http://www.taqadoumiya.net/?p=18462
السيد مصطفى بن جعفر وأنت في تونس وعلى رأس مجلس النواب لم تتجرأ ان تدلي
بتلك التصريحات المشينة التي أعلنت عنها خارج الحدود حيث اتهمت القوميين
في تونس - الذين اعتبرتهم أقلية غير مؤثرة- بالتطرّف ولم تقف المفاجأة
عند هذا الحدّ بل تحوّلت إلى فاجعة عندما ذكرت أمام جهات غربية
لاسترضائهم بعد أن أصبح الوطن العربي مرتعا لهذا الغرب يتصرف فيه كما
يشاء بفعل أبنائه الذين يمشون في ركابه واعتبرت أنّ سبب تطرّفهم إصرارهم
على تضمين فصل في الدستور يجرّم التطبيع مع الكيان الصهيوني.
فنقول لك ياسيد رئيس مجلس النواب في تونس ما بعد الثورة انك لم تصل الى
ذلك المنصب لولا القوميين في تونس الذين فجروا الثورة وأعلنوها واضحة منذ
17 ديسمبر 2010 في سيدي بوزيد وندعوك الى السؤال عمن كان قادحا لهذه
الثورة غيرهم فلا تغرنك الأصوات التي حصلت عليها أنت وغيرك ممن أمعنوا في
الوصول اليها بالطرق التي يعرفها الجميع اعلاما ومالا سياسيا حراما لم
يستعملهما القوميون تعففا والتزاما بالمبادئ الكبرى لثورتهم التي ليست
اقليمية بل هي عربية وبامتياز وهي الان في سنتها الثانية كما أن جماهير
القوميين موضوعيا كل الأمة العربية بما فيهم أتباع حزبك وغيرهم من أتباع
الأحزاب الأخرى الواقع تظليلهم اعلاميا وثقافيا بحكم تأثير دوائر القرار
الغربية والصهيونية ولكن الزمن كفيل بان تكتشف الأمة بأن القوميين
التقدميين في الوطن العربي على حق وأن رؤيتهم هي الكفيلة بحل كافة مشاكل
أمتهم وتتهمهم بالقلة و هم الذين يعقدون المؤتمر تلو المؤتمر و ليس على
مستوى القطر فقط بل على مستوى الوطن العربي ككل و اخرها المؤتمر الناصري
العام الذي انطلق يوم الجمعة ويتواصل لمدة ثلاثة أيام .
كما نفيدك أن القوميين لاتحركهم المناصب بقدر ما يتفاعلون مع المبادئ وهم
أصحاب مشروع ثوري وليس سلطوي -من أجل التغيير الجذري والثوري الشامل في
حياة الانسان العربي وصولا الى تحرير كل الأرض العربية بما فيها فلسطين
والغاء الحدود المصطنعة والقطع مع النظام الرأسمالي وكل توابعه الأخلاقية
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يريد البعض وانت منهم اخضاعنا
لها كأمة .
لاتنسى ياسيد مصطفى انك تقلبت في الأحزاب بحثا عن مركز الصدارة حيث
انتميت منذ نهاية الخمسينات إلى الحزب الحر الدستوري الجديد، ولكنك خرجت
عنه في السبعينات مع المجموعة التي ستعلن سنة 1978 عن حركة الديمقراطيين
الاشتراكيين، والتي كنت أحد مؤسسيها ثم كان انخراطك في الرابطة التونسية
للدفاع عن حقوق الإنسان (1978)، وقد توليت فيما بين 1986 و 1994 خطة نائب
رئيس لهاولكن كل هذا لم يكفيك كان لا بد من زعامة حزب وأي حزب حتى لو كان
ليبراليا
ياسيد مصطفى بن جعفر ان حزبك (الثوري الجماهيري) لا يملك مقرا مركزيا له
الان من كثرة ما لديه من مناضلين افتراضيين على الفيسبوك و الذي بنى
حملته الانتخابية على اساس قيم الحداثة الغربية حتى انه من اجل تحالفه مع
جمعية النساء الديموقراطيات في الانتخابات السابقة حذف بندين من برنامجه
الانتخابي يتعلقان بهوية الشعب التونسي العربية الاسلامية و قد اكد
لانصاره بانه لن يتحالف مع النهضة ثم نكث بعهده من اجل منصب فارغ في حركة
انتهازية قضت على مستقبله السياسي و الذي هدد بالخروج من الائتلاف
الحكومي اذا تم التنصيص على ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي
للتشريع في الدستور هذا المناضل الحداثي الانتهازي المفلس اخلاقيا و
شعبيا و المقرب للحزب الاشتراكي الفرنسي الى حد كبير وفي خضم كل هذه
الفضائح وتتجرأ على القوميين
ثم كان المنعرج الذي سلكته حركة الديمقراطيين الاشتراكيين برئاسة محمد
مواعدة سنة 1991، أعلنت عن معارضتك للتوجه الجديد، فتم رفتك من الحركة
سنة 1992. فأسست سنة 1994 التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وهنا
لا بد أن نذكرك بما حصل منك من انقلاب على شرعية هذا الحزب الذي انتخب
السيد مصطفى الوحيشي سنة 2004 وقدت انشقاقا وانقلابا عليه سنة 2009
بمساعدة النظام في ذلك الوقت ليضعك مجرد ديكور في لعبته الديكتاتورية
ولكنه عندما أراد أن يقزمك رفض حتى قبول ترشحك للرئاسة ليس لأنك قادرا
على اكتساح الساحة وانما لتبقى في خدمته ومطيعا وتقبل بأي فتات يمنحها لك
ونقدم للقراء في اثر هذا المقال كل الوثائق المتعلقة بالسطو على الحزب من
قيادته الشرعية وصولا الى المحاكم بحيث انك قانونيا والى ما بعد انتخابك
هناك قضايا لا تزال جارية مع مناوئيك في حزبك فاذا كان زملاؤك في حزبك
يتظلمون منك الى حد الوصول للمحاكم فهل ان وجودك على رأس الحزب مشروع يا
ترى.
نأتي الأن الى قضية التطبيع مع العدو الصهيوني حيث ان التطبيع مع هذا
العدو المجرم ليس مجرد وجهة نظر كما تفهمها ليبراليا وفي دوائر الغرب بل
انها في مفهومنا واعتبارنا كامة ابتليت بهذا السرطان الصهيوني نعتبرها
خيانة عظمى وعندما تم اغتصاب فلسطين كان عمرك ثماني سنوات بحيث مرت في
حياتك كل الأحداث المتعلقة بظروف احتلال فلسطين وطرد شعبها منها بحيث لست
من الجيل الشاب حتى نقول انك معذور ولم تدرك القضية بكل تفاصيلها معايشة
وليس قراءة للتاريخ ولكن نظن أن حياتك المرفهة في قصر منيف والتنعم بكل
نعم الدنيا قد تكون أنستك آهات ودموع وجراح وعذابات اليتامى والثكالى
والمجروحين والأسرى بفعل الاجرام الصهيوني وكأن اشعاع اختصاصك في مجال
الطب (الأشعة) لم تشع على أولئك المساكين الذين يقاسون الويلات فكيف
تتجرأ على القول أو حتى مجرد التفكير في التطبيع مع العدو الصهيوني
ليكن في علمك أن ما تصرح به خطير جدا يصل الى حد الخيانة العظمى ليس لقطر
تونس فقط كما تتصور أنه وطنك بل خيانة لكل الأمة العربية لذلك ندعوك الى
التراجع والاعتذار عما بدر منك والا فانك ستصنف من الآن فصاعدا ضمن جوقة
المطبعين من أمثال المحامي سهيل فتوح وجوقة الفنانين الذين غنوا في
الكيان الصهيوني وبعض الأكادميين التورجال الأعمال المعروفين وبالاسم
والصفة واحدا واحدا فان ذاكرة شعبنا لا تنسى الخونة ونرجو أن تكون مجرد
زلة لسان وخطا غير مقصود نأمل أن توضحه في أقرب فرصة والا فانك فقدت
ونهائيا كل مصداقية أو مشروعية لك على رأس المؤسسة التشريعية بتونس
وننتظر ردك بسرعة وايجابية على هذه الرسالة.
الوثاق التي اشرنا اليها يمكن العودة اليها من خلال الرابط التالي حيث
وجدنا صعوبة تقنية في نقلها
http://www.tunisia-sat.com/vb/showthread.php?p=9764891
--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.
No comments:
Post a Comment