صلاح الدين يدعوكم للصلاة في القدس المحررة - بقلم نضال حمد
قبل أسابيع قليلة علت أصوات بعض الأئمة وأعوانهم من المشايخ المحليين والمستوردين ، وأسيادهم من حكام بعض الدول الإسلامية ، معلنين عن رغبتهم الصلاة في المسجد الأموي ، قبل الصلاة بالمسجد الأقصى في القدس المحتلة ، المدنسة منذ احتلالها من قبل الصهاينة. وأعلنوا أيضا عن رغبتهم بزيارة ضريح السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في شام العروبة والشموخ. وعجبت كما غيري من العرب والمسلمين والمسيحيين المشرقيين وبالذات الفلسطينيين الضاربة جذورهم في ارض فلسطين الى آلاف السنين، كيف ان هؤلاء يتجاهلون القدس والأقصى ومقدسات شعب فلسطين وينظرون بنفس الوقت لمحاربة النظام السوري وكأنه عدو الله والدين. كما ويستنفرون الأتباع لتدمير ما تبقى من سورية التي مازالت آخر قلعة للمقاومة العربية. نعم آخر قلعة بالرغم من رحيل حركة المقاومة الإسلامية حماس من هناك الى قطر وتركيا والسعودية والحلف المعادي لسورية. فحماس ليست وحدها المقاومة ولم تكن وحدها المقاومة في فلسطين ،مع أنها اكبر الفصائل المقاومة هناك. وخطاب رئيس مكتبها السياسي السيد خالد مشعل في مؤتمر الحزب الحاكم بتركيا قبل أيام لا يمثل وجهة نظر شعب فلسطين. وكنت أتمنى على أبي الوليد أن يصمت كما فعل طوال فترة الأزمة السورية ، وان لا يتكلم حفاظا على ما تبقى له من مكانة ، واحتراما للدولة التي آوته وحمته وقدمت له كل شيء. لكنه للأسف وقف الى جانب اردوغان المتعطش للصلاة في المسجد الأموي وليس في المسجد الأقصى ، ليقول ما يقوله وليزيد بقوله :(نرحب بثورة الشعب السوري). ترى اي ثورة يقصد ابو الوليد؟ ثورة أعداء الأمة العربية بعلم الاستعمار؟ .. لو اكتفى السيد مشعل بتأييد مطالب الشعب السوري بالحرية والعدالة والديمقراطية والتعددية والحوار الوطني لحل الأزمة ورفض التدخل الخارجي والإرهاب لما لمناه وكنا أيدناه. لكن أن يعلن تأييده لما سماه الثورة كما نراها اليوم هنا المأساة.
كل هذه الإعلانات والمواقف التي تدعو للاشمئزاز تجيء في ذكرى تحرير القدس التي تصادف الثاني من تشرين الأول - أكتوبر، في مثل هذا اليوم من عام 1187 ، فهي الذكرى الميلادية لتحرير القدس على يد القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي الذي حررها من يد الصليبيين. وفي يوم الذكرى وعلى مرأى من الذين يريدون الصلاة في المسجد الأموي، والذين ينعقون ضد سوريا بمناسبة وبدون مناسبة ، يقوم عشرات المستوطنين الصهاينة باقتحام المسجد الأقصى منذ الصباح، وشرطة الاحتلال الصهيوني تشن حملة اعتقالات كبيرة تشمل شبانا وصحفيين من داخل الأقصى ومحيطه، وتعزز من انتشارها في أنحاء المدينة. أما المصلين من الشيوخ والنساء والأطفال يتصدون بأحذيتهم ونعالهم وصدورهم العارية للمستوطنين والجنود الصهاينة. يفعلون ذلك في هذه الأيام الصعبة ، يعني في زمن الاستجداء العربي والفلسطيني الرسمي، وفي زمن الخيانة بالجملة التي تعصف بالعالمين العربي والإسلامي, يقفون حراسا للانتماء وللمقدسات وللأرض والإنسان في وطن كل شريف وحر ومناضل في هذا العالم الكبير.
تقف القدس وحدها في مواجهة الشياطين والأبالسة من الصهاينة وأعوانهم في العالمين العربي والغربي. فحتى الذين أشبعونا كلاما وأوهاما في الحفاظ على المقدسات والأقصى صاروا يفكرون بالصلاة في المسجد الأموي في الشام أم الدنيا بدلا من التفكير بالصلاة في المسجد الأقصى الحر والمحرر، الذي لا تدنسه بساطير المحتلين الصهاينة من الجنود والمستوطنين. وكل فلسطيني وعربي ومسلم وإنسان حر، يحب الحرية والعدالة والعروبة يقول لهم إنني ادعوكم للصلاة في مساجد فلسطين والقدس بعد تحريرها وقبل التحرير إنني ادعوكم للجهاد في سبيل تحريرها بدلا من تدمير وتخريب سورية ودمشق و قبر السلطان الناصر صلاح الدين محرر القدس وهازم وطارد الصليبيين.
صلاح الدين الأيوبي السلطان المسلم والقائد الإنسان قاد جيشا من العرب والمسلمين وقاتل وانتصر وسحق الصليبيين وحرر بيت المقدس وفلسطين. عندما أسر قائد الصليبيين في معركة حطين ركياردوس قلب الأسد ، كان الأخير جريحا ، فأمر الناصر صلاح الدين بمعالجته ومن ثم أطلق سراحه. هكذا كانت أخلاق كبار وعظماء الإسلام ، أما اليوم فبعض الذين يدعون العمل بوحي هؤلاء لا يلتزمون حتى بالحد الأدنى من خُلق وإنسانية وتسامح هؤلاء العظماء، فنرى كيف يتم قطع الرؤوس وإرهاب الناس وتدمير الممتلكات وترويع السكان واختطاف واغتيال الأبرياء. والأدهى من هذا كله أن الدماء الإسلامية والعربية التي تسيل منذ سنتين لم تسل لأجل تحرير القدس والأقصى ومقدسات المسلمين، فالقدس تحت الاحتلال الصهيوني منذ عشرات السنين ، والمقدسات الإسلامية الأخرى في شبه الجزيرة العربية تحت احتلال غربي أي صليبي غير مباشر منذ حرب الخليج الثانية.
في ذكرى تحرير القدس لتتوحد الأمة من اجل استعادة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ومن اجل تحرير كامل تراب فلسطين ، فالأمم المتحدة لا تعطي الضعفاء شيئا لانها ترضخ وتقبل في حالات كثيرة وبالذات في حالة فلسطين أن تكون تحت نعال الأقوياء. اما عالمنا هذا فيحكمه الأقوياء كما قال الصهيوني الإرهابي مناحيم بيغن. لنتعلم من أعدائنا كيف نحصل على حقوقنا ونستعيدها من هؤلاء الأعداء.
* مدير موقع الصفصاف
--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.
No comments:
Post a Comment