الحزب الوطنى الموهوم !
لم يزل كثير ممن يكرهون الحركات الاسلامية أيا ما كانت ومهما كانت كراهية التحريم التى تجعل كل ما يصدر عنها إثم وفسوق ومؤامرة وصفقة وانتهازية ! أضف الى ذلك أن نجاحاتهم فى كل منازلة انتخابية وسط عوام الناس أو خواصهم تمنحهم كثير من الثقة التى ترفع ضفط هؤلاء وتحفزهم على مزيد من الإهانة والتلفيق لأفراد هذه الحركات وقياداتها وأولئك الكارهين من اتجاهات شتى وفى مواقع عدة ولهم منابر إعلامية خاصة تروج لهم وعلى كل حال فلقد ذكرت فى المقال السابق الرد على شبهة تكويش الإخوان على كل المناصب فى البلد وبالأرقام حيث لا يوجد من ينتمى للإخوان فى أى منصب بدأ من الوزير ورؤساء مجالس الإدارات ورؤساء البنوك والمحافظين ورؤساء مجالس المدن ورؤساء مجالس القرى والعمد وشيوخ الخفر ومجلس أمناء الإذاعة والتلفزيون والمجلس القومى لحقوق الانسان والقومى للمرأة وسفرائنا فى الداخل والخارج فأين التكويش ؟! والتهمة التى يلوكها هؤلاء الكارهين الأن هى أن حزب الحرية والعدالة تحول الى حزب وطنى جديد وقد حرصوا على تركيز هذا المعنى فى نفوس الناس باعتباره حقيقة فى معرض حديثهم الدائم عن الحزب وهنا دعونا نعرض كيف نقارن بين حزب بائد منحل بحكم فساده وحزب حديث عهد لم يمر عليه عام وقد حظى بثقة الشعب المصرى فى انتخابات برلمانية شهد العالم بنزاهتها ، كيف نقارن بين نواب أغلبهم ملوثين فى فساد جاءوا بالتزوير وقد ارتضوا ذلك ودافعوا عنه وبين نواب الحرية والعدالة الذين أجهدوا من يتربص بهم لإثبات فسادهم وخاب مجهودهم ! كيف نقارن بين حزب حاز الأغلبية بالتزوير ولم يمنح أى حزب أو مستقلين منصبا من 78 فى لجان المجلس رغم حصول الإخوان على 20% من مقاعد المجلس ويوم نجح أكرم الشاعر فى وكالة لجنة الصحة فى العام الأول وقف احمد عز على باب اللجنة فى العام الثانى كى يتأكد من إسقاطه! بينما شاركت كل الأحزاب –إلا من أبى – فى تولى مناصب ال 19 لجنة بالمجلس !، كما لا يمكن تصور أن الحشد الذى كان يحشده الحزب الوطنى لنوابه الغائبين الدائمين عند بعض المواقف يحدث من الحرية والعدالة المتواجدين بانتظام كما لايمكن مقارنة العقول الفارغة وعدم القدرة على تقديم استجواب أو وسائل رقابية إلا بموافقة الحزب يحدث مع نواب الحرية والعدالة الذين يتحركون بحرية فى استعمال طافة الوسائل لمسائلة أى حكومة ! كما لايلحظ دور رئيس الهيئة البرلمانية فى توجيه القطيع كما كان يفعل كمال الشاذلى الله يرحمه واحمد عز من بعده بل قد تجد اختلاف الأراء بين أعضاء الحرية والعدالة وهو ما يؤكد أن هناك فارق لا يراه أعمى البصيرة المتحامل بشكل دائم! الحزب الوطنى لم يسمح لمشروع قانون يقدمه النواب من أن يرى النور بل دائما يمرر ما تقدمه الحكومة واليوم أكثر من نصف القوانين والتعديلات المقدمة من نواب الأحزاب المشاركة فى البرلمان دون أى إقصاء! حتى التصويت الذى كان يدار بزرار فى يد زعيمهم لم نره بين نواب الحرية والعدالة بل أخر قانون للقضاء العسكرى كان التصويت فيه 89 ل 58 وهو غير مسبوق كما أن كم إنجاز الأعمال لمصلحة الشعب المصرى فى مائة يوم لم تحدث فى عشر سنوات ! ومساءلة وزير الداخلية أمام المجلس لم تحدث من قبل والتصويت على بيان الحكومة يتم بنداء الأسماء لم يحدث من قبل فأى وجه للشبه يدعى هؤلاء وأخيرا لقد عاش نواب الحزب الوطنى فى ظل حماية أمنية وإعلامية بينما يهاجم الإخوان ونوابهم حتى الآن ويشترك نواب الوطنى السابقين بفضائياتهم فى الحرب المعلنة فكيف يتساوى الظالم مع الضحية ألا ساء مايدعون
دكتور محمد جمال حشمت
أستاذ جامعى ونائب بالبرلمان
28 ابريل 2012
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.
No comments:
Post a Comment