رسالة إلى القادم جون كيري ومسز باترسون بقلم دكتور محمد نبيل جامع أستاذ علم اجتماع التنمية الريفية بجامعة الإسكندرية 01227435754 24 فبراير 2013 |
مِسِزْ باترسون: بعد التحية... لقد أوقعك الفتى أوباما (منصاعا لمصادر القوة العليا رعاة الاحتياطي الفيدرالي البترودولاري) في اختبار لم تذاكري له أو تستعدي لاجتيازه. على غرار "مِيشان إمبوسيبل". "مهمتك هي إشعال الفتنة الطائفية، وقمع الحركة الوطنية المصرية، وتقسيم الدولة المصرية إلى دويلات وإمارات متصارعة باستخدام حلفائنا الجدد المتطرفين الدينيين، وعلى رأسهم الإخوان المتأسلمين، وذلك لقمع النهضة المصرية العربية في مهدها بعد ثورة 25 يناير البغيضة حماية لمصالحنا وأمن ربيبتنا الغالية الكتكوتة إسرائيل، ولا مانع من تحويل الفاتورة على خادمتنا قطر وأخواتها. (هذه الرسالة سوف تشتعل ذاتيا بعد خمس ثوان)". مسز بارترسون: أرجو المعذرة، ولكن هذه هي التهمة الموجهة من الشعب المصري إلى أمريكا إذا لم تكن قد وصلتك عن طريق الرئاسة. مسز باترسون: اليابان أعطت أمريكا الدرس الأول، وفيتنام أعطتها الدرس الثاني. ومصر إذا لم ترتدع أمريكا عن هذا العبث ستعطيها الدرس الثالث. ومع ذلك فلا يتعلم إلا أصحاب العقول. مصر يا سيدتي ليست باكستان، وليست السودان، وبالتأكيد ليست أفغانستان. هذه الدول دول هلامية بسبب المساحة والأعراق والطوائف واللغات والثقافات الفرعية، ويجمعها جميعا التخلف المتمثل في المستويات المتدنية من مؤشر التنمية البشرية بأبعاده الاقتصادية والمعرفية والصحية. سيدتي أمريكا: أنتِ لن تستمري القطب الأوحد القوي في العالم أمام عماليق جدد أهمها الصين واليابان والاتحاد الأوروبي وروسيا. من مصلحة أمريكا أن تبني من الآن علاقة مشاركة لا مغالبة مع دول العالم أجمع. التقدم والتطور هو سنة الحركة في جميع دول العالم. مصر خاصة لن تحرم من ذلك. مصلحة أمريكا تتحقق من خلال علاقة قوية مستمرة مستديمة مبنية على المصالح المشتركة مع مصر لا تختلف عن علاقتها مع إسرائيل، إسرائيل التي لا يهددها إلا أصوات في الهواء تدعي أن أهلها قردة وخنازير، وهم يلعقون أحذيتها ويخطبون ودها مؤقتا لمجرد نزوة مرحلية تتمثل في اعتلاء سدة الحكم لأعرق دول العالم كافة، مصر العتيدة، فلا تحملي هم إسرائيل فهي قادرة على الدفاع عن نفسها كما فعلت وستظل كذلك. ودعني أطمئن مسز بارترسون بفشل مهمتها وتبيان أنها فعلا وحقيقة مهمة مستحيلة، وذلك للأسباب التالية: 1. المصريون يمثلون مجتمعا مترابطا بكم سكاني هائل وكثافة عالية على بقعة لا تمثل سوى 6% من مساحة مصر، وبالتالي يصعب اختراق هذا المجتمع فيزيقيا أي جغرافيا أو اجتماعيا. 2. المصريون جماعة مترابطة تتسم بالصلابة المجتمعية التي اكتسبوها نتيجة التهديدات الدائمة والمتوالية طوال عصور من الغزو والاستعمار عبر تاريخها الطويل نظرا لموقعها وثرواتها التي كانت دائما مطمع هؤلاء الغزاة والمستعمرين. 3. الارتباط التاريخي القوي بين المسلمين والمسيحيين منذ الفتح الإسلامي الذي أنقذ المسيحيين أنفسهم من بطش الرومان، مع سماحة الدين الإسلامي نفسه للتعايش مع جميع الأديان الأخرى، ناهيك عن المسيحية بصفة خاصة. وقد بانت تلك الحقيقة في ما أحدثه حكم الإخوان من انشقاق بين المسلمين أنفسهم بدرجة أعنف بكثير جدا مما سببه بين المسلمين والمسيحيين. 4. الجيش المصري هو جيش شعبي وطني محترف ملك للشعب وخادم له بكل شرف وعزة وسيادة، ولا يمكن استغلاله بأي طرف يُشتبه في عدائه لمصر وشعبها. والجيش المصري هو مكمن القوة المضادة للهيمنة المحلية الإخوانية أو العالمية. 5. انطلاق القوة الحية للشعب المصري المتمثلة في كتلة ضخمة ومتزايدة بمعدل هندسي تتمثل في الشباب المستنير، ونخبة ثقافية منيرة تضيء معالم طريق التحديث الوطني، وشعب استيقظ وذاق طعم الحرية بطموحات وتطلعات تتزايد بشعوره بالحرمان النسبي عند مقارنة نفسه بشعوب أقل استحقاقا وأكثر حظا. 6. التعرية المستمرة للدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط الذي يعتمد على الكيل بموازين مختلفة، ذلك الدور الذي يكشف الإهدار الأمريكي لحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية نتيجة السكوت على الاستبداد والقتل والتعذيب والإرهاب وامتهان حقوق المرأة والطفل والإفقار الشعبي، هذا الإهدار الذي يقوم به الحكم الدكتاتوري الإخواني الحالي. وبذلك ينهار الدعم الدولي للسياسة الأمريكية وخاصة من الحلفاء الأوربيين والمنظمات الدولية الحقوقية. 7. لن يحدث استقرار سياسي في منطقة الشرق الأوسط تتمتع فيه إسرائيل ومصالح أمريكا بالأمن والأمان إلا في ظل حكم ديمقراطي وحرية واحترام لحقوق الإنسان وإعطاء فرص متساوية لشعوب المنطقة لتمارس حق الحياة والتنمية والسلام الاجتماعي. وهذا لا يتم من خلال التآمر والتحالف مع قوى أو فصائل أيديولوجية كانت في الأصل هي منبع الإرهاب الدولي. 8. لا يمكن أن يتحقق استقرار العلاقة والأمن والمصالح المتبادلة واستدامتها بين شعوب المنطقة وعلى رأسها مصر، وكل من أمريكا وإسرائيل إلا لو كانت هذه العلاقة معتمدة على توافق أمريكا وإسرائيل مع جميع التيارات السياسية المصرية اللبرالية واليسارية الأخرى، وليس فقط مع التيارات الدينية الحالية التي بالتأكيد قد تناقصت شعبيتها وشرعيتها، وستستمر في التناقص في مصر بصورة خاصة. أخيرا مسز باترسون: أرجو أن تصل هذه الخواطر للسيد جون كيري، علما بأن مصر وكرامتها وحريتها هي العامل المحدد الأكبر لاستقرار المنطقة والحماية المستديمة لمصالح كل من أمريكا وإسرائيل ولن تقبل مصر إلا بعلاقة الزمالة والصداقة دون علاقة التبعية والأمر والائتمار. والفضل في ذلك كله يرجع لله سبحانه وتعالى وللثورة المصرية المجيدة. |
أعمال أخرى للكاتب على الروابط التالية: |
Prof. Mohamed Nabil Gamie
Department of Rural Development, College of Agriculture,
Alexandria University, Al-Shatby, Alexandria, Egypt
mngamie@yahoo.com
01227435754
No comments:
Post a Comment