عبد الناصر.. يفتقده الفقراء والمستورون وأبناء الطبقة المتوسطة وأهل الصناعة فى مواجهة الفاشيين الجدد!!
on 18-4-1434 هـ





عبد الناصر.. فى مواجهة الفاشيين الجدد!! جلال عارف
نشر: 16/1/2013 4:27 ص – تحديث 16/1/2013 8:50 ص

لم يغب عبد الناصر لحظة واحدة عن المشهد السياسى المصرى والعربى منذ رحيله، ولكنى أشعر أن مصر «والعرب جميعًا» يفتقدونه هذا العام كما لم يحدث من قبل!!

يفتقده الفقراء الذين انحاز إليهم، والذين يواجهون الآن خطر المجاعة وهوان الحاجة، فى ظل جماعات تتاجر بالدين لتبرر أسوأ أنواع الاستغلال الرأسمالى، ولتقول للفقراء إن هذا قدَرهم، وليكون أقصى ما تقدمه لهم هو موائد الرحمن، وليست العدالة الاجتماعية التى تحفظ كرامة الإنسان.

ويفتقده المستورون وأبناء الطبقة المتوسطة التى رأت معه سنوات ازدهارها لتكون الأساس المتين لنهضة حقيقية تقوم على العلم والعمل، وعلى صناعة وطنية وتنمية كانت النموذج فى تحقيق التقدم والعدالة معًا.

ويفتقده أهل الصناعة وهم يرون آلاف المصانع الوطنية تُغلَق، وملايين العمال يفقدون فرص العمل الشريف، بينما أهل الحكم مشغولون بافتتاح سلاسل «السوبر ماركت» والبحث عن مستثمرين أو مستأجرين لما بناه المصريون بعَرقهم ودمائهم فى سنوات النهوض من قلاع صناعية ومشروعات عملاقة، ما زالت حتى الآن هى سند الوطن رغم كل ما حدث لها -فى سنوات الردة- من إهمال ونهب وإفساد.

ويفتقده المثقفون والمبدعون حتى الذين اختلفوا معه واصطدموا به، هم الآن يواجهون خطر الفاشية فى أجلى معانيها، وهم الآن -عند الفاشيين الجدد- ليسوا مبدعين، بل مفسدون، وليسوا أهل الفكر، بل إخوان الشياطين، وليسوا صناع البهجة فى حياتنا، بل المتهتكون، وليسوا ورثة تراث عظيم فى الإبداع والتنوير، بل كفار ملاحدة عند هؤلاء الجهلاء الأفاقين الذين يريدون مصادرة عقل مصر ومحاصرة وجدانها ببضاعتهم الرديئة المتخلفة!

وتفتقده المرأة المصرية التى نالت حقوقها السياسية والاقتصادية كاملة منذ أول سنوات حكمه، والتى أحست بكرامتها كاملة، وهى تدخل البرلمان وتتولى الوزارة وتتقدم الصفوف فى كل المجالات، قبل أن يحاصرها التخلف مرة أخرى، لينتزع حقوقها باسم الإسلام البرىء مما يفعله هؤلاء الجاهلون الذين يشغلون حياتهم بفقه الحيض والنفاس، ويريدون -لو تمكنوا- أن يعيدونا إلى ظلام القرون الوسطى، وأن يتسلوا بوأد البنات أو الزواج بالأطفال!!

وتفتقده مصر كلها وهى ترى الفاشيين الجدد يهدمون أعمدة الدولة المدنية التى ناضلت مصر طويلا لإقامتها، ويضربون عرض الحائط بمبادئ المواطنة والمساواة بين كل المواطنين، ويشعلون الفتنة بين أبناء الوطن بفتاوى الجهالة والتعصب التى تتبرأ منها كل الأديان، ويشنّون حربًا على الأزهر الشريف قلعة الوسطية والتسامح والفهم الصحيح لدين الله، ويهدرون كل كفاح مصر من أجل الاستقلال الوطنى.. فيمضون على طريق التبعية يتسولون دعم «الشريك الاستراتيجى الأمريكى» ويمدون أواصر المحبة مع «الصديق الوفى» الإسرائيلى!!

ويفتقده عالم عربى، رأى معه كيف كانت مصر هى السند فى وجه الخطر، والداعم لكل الأشقاء، والقائد الذى لا غنى عنه فى كل الأوقات، يفتقده العرب لأنهم يفتقدون مصر ويعرفون أن معركة نهوضهم أو تراجعهم سوف تُحسم فى القاهرة.

ولا يعنى ذلك كله أننا نريد عودة الزمن إلى الوراء، الجهلاء وحدهم هم الذين يفعلون ذلك، كان عبد الناصر ابن عصره، وكانت عينه دائمًا على المستقبل، وقد ذكرت قبل ذلك كيف أصر -فى عز حرب الاستنزاف- على استكمال برنامج التصنيع رغم ثقل الأعباء وحجم التحديات.

كان ابن عصره الباحث عن مستقبل أفضل لمصر، ولكنه كان يعرف أنه وريث نضال حركة وطنية عظيمة، ومن هنا كان مشروعه مستلَهَمًا من حصيلة هذا النضال الوطنى لأجيال سبقت بالتضحية وبالاجتهاد فى البحث عن طريق التقدم نحو الاستقلال والتنمية والعدل والحرية، ولهذا كان كل مواطن يرى شيئًا من أحلامه فى مشروع عبد الناصر، ويشعر أنه شريك فيه.

نفتقده اليوم، لأننا نفتقد هذا المشروع الوطنى الذى يجمع المصريين لبناء وطنهم، ولأننا نرى البديل هو ما حاربته القوى الوطنية منذ بدأ العصر الحديث، ولأننا نواجه فاشية دينية تعرض الوطن للبيع أو للإيجار، وتتسول رضا الشريك الاستراتيجى الأمريكى، وتنحاز ضد الفقراء، وتضيّع الاستقلال الوطنى، وتريد لمصر أن تعيش على القروض، وتترك سيناء تحت الخطر، وتهدم أركان الدولة لتقيم دولتها على مبادئ «طالبان» فى الحرية والعدالة!!

يفتقد الملايين عبد الناصر، لأنهم يدركون أن جوهر الصراع الآن هو: دولة مستقلة مدنية حديثة متقدمة.. أو دولة للفاشيين الجدد تُطفأ فيها كل الأنوار، لتحكمها خفافيش الظلام!! و الإخــــوانجية


أنها أيام مــــــــرســــي و الـــكــــــرســــي
لمن لا يفهم وينسي .... أيام الإنسياب وشعب يأسي ....







إنـــه محمد مرسي العياط ...

رئيس الجمهورية العربية المصرية !!!!








د. يحي الشاعر