Tuesday, 20 March 2012

{الفكر القومي العربي} تفجيرات اليوم بين القمة والأنفصال

 تفجيرات اليوم بين القمة والأنفصال ..... حسين الربيعي
                                                                                     
أثارت موجة التفجيرات هذا اليوم 20 آذار ـ مارس ، والتي طالت عدد من المحافظات العراقية .... أثارت تساؤلات وشكوك في أهدافها ، خصوصا وقد حدثت تحت وطأة حملة أمنية مرتفعة ، لم تشهدها بغداد من قبل ، تحسبا لعقد مؤتمر "قمة" عربية في 29 من الشهر الجاري . وقد يقع البعض من المحللين في فخ الأيحاء وادراج أهداف هذه الموجة في أفشال القمة العربية فقط دون غيرها من الأهداف والأسباب الأخرى .
ان هناك عددا من المسارات يمكن ان تلتقي مع أسباب التفجيرات وتدخل ضمن استراتيجياتها ,,, والتي قد اجتمعت مع هدف افشال قمة بغداد ، منها ... القرارات ( المصيرية )  التي ( تخص مصير الشعب الكردي ) وفق مقولات الساسة الكرد ، ولعله من المفيد التذكير بما قاله ( رئيس اقليم كردستان مسعود بارازاني ) قبل فترة ، من أن الأقليم سينأى بنفسه في حال أندلاع حرب طائفية بين عرب العراق . ان من غير العسير أن تكون هذه الموجة ، واحدة من المسوغات التي تعلل ما قد تقدم عليه ( قيادة ) الأقليم غدا الحادي والعشرون من أذار مارس ـ عيد نوروز ـ الذي يعتبره الأكراد ( عيدا قوميا ) لهم ، لاسيما وان الأجواء متوترة بين الأطراف الطائفيين في العملية السياسية بعد اتهام طارق الهاشمي وهروبه الى اقليم كردستان ، هذه الأجواء التي ساهم الساسة الكرد في تصيدها من خلال الشد والجر في المواقف فيما يبدو وكأنه تبادل للأدوار التي تدخل ضمن حسابات تهيئة المسوغات لأعلان تلك القرارات المصيرية.
على كل حال ، فأن الأخبار المتسربة حول طبيعة القرارات المصيرية الكردية ، تتمحور حول اعلان الكونفدرالية مع العراق بدلا عن الفدرالية ، وهذه الأخبار تتوائم مع طبيعة السياسة الكردية في تصاعديتاها  ابتداءا من شعار التخلص من الظلم ، وانتهاءا بالأستقلال ، مرورا بالحكم الذاتي والفدرالية ، كما ان الاعلان عن الكونفدرالية يعد افلاتاً من اعلان الانفصال ، الذي يحمل عدداً من المخاطر اهمها التدخل المحتمل لدول الجوار ، ناهيك عن خسارة الاقليم لحصتها من الميزانية العراقية ،علماً ان الصلاحيات التي يتمتع بها "الاقليم" الان هي صلاحيات دولة مستقلة ولكن بدون اعلان استقلالها .
في محصلة الامر ، فأن الاصرار على عقد "قمة" يحضرها الارهابيون العرب من آل سعود وآل ثاني وآل خليفة وثوار الناتو واليمين المتطرف الديني ، في مثل هذه الاجواء التي تشهد ارتفاعاً في وتيرة الصراع داخل العملية السياسية في العراق وتعالي اصوات مشاريع الانفصال عن العراق ، والتدخل الخارجي في الشؤون العربية ، لن يدفع ضريبته سوى الشعب العراقي مالاً ودماءاً وجهداً ، واما ثماره فستكون في جعبة "اسرائيل" وعملائها في العراق والوطن العربي .

No comments:

Post a Comment