مقال سوبر لكاتب سوبر لمن لا يقرأ حبيبتي التحرير وأبا الخليل عيساها القدير وتعليقي على هذا المقال: بارك الله فيك دكتور صبري....... هذا مقال واجب القراءة لكل إنسان .... عاقل ..... مصري .... مؤمن ..... ليس بمتخلف عقليا أو تسيطر عليه غريزة القطيع المتجسدة في الخراف ... وكذلك ليس بمجنون أو مجذوب أو مريض نفسيا...... فما عليهم من حرج. هذا مقال ينطق بالحق لمن يعقله ويتدبره. ...... الخلاصة أن حكم الإخوان يمارس أكبر خيانة لمصر في تاريخها الحديث .... فهل ينهض الشعب المصري لينقذ شرفه وكرامته وحقه في الحياة وإعمار الأرض وخلافة المولى سبحانه وتعالى؟ أتى اليوم الذي يُستغل فيه الدين الإسلامي لارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية في حق الإنسانية المكرمة على أيد أعداء الدين والجاهلين الغافلين الأغبياء ممن يدعون التدين والدين منهم براء. وارباه ..... ثم واشعباه. الثورة المضادة.. الإخوان وأجندات اللوبى الصهيو - أمريكى نشر: 23/2/2013 3:16 ص – تحديث 23/2/2013 9:32 ص http://tahrirnews.com/columns/view.aspx?cdate=23022013&id=a1e1dcdd-9b6b-4f8c-abd0-1f927721fa03 لا شك أن ما يدفع حكم الإخوان إلى التمادى فى غيّه، والكشف عن وجهه الفاشى القبيح عبر العنف الممنهج، وسحل المتظاهرين، واستهداف الثوار وقتل الناشطين منهم، من أجل الاستئثار بالسلطة، هو التأييد الأمريكى الظاهر له. وهو التأييد الذى أصبح فجا وسافرا ومكشوفا، بعد أن نجح الإخوان حتى الآن، وهذا هو نجاحهم الوحيد، فى البرهنة لأمريكا على قدرتهم على تحقيق مصالحها فى المنطقة. وقد سبق أن كتبت لقراء «التحرير» عن ركائز هذه المصالح الثلاث: وهى الحفاظ على أمن دولة الاستيطان الصهيونى وتفوقها وتكريس السلام معها؛ وإبقاء الاقتصاد المصرى فى أنشوطة القروض والتبعية كى تستمر عمليات نهبه وتحويل فوائضه للغرب؛ والبقاء على تركيبة الواقع العربى المختلة التى سادت فى ما دعى بالحقبة السعودية، كى تضمن سيطرة الدولار المطلقة على نفط المنطقة وثرواتها المختلفة. ومع أن هذا التأييد الأمريكى السافر لحكم الإخوان فى مصر، يقوم على تحقيقهم تلك المصالح الأمريكية فى المنطقة على حساب مصالح مصر ومستقبلها، وأهم من هذا كله على حساب استقلالها السياسى والاقتصادى، فإنه ينهض أيضا على تنفيذ الأجندة الجهنمية الخبيثة لأبرز جماعات الضغط والقوى المؤثرة فى صناعة القرار الأمريكى، وهما لوبى السلاح الجشع، واللوبى الصهيونى البغيض، اللذان يعملان معا بتوافق وتناغم غير مسبوقين فى توجيه دفة السياسة الأمريكية منذ سيطرة المحافظين الجدد على كثير من دوائر صناعة القرار فى واشنطن. وينهض تصور هاتين القوتين المؤثرتين وعملهم الدؤوب على تحقيقه فى المنطقة على أفكار الثعلب اليهودى الصهيونى العجوز، برنارد لويس Bernard Lewis، وأفكاره الشيطانية فى تدعيم مشروع دولة الاستيطان الصهيونى البغيض على المدى الاستراتيجى الطويل. فبرنارد لويس الذى كرس حياته الطويلة لدراسة التاريخ العربى والإسلامى بمنطق صهيونى خالص، يدرك أن اعتماد دولة الاستيطان الصهيونى على الدعم الأمريكى لها، والذى يعد الآن مكمن قوتها، يشكل على المدى الاستراتيجى البعيد نقطة ضعفها، ومكمن الخطر عليها. ويعى لويس مع غيره من دارسى التاريخ الجيدين أن عمر السيطرة الأمريكية على العالم، وانفرادها بموقع القطب الأوحد وتوجيه القرار فيه، محدود. وأن على دولة الاستيطان الصهيونى استخدام هذه الفرصة الذهبية، فى مرحلة انفراد أمريكا بقيادة العالم، لا فى تكريس أسس المشروع الصهيونى فى فلسطين وتوسيعه فحسب، وإنما وهذا هو الأخطر فى تغيير ملامح الخريطة الجيوسياسية فى المنطقة، بصورة تكفل لهذا المشروع الاستمرار بعد هبوط أمريكا، وهو حتمى ووشيك، عن هذه المكانة التى تحتلها الآن على رأس العالم. ولا يعتمد تغيير الخريطة الجيوسياسية فى المنطقة عنده، على تشجيع الديمقراطية فيها، أو حتى على إشاعة الفوضى الخلاقة بها كما كانت تقول كونداليزا رايس، وإنما على تشويش بوصلة المنطقة بحيث لا تعى أبدا أسباب قوتها، ناهيك بضرورات وحدتها قومية كانت أو اقتصادية، والإبقاء عليها متخلفة، بل ومتطاحنة باستمرار، فضلا عن تجذير الحكم الدينى فيها بحيث يبرر ذلك الأساس الذى يقوم عليه المشروع الصهيونى، ولا يجعله جسما غريبا فيها. والواقع أن كثيرين قد كتبوا عن برنارد لويس وعرّوا مشروعه. لكن هذا المشروع سرعان ما تلقى قبلة الحياة من جديد بعد أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، وصعود سمت كثير من تلاميذه من المحافظين الجدد. وأبرزهم الآن هذا اليهودى الصهيونى الطموح نوح فيلدمان Noah Feldman الذى حمل راية لويس من جديد، وتخصص فى القانون الدستورى والدراسات الإسلامية، وعين عام 2008 أستاذا فى مدرسة الحقوق بجامعة هارفارد وهو فى الثامنة والثلاثين من عمره، وهو أمر نادر، ولكنه ممكن إذا ما كان وراءه اللوبى الصهيونى العتيد. وقد رشحه ريتشارد بيرل، تلميذ لويس النجيب وصديق ولفوفيتز الحميم، لاكتساب خبرة سياسية على أرض الواقع العربى تعزز من مصداقيته حينما ألحقه عام 2003 مستشارا لبريمر عقب احتلال العراق. ويقال إنه لعب دورا أساسيا فى كتابة دستور المحاصصات الطائفية العراقى. وله عدة كتب أبرزها (انهيار الدولة الإسلامية وصعودها The Fall and Rise of the Islamic State) عام 2008. هذا فضلا عن أنه يكتب مقالات دورية فى الصحف والدوريات السياسية الأمريكية المؤثرة. ويوشك المشروع الفكرى/ السياسى لفيلدمان أن يكون تحويل مشروع برنارد لويس الخبيث إلى أجندة جيوسياسية مرغوبة يتبناها اللوبى الصهيونى المتحالف مع لوبى السلاح الأمريكى، بدعوى أنها أفضل ما يحقق مصالح أمريكا فى المنطقة. ويتبلور المشروع باختصار فى أن من مصلحة أمريكا إحياء الدولة الإسلامية التى انهارت، كما يقول عنوان كتابه. وتمكين الإسلاميين من المعتدلين وأصدقاء أمريكا (كما هو الحال مع الإخوان فى مصر والنهضة فى تونس) من الحكم وتنفيذ مشروعاتهم فى أسلمة المجتمع والتحكم فيه بسطوة الدين. فصعود الدولة الإسلامية عنده لا يكفل انشغال أهل هذه المنطقة بأمور دينهم، بدلا من أمور دنياهم التى قد تقودهم إلى معاداة السياسات الأمريكية والصهيونية فى المنطقة فحسب، بل إن إحكام قبضة الشريعة على حياة البشر فيها ستحول قطعا بينهم وبين أى تنمية حقيقية، أو تقدم يجعل أيا من بلدان المنطقة تشكل خطرا على الغرب. ناهيك بأن استبدال السياسات الدينية، بالسياسات القومية أو الوطنية فى المنطقة بميلها الطبيعى للاستقلال، سيجذّر الأساس الدينى للشرعية، مما يجعل دولة الاستيطان الصهيونى والتى تنحو أكثر وبالتناغم مع تلك المخططات إلى تأكيد يهوديتها أكثر من أى شىء آخر، تبدو كأنها أمر طبيعى ومتسق مع كل ما يدور فى المنطقة، بدلا من أن تكون معادية له. فأخشى ما يخشاه المشروع الصهيونى، والمشروع الأمريكى من ورائه، هو قيام تنمية حقيقية فى تلك المنطقة توجهها إلى الوعى بإمكانياتها الجبارة، وإلى تحقيق هذه الإمكانيات بصورة تفرض استقلالها ورؤيتها على الآخرين. كما أن الانشغال بتطبيق أحكام شرع الله سيتكفل بإلغاء كل منجزات التحديث العقلية ومكاسبها من تعليم أو تحرير للمرأة، وإعادة المنطقة إلى العصر الحجرى، حسب تعبير عزيز على شوارتزكوف إبان حرب الخليج. هذا فضلا عن أن تحكيم الدين وتشجيع قواه المتحالفة مع الغرب، سيؤدى حتما إلى إعادة توجيه العنف الذى كان موجها للغرب، ولأمريكا بصورة خاصة كما برهنت أحداث سبتمبر، إلى الداخل. حيث يصبح عنفا بين الطوائف المختلفة، كما هو الحال فى العراق بالنزاع بين السنة والشيعة، أو بين أيهما ومسيحيى العراق، أو بين الأكراد والبقية. ناهيك بتبشيره باستعار العنف بين المسلمين والأقباط فى مصر، وتفكيك منطقة الشام الكبرى إلى فسيفسائها الدينية القديمة. لكن أهم ما سيحققه هذا الأمر عنده، هو تأجيج الصراع الدينى بين السنة والشيعة بوجه خاص، وهو الأمر الذى ستستغل فيه أمريكا إيران لاستنزاف ثروات المنطقة العربية الغنية المجاورة لها فى التسليح. ألم نقرأ عن شراء السعودية ودول الخليج منظومات الدفاع الصاروخى الباهظة الثمن مؤخرا؟! وعن صفقات التسليح المختلفة، التى توجه فيها الأسلحة إلى تدمير بعض العرب بعضا، كما هى الحال مثلا فى سوريا. وبالتالى يزول أى خطر عسكرى محتمل على المشروع الصهيونى من ناحية، ويتم تسويق كل الخردة التسليحية الغربية بأسعار باهظة من ناحية أخرى. كل هذا التخطيط الجهنمى يدور بحجة أن المشروع الإسلامى هو الأكثر ملاءمة لهذه المنطقة من الديمقراطية الغربية التى لا تناسبها لأنها غريبة عنها وعن ثقافتها السلطوية. ولأنها قد تسفر عن اعتلاء أعداء الغرب وأنصار الاستقلال السياسى للسلطة. لهذا كله تجد نوح فيلدمان يدافع بشراسة فى المنابر الأمريكية المرموقة، وفى دوائر صناع القرار عن حكومة الإخوان فى مصر وعن رئيسها محمد مرسى. فقد كتب عشية إعلان مرسى الدستورى البغيض مقالا طويلا (مجلة بلومبرج فى 27 نوفمبر 2012) يدافع فيه عنه، بفصاحة وعقلانية يفتقر إليها كثير من الإخوان أنفسهم، بحجة أنه كان فى رأيه الوسيلة الوحيدة أمام محمد مرسى للحفاظ على الديمقراطية، بمنع المحكمة الدستورية من حل مجلس الشورى، كما حلت مجلس الشعب من قبله، الذى كان سيعد انقلابا كاملا، يمنع إصدار الدستور، ويلغى شرعية مرسى نفسه؛ ويعيد الكرة إلى ملعب المجلس العسكرى. فإعلان مرسى غير الدستورى فى رأيه ليس إلا ضربة استباقية حتمتها المعركة من أجل الديمقراطية. ثم يكتب مقالا آخر بعد حصار المحكمة الدستورية يكمل فيه دفاعه عن مرسى، بأن شل المحكمة الدستورية كان ضروريا لإكمال الضربة التى وجها مرسى للمؤسسة العسكرية، لأنها كانت أداة فى يد المجلس العسكرى كما يقول. صحيح أنه يعترف بأن الوسائل التى استخدمها مرسى وأنصاره من المتأسلمين كانت تتسم بالسذاجة والفجاجة، مما جعلها تأتى برد فعل عكسى. فما كان عليه أن يفعله بدلا من الإعلان الدستورى وحصار المحكمة الدستورية هو أن يلجأ إلى مجلس الشورى المنتخب لتحصين اللجنة التأسيسية، وتعليق عمل المحكمة الدستورية، بحجة أنه ليس ثمة دستور تحكم بمقتضاه بعد، وأن من حق اللجنة التأسيسية التى تضع الدستور أن تفعل أى شىء، بما فى ذلك إلغاء المحكمة الدستورية نفسها فى الدستور الجديد. موزعا بذلك دم الغضب الشعبى بين القبائل بدلا من أن يتلقاه وحده. ولم يكتف فيلدمان بالدفاع عن إعلان مرسى غير الدستورى، وتبرير أفعاله الاستبدادية فى مقالات متعددة، ولكنه تجاوز ذلك إلى نقد معارضيه فى جبهة الإنقاذ بضراوة. ففى مقال أخير (نشره يوم 30 يناير 2013 فى بلومبرج) يعلق فيه على أحداث التحرير ومدن القناة الأخيرة، يصف فيلدمان معارضى مرسى بأنهم ممثلو الثورة المضادة، الذين ينقضون على الشرعية التى منحتها الانتخابات لمحمد مرسى. ويدافع باستماتة عما يسميه بشرعية الإخوان الديمقراطية والتى منحها الشعب لهم ثلاث مرات، فى انتخابات مجلس الشعب المنحل، ثم فى انتخاب مرسى، ثم فى التصويت على الدستور. وأن تحدى المتظاهرين لمحمد مرسى والإخوان هو تحد للديمقراطية نفسها، وفرض لما يدعوه بمطالب الرعاع الذين أخفقوا فى اختبار الصندوق. بل وأسوأ من ذلك فى نظره، لأن استمرار الاضطرابات ينطوى على خطر دعوة العسكر للعودة للحكم تحت غطاء انقاذ البلاد والديمقراطية معا، وهذه هى الثورة المضادة بعينها. ويختتم مقاله هذا بدعوة المتظاهرين إلى العودة إلى بيوتهم، وإتاحة الفرصة للإخوان للحكم، وإن لم يعجبهم حكمهم فلديهم صندوق الانتخابات الذى سيتيح لهم تغييرهم بعد أقل من أربع سنوات. والسؤال الذى يجب أن يسأله الإخوان والثوار لأنفسهم معا: هو لماذا يدافع هذا الصهيونى المتعصب فيلدمان عن محمد مرسى بهذا الإخلاص والقدرة على الإقناع التى لا تتوفر لكثيرين من الإخوان أنفسهم؟ ولماذ يحب هذا اليهودى الصهيونى الحكم الإسلامى؟ وهل هذا الحب المسموم فى مصلحة مصر أو الثورة؟ قد نجد الإجابة فى كتابه (انهيار الدولة الإسلامية وصعودها) الذى قد نعرضه على القراء فى مقال قادم. |
|
أعمال أخرى للكاتب على الروابط التالية: |
Prof. Mohamed Nabil Gamie
Department of Rural Development, College of Agriculture,
Alexandria University, Al-Shatby, Alexandria, Egypt
mngamie@yahoo.com
01227435754
No comments:
Post a Comment