www.rnewsa.net
د.مصطفى سالم : أثبتت احداث العراق وليبيا وتونس ومصر أن التيار السياسي الاسلامي السني والشيعي هو أسوء ما حدث لهذه الأمة.. | ||
21/03/2012 | ||
د.مصطفى سالم رئيس تحرير وكالة أنباء الرابطة بشكل لافت، تحاول السعودية وقطر والكويت تجييش الحركة الإسلامية للتصدي لنظام الرئيس بشار الأسد. وبدون شك، فأن هذه الانظمة ليست أفضل من الحكم السوري، ولكنها تعتقد أن انخراط التيار الاسلامي في حرب داخل سوريا سيسهم باستنزاف الحركة الاسلامية مما يسمح من استيعاب زخمها لا سيما بعد ظهور هذا التيار كتابع أمريكي و كبندقية للإيجار. تستند المهمة مهمة دول الخليج العربي الثلاث هذه إلى تصور يرتبط بشكل واضح بطريقة التعامل مع الحركة الاسلامية سواء كانت اخوان مسلمين او ما شابهها من حركات. فعلاوة، على إن إنغماس الحركة الاسلامية في معركة سوريا سيسهم في كبح جماحها داخل دول الخليج العربي، فان صعودها للسلطة هو أهون على هذه الانظمة من وقوع السلطة بيد قوى تقدمية ديمقراطية. ويمكن ان نفسر في ضوء ذلك رفض هذه الدول دعم المقاومة العراقية لانها تقاتل العدو الامريكي لا غيره. بل ان التيارات الاسلامية في الخليج العربي اشترطت على الفصائل الاسلامية السنية في المقاومة العراقية عدم الانخراط في قيادة واحدة مع المقاومة الاخرى بقيادة الزعيم عزة الدوري ليس كرها فقط بالتيار القومي، بل انخراطا في المشروع الامريكي الرامي لتشتيت المقاومة. لماذا ما حدث في مصر وتونس ليس ثورة؟ تجربة تونس ومصر ، اظهرت رغبة واشنطن في تولي التيار الاسلامي للحكم، وهو ما تعتقد دولة مثل السعودية وقطر والكويت أنه يمكن تعميمه حتى عليهم. وبالتأكيد، ان هذا التيار سيعيش بطريقة مختلطة مع تيارات موالية لواشنطن أيضا لها دور في الحكم الحالي. لكن قوى قومية أو تقدمية ليس لها وجود في خارطة نظامي ربيع اطلقه الشعب وحصده الناتو في تونس ومصر. ودور نظامي البلدين في تحطيم ليبيا على يد الناتو ومرتزقته وعملاهء دليل على ذلك. وبالتحديد، لان ما جرى في تونس ومصر ليس ثورة، وأن سقط شهداء، كل ماجرى انقلاب تحولت فيه تونس ومصر من حكم الشخص إلى حكم قوى سياسية مرتبطة بالمخابرات الامريكية والغربية. والجماهير، شاركت في عملية خداع نفسها عندما اعتقدت ان مهمة الثورة إزاحة شخص وليس صناعة نظام عادل. وطالما لا يوجد قطيعة ولا نقول ابدا حرب مع الامبريالية الامريكية والرجعية العربية فإن ماحدث ليس ثورة. ونعود ، لدور السعودية وقطر والكويت. هذا الدور لن يكتفي بدعم مادي ومخابراتي من اجل اسقاط بشار الاسد. بل سيكون هناك دعما سياسيا من اجل محاصرة الحكم السوري وفتح قنوات تجييش الحركة الاسلامية سرا وعلانية. و وفق فهم وخبرة الحكم السعودي والقطري واكويتي، فان التيار الاسلامي يمكن بالمال شراءه واخضاعه، كما هو الحال في جميع الحركات السياسية الاسلامية. كما أن مجيء الحركة الاسلامية في سوريا ولكون السنة هم النسبة الاكبر في البلاد، فان ذلك سيضعف النظام العراقي الذي نصبه جيش الاحتلال الامريكي في الحكم. وسيضعف إيران أيضا التي ستجد أنها تخسر رصيدها في سوريا. ولم تستطيع عدة جهات تفسير سبب تنصيب حكما شيعيا تابعا لايران في العراق رغم ان ذلك يغضب الحلفاء في دول الخليج العربي. والكثير وصف ذلك هو حاجة واشنطن دوما لابتزاز الحلفاء قبل الخصوم. وقد يكون في ذلك جزء من الحقيقة. لكن الجانب الاخر يتعلق بنظرية الصراع التي وضعتها واشنطن للمنطقة، وهي أكبر من حصر المسألة بالابتزاز. المهمة اكبر من الخارطة، ولهذا على الجميع التعامل مع تداعيات كبيرة لاسيما بعد أن تأكد المتعاونين مع العدو الصهيوني، إن واشنطن يمكن أن تتخلى عنهم وبسرعة كما فعلت مع حسني مبارك وهو ألأمر الذي لم يستوعبه لغاية الان عبد الله الثاني ملك الاردن ويحلو للبعض بتسميته أخر ملوك بني هاشم في الاردن بسبب فشله في فهم المرحلة. مناقشة ولنناقش المسألة بدقة. فكل التحركات عبر شبكة التواصل الاجتماعي التي سبقت احتجاجات مصر التي اسقطت حسني مبارك تم تنظيمها من قبل قوى ليبرالية تدربت على يد خبراء واشنطن وبعضهم على يد وكالة المخابرات الامريكية. ولم يكن هذا الحشد المصري في الشارع يدرك معنى الثورة، وكان يعتقد إنها عملية اسقاط مبارك. كان الجيش المصري يحتاج لهذا الحشد ، ليتمكن من التخلي عن مبارك.هكذا خططت واشنطن للمسألة. وهذا الأمر ليس له علاقة بنوايا الشعب وقلوب الشهداء. وهذا شبيه لما حصل في إيران. ولنتذكر ما حدث مع الشاه. كان الشاه لايريد أن يسقط المتظاهرين قتلى على يد قواته، حتى لا يزداد الشعب الايراني كرها له. قام بطلب رصاص مطاطي من واشنطن ولندن، ولانهما كان يسعيان للتخلص منه، كانت الاجابة، ان الرصاص المطاطي لايتوفر لديهما. كان الشاه قد قدم خدمات سرية قذرة لواشنطن ولندن، في وقت سابق وبأماكن مختلفة في العالم تجاوزت إيران. لذا طلب من واشنطن ولندن أن لا ينشرا خدماته السرية حتى لا يزداد الغضب الشعبي ضده. قاما بنشر هذه الخدمات بحملة إعلامية جاءت تحت بند مخادع يقول من يقدم لنا هذه الخدمات لابد من المحافظة عليه.وقاما بنشر غسيله، كانت الشاه يدفع ثمن اعتقاده انه لاعب لا يمكن التخلي عنه وهو الشعور الذي جعله يساهم في دعم خطط القائد التاريخي الراحل هواري بومدين في صراع منظمة اوبك مع الغرب حول اسعار وكميات النفط. حين ذلك، إدرك الشاه أن حلفاءه في البيت الابيض يريدون التخلص منه لتبدأ المنطقة في مرحلة جديدة مع مجيء رجال دين متخلفين ومرتبطين بدرجة متقدمة مع المشروع الامريكي للمنطقة. مايحدث في المنطقة ليس له علاقة بالثورة إطلاقا . وذكر هذا، ليس من أجل انكار دور الشعوب، بل لتوضيح إنها جماهير مخدوعة تم السطو من جديد على إرادتها وأحلامها.على يد قوى سياسية ملتحية متحالفة مع مجموعة الليبرالية والتجار والعسكر. و بعد ذلك في سوريا الجماهير في سوريا، من حقها التخلص من اول جمهورية وراثية في العالم. رغم ايماني ان الاعتراض على بشار الاسد كان يجب ان يكون منذ اليوم الأول لتولي الحكم لمنع التوريث.لكن ذلك لم يحدث وحدث الان. والنظام السوري سفك دماء كثيرة. لكن ما نراه، يؤكد لنا أن هذا الشعب السوري العظيم لن ينتج أيضا ثورة. وسيكون حكم ما بعد بشار تعددية سياسية للخليط الذي ذكرناه، وكل هذه الاطراف سيكون عملها لحساب واشنطن والغرب عموما. لان القوى الوطنية، سيتم التخلص منها، أما عن طريق منحها امتيازات شكلية مصلحية، أو من خلال التخلص منها وتشتيتها . والبعض يكره بشار الاسد وحكمه أكثر من الخوف على مستقبل البلاد. تكرار تجربة افغانستان تعتقد الاجهزة الأمنية في الرياض والدوحة والكويت، بسبب محدودية تفكيرها، إن تكرار تجربة افغانستان والمجاهدين أمر وارد. غير أن الامر مختلف بشكل كبير. فسوريا ، لا تعاني من أحتلال مثل أفعانستان و العراق أو قطر . كما ان هذا التيار لا يحظى بالاعجاب وسط منطقة فيها مثقفين وقوى سياسية تقدمية وقومية وشعب يملك رصيدا ثقافيا، رغم ان المثقف العراقي المنتمي للطائفة الشيعية وبنسبة كبيرة منه لا كله، أظهر انسجامة مع الاحتلال الامريكي والعمائم الحاكمة الجاهلة حاليا. لهذا بقت مقاومة الاحتلال الامريكي ثقافيا على عاتق المثقف العراقي السني في معظمها. ونأسف لذكر مثل هذا المشهد، لكننا نسرد وقائع ما حصل ويحصل. التيار الاسلامي الشيعي في العراق المحتل قد كسب من عمله لصالح الاحتلال الامريكي، و استفاد أيضا التيار الشيعي اللبناني التابع لايران حينما تغاضت واشنطن بكل وسائل مراقبتها للدول ، ومعها العدو الصهيوني عن تسليح حزب الله وانشغلا معا في محاصرة نظام الشهيد صدام حسين في العراق الذي منع عنه حتى اقلام الرصاص، بينما وصلت صواريخ إلى حزب الله عن طريق سياسة "عين الاستخبارات حين ترى فذلك أمر لا شك في حصوله، لكنها حين تصمت فالأكيد إن هناك مصلحة". الا ان هذه الاستفادة مرهونة بشكل كبير بخدمة المشروع الامريكي وهو ما يجعل التيار الاسلامي بشقيه السني والشيعي جزء من المؤامرة على هذه الامة. يعتقد التيار السياسي الاسلامي السني أنه يمكن أن يكون عصا واشنطن كما حدث مع التيار الشيعي. نقول أن التيار السياسي الإسلامي سيستفيد من هذه المرحلة بدون شك، لكنه في مهمة معادية للشعب والكرامة والحرية. لقد أثبتت احداث العراق وليبيا وتونس ومصر أن التيار السياسي الاسلامي السني والشيعي هو أسوء ما حدث لهذه الأمة، لأان الرجعية تستكمل خيانتها. |
No comments:
Post a Comment