جوناثان ستيل مراسل الشؤون الخارجية للغارديان البريطانية: معظم السوريين يدعمون الرئيس الأسد، لكنك لن تعرف ذلك أبداً من متابعة الإعلام الغربي جوناثان ستيل، الغارديان البريطانية، 19/1/2012 ترجمة وتقديم: د. إبراهيم علوش العرب اليوم 29/1/2012 من تجربة الاتحاد السوفييتي في ظل غورباتشوف، إلى حروب "التدخل الإنساني" و"نشر الديموقراطية" والثورات "البرتقالية" و"البنفسجية" وأخواتها، لم يعد يخفى على أكسل متابع للسياسية الإمبريالية بأن كل تلك الشعارات (مثل حرية، حرية) لم تكن يوماً أكثر من دروع عقائدية لتغطية هجمة حلف الناتو على شعوب الأرض ولتقويض كل النماذج المناهضة للإمبريالية في العالم. فجوهر المعركة في عالمنا المعاصر اليوم هو الصراع الضاري بين الإمبريالية من جهة والقوى والحركات والدول المستقلة من جهة أخرى. أما الإمبريالية فترفع لواء "الحرية" و"الديموقراطية" و"حقوق الأفراد والأقليات"، أما القوى المستقلة فتدافع عن حقوق المجتمعات والأوطان وتحارب ضد الهيمنة الخارجية "الديموقراطية" ذوداً عن الاستقلال والسيادة. وعندما يكون المطروح في الوطن العربي مشروع هيمنة خارجية ومشروع تفكيك داخلي، فإن خط الدفاع يصبح تلقائياً هو مشروع الوحدة والدولة المركزية القوية، وعلى أرضية مثل ذلك المشروع فقط، وبعده، وليس قبله أو معه، يمكن الحديث عن أي ديموقراطية وحرية وحقوق أفراد وأقليات. أما الحديث عن انتخابات رئاسية وتعددية حزبية، ناهيك عن مراقبين دوليين، في ظل هجمة مشروع التفكيك واختراق السيادة، هذه الهجمة العسكرية والسياسية والإعلامية الشرسة، فلم تطبقه دول الغرب على نفسها عندما تعرضت لمثله، ولسنا ملزمين بتطبيقه على أنفسنا سواء طبقه الغرب على نفسه، في ظل الظروف نفسها، أم لا. لذلك، وبالرغم من حديث جوناثان ستيل أدناه، عن ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وفرض تعددية ورقابة دولية، تحت وطأة الهجمة الخارجية والداخلية الضارية على سوريا، بمشاركة دول لم تعرف مثل تلك الانتخابات في حياتها، ولا يحميها من النقد إلا تبعيتها للغرب، فإن شهادته عن الوضع في سوريا والدور التركي وبعثة الجامعة العربية في سوريا، والأهم شهادته عن الاستفتاء القطري الذي يقول بأن 55 بالمئة من الشعب السوري يريد بقاء بشار الأسد رئيساً، هذا الاستفتاء الذي عتمت وسائل الإعلام عليه، هو ما دفعنا لترجمة هذا المقال. نص ترجمة مقال جوناثان ستيل من الغارديان البريطانية: شعبية الأسد، مراقبو الجامعة العربية، والتورط العسكري للولايات المتحدة: كلها قضايا شوِهت في حرب الغرب الدعائية فلنفترض أن استطلاعاً رصيناً للرأي قد وجد بأن معظم السوريين يؤيدون بقاء بشار الأسد رئيساً، ألا يفترض أن يكون ذلك خبراً رئيسياً في الإعلام؟! خاصة أن مثل تلك النتيجة تذهب عكس الرواية السائدة حول الأزمة السورية، مع العلم أن الإعلام عامةً يعتبر ما هو غير متوقع ذو أهمية إخبارية أكبر مما هو واضح وبين؟! لكن للأسف، لا تنطبق هذه القاعدة على كل حالة. فعندما لا تعود الدراما المتكشفة منصفة، وتتحول إلى سلاح دعائي، فإن الوقائع غير المريحة يتم إخفاؤها. وهكذا تم إخفاء نتائج استفتاء للرأي قامت به شركة YouGov Siraj، وهي شركة تسويق بريطانية المنشأ، حول سوريا مؤخراً، بتكليف من منبر "مناظرات الدوحة" الذي تموله "مؤسسة قطر" (التي ترأسها الشيخة موزة بنت ناصر المسند – المترجم). وقد نحت العائلة الحاكمة في قطر أحد أكثر التوجهات تشدداً ضد الأسد، فالأمير دعا للتو لتدخل قوات عربية في سوريا، ولذلك كان أمراً جيداً أن ينشر منبر "مناظرات قطر" مثل ذلك الاستفتاء على موقعه على الإنترنت. والمؤسف أن ذلك الاستفتاء قد تم تجاهله من قبل كل المنافذ الإعلامية تقريباً في كل بلد غربي دعت حكومته الأسد للرحيل. وقد كانت النتيجة الرئيسية لذلك الاستفتاء بأن أغلبية العرب خارج سوريا يشعرون بأن الرئيس يجب أن يستقيل، فيما كانت المواقف في سوريا نفسها مختلفة. فحسب الاستفتاء نفسه كان حوالي 55% من السوريين يريدون الأسد أن يبقى، يحركهم الخوف من الحرب الأهلية، وهي ليست مجرد شبح نظري كما هي الحال بالنسبة للذين يعيشون خارج حدود سوريا. الخبر الأقل جودةً بالنسبة لنظام الأسد هو أن ذلك الاستفتاء وجد أيضاً أن نصف السوريين الذين يقبلون باستمراره في السلطة يعتقدون بأنه يجب أن يشرع بانتخابات حرة في المستقبل القريب. الأسد يزعم بأنه على وشك القيام بذلك، وهي نقطة كررها مراراً في خطاباته الأخيرة. ولكن من المهم أن ينشر قانون الانتخاب بأسرع ما يمكن، وأن يسمح بالأحزاب السياسية، وأن يقدم التزاماً بالسماح لمراقبين مستقلين أن يراقبوا الانتخابات. التغطية الإعلامية المتحيزة ما برحت أيضاً تشوه بعثة الجامعة العربية في سوريا. فعندما أقرت الجامعة منطقة حظر الطيران في ليبيا الربيع المنصرم، كان هنالك مديح كبير في الغرب لمثل تلك المبادرة. أما قرارها بالتوسط في سوريا، فكان الترحيب فيه أقل من قبل الحكومات الغربية، ومن قبل مجموعات المعارضة السورية البارزة، التي باتت تدعم أكثر وأكثر حلاً عسكرياً بدلاً من الحل السياسي. لذلك فإن خطوة الجامعة العربية بالتوسط في سوريا تم إلقاء ظلال الشك عليها فوراً من قبل القادة الغربيين، ورددت معظم وسائل الإعلام الغربية صدى ذلك الخط. فشُنت هجمات على أوراق اعتماد رئيس البعثة السوداني. وتم إبراز انتقادات أحد أعضاء البعثة المكونة من 165 شخصاً في العناوين الرئيسية. وتم طرح مطالبات بسحب البعثة من سوريا لصالح تدخل دولي. وقد خاف النقاد على الأرجح بأن المراقبين العرب سيقصّون بأن العنف المسلح لم يعد مقتصراً على قوات النظام، وبأن صورة الاحتجاجات السلمية التي تُقمع بوحشية من الجيش والشرطة هي صورة خاطئة. فحمص وبعض المدن السورية الأخرى باتت مثل بيروت في الثمانينات وسراييفو في التسعينات، فيما المعارك تدور بين الميليشيات عبر خطوط التصدع الطائفية والعرقية. أما بالنسبة للتدخل العسكري الأجنبي، فقد سبق أن بدأ في سوريا. وهو لا يتبع النمط الليبي بما أن روسيا والصين غاضبتان من خديعة الغرب لهما في مجلس الأمن العام الماضي. فهما لن تقبلا قراراً للأمم المتحدة يسمح بأي استخدام للقوة. لذلك فإن النموذج المتبع للتدخل هو أكثر قدماً، ويعود إلى فترة الحرب الباردة، قبل تطوير مفاهيم "التدخل الإنساني" و"مسؤولية الحماية" وإساءة استخدامهما. هل تذكرون دعم رونالد ريغان (الرئيس الأمريكي الأسبق في الثمانينات – المترجم) لعصابات الكونترا التي سلحها ودربها في سعيه للإطاحة بساندينيي نيكارغوا من خلال قواعد في هندوراس المجاورة؟ إذن بدلاً من هندوراس اقرأ تركيا، الملجأ الآمن الذي تم فيه تأسيس معسكرات "الجيش السوري الحر". صمت الإعلام الغربي دراماتيكي هنا أيضاً. فلم يتابع المراسلون مقالة فيليب جيرالدي المهمة مؤخراً، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يكتب حالياً في مجلة "الأمريكي المحافظ" الشهرية، وهي مجلة تنتقد المجمع العسكري-الصناعي الأمريكي من موقع محافظين جدد مثل رون بول، الذي حل ثانياً في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية نيو هامشير الأسبوع الماضي. وقد صرح فيليب جيرالدي بأن تركيا، عضو حلف الناتو، قد أصبحت وكيل واشنطن وبأن طائرات غير معلّمة لحلف الناتو راحت تصل للإسكندرون (أرض عربية سورية محتلة – المترجم) قرب الحدود السورية، لإيصال المتطوعين الليبيين والأسلحة المستولى عليها من مخازن معمر القذافي. وقد كتب فيليب جيرالدي: "إن مدربي القوات الخاصة الفرنسيين والبريطانيين موجودون على الأرض لمساعدة المتمردين السوريين، فيما وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والقوات الخاصة للولايات المتحدة تقدم معدات الاتصالات والاستخبارات لمساعدة قضية المتمردين، مما يمكن المقاتلين من تجنب نقاط تركيز الجنود السوريين..." وفيما يزداد خطر الحرب واسعة النطاق، يستعد وزراء خارجية الجامعة العربية للقاء في القاهرة في نهاية هذا الأسبوع للتباحث في مستقبل بعثة الجامعة في سوريا. ولا شك بأنه ستكون هناك تقارير إعلام غربية تسلط الضوء على تعليقات أولئك الوزراء الذين يرون بأن تلك البعثة قد "فقدت المصداقية"، وتم خداعها من النظام"، أو أنها "فشلت في إيقاف العنف". أما الحجج المضادة فسوف يتم الانتقاص منها أو تجاهلها. وبالرغم من الاستفزازات من كل الجهات فإن الجامعة العربية يجب أن تصر على موقفها. فبعثتها في سوريا رأت تظاهرات سلمية مع النظام وضده. ولقد شهدت، وفي بعض الحالات عانت من العنف من القوى المتضادة. لكنها لم تحظى بوقت كافٍ بعد أو بفريق كبير بما يكفي لمخاطبة مدى أوسع من اللاعبين السوريين وللخروج بمجموعة واضحة من التوصيات. وقبل كل شيء، لم تبدأ البعثة بعد بالوفاء بذلك الجزء من تفويضها الذي يتطلب منها أن تساعد بإنتاج حوار بين النظام ونقاده. بالبعثة تحتاج للبقاء في سوريا لا أن تتعرض للبلطجة لإخراجها منها. The Free Arab Voice www.freearabvoice.org |
__._,_.___
�� ����� �� ����� �� ������� �� ������ �� ��� �� �������� ���
ansaralquds@yahoogroups.com
������ ����� ����� ������ ������ ���� ����� ������ ����� ������ ��� ���� ������� ���������� ���� �� �� ���� ���� ���� �������� �� ��� �������� �� �������� �����
���� �������� ��� ������� ���� ��� ������� ������� ���� ��� ������ ��� ����� ����� ����� ��� �� "view" ������� "encoding" �� "UTF-8" �� Arabic window �������� �������� �����.
ansaralquds@yahoogroups.com
������ ����� ����� ������ ������ ���� ����� ������ ����� ������ ��� ���� ������� ���������� ���� �� �� ���� ���� ���� �������� �� ��� �������� �� �������� �����
���� �������� ��� ������� ���� ��� ������� ������� ���� ��� ������ ��� ����� ����� ����� ��� �� "view" ������� "encoding" �� "UTF-8" �� Arabic window �������� �������� �����.
.
__,_._,___
No comments:
Post a Comment