Monday, 28 May 2012

{الفكر القومي العربي} حول بيان مجلس الأمن بخصوص مجزرة الحولة

                                    تنبت يدا أبي لهبٍ وتب
                         حول بيان مجلس الأمن بخصوص مجزرة الحولة
                                      بقلم :  حسين الربيعي
 
 
يوم أمس الأثنين ، أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا جائرا حول مجزرة الحولة ، إذ حدد البيان أسباب المجزرة " لهجمات شملت قصفا بالمدفعية والدبابات الحكومية لحي سكني " وورد في البيان عن ذلك بأنه " خرقا للقانون الدولي المطبق ولألتزامات الحكومة السورية بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي " . وفيما أظهرت صور الضحايا الشهداء ، أن المجزرة جرت بطريقة القتل المباشر ، بإطلاق الرصاص أو الذبح بواسطة السكاكين ، فإن رئيس بعثة المراقبين روبرت مود نفسه " لم يربط بشكل مباشر بين " قصف " الجيش وأعداد القتلى " .
لكن القصة تبدوا محبوكة ، فقد يكون قد جرى قصف لقوات الجيش السوري بسبب عمليات مع المتمردين ، ولكن الجريمة نفذت بأيادي وبطريقة مباشرة ، غايتها خلق مسوغ لقرار إنهاء عمل بعثة كوفي عنان ، والدخول في مشروع تدخل عسكري ، ولو بقوات أقليمية ( تركية ) وأموال أحفاد أبي لهب من مشايخ ( قطر والسعودية ) وبمساعدة ومتابعة ( أسرائيلية ) .
ففي طلب الأمين العام للأمم المتحدة لأعضاء بعثة المراقبين الدوليين في سورية " مواصلة التحقيق في هذه الهجمات وموافاة مجلس الأمن بالنتائج التي يتوصلون إليها " ، ويعني هذا أن بعثة المراقبين لم تحدد المسؤول عن تنفيذ المجزرة ، مع الأستفادة من تقديرها على أنها جرت عن قرب ويعني ذلك توجيه الأتهام للمتمردين المسلحين.
أن أكثر ما يغيض من جانب ، ويفضح دور مجلس الأمن في المؤامرة ضد سورية ، أن المجلس يحاسب على الظن ، ولايحاسب على الشواهد والأثباتات ، وقد يكون الخطاب السياسي لطرفي الصراع ( الحكومة السورية ـ المعارضة المسلحة ) أعترافات في النهج والمسؤلية .... فإن متابعة حيادية لخطاب الحكومة السورية ، بل ونهجها لمعالجة الأزمة ، يؤكد أنه نهج للحوار ونبذ للعنف . بينما يجد المراقب المحايد ، أن خطاب ونهج ( المعارضة المسلحة ) مكرس للعنف والفتنة بدليلين ، اولهما عملية اختطاف الزوار اللبنانيين من قبل ما يسمى الجيش الحر ، وثانيهما ما قاله العميد مصطفى الشيخ ـ رئيس المجلس العسكري الأعلى في ما يسمى بالجيش السوري الحر ـ بدعوة محاربيه " الجنود والثوار للقيام بهجمات انتقامية ضد قوات الأسد والشخصيات الرسمية " ، والسؤال لماذا لم يقدم مجلس الأمن طلبا واضحا للمعارضة المسلحة للألتزام بما اسماه المجلس " قرارات مجلس الأمن " والتوقف عن التحريض ، والدخول في العملية السياسية السلمية ؟؟
قد يكون الجواب حاضرا من سفر مجلس الأمن ، فهو مجلس حرب تحت يافطة أمن دولي ليس إلا .
 
 
 
                                                                                                              بغداد العروبة
                                                                                                          28 آيار مايو 2012 

No comments:

Post a Comment