Date: Mon, 22 Jul 2013 08:56:28 -0700
From: khldhajar@yahoo.com
Subject: في ذكرى ثورة يوليو هل ستصهل الخيل البلقاء من جديد
To: mohamad@wishahtroupe.org; adel2050adel2050@yahoo.com; alkawmeyeen.alarab18@gmail.com; afaitouri_55@yahoo.com; alhayat@p-ol.com; zganam@yahoo.com; azeez_ameen@yahoo.com; sweet_abeasad@yahoo.com; khuzam_badran@hotmail.com; bayan50@gmail.com; sharkupper@hotmail.com; maelsharkawy@gmail.com; emadalasfar@hotmail.com; jehadh@pal-plc.org; kamald2000@yahoo.com; lovely.nawal@gmail.com; ra2ed_m@hotmail.com; majed1edu@yahoo.com; maysa2000@hotmail.com; mbarhoum@yahoo.com; pas_cal333@yahoo.com; m5jaradat@yahoo.com; muwatin@muwatin.org; naeil_press@hotmail.com; assianasser7@hotmail.com; khaled_alnasser2001@yahoo.com; horiya_nassra@hotmail.com; pbcnews1@hotmail.com; rana@miftah.org; rqawwas@hotmail.com; s_sabri2000@hotmail.com; salma_th@hotmail.com; sarhan.2007@hotmail.com; samy1929@hotmail.com; rsirhan@hotmail.com; yahya_jabr@hotmail.com; hasanshehab@hotmail.com; news@maannews.net; yousufalaili@yahoo.com; iyadmohamed@yahoo.com; abe_shosho_97@yahoo.com; arabicbloggersunion@googlegroups.com; ahmadsaleem2004@yahoo.com; assafplc@yahoo.com; kamald2000@gmail.com; news@al-ayyam.ps; shadi_abo@yahoo.com; bdawas@yahoo.com; aljabha.org@gmail.com; tayseerelmisilhy@yahoo.com; mrdeek@yahoo.com; f_hindi2004@hotmail.com; waleedalsarraf@yahoo.com; asadomar6@hotmail.com; samaher.rm1974@gmail.com; alqudsn@alquds.net; naila9@walla.com; madihakilani@gmail.com; bassem_barhoum@yahoo.com; press22i@hotmail.com; nabilarc@walla.com; aletihad@bezeqint.net; wslalkateeb@yahoo.com; maher@alquds.com; jehadod@yahoo.com; saleemhajjar@yahoo.com; mansourhusain@yahoo.com
في ذكرى ثورة يوليو هل ستصهل الخيل البلقاء من جديد
23/
يوليو/2008م
تحدث التاريخ عن العديد من الأنبياء و الرسل و العظماء الذين حملوا رسالات السلام لشعوبهم، و رفعوا رايات العدالة خفاقة في زمن كثر فيه الظلم و الاستعباد ، فخاضوا الحروب دفاعا عن مبادئهم و قضوا في سبيلها ، فخلدهم تاريخ أمتهم في أنصع صفحاته .
ويستمر تاريخ الأمة العربية في ديمومته ودمويته، ويقف نافضا قلمه من جديد عام 1952، قبل ذلك كان الظلام على صفحاته متراكما؛ فالنكبة تلو النكبة، والعروبة في سبات عميق، والجيوش العربية التي دخلت فلسطين بحجة التحرير عادت منكسة راياتها، صاغرة أمام شعوبها، وقوى الاستعمار ثبتت أقدامها على ثرى أرض العرب، كان ذلك قبل أن تشرق شمس يوم: 23 يوليو 1952 ، الملك فاروق على عرشه جالسا ينتظر تعليماته من لندن؛ فقد قام بواجباته خير قيام، و كذلك باقي زعامات البغاء و الردة و الخيانة، ودولة الكيان المسخ تُشاد على أنقاض شعب هُجِّر من وطنه.
كانت الخيول البلقاء تبكي فارسها الذي استبعد تماما، وقناة السويس التي حفرت بدماء الفقراء من أرض الكنانة تعج بمراكب الغرباء، ولا صوت لشعب صنع المعجزات، وبنى الأهرامات. وأغلق التاريخ باب الأمجاد والانتصارات .
وفي خضم هذا الظلام المليء بالصمت، صهلت فرس بلقاء، صوتها عربي، وظنوها إنها إحدى الأصوات القادمة من رحم غريب؛ فالأمة صرعى ولا تقوى خيلها على الصهيل، ومع شروق شمس ذلك الفارس الأسمر، فُتِحَ تاريخ الأمة من جديد، يا للسماء! هل بقي فرسان في هذه الأيام بعد كل تلك الهزائم؟ !
نعم لقحت السماء بغضب الأمة ومعاناتها، أربع سنوات والجنين في رحمها ينتظر الخروج، كانت ليلة: 15أيار عام 1948 ليلة زفاف جمعت السماء والغضب العارم من هول النكبة، إذن فهذا الوليد لم يكن لقيطا يا زعامات الردة والخيانة، يا من تنتظرون تعليماتكم من أسيادكم في لندن وباريس وواشنطن، وهذا هو صهيل الخيول البلقاء الذي لا يركبها إلا المعتصم وأحفاده الطاهرون.
كانت السماء عذراء قبل عام النكبة، وحملت بزواج طاهر، وجاء الفارس الناصري المنتصر بأمته، وإذا بقلوب الفقراء تخفق من جديد، وترتسم لوحة النشيد المعزوفة من صهيل البلقاء، وصرخة الفارس، وتصفيق الفقراء لرغيف الخبز، وشوقهم للتحرر من عبودية ذلك الباشا وعصاه الغليظة.
كان ذلك يوما مشهودا، يوم سقط عرش الخيانة والبغاء، الذي كان يحجب شمس الحرية، ولندن ووعدها المشؤوم بدأ يترنح؛ فمصر أُخيَّة فلسطين الكبرى تفيق من سبات عميق ، وناصر يقف على فرسه متحديا بروح الأمة كل قوى الغزو، واثقةً خطاه، لم يعد الفقراء عبيدا بعد هذا اليوم ، يا عمال وفلاحي مصر العظيمة، زمن الاستعباد قد ولى، وعلى الاستعمار أن يحمل عصاه على كتفه ويرحل، فجموع الثائرين صرخت ، والبندقية المقاومة انطلقت، بزنود عربية قومية ناصرية.
وبعد أربع سنوات على طفولة هذه الثورة ، يصرخ الفارس من جديد؛ ليسطر ملحمة أخرى ، فالنصر تلو النصر ، وبسيف ناصر تسطر الملاحم، وتشمخ الأمة؛ فجول جمال ينتظر الأمر للانقضاض على فريسته التي تمخر مياهنا، وما هي إلا دقائق من عمر التاريخ، حتى تعترف أقوى قوى الاستعمار في العالم بهزيمتها أمام صرخة الفداء والمقاومة، التي زفر بها قلب فارس الأمة الخالد ، وهذه المرة أكد ناصر على مبادئه التي أهمها: أن الشعوب إذا هبت ستنتصر . وفهم الصخر والحجر قبل البشر، وبدأت الشعوب تتململ وتفيق على صوت ناصر، فكانت الجزائر مثلا ، ما أن وصلها صوت صهيل الخيل العربية، حتى صفقت الجماهير للنصر، وإذ بالجزائر تعود عربية، وسقطت محاولات الفرنسة الاستعمارية على أرضها، تماما كما انهار عرش الذل والخيانة .
وكتب التاريخ عروبة الأرض والفلاح والعامل والانتصارات، ولكنه كان عاجزا عن كتابة ذلك النصر العظيم، فالحدود الاستعمارية بين أقطار الوطن العربي رُسِخَت بفعل أنظمة الردة ، وكثرت المؤامرات ، ولكن التاريخ ما زال يكتب عن ذلك الفارس الأسمر وقدرته على إزالة الحدود بين مصر العروبة وسوريا الشقيقة .
و في خضم هذه الانتصارات العظيمة التي توجت بالسد العظيم المُشيد بعرق العروبة و أموالها و مقدراتها، فلم يكن استجداء، و لم ندفع ثمنه ركوعا للبنك الدولي، تلك المؤسسة الاستعمارية التي جن جنون مُنشئيها، فناصر لم يركع، ولا يركع، و لن يركع ، و بدون أي تردد تتوحد قوى الاستعمار و دوله العظمى على ناصر ومبادئه، و تبدأ المؤامرات من الداخل و الخارج، فهناك حلف بغداد و الولايات المتحدة بعظمتها و بريطانيا و فرنسا و الدول العربية اللقيطة و أخيرا دولة الكيان المسخ ، و ظنوا بعد النكسة أن ناصر انتهى ، و ها هو يلفظ أنفاسه الأخيرة عبر تقديمه الاستقالة و تحمله المسؤولية عن الهزيمة .
ناصر سيتقدم للمحاكمة، و الدموع تنهمر من كل عين عربية، لم يستطع الكبرياء القومي العربي تحمل هول الصدمة ، فنحن لم نعد نتقبل الهزيمة، هكذا علمنا ناصر، هكذا رسخ فينا، بالمقاومة و بالتصميم و بالإرادة نصنع النصر .
يا أيتها السماء ، ماذا عساه أن يفعل ، وهل تتركين ابنك يستسلم لقوى الشر ؟ أبت الجماهير إلا أن يبقى رمزها شامخا؛ فقالت كلمتها، ورفضت الاستقالة وعاهدته على إزالة آثار العدوان، وها هو يخرج من حزنه من جديد، مصمما معلنا حرب الاستنزاف التي قهرتهم ، و امتصت الضربة القاسمة الأولى، ويستمر في نفس النهج لم يحد و لم يتحول، وها هو يصرخ باسم الأمة المقاومة من جديد : لا صلح لا تفاوض لا اعتراف، و ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وإنّا لها، و بدأت معركة البناء من جديد، بناء القوات المسلحة والتحضير لإزالة الهزيمة من التاريخ، و يقف ناصر بسده مع الأهرامات شامخا أمام الرياح المسمومة و الضغوطات، وتستمر حرب الاستنزاف، والكل العربي منصهرا بطاقة محمومة، تتفجر مقاومة، تربك الغزو و قواه. و مشروع روجزر دفن بالمبادئ التي خطها ناصر ، فلا صلح و لا نفاوض و لا اعتراف، و ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .
وليت التاريخ توقف هناك، مع آخر طلقة في حرب الاستنزاف، و ليت السماء تهاوت على كل الأرض، و ليتها كانت القيامة؛ فالفاجعة كانت أكبر من كل هذا، لقد ترجل ناصر، و لم يستطع إكمال مشروعه، رحل ناصر تاركا مسيرة الأمة بلا فارس، و صمتت الخيول البلقاء عن الصهيل ، و سقطت المبادئ على أعتاب كامب ديفيد، و كأنها انتحرت حزنا على فارسها، فها هم من بعده يفاوضون، و يعترفون، و يصلحون مع قوى الغزو، و ها هي القلاع تتهاوى من جديد .
لقد كانت أيام ناصر طفرة سقطت من السماء؛ لتقول للأمة أن النصر حليف المقاوم الذي يصمم و يصنع من إرادته دربا لمسيرته، فمتى ستفيق امة الأمجاد التليدة؟ ومتى ستصهل الخيل البلقاء من جديد؟ .
بقلم: خالد حجار
فلسطين
No comments:
Post a Comment