بين قرار قاعدة اليمن وقطع بث الفضائيات السورية خيط رفيع أسمه الإرهاب
خاص توب نيوز ــ بقلم : حسين الربيعي
لايزال السؤال عن انتصار سورية ضد المؤامرة ، او هزيمتها لاسامح الله ، يأخذ حيزا من الحوارات ، فإن الحرب النفسية تبدو على اوسعها بين الطرفين المتصارعين ، في الوقت الذي اثبتت فيه وسائل الإعلام السورية ، بإمكانياتها المتواضعة ، عند المقارنة مع الأمكانيات الهائلة للإعلام المعادي المضلل ، وتنوعه ، فإن القارئ المتابع بشكل محايد وعلمي تستوقفه ، عدة دلالات تساعد في الإجابة عن ذلك السؤال ، الذي يأتي غالبا في صيغة .. سوريا .. إلى أين ، فالملموس دون مبالغة ، القدرة الهائلة لقوات الجيش العربي السوري في التحكم ، زمنيا ونوعيا .. في تحقيق الهزيمة بغالبية الفعاليات الإرهابية والزمر المتأمرة ، مما يمكن القول جازما ، قبل البدء في التحليل المعزز لما نريد أن نقوله عن حتمية الأنتصار السوري ، فإن سوريا تتجه إلى مستقبل هي التي تصنعه دون إرغام او تدخل .
فليس هناك من سبيل بعد إنجاز الحسم العسكري ، إلا الحوار لغرض أستيعاب القوى السياسية التي لم تتورط بالدم السوري ، ولم تتورط في العلاقات غير الشرعية وغير الوطنية مع معسكر الأعداء ، وهي غالبا القوى التي كانت مرهوبة من كم المؤامرة وقواها الأقليمية والدولية ، فحاولت ضمان موقع لها في النظام الجديد كما أعتقدت بحدوثه ، مع إنها لم تكن قادرة على تحريك نملة واحدة في معترك الصراع الدائر آنذاك ، لكنها أستخدمت الصراخ الصاخب بغية تسليط الأضواء عليها ولفت الأنتباه لها ، فما كادت توقن بهزيمة المؤامرة ، لأسبابها الوطنية والقومية والأقليمية والدولية أيضا ، راحت ترتد عن أنفتها أثناء فترة المد التأمري ، إذ كانت ترفض الحوار، معللة مواقفها بفوات الآوان ، على وفق ما كان يرسم لها ؟! فإن هذا التراجع من هذه القوى ، إحدى تلك المؤشرات على فشل المؤامرة ودخولها في نفق الهزيمة ، بالإضافة لمؤشرات اخرى .
ومن هذه المؤشرات ، ما سمته القاعدة في اليمن والموسومة بالجهاد والتوحيد ، بالأنسحاب من المدن اليمنية التي كانت قد احتلتها ، تحت مبرر نقل مقاتليها للقتال في سورية ، فإن ذلك يعني ، تراجع اداة او ادوات المؤامرة فوق الأراضي السورية ، وفي مقدمتهم ما يسمى الجيش السوري الحر ، والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة ومرتزقيها متعددي الجنسيات ، ودخول كل هذه التنظيمات في نفق ، ورطة كبيرة ، لامخرج منها إلا بالهزيمة والموت ، أو برمي السلاح وإعلان التوبة النهائية ، و القصاص العادل عن الجرائم من خلال القانون . ومع ذلك فإن قرار قاعدة اليمن ، يقرأ كذلك على أنه ، فشل وهزيمة في اليمن نفسها ، وإنما الأنتقال إلى سورية تعليلا للهزيمة هناك ونجدة المتورطين هنا على هدف إنقاذهم من الهزيمة ، فإن ماستجنيه قاعدة اليمن .. هزيمتان ، وفي نفس الإتجاه فقد كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن قرار لحركة طالبان في باكستان لإمداد الإرهابيين في سورية بـ 250 مقاتلا ، وذلك في اعتقادنا بسبب المأزق الذي تعاني منه الحركات الإرهابية التي تقاتل في سورية ، كما يمكن قرأة خبر " إعادة هيكلة " ما يسمى بالجيش السوري الحر ، على نفس الطريقة فإن هذه الهيكلة ، تعني تفتت عصابات تشكيلات هذه الكتائب الأجرامية ، وتفشي الخلافات بينها بسبب تقهقرها أمام قوات الجيش العربي السوري .
ومما يمكن ان يحسب من مؤشرات اخرى ، المواقف المتذبذبة ، والمتراجعة احيانا ، من قبل بعض الأنظمة ، ومنها النظام الأردني ، الذي بات يعلن في أكثر من مرة ،رفضه للعنف والتدخل ، ودعوته للحوار ، ومما يتصل بهذه المؤشرات ايضا ، النزوح المعاكس للأجئين السوريين ، والعودة للوطن ، فيما يمكن تفسير بشكل جازم كما تبين من محاورة لاجئين في العراق ، وعيهم بالمؤامرة ، ويقينهم من خلال المقارنة ، أن سورية تتقدم حضاريا وتنمويا ومعيشيا وأجتماعيا عن الأقطار التي لجأوا لها ، ناهيك عن الأمن التي كانت تتمتع به سورية .
كذلك فإن أستمرار الأصدقاء الروس والصينين ، على مواقفهما ، في رفض العنف والتدخل الخارجي ، واستخدامهما حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن ، وهي المواقف التي كان البعض يراهن على التراجع عنها ، فإن كل محاولات الترهيب الأمريكية ، والترغيب الخليجية ، قد أهدرت هباءا ، وتزايدت مواقف الصين وروسيا شدة وعزما ، وتوسعت دائرة حلفهما على نطاق العالم لتشمل دولا أخرى في أسيا وافريقيا وأمريكا الجنوبية ، وفي هذا المجال يمكن الإشارة لموقف ايران الحاسم ،خصوصا عند ترأسها قمة عدم الأنحياز ، وموقف الحكومة العراقية ، التي كانت عصية على الولايات المتحدة في ظمها لحلف المؤامرة ، فإن كل هذه مؤشرات موجبة النصر لسورية المقاومة ، وربما إشارة للحراك الشعبي التركي في رفضه لسياسة حكومة أردوغان ، واجبة ، خصوصا وإن مجموع هذه الحراكات ، بما فيها نشاطات حزب العمال الكردستاني ، تحولت إلى معوقات حقيقية لمحاولات التدخل التركي المسلح وخطة إقامة مناطق عازلة .
يبقى أن نؤشر إلى الجانب الغربي في المؤامرة ، فإدارة اوباما منشغلة بالأنتخابات ، وتحركاتها وتهديداتها ، يجب حسابها في نطاق الإعلان الأنتخابي فقط ، دون أن يعني هذا عدم إنخراطها في محاولات نجدة المتورطين في فعاليات المؤامرة ، ولكنها بكل تأكيد مغلولة اليدين إلى حين إكمال السباق الرئاسي ، ناهيك عن مشاكلها الأقتصادية ، كما أن فرنسا رغم تغطرساتها ، فقد نأت بنفسها عن التدخل المسلح ، وتبقى بريطانيا رهينة الموقف الأمريكي وكذلك المانيا ،اما ايطاليا واسبانيا وغيرها من الدول الأوربية تخضعان لضغوط اقتصادية مرهقة ، تقوض اي دور في اية محاولة للتدخل المباشر .
سون تبقى فقط ، نسمع عواءا لمرسي ، على شاكلة عوائه في طهران ، وفي الجامعة العربية ، وسوف يبحث المتأمرون في مدرجاتهم ، عما يمكن أن يكون بقية من ضغوطات يمكن أستخدامها ، على شاكلة قرار قطع بث القنوات السورية على القمرين عربسات ونايل سات ، بهدف التعتيم على الحقائق التي تعرضها هذه القنوات من فصول المؤامرة وكشف التضليل ، وإماطة لثام منفذي الجرائم ، التي يراد إلصاقها بالجيش العربي السوري ، وفضح فصولها ، فإن هذذه ايضا من مؤشرات هزيمة المؤامرة التي لم يعد اصحابها قادرون على سماع الرأي الأخر ، ولذلك فقد آن ان نقول إن إرسال مرتزقة إرهابيين إلى سورية ، كما جاء في قرار قاعدة اليمن ، وقرار قطع بث الفضائيات السورية ، وما بينهما من مؤامرات ، تدخل كلها في نطاق الأعمال الإرهابية ، تجعلنا على مزيد من الثقة بضرورة لحاق الوطنيين السوريين المعارضين بالحوار الوطني قبل أن تضيع الفرص الأخيرة .
No comments:
Post a Comment