الفكر القومي العربي
Thursday, 21 June 2012
{الفكر القومي العربي} مرسي رئيسا...نصرٌ بمذاق الهزيمة
البرامج
روابط جديد الموقع
الدول
الأنشطة
عريب الرنتاوي
المركز في الاعلام
معرض الصور
كادر المركز
مواقع
شركاؤنا
للاشتراك
البريد الألكتروني
بحــث
مرسي رئيسا...نصرٌ بمذاق الهزيمة
21 - 06 - 2012
عريب الرنتاوي
سيُكشف اليوم – رسمياً – عن إسم الفائز في الانتخابات الرئاسية المصرية...الأرجح أن الفوز سيكون من نصيب المرشح الإخواني محمد مرسي، لكن المسافة القصيرة التي تفصله عن مرشح "الفلول" الفريق أحمد شفيق، تُبقي الباب مفتوحاً للتكهنات والاتهامات المتبادلة، حتى الدقيقة الأخيرة.
فاز مرسي ولم يهزم شفيق...ففور المرشح الإخواني جاء ممزوجاً بمذاق الهزيمة...حصل على نصف أصوات المقترعين، وبما لا يزيد كثيراً عن ربع "الهيئة الناخبة" فقط، يشكلون الكتلة التي تضم الإخوان والسلفيين، معظم السلفيين وأنصار أبو الفتوح فضلا عن مئات ألوف المصوتين، الذين لن نعرف عددهم، ممن صوتوا لمرسي نكاية بشفيق ورغبة في قطع الطريق على فلول النظام المنحل والحؤول دون عودتهم للسلطة، هذا هو واقع الحال الذي يتعين الاعتراف به من دون مورابة.
وعلى المنتشين بـ"سكرة" النصر الإنتخابي، أن يتأملوا جيداً في مغزى حصول مرشح الفلول على نصف أصوات المقترعين تقريبا (ربع أصوات الناخبين عموماً)...في بلد لم تغادر ثورته، الأوسع والأنبل والأشرف، شوارعه وميادينه...فالذين صوتوا لشفيق، بعضهم فعل ذلك لأنه من "الفلول" أو متأثر بدعايتها السوداء، لكن كثيرين ممن صوتوا لشفيق إنما فعلوا ذلك نكاية بالإخوان وخوفاً من مشروعهم السياسي/ الديني، الذي لم تنجح الجماعة في رفعه إلى مستوى "المشروع الوطني الديمقراطي البديل".
بعض الذين صوتوا لشفيق، ولا نعرف أعدادهم الآن وقد لا نعرفها مستقبلاً، إنما فعلوا ذلك في ضوء ما شاهدوا وتابعوا من أخطاء وخطايا قارفتها الجماعة في زمن الثورة القياسي، وقد كنا خصصنا مقالاً لعرضها بإسهاب ونكتفي هنا بذكر بعضها فقط: الرقص على حبلي "التحرير" و"العسكر"، التخلي عن الثورة في بعض مفاصلها، قطع الوعود والتنكر لها (عدم خوض انتخابات الرئاسة)، الميل للهيمنة والاستئثار (قصتهم مع أبو الفتوح والهيئة التأسيسية) ورغبتهم التي لم يستطيعوا كبح جماحها بالإستئثار بمختلف مفاصل السلطة والحكم في البلاد من دون أن يبددوا "المساحات الرمادية" الواسعة في خطابهم السياسي والفكري.
مشكلة الرئيس المنتخب، فضلا عن مشاكل مصر المستعصية التي سيجد نفسه مضطراً للتعامل معها وتحمّل مسؤوليتها، أنه سيؤدي اليمين أمام محكمة دستورية، كانت السبب في حل "برلمانه" ذي الغالبية الإسلامية، ومكّنت غريمه ومنافسه السياسي من خوض غمار الانتخابات حتى "ورقة الاقتراع الأخيرة"...مشكلة الرئيس أنه سيزاول مهام عمله بصلاحيات منقوصة، تمكن المجلس العسكري من السطو على جزء منها، وأهمها سلطة التشريع وتشكيل الهيئة التأسيسية للدستور الجديد، سيما بعد الإعلان الدستوري المكمّل.
سنكون أمام رئيس أعزل، مسلوب الصلاحيات، محاط بمؤسسات دولة قضائية وأمنية وعسكرية، لا تُكنّ له ودّا ظاهراً ولا خفياً...بل أنها ستعمل بكل ما أوتيت من عزم وقوة وادوات، على إحباط تجربته واختزالها، وحديث الانتخابات الرئاسية المبكرة في مصر، بدأ يشق طريقه حتى قبل لحظة الإعلان الرسمي عن نتائج الإنتخابات الرئاسية، وثمة من يقول أننا أمام رئيس انتقالي مؤقت، لن تتعدى فترة ولايته السنتين القمريتين.
لكن الرئيس، ومن خلفه الجماعة، بمقدوره أن يتسلح بـ"ميدان التحرير" وأن يلوذ به من جديد، فهو آخر قلاع الثورة وأوراق قوتها الصلبة، لكن عليه أن يفعل ذلك بنية صادقة هذه المرة، وإرادة انفتاحية وتشاركية مع مختلف قوى الثورة ومكونات المجتمع المصري، ومن دون أي استثناء...صحيح أن جدار الثقة بين الإخوان وبقية المكونات الثورية المصرية قد انهار، وصحيح أن انهياره حدث في جزء رئيس منه على يد الإخوان أنفسهم...لكن الصحيح كذلك أن الفرصة لم تفت بعد لتصحيح الخلل وتجسير الفجوات ومراجعة الذات وممارسة النقد والنقد الذاتي، وتدارك ما يمكن تداركه.
والحقيقة أن ما جرى في مصر خلال السنة الفائتة من إنتخابات واستفتاءات، إعلانات دستورية وأخرى مكملة ومتممة، إنما يعد "بروفة" للاختبارات الأكبر والأوسع التي ستشهدها البلاد في قادمات الأيام، وهي فرصة أمام الجميع لوقفة مراجعة مع الذات والاخر، وحشد القوى وبناء الائتلافات بعيداً عن "نزق" الثورة وفورانها...سيما إن أدرك الجميع، بمن فيهم الإخوان، وبشكل خاص الإخوان، بأن النظام القديم لم يرفع الراية البيضاء بعد، ولم يفقد أدواته وقواعد نفوذه، وأن خطره على الثورة ومآلاتها، ما زال قائماً.
هي أيضا فرصة لقوى الإصلاح والتغيير الديمقراطي في البلاد، لحشد الصفوف وشحذ الهمم وتوحيد الكلمة...فقدر مصر لا ينحصر بين مرسي وشفيق، بين المرشد والمشير، بين الفلول والإخوان، ثمة فضاءات أخرى تكشفت عنها الثورة المصرية، يجب سبر أغوارها والرهان عليها وتطويرها، فلا يجوز السماح بتكرار ظاهرة تصويت المصريين لشفيق خشية من "فوبيا الإخوان"، كما لا يجوز السماح لمرسي بالحصول على أصوات من قرروا أن لا عودة أبداً للنظام القديم بفساده واستبداده...هذه "ثنائية" يجب أن لا يظل المصريون أسرى لها، مهما كان الثمن.
اكتب رأيك
الاسم
عنوان التعليق
نص التعليق
يرحب مركز القدس للدراسات السياسية بآرائكم وتعليقاتكم عل كل ما ينشر على موقعه، على أن يجري التقيد بقواعد النشر وأخلاقياته المتعارف عليها عالميا.
<< رجوع
أرسل لصديق
إطبع الصفحة
No comments:
Post a Comment
‹
›
Home
View web version
No comments:
Post a Comment