Friday, 6 April 2012

{الفكر القومي العربي} خذ ما تشاءُ يا عباسُ،



خذ ما تشاءُ يا عباسُ،

د. فايز أبو شمالة

بهدف إنهاء الانقسام، اقترح على حركة حماس أن تعطي السيد عباس كل ما يطلب، وأن تحقق له كل ما يريد، طالما كانت الغاية هي المصالحة، وإنهاء حالة التمزق الفلسطينية، ولا عيب أن تتنازل حركة حماس عن تشددها في كل قضايا الخلاف، ولا بأس أن تتراجع خطوتين إلى الوراء، وأن تترك لجنة الانتخابات المركزية تعمل في غزة بكامل حريتها، وأن تترك السيد عباس يشكل الحكومة التي يريدها، ووفق هواه، ودون العودة للمجلس التشريعي،  وليحدد السيد عباس كل شئون الحياة في فلسطين، ويكلف بالوظائف الحساسة من يريد، ولا غرو أن تفتح حركة حماس بوابات غزة لصحف السيد عباس، ولتعطه كل شيء بشرط أن يعلن السيد عباس عن فشل مشروع المفاوضات، ويوقف التنسيق الأمني مع الإسرائيليين.

هل هذا الطلب كبير؟ هل إعلان عباس الصريح عن فشل المفاوضات أمر مستحيل، أعطوا السيد عباس كل شيء، وخذوا منه جملة مفيدة تؤكد فشل مشروعه التفاوضي! وعلى حركة حماس أن تشترط وقف التنسيق الأمني، ونهاية العلاقة الحميمة مع المخابرات الإسرائيلية كشرط الحركة الوحيد لإنهاء الانقسام؟ وليكن ذلك بصوت مرتفع، يحسه ويدركه ويفهمه رجل الشارع الفلسطيني، ولتقف حركة حماس عند هذا المفصل بقوة، ولا بأس لو تتنازل في باقي مفاصل العمل السياسي الفلسطيني؟

أزعم أن إنهاء الانقسام الفلسطيني وهمٌ متبدد، وسراب ينبعث منه دخان، وحزن يذرف دموع التماسيح، ولن يتحقق طالما لم يقف السيد عباس من على منبر صدقٍ، ويعلن عن فشل مشوار المفاوضات، ويقول بصوت شجاع: لقد أخطأت، لقد خسرت الرهان بالتنسيق الأمني مع المخابرات الإسرائيلية، ويتوجب أن أبدي الندم، وأنا أعتذر للشعب الفلسطيني عن  سنوات الضياع التي أهدرتها في المفاوضات، ويتوجب علي التراجع، وأنا أرجع نفسي، وأترككم تراجعون قراءة المرحلة، وتختارون الطريقة المناسبة للتعامل مع العدو الإسرائيلي.

ما لم يعلن السيد عباس بصوته عن فشل خط المفاوضات، وما لم يقل السيد عباس بعظمة لسانه: أخطأت، ويصير يردد لفظة العدو الإسرائيلي بدلاً من الطرف الآخر، ما لم يفعل ذلك؛ ستظل لقاءات حركة حماس مع السيد عباس، تحمل دلالات التشكك في صحة مسار حماس السياسي، وعدم قناعة حركة حماس نفسها بسلامة خط المقاومة.

إن تساهل حركة حماس في الإستراتيجية، وتشددها في التكتيك لهو رسائل سلبية ترسلها لكل مؤيديها ومناصريها، ولهو الضباب الذي يلف المشهد السياسي، ولا يميز بين مناخ خطوط الطول التي تبارك "التنسيق الأمني مع الطرف الآخر" وبين مناخ خطوط العرض التي تحض على "المقاومة المسلحة للعدو الإسرائيلي".

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.

No comments:

Post a Comment