إسرائيل) ... الإخوان المسلمون كابوس لا يحتمل .
الكاتب والصحفي علاء الريماوي
في الصحافة العبرية يكتب بشكل دائم عن التخوف الصهيوني من الإخوان المسلمين بشكل يوحي حجم الارباك الذي يعتري المجتمع الإسرائيلي ، مؤسساته السياسية والأمنية ومراكز أبحاثه من حركة باتت القوة الأكبر و الأكثر تأثيرا في الشارع العربي .
صحيفة معاريف العبرية نقلت أول أمس عن مصدر أمني قوله " اليوم التالي للاسد وضع وموضوع حرج. الاخوان مسلمون على الحدود المصرية – اخوان مسلمون في غزة، اخوان مسلمون على الحدود السورية، الأردن – هذا كابوس من شأنه أن يتجسد حقيقة "
هذا الكابوس جاء على لسان باراك في تعليقه على الأوضاع السورية حين قال " لن نسمح وصول أسلحة النظام الى حركات الإسلام( المتطرف)في الاشارة الى الاخوان لإعتبار ان الحركة تعتبر رأس الفكر الداعي الى مواجهة (إسرائيل) وتحرير الوطن العربي من الهيمنة الأمريكية .
في تجربة الكيان مع الاخوان المسلمين تاريخ يمتد منذ الاحتلال للأرض العربية وتطوع الحركة في مشاركة فاعلة لتجنيد الأمة من خلال البعد الديني للمواجهة على يد مرشد الجماعة الاول الامام حسن البنا الذي قاد دعوة نفير لتجنيد مليون متطوع لحرب إسرائيل .
هذا الحديث لم يكن غائبا عن الدراسات الإسرائيلية التي تناولت الحركة وناقشت خطرها على الكيان عبر مجموعة نقاط كان أهمها .
1 . المرجعية الدينية التي تتبناها الحركة والتي تدمج بين مدلول النص والتطبيق من خلال الممارسة ، خاصة في التصورات الكلية للحياة والسياسة ، مما يجعل الحركة صاحبة المشروع المقاوم للمخالف كالغرب و(إسرائيل ) مدللين على ذلك من الارث التاريخي في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ومن بعده عهد الصحابة الكرام .
2 . الثقافة الجامعة والأمة الواحدة : المحور هذا يعتبر في الكيان الهاجس الذي يخشى تحققه ، لإعتبار مهم أن قدرة الكيان على الصمود هو نتاج ما تحقق من تقسيم للوطن العربي في سايس بيكو ، وما سبقه من إنهيار الخلافة الإسلامية الذي أسس لظهور ما يعرف اليوم بالدول العربية التي تعيش أزمات إقتصادية وتفتت ، وفساد يغنيها عن الإلتفات لمفهوم الامة الواحدة الذي مثل وجودها قوة العرب والمسلمين الحضارية .
3. البنية التنظيمية المتشابكة : والتي نقصد بها الإنتشار الواسع في العالم لذات المرجعية ، مما يجعلها قادرة على بناء منظومة مواجهة مع الكيان بشكل موحد ، مع إظهار لحيوية في التعاطي مع كافة الإشكال المواجهة بحسب البيئة والمكان .
لكن يظل الإجماع على ما يفعله جناحها المقاتل في فلسطين والممثل في حركة حماس الخيار الاستراتيجي والخيار الذي تبنى عليه الامة .
4. المشروع الحضاري : سيطرة الأنظمة الفاسده على الحكم جعل شخصية مثل بيرس يخاطب دول الخليج بقوله " تعالوا الينا.... أنتم تملكون المال ونحن نملك العقل واليد الفاعله " هذا الواقع هو ما جعل يد إسرائيل عليا في منطقة ظل يحكمها الجهل والعبث .
لكن مع بروز تركيا بنسختها الاسلامية القريبة من الفكر الاخواني جعل إسرائيل تصل الى قناعة مفادها أن هذا المنهج إن حكم سينجح في بناء وجود قوي وفاعل في منظومة الحضارة العالمية .
5. الفلسفة المعلنة تجاه ( إسرائيل) والتي يرجعون اليها من خلال الادبيات الكثيرة التي ترى في الكيان " المغتصب ، المحتل ، المواجهة معه حقيقة قرانية ، جهاده واجب ، الموت في مواجهته شهادة ، الحرب معه دينية ، توصيفه رأس حربة للمشروع الإستعماري في المنطقة ، وغيرها من الأوصاف التي يرجعون اليها في فكر الحركة .
هذه النقاط وغيرها تشكل الحالة المرجعية في الكيان لفهم حركة الإخوان المسلمين ، حديثنا هذا يؤكده حجم التقارير التي تنشر وبشكل يومي عن الحركة ، التعريف بشخوصها توجهاتها ، حتى بات المواطن العادي على الشبكة العنكبوتية والفيس بوك ، تويتر يذكر الإخوان ، محمد مرسي ، الإمام حسن البنا ، علاقة حماس بهذه المدرسة ، ومستقبل التعايش مع هذه المنظومة إن تمكنت من حكم الشرق العربي .
هذا الحديث يجعلنا نعيش حالة المقارنة التي تتماثل مع تصريحات البعض العربي الذي يرى في الاخوان معضلته والخطر على منظومة حكمه الفاسد والقبلي التابع لأصغر أجهزة إستخبارات في العالم .
في نقد الإخوان كثير يمكن لنا قوله ، لكن في المقابل حين الموضوعية لا بد من الإقرار بأن الحركة في هذه المرحلة تشكل الأمل لإعادة كيان الأمة ، وإنتشالها من حقب الإندثار والفساد الذي يقوده أشباه العسكر من أبراج شيدت كمجسات للتحكم بنبضات الشعوب والتكوين الحيوي للامة .
في خلاصة الحديث لمن هم على شاكلة أطفال أنابيب السياسة الامريكية لا بد لكم من التصالح مع الحقيقة ، والعيش من خلال الإبتعاد عن التكوين الفكري والذهني الذي رضعتموه في مدارس الغرب لتأهيل حكام الشرق.
أما الأهم وقبل كل شئ عليكم الاختيار بين حاكم عبد يعيش في إسطبل العبيد ، أو أمير تحار سحب السماء إلى اين تفر من سعة ملكه ، وعدل كيانه .
No comments:
Post a Comment