Wednesday, 28 November 2012

{الفكر القومي العربي} رسالة سوري إلى حركة حماس بمناسبة الانتصار التاريخي لغزة



رسالة سوري إلى حركة حماس بمناسبة الانتصار التاريخي لغزة

 
خاص جهينة نيوز: رسالة سوري إلى حركة حماس بمناسبة الانتصار التاريخي لغزة


جهينة نيوز- كفاح نصر:
 
ليس مستغرباً تغزل خالد مشعل بالإدارة الأمريكية بشكل واضح إبان ما سمّاه خطاب النصر، مما دفع رمضان عبد الله شلح إلى تمييز نفسه وتحميل واشنطن مسؤولية العدوان على غزة، حيث إنه قبل وقف إطلاق النار بيوم واحد أعلن أحد المقربين من خالد مشعل التوصل إلى اتفاق تهدئة سيعلن عنه في الساعة التاسعة ويسري منتصف الليل، وهذا ما أكده داوود أوغلو نجم مسرحية البكاء، بل وكان واثقاً منه، ولكن المقاومة رفضت شروط محور واشنطن وذهب ما قاله سفير حماس في القاهرة أدراج الرياح، ونفت حماس لاحقاً التوصل إلى تهدئة ومثلها الكيان الصهيوني، ومع وصول كلينتون إلى القاهرة وعلى إثر تفجير هزّ تل أبيب من الداخل وبدء الخوف من الانتفاضة الثالثة تمّ شطب الشروط الصهيونية وعلى رأسها الشريط العازل الذي سقط كشرط صهيوني، ومعه سقط طلب المقاومة الالتزام بوقف استهداف الصيادين الفلسطينيين، وأضيف شرط المقاومة وإن كان مبهماً ولكن تم الحديث عن فتح المعابر في الوثيقة الختامية ليعلن عن انتصار غزة انتصاراً إستراتيجياً، واضح المعالم.
وربما لم يسقط مشروع محاولة رمي غزة بوجه مصر وفصلها عن الضفة الغربية، ولكن وجهت له صفعة كبرى وخصوصاً أن رئيس الجهاد الإسلامي أعلن صراحة وفي لقاء على قناة الميادين معارضته لمشروع إلحاق غزة بمصر حين قال: "إسرائيل أرادت أن تتخلص من عبء قطاع غزة وترميه على مصر" وبالتالي القوى المقاومة لن تسمح بمشروع إلحاق غزة بمصر حتى لو قبلت حماس كل حماس، علماً بأن كتائب القسام سطرت أروع ملاحم البطولة ورفضت أن تستكين للعدوان الصهيوني، ولا يمكن قياس موقفها بموقف خالد مشعل، بينما حركة فتح كانت جزءاً أساسياً وهاماً في المقاومة، حيث أطلقت ما يقارب من 600 صاروخ وقذيفة، والرئيس الفلسطيني كان له موقف يمكن تثمينه انتهى بتهنئة إسماعيل هنية بالانتصار، وأما خالد مشعل بلسانه فقد أنكر أنه وسيط بين المقاومة والصهاينة ليؤكد بنفيه أنه لم يكن سوى وسيط، وبالتالي تمرير مشروع رمي غزة بوجه مصر واجه مقاومة باسلة وتلقى ضربه قاصمة.
أما محمد مرسي الذي تمّ شكره وكأنه مطلق الصواريخ على الكيان الغاصب كما كان يتم شكر حسني مبارك قبله، فلم يستطع أن يعطيه شرعية لأن من انتصر في غزة هو إرادة الصمود والمقاومة ورفض الاستسلام وليس اتفاق كامب ديفيد والمفاوضات العبثية، ورغم أنه في اليوم التالي حاول محمد مرسي استثمار الرضا الأمريكي الصهيوني عبر تعيين نفسه فرعوناً جديداً لمصر، ولكن الشعب المصري في الشوارع يحمل رايات النضال وهو من سيعطي الشرعية يوماً ما.
وما قام به خالد مشعل خلال المؤتمر من محاولة حشد انتصار المقاومة ضد سورية رخيص جداً، وخصوصاً أنه تزامن مع التغزل بالأمريكي، وتزامن مع انتصار المقاومة بالسلاح وليس بالمفاوضات والدموع، ومن المؤكد أنه لن يغير شيئاً على الواقع سوى محاولة رخيصة وسافلة لمحاولة إدخال الفلسطينيين السوريين في النزاع السوري، فخالد مشعل يدرك تماماً أن جميع المعارضين السوريين من الشهر الأول للأزمة طلبوا تدخل "الناتو" ووضعوا أيديهم بأيدي الأمريكيين وأعلنوا صراحة أن معركتهم بعد سورية مع حزب الله، بل يعتبرون المقاومة عدوتهم في فلسطين، وصفحات المعارضة لم تذكر أي خبر عن غزة على عكس الإعلام السوري والصفحات السورية، وبالتالي غمز خالد مشعل ضد القيادة السورية لن يغير الواقع ولن يقوي معنويات العصابات والمرتزقة التي كانت تقتل الفلسطينيين في مخيم اليرموك حين بدأ العدو قصف غزة، وما قاله مشعل ليس سوى محاولة رخيصة لإدخال الفلسطينيين في النزاع السوري ومن جهة ثانية هو طلب تأشيرة لمصافحة الأمريكيين كما أعلن صراحة ضمن خطابه ونصح الأمريكيين بالحوار معه ولم يعاتبهم على دعمهم للعدو الصهيوني.
ومع انتصار غزة أصبح لزاماً على كتائب القسام وقيادات حماس أن ترد على زعيم حماس خالد مشعل، فسورية حين دعمت فصائل المقاومة لم تطلب شكراً من أحد ومثلها إيران، لأن من عاش تحت العقوبات الأمريكية ورفض الاستسلام معنيّ بدعم كل مقاوم بالسلاح أو بالكلمة أو بالموقف، ومعنيّ بتعزيز الصمود ولا فضل لأي عربي على فلسطين التي قاتلت عن الأمة العربية، وسورية لا تريد من حماس حتى سحب عناصرها من صفوف "الجيش الحر"، فجيشنا كفيل بسحق كل من سوّلت له نفسه العبث بالأمن السوري أياً كانت جنسيته، سورياً كان أم شيشانياً أم سعودياً أم فلسطينياً، وكذلك ليس المطلوب من حماس دعوة "الجيش الحر" إلى الكف عن استهداف مخيمات الفلسطينيين، وليس المطلوب من حماس إدانة قصف "الجيش الحر" لمخيم فلسطيني وقتل المدنيين داخل باص وجلّهم من الأطفال ولا في الشوارع، ولا إدانة ذبح الفلسطينيين على الطريقة الوهابية ونشر الصور على الانترنيت، وليس المطلوب من حماس حتى الطلب من "الجيش الحر" ألا يشكل عصابات من الفلسطينيين كما يعلن، وليس المطلوب من حماس الدعوة إلى وقف إطلاق النار في سورية، وليس المطلوب منها أن تدين نشر قوات "الناتو" على الحدود السورية، وليس المطلوب من حماس إعلان رفضها لتدخل "الناتو" في سورية، وليس المطلوب من حماس استنكار دعوة حلفاء خالد مشعل العرب لوضع سورية تحت الفصل السابع، وليس المطلوب من حماس أن تدعو أمير قطر لتوجيه المئة مليار دولار لدعم غزة عوضاً عن العصابات في سورية، وليس المطلوب من حماس دعوة قطر وتركيا لرفض نشر منظومة الدرع الصاروخي الأمريكي على أراضيهم ضد الصواريخ الإيرانية التي تستهدف الكيان الغاصب، وليس المطلوب من حماس حتى الوقوف على الحياد، ولكن ليكن التآمر على الشعب السوري في الخفاء وليس في العلن.
إن المطلوب من حماس أن ترد على زعيمها خالد مشعل وتمنعه من الزج بالفلسطينيين في أتون الصراع السوري وذلك على الأقل للحفاظ على حق العودة، ومنع تكرار ما حدث في مخيم نهر البارد وفي المخيمات السورية، وخصوصاً أن نباح خالد مشعل على سورية لن يغير من الواقع على الأرض كما لم تغيره كل الحروب الإعلامية التي وصلت إلى حظر بث القنوات السورية، وتصريحاته ليست إلا محاولات رخيصة لزج الشعب الفلسطيني في أتون النزاع السوري، وجب على قيادات حماس الرد عليها!!.
 
http://www.jpnews-sy.com/ar/news.php?id=48607



No comments:

Post a Comment