرة تعصف بالعملية السياسية القائمة تحت ظل المحاصصة السياسية بين الاحزاب و الكتل السياسية الكبيرة و تهدد أستمراريتها .. و في هذا الوقت شهد الوضع الأمني في معظم مدن اعراق و منها العاصمة بغداد تدهورا كبيرا و بسبب هذا التدهور دفع العشرات من الواطنين ارواحهم و الكثير أصابته خسائر ما دية كبيرة و أصبح التدخل الخارجي في الشأن الداخلي أمرا شائعا و مباحا لمن هب و دب .. و من بين هذه المشاكل هو التناحر السياسي بين اقطاب الحكومة و استخدام كشف الاوراق و التسقيط السياسي و اتهامات بين كل الاطراف و قامت الأجهزة الامنية بحملة اعتقالات واسعة شملت الكثير من المواطنين في العديد من محافظات العراق بحجة أكتشاف مؤامرة تستهدف العملية السياسية و معظم المعتقلين هم من البعثيين و ضباط من الجيش السابق و افراد من الاجهزة الامنية المنحلة، وفي هذا الوقت ظهرت مطالبات من عدد من المحافظات تطالب بأقامة اقاليم فيها بسبب التهميش و الضغط الامني الكبير الذي تمارسه الحكومة المحلية بحقها حسب ما ذكرته و انطلاق مظاهرات عديدة مؤيدة و معارضة لهذه المطالب و قد استقر الحال بتأزم الوضع السياسي بشكل لم تألفه حكومات المحاصصة السابقة ولا الحالية حيث تم اصدار مذكرة اعتقال بحق السيد طارق الهاشمي لأتهامه بالظلوع في اعمال ارهابية و مطالبة السيد رئيس الوزراء بسحب الثقة من نائبه السيد صالح المطلك بسبب وصفه السيد رئيس الوزراء بالدكتاتور و انسحاب اعضاء الكتلة العراقية من مجلس النواب و انسحاب وزراء هذه الكتلة من مجلس الوزراء و في خضم اشتعال الحرب الاعلامية بين هذه الاطراف تعرض انصار بعض الكيانات السياسية المنضوية للكتلة العراقية الى الاعتقال و التهديد .. و على اثر هذه الاحداث جرت ولا زالت محاولات لتهدئة الاوضاع بسبب خطورتها و احتمال تطورها الى نزع طائفي يهدد بمستقبل العملية السياسية و رموزها و اعادة العراق الى مرحلة العنف الطائفي التي راح ضحيتها عشرات الالاف من المواطنين الابرياء من كل الاطراف
وفي مثل هذه الظروف المتشنجة و عدم وجود اجهزة أمنية مؤهلة للقيام بواجباتها بشكل مهني بعيدا عن الولاءات السياسية و الطائفية يستطيع أن ينفذ أوامرالقضاء الذي يتهمه البعض بالتسيس لعض حلقاته و جيش غير مؤهل للقيام بواجبه الاساس بالدفاع عن الوطن و حماية حدوده و ثرواته و التدخلات الخارجية و تكليفه بواجبات خارج اطار مهامه الاساسية و معانات المواطن العراقي من سؤ الخدمات و انعدامها و تفشي الفساد الاداري و المالي و تفشي الجريمة بحيث اصبح العرق يتصدر قائمة الدول الاكثر فسادا و تفشيا للجريمة و تراجع القدرات الأدائية لمعظم وزارات و دوائر الدولة و مؤسساتها المختلفة.. في مثل هذه الظروف فأننا لن ننتظر من الاجتماع القادم للكيانات السياسية و كتلها المختلفة و الذي دعا أليه السيد جل الطلباني رئيس الجمهورية أي بصيص من الأمل و أن محاولات أنشاء الأقاليم ماضية للتحقيق وهي الخطوة الأولى و المهمة نحو التقسيم و التخوف من نزاعات طائفية بسبب أمتلاك هذه الكيانات قواعد شعبية مهمة و البعض لها مليشيات مسلحة و قد تنطلق شرارة العنف الطائفي في أية لحظة و أن حدثت لا سامح الله سيدفع المواطن الثمن و يتحمل ثقل الخلافات السياسية و السعي وراء المناصب من دماء ابنائهم الغالية و عندها سوف لن ينفع الندم
أن الدول العربية تعيش تعيش فيخوف من الربيع العربي و الذي عصف ببعض حكوماتها و البعض الاخر في طريق التغيير و أن الشعبالعراقي ليس اقل شأنا من أشقائه في مصر و تونس و ليبيا و اليمن و سوريا بل هو أكثر شكيمة و يستطيع أن يتحدى كل مراكز الظلم و ارهاب وهو قادر أن يستلم زمام الامور و يسحب البساط من تحت اقدام من تسبب و يتسبب في اراقة الدم العراقي و يقدمهم لقضاء عادل لينالوا جزائهم على ما أرتكبوه بحقهم لتسببهم بكل المآسي التي عاشها وهو تحت ظل حكوماتهم الفاشلة .. و الافضل من هذا و ذاك هو أن يستغل السياسيون فرصة انعقاد هذا الاجتماع فيما بينهم و يضعوا مخافة الله في دماء شعبهم و مصالحه و الحفاظ على ثرواته بين أعينهم و يقرروا فورا تفاهما سريعا و منصفا لهم ولأبناء شعبهم و أن يضعوا مصلحة العراق و شعبهم أولا و آخرها و يتوجهوا الى بناء العراق و حماية أمنه و أمن مواطنيه و الحفاظ على وحدة العراق و تلاحمشعبه قبل أن يقول الشعب قولته بحقهم
No comments:
Post a Comment