ذكروا الإخوان :
من يلتقى بالإسرائيليين فى دافوس أو بالسفيرة الأمريكية
فى القاهرة يخون الثورة !!
بقلم د . رفعت سيد أحمد
هل هذه الحقيقة تحتاج إلى إثبات ، حقيقة أن أمريكا (وبالتبعية إسرائيل) كانت ولاتزال هى أكبر عدو للثورة ، ولمصر ولقضايا العروبة والإسلام ؟ هل تحتاج الشمس الساطعة إلى دليل يؤكدها ؟ ألا تكفى دماء (5 ملايين من المصريين والعرب) خلال ستين عاماً أريقت فيها بفضل الأسلحة والدعم المباشر الأمريكى لإسرائيل وللأنظمة المستبدة ، ألا تكفى دليلاً على جذرية العداء الأمريكى لبلدنا وأمتنا ؟ ألا يكفى التاريخ الطويل من الدعم والحماية المباشرة لحسنى مبارك ، بل والقتل المباشر للمتظاهرين ضده حتى بعد انتصار الثورة ، دليلاً على خسة وانحطاط واشنطن ومن ثم عداؤها للمصريين ؟! .
إذا كانت هذه الحقائق معلومة لأصغر طالب يدرس فى العلوم السياسية ، ولأقل متابع للعلاقات الأمريكية – المصرية طيلة الـ 30 عاماً الماضية ، فما بال (إخوان مصر) ومن لف لفهم من إخوان سوريا وليبيا وتونس والمغرب ، يريدون أن يحجبوا عن أعيينا ضوء الحقيقة الساطع ؟ لماذا يريد البعض أن يحرف الكلم عن موضعه ، لماذا يعاند قادة الإخوان وفى مقدمتهم راشد الغنوشى والمغربى بن كيران اللذان التقيا إذاعة (صوت إسرائيل) فى دافوس بدون خجل أو خيار لدماء الشهداء ، ولماذا يعاند الرجل المحترم د. محمد بديع ، والمفكر الجليل د. عبد الرحمن البر ، ويصرون على لقاء السفيرة الأمريكية فى القاهرة ، بل وزيارتها فى منزلها ، رغم أن سياسات بلدها لاتزال كما هى تجاه قضايا الأمة فى فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان ، وبالقطع فى مصر ؟ ما الذى تغير حتى يتم الابتسام (مجاناً !!) فى وجه آن باترسون واللقاء بها فى مقر جماعة الإخوان المسلمين ، واستقبالها هناك استقبال الفاتحين ، وكأن عمرو بن العاص قد زار المقر !! ما الذى تغير فى سياسات واشنطن ، يعرفه الإخوان ولا نعرفه نحن المتابعين لأحوال العالم ؟! .
* هل مثلاً ، أفرجت واشنطن عن الشيخ الأسير د. عمر عبد الرحمن أو عن معتقلى جوانتنامو؟ هل أجبرت واشنطن إسرائيل على الإفراج عن 9 آلاف أسير وأسيرة فلسطينية يعيشون فى أقبية التعذيب فى السجون الإسرائيلية ؟ هل توقفت واشنطن عن الضغط على دول الخليج العميلة لها وبخاصة (قطر والسعودية) لكى يرسلوا المعونات الموعودة لمصر (20 مليار دولار والتى لم يصل منها منذ يناير 2011 وحتى اليوم سوى نصف مليار دولار فقط) ما الذى تغير حتى يبتسم د. بديع ود. البر كل هذا الابتسام وهما يصافحان سفيرة دولة العدو الأمريكى ؟ هل تغيرت واشنطن أم أن الذى تغير هو الإخوان ؟ إذا كان الأمر به كل هذا الغموض ، فاسمحوا لنا بمزيد من الصراحة حتى يفهم القارىء ما يجرى من صفقات ومؤامرات على ثورته المصرية وثوراته العربية .
فأولاً : واشنطن لم تتغير ولن تتغير ، ومن السذاجة السياسية تصور غير ذلك ، وهى بوضوح شديد تريد من الإخوان أن يحافظوا على كامب ديفيد وعلى كافة المصالح الأمريكية فى مصر بل ويشتركوا فى حماية هذه المصالح فى المنطقة ، تماماً مثلما كان يفعل النظام السابق وهى مصالح ضد حقوقنا العربية والإسلامية يعنى ببساطة أمريكا تريد من الإخوان أن يكونوا (حسنى مبارك جديد ولكن بلحية) ، فهل يفهم الإخوان هذا المخطط ويحاولون عدم التورط فيه أم أنهم سيعاندوننا وبالتالى سيعاندون كل من يفهم (المؤامرة) ويصرون على التذاكى علينا والاستمرار فى لعبة الاقتراب من واشنطن ولو على حساب قضايا العرب والمسلمين مما يمثل عندئذ إهانة وسرقة للثورة التى أتت بهم من الظل إلى ضوء الشمس .
ثانياً : إن ألف باء الثورة هو التغيير الشامل فى مثلث (الاستبداد – الفساد – التبعية) وإذا لم يدرك كل من التقى أو صافح الصهاينة فى دافوس أو السفيرة الأمريكية فى القاهرة وبالتالى وافق على التعامل مع دولتها ، هذه الحقيقة ، فهو بصراحة يخون الثورة ويستحق أن يثور الناس مرة ثانية ضده وهذا هو ما حدثت ارهاصاته الأولى فى ميدان التحرير قبل أيام وهدمت منصة الإخوان وأهينوا بشكل مباشر من الجمهور الغاضب ، وهو الأمر الذى تتوقع أن يزداد سوءاً خلال الفترة المقبلة ، لأنه وبصراحة أشد إن يلتقى السفيرة الأمريكية هكذا مجاناً وبدون مقابل سياسى لصالح الوطن والأمة ، فإنه غداً سيلتقى السفير الإسرائيلى ويعيد علينا سياسات حسنى مبارك ، الخارجية والداخلية (وما الفرق بينهما بالله عليكم !!) إن هى الخيانة المجانية للثورة من أجل مكاسب محدودة لصالح هذه الجماعة أو ذلك الحزب .
* ترى هل يدرك (الإخوان) خطورة ما يفعلون أم أنهم سعداء به ؟ فى كلتا الحالتين هم على خطأ نتمنى أن يصححوه بأنفسهم ، قبل أن يفاجئوا بتدخل ميدان التحرير لتصحيحه ، لأن واشنطن – وببساطة شديدة – هى تل أبيب .. وأسألوا التاريخ وفلسطين ... إن كنتم لا تعلمون !!
No comments:
Post a Comment