Wednesday, 4 April 2012

{الفكر القومي العربي} الهاشمي والفتنة الطائفية

الهاشمي والفتنة الطائفية

عبد الستار قاسم

4/نيسان/2012

يكرر السيد طارق الهاشمي في تصريحاته ولقاءاته الإعلامية القول إن مشكلته جزء من الحرب على أهل السنة في العراق، ويعزو السياسات التي يتم اتخاذها في العراق من قبل المالكي إلى رغبات أهل الشيعة في تهميش أهل السنة. إنه يعزف على وتر طائفي قاتل، ولا يبدو أنه يميل نحو التهدئة بل نحو التصعيد.

قد تكون اتهاماته صحيحة، لكن المالكي أتى من خلال انتخابات ديمقراطية تعاون عراقيون ومنهم الهاشمي مع الأمريكيين من أجل إقامتها. فهل الديمقراطية جيدة فقط عندما تتوافق مع ما نريد، وغير مقبولة عندما لا تتوافق مع مصالحنا؟ قبل السيد الهاشمي بالترتيب السياسي الذي جرى في العراق، وهو جزء من النظام القائم.

المهم أن الفرق الإسلامية أساءت للإسلام والمسلمين ومزقت وحدتهم تاريخيا، وأقامت الحروب، وأطلت علينا في هذا الزمن لتعيد التاريخ إلى سابق عهده. هناك متعصبون أغبياء من أهل السنة وأهل الشيعة يصرون على إعادة إنتاج معارك الجمل وصفين وكربلاء، وهناك من السياسيين من يحاول الاستفادة من هذا التعصب الغبي. الإسلام واحد، وتصر الفرق ومن لف لفها على تمزيق الصفوف باسم الدين.

المسألة بسيطة بالنسبة للسيد الهاشمي، ولا تستحق التجييش الطائفي. من السهل للهاشمي أن يعود إلى بغداد ويمثل أمام المحكمة ويثبت براءته من التهم الموجهة ضده. ولا يوجد مجال للتزوير لأن محاكمته ستكون في حراسة إعلامية عالمية، ولن تجرؤ حكومة المالكي على التلاعب بالمحكمة والأدلة. عندها سيحشر الهاشمي المالكي وحكومته في الزاوية وسيثبت للعالم أن المالكي هو الذي يعبث بأمن العراق ووحدته. التجييش الطائفي يشكل وبالا على الأمة ككل وليس على العراق وحده، وإثبات البراءة يساعد في إحقاق الحق وعلو الحقيقة على الدعاية الهدامة.

ولهذا الرجاء من الهاشمي أن يكف عن تصريحاته التي لا يرتد أثرها السلبي عليه هو، وإنما علينا جميعا في بلدان العرب والمسلمين. والأمة لا تحتاج إلى فتنة من أجل إخراج شخص من مأزقه.

No comments:

Post a Comment