Thursday, 7 June 2012

{الفكر القومي العربي} الثورات لا تحمى المغفلين






















07 يونيو, 2012
01:03 م

آخر الأخبار ق
سياسة
إقتصاد
رياضة
علوم وتكنولوجيا
متنوعات
تقارير ودراسات
بورتريه
كتاب
اخبار خفيفة
سياحة وسفر
المرأة والطفل
الصحة
آراء حرة
حوار مع
تحقيقات
حدث فى مثل هذا اليوم
فى الصحف
ثقافة
اسرائيليات
ديوان العرب
بانوراما الأخبار
شريط الأخبار
ملفات خاصة

الثورات لا تحمى المغفلين


إيهاب شوقى

الثائر يجب ان يكون كبيرا بالمعنى الشعبى لكلمة كبير اى مهابا وناضجا وقدوة وعليه ان يتمتع بالرؤية الواسعة الواضحة القادرة على اكتشاف طريق السير الممهد للوصول للهدف.

أما المراهق سياسيا والمتخبط والذى فى نفسه مرض ناتج عن الغرض فهو نموذج مسئ للثورة ومصطلحها وقيمتها.

من البداية: فإن الثورة قيمة وتهدف الى البناء والتغيير الشامل والجذرى واستبدال منظومة فاسدة ومهترئة بأخرى ولو اقتصرت الثورة على تبديل أشخاص بأشخاص آخرين افضل فهى اصلاحات وليست ثورة, ولو اقتصرت على تبديل اشخاص بأشخاص آخرين دون تحكيم معيار الأفضلية بل تحكيم توازنات القوى فإنها ستتحول الى انقلاب.

ولنطبق الضوابط على الارض:

فى تونس ومصر حيث سقطت رؤوس الأنظمة, تم السير فى مسار يقوم بتعريف سطحى للديمقراطية قائم على التصويت عبر الصناديق فأتت الصناديق بأشخاص تشكل تنظيم, وهذا التنظيم يأبى إلا أن يكون نظاما يحل محل النظام القديم.

والسؤال هنا, هل هذا النظام الجديد القادم عبر الصناديق متناقض كليا مع النظام القديم ومختلف عنه جذريا ليصبح عنوانا للثورة؟ ام هو مجرد استبدال نظام بنظام اقل فسادا ربما او افضل نسبيا فى عناوين فرعية للمنظومة الكلية الشاملة لتتحول معه الثورة وتضحياتها الى مجرد تغيير إصلاحى؟ ام هو نظام حل مكان النظام القديم بالقوة والغلبة وبسطوة المال وتزييف الوعى وعوامل اخرى ليصبح ماحدث انقلابا؟

مهما كانت النوايا ومهما كانت الاسباب والاخطاء المقصود منها والغير مقصود فإن الجميع مشارك فى إهدار تضحيات الثورة والمنتج التجارى الجديد المعروف بدماء الشهداء, والذى يتاجر به المغرضون والطامحون والطامعون وكل يستخدم قميص الشهداء باسوأ مما استخدم قميص عثمان لشق صف المسلمين ودخولهم فى حرب طاحنة تداعياتها مستمرة حتى اليوم.

فى ليبيا : تم التضحية بالثوابت الوطنية وتمت الاستعانة بالمستعمر على المستبد وتم بيع الوطن للناتو بفعل العمالة عند من اسموا انفسهم ثوارا وبفعل غباء قطاعات اخرى وافتقادها لقيم الوطنية وثوابتها.

وفى سوريه: هناك تكرار للنموذج الليبى يتم تسييد قواعده على الارض عبر ذات الحركات المتاجرة بالدين والمعادية للمجتمعات وتنوعها والتى فشلت فى الوصول عبر تزييف الوعى عبر الصناديق لتحاول الانقضاض بالقوة عبر امدادات لوجستية واعلامية من المشروع الامريكى الصهيونى وعرابيه من المنطقة.
وفى اليمن: تبقى ثورتها حائرة لاتقدم رؤية ولابديل ولاشعار غير تغيير النظام.

المشترك فى اهدار الثورات هو سيطرة الفكر المعروف بالأتبورى- نسبة الى حركة أتبور الصربية- والذى من اهم مفاهيمه ان العبرة بالقدرات وليس النوايا, اى ان العبرة بالقدرة على التغيير مهما كانت نوايا المستعان به على التغيير وتسرب هذا المفهوم ليسيطر على عقول الجيل الجديد من الشباب وربما تسرب حتى لأجيال اكبر منهم من المفترض انهم شبوا على قواعد وقيم وطنية شكلت ثوابت للحركة, بل وتسرب للعجائز الذين عاشوا فترات التحرر الوطنى وكانوا جزءا من الاحداث وشاهدين عليها عيانا وليسوا مجرد مستلهمين من التاريخ.

عندما تسود قيم برجماتية تقوم بتعريف السياسة على أنها مجرد مصالح وألعاب بهلوانية براجماتية دون ضوابط اخلاقية فلننتظر فقدان البوصلة ولننتظر ان تفقد الثورة امتيازاتها القائمة على النبل الاخلاقى.

وعندما تمارس الإزدواجية عيانا بيانا من اناس أصبحوا رموزا للثورة وتجد من يبررها فنجد زعيما ثوريا يتحالف مع حركات ممولة من الاعداء ثم يخرج يتحدث عن الثورة والاستقلال الوطنى ونسمع تصفيقا من الثوار فلننتظر خراب الثورة وخراب الاوطان.

وعندما تصبح شخصيات ذات علاقات وثيقة بالمخابرات الامريكية وعملت فى مؤسسات صهيونية رموزا للثورة فلاننتظر الا ارتدادا وطنيا وتكرارا لذات الانظمة, والأنكى ان تحدث تحالفات بين هذه الشخصيات وشخصيات اخرى تتغنى بالعداء لامريكا واسرائيل!!!

وعندما نرى اشخاص تتحدث باسم الثورة وقد شاركت فى إهدارها وكانت جزءا لايتجزأ من النظام القديم بتعاونها مع اجهزته الامنية ومشاركتها بقوة وبتمثيل مشرف فى الطبقة الاقطاعية ومنظومة تحالف رأس المال مع الحكم وتدعى المعارضة طوال الوقت وتشارك هى والتنظيم الدولى للتجارة بالدين فى حرف مسار الثورة ويشكلوا سويا العراب الأكبر والقائد الفعلى لحرف المسار عند محطاتها المفصلية ثم نرى ان تناقضهم مع المؤمنين بالثورة تناقضا ثانويا, فلا نتوقع الا اللدغ من ذات الجحر الالف المرات وتحول هؤلاء المؤمنين الى الردة عن الثورة واستحقاقهم المحاكمة بتهمة الغباء والسذاجة التى تتساوى مع الخيانة فى اللحظات الوطنية الفارقة.

وعندما نرى قنوات إعلامية مملوكة للثورة المضادة تقوم بالتحريض فى اتجاهات مخالفة لمسار الثورة الرئيسى وتوجهها عنوة لمسارات فرعية وعرة, فلننتظر انتصار الثورة المضادة بلا ادنى امل فى انتصار اهداف الثورة ولو حتى بأشكال جزئية.

الثورة الحقيقية هى التى تبلور اهدافها بدقى وبرؤية شاملة ولاتتوقف عند فرعيات وتفاصيل تكمن فيها الالاف الشياطين من كل حدب وصوب .

الثورة الحقيقية ترفع الثوابت الوطنية والاخلاقية وبها يعرف الرجال ولاتعرف الثوابت والضوابط طبقا للرجال وللنجوم المصنوعة المخادعة.

الثورة الحقيقية هى عملية تغيير ممتدة لاتتوقف على ميدان ومكان وزمان وليس لها اسقف ولاتنتهى وتفشل بانتخابات ولاتنجح بمجرد انها وصلت للحكم بل المعيار الدائم هو تحديد الاهداف والتركيز عليها والفرز الدائم وكل ذلك فى إطار مقدس من الثوابت والقيم.

الثورة الحقيقية قادرة على الفرز والتطهر من رفاق السوء والطابور الخامس والنجوم الزائفة والزهور البلاستيكية حتى تصبح قادرة على التطهير والبناء.

دون ذلك فستبتلع رمال الصحارى دماء الشهداء ولايحق لمهدر ان يطالب بما أهدره.















تعليقك على الموضوع :


الأسم *
البريد الألكترونى
عنوان التعليق * حد أقصى 100 حرف
التعليق *
عدد الحروف المتبقية :  














No comments:

Post a Comment