Sunday, 22 April 2012

{الفكر القومي العربي} مصر تقرر إلغاء اتفاقية إمداد ألصهاينة بالغاز

مصر تقرر إلغاء اتفاقية إمداد ألصهاينة بالغاز

د.يحيى القزاز

 

هاهى مصر بفعل الثورة تسترد عافيتها وتلغى إتفاقية إمداد إسرائيل بالغاز. خبر وأنا أقرأه على الشاشة لم اصدق نفسى، فركت عينيى غير مصدق، إلى أن جاء صوت المذيع يؤكد الخبر، ويعلن أن الصهيونى موفاز يقول بوقاحة إن قطع الغاز إخلال بمعاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية. ومهما يكن من أمر فهذا قرار يجب تحيته وتحية من اتخذه إن كان صادقا. ولايخلو الفرح من شبهة قلق. فهل من سمح للأمريكان بالهبوط بطائرة عسكرية فى مطارنا واصطحاب المتهمين الأمريكيين فى قضايا التمويل الأجنبى إلى بلادهم، وهل من من قتلوا أبناءنا وانتهكوا أعراضنا يمكن أن يتخذوا مثل هذا القرار؟ فى كل الأحوال لا أملك إلا فرحتى ومباركتى بقلق لمن اختلف معهم على أمل أن يأتى المزيد الوطنى لصالح مصر منهم.

قد تكون هناك تساؤلات مشروعة عن اتخاذ هذا القرار فى ذلك الوقت بالذات، ربما يكون تعبير عن أزمة بين العسكر والإخوان، أراد بها العسكر فعل شيئ وطنى ثورى يكسب به الشارع المصرى فى مواجهة الجماعة، كما صنعت الجماعة عندما اختلفت مع العسكرى ولجأت للشارع ونزلت ميدان التحرير. فى كلا الحالين أصبح الشارع المصرى والميادين هم الملاذ لمن يحتمى به. وقد يرى بعض المبررين  من المتصهينين أن هذا قرار انفعالى وخطر على ميزانية الدولة ويكلفها الكثير إذا ماقاضاها الجانب الصهيونى ولجأ للتحكيم ضد الحكومة المصرية، ويطالبون بلا خجل بالتعقل والعود فى هذا القرار. وأرى أننا فى الحالة الثورية ندفع الثمن من دمائنا ومن أرواح شبابنا، فلماذا لاندفعه من بعض النقود مقابل الشعور بأننا أحرار فيما نملك، وللحرية ثمن وإننى على يقين بأن جميع المصريين على استعداد لدفع هذا الثمن. وهناك من يرى أنه محاولة من المجلس العسكرى لمغازلة الشعب والقفز فوق وعوده بعدم التخلى عن السلطة فى الموعد المحدد، حتى لو كانت هذه الفرضية صحيحة فتصرف متخذ القرار مغازل الشعب أثبت أن الشعب أقوى وهو الملاذ ولو تنكر لوعوده وضحك عليهم فلن يستمر كثيرا وسيخسر كل شيئ لإدراكه بأن القوة فى الشعب.

ولا يجب علينا ونحن فى خلاف مع المجلس العسكرى أن نقلل من قيمة هذا القرار، فهو –إن صدق- قرار وطنى بامتياز، والقوات المسلحة هى التى تتحمل تبعات هذا القرار فى الدفاع عنه ساعة أن يحين النزال. ومهما اسبغنا على هذا القرار سبغة قانونية وحاولنا إبعاده عن وضعية القرارات السياسية فهذا كلام غير معقول فى دولة يحكمها الاستبداد، وكل مافيها سياسى بامتياز. أتمنى أن تدوم فرحتنا وأن أختم حياتى واسرتى شهداء على الحدود دفاعا عن وطن صغير وعن أمة عربية وإسلامية. والحديث عن مخالفة معاهدة السلام كلام فارغ، فلو كان هناك معاهدة للسلام فإن أول من انتهكها وقضى عليها هو الكيان الصهيونى، وكما قال الشاعر ابراهيم ناجى على لسان سيدة الغناء العربى "ما احتفاظى بعهود لم تصنها".

منذ زمن كم كنت تواقا لقرارات وطنية جرئية من قواتنا المسلحة، تلك المؤسسة التى عودتنا منذ القدم على القيام بدورها من أجل حرية هذا الوطن، ومهامها النضالية دفاعا عن مصر والعروبة.

تحية لمتخذ القرار، وأتمنى أن يكون عند حسن الظن، ويقف خلف شعبه حاميا ومدافعا عن مصر، وذلك افضل من وجوده فى صدارة المشهد السياسى وتحمله أوزارا تقلل من هيبته وتنال من سمعته. ويظل دوما جيشنا العظيم والجندى المجهول فى بناء الوطن. تحية كبيرة لمتخذ هذا القرار إن كان صادقا، وأتمنى ألا أكون أسرفت فى تفاؤلى، وقدمت التحية فى لحظة نشوى لقرار لاقدر الله هو أقراب للسراب منه للحقيقية. بنا يابنى وطنى على الحدود مع الشقيقة فلسطين نشكل دروعا بشرية ندافع بها عن كرامتنا ضد هجمات البربرية الصهيونية عندما تفكر فى هذا. وحذار من عربدة صهيونية غير مسئولية، إن كانت الإمكانيات العسكرية غير متكافئة بيننا وبينهم، فإننا نتفوق فى العقيدة والتضحية والعمل من أجل الشهادة، وهم يعملون من أجل الحرص على الحياة.

التاسعة من مساء الاحد 22 أبريل 2012

 

 

 

 

 

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.

No comments:

Post a Comment