المؤتمر الشعبي اللبناني
مكتب الإعلام المركزي
إلتقى المشاركين في المخيم الشبابي القومي العربي الذي يستضيفه لبنان
كمال شاتيلا: المشروع القومي العربي المتجدد هو الوحيد المؤهل لقيادة الأمة نحو النهوض
ثورة 30 يونيو أرعبت الحلف الأطلسي وحطمت أجزاء مهمة من الأوسط الكبير.. وإستعادة مصر دورها القومي سيغيّر شكل المنطقة
اللبنانيون لن يستجيبوا للسعي المحموم إلى تحويل لبنان ساحة إقتتال مذهبي وطائفي
إلتقى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا، في دار الندوة- الحمرا- بيروت، المشاركين في المخيم الشبابي القومي العربي الذي تستضيفه دار الحنان في البقاع، ويشارك فيه شباب من مختلف الدول العربية.
في بداية اللقاء تحدث فخر العزب من اليمن بإسم المشاركين فرحب بالأخ كمال شاتيلا، مؤكداً أن الشباب العربي سيبقي راية العروبة مرفوعة كما تسلموها من الأجيال السابقة.
وبعد إستطلاع آراء الشباب حول الوضع في المنطقة العربية، تحدث شاتيلا فرحب بالحضور "في بلدهم الثاني لبنان العربي والمقاوم للصهيونية والإستعمار منذ عقود طويلة، والذي لا يزال في عين التقسيم الإسرائيلية، ومن دلائل ذلك التفجير الإرهابي في الرويس بهدف الوصول إلى إقتتال مذهبي لن يتحقق بفعل الوعي الشعبي.
وعبّر شاتيلا عن الإعتزاز بلقاء الشباب العربي الذين قادوا ثورات بلادهم في مواجهة أنظمة التبعية والإستبداد دفاعاً عن حرية الوطن والمواطن وفي مواجهة الاختراقات الاجنبية للانتفاضات التي تريد تحويل الغضب الشعبي إلى أداة تنفيذية لمشروع الشرق الاوسط الكبير، مشدداً على أهمية أن يضع الشباب أمامهم التجارب السابقة كي يستفيدوا منها لبناء المستقبل وتفادي أخطائها.
ولفت إلى أن ثورة 30 يونيو المصرية صححت مسار ثورة 25 يناير، وأكدت أن التيار القومي العربي أصبح في طليعة الديمقراطيين الملتزمين بأمتهم والساعين لبناء نظام سياسي تعددي فعلي، وليس وفق ما تطرحه بعض الجمعيات الممولة أميركياً والتي تدعو لديمقراطية شكلية ولحرية المواطن على حساب حرية الوطن، مشيراً إلى أن كل الإنتفاضات التي قادها الشباب العربي في بلدانهم هدفت لبناء نظام ديمقراطي وعدالة إجتماعية وتحرير الوطن من التبعية الأجنبية، لكن التدخل الإستعماري يريد حرف هذه الإنتفاضات عن مسارها خدمة لمشروعه شرق الأوسطي التقسيمي.
وسأل شاتيلا خصوم المشروع القومي العربي المؤمن: ماذا أنتجت العصبيات القطرية والرأسمالية الوحشية والقوى الطائفية والمتطرفة وكل التجارب التي جاءت بعد وفاة الزعيم جمال عبدالناصر كبديل عن المشروع الوحدوي العربي غير التقسيم والخراب والتدخل الإستعماري والعصبيات الطائفية والمذهبية؟ لافتاً إلى أن المستعمرين يعرفون أن التقسيم يحدث تلقائياً ودون جهود كبيرة من خلال دعم وصول حزب طائفي للسلطة، كما حدث في السودان، لذلك نشهد هذه الهجمة الشرسة على مصر بعد ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالحزب الطائفي وأرعبت الحلف الأطلسي وحطمت أجزاء مهمة من مشروع الشرق الأوسط الكبير، لأن إستعادة مصر لدورها القومي الطليعي سيغير شكل المنطقة ويعيد إستنهاض الأمة.
وقال شاتيلا: إن المشروع الأميركي القطري التركي في ظل حكم أخواني في مصر، كان هدفه الهيمنة على المنطقة وإنهاء الهوية العربية للمنطقة وتبرير وجود الكيان الصهيوني على أساس عنصري وتقسيم الدول العربية إلى دويلات طائفية وعرقية ومذهبية، وهذا ما أجهضه الشباب المصري المتمسك بالإستقلال الوطني والقومي وبحرية الإرادة الوطنية، فكانت ثورة 30 يونيو رداًَ على الردة الساداتية وحكم مبارك اللذين وضعا صر في الحضن الأميركي، وقد وقفت القوات المسلحة المصرية مع شعبها وكانت تعبيراً أصيلاً عن إرادته الحرة.
وأكد أن المشروع القومي العربي المتجدد هو المشروع المؤهل لقيادة الأمة العربية بمضمون ديمقراطي تعددي لأن التجارب الأخرى سقطت نظرياً وتطبيقياً، مطالباً بعدم إستنساخ تجربة الستينيات بل الإستفادة من إنجازاتها وأخطائها، فالوحدة العربية اليوم تتطلب تكامل وطنيات ومشاركة في القرار القومي العام وليس وحدة إندماجية تلغي الوطنيات.
ورأى أن التجربة الناصرية إنطلقت من مبادئ الإيمان الديني بعيداً عن الإلحاد والعصبية وحرية الوطن والحرية السياسية والإجتماعية والإستقلال القومي في مواجهة الإستعمار والتبعية الأجنبية، سائلاً من يعتبر أن الناصرية إنتهى عهدها: هل أصبح الإيمان الديني مسألة رجعية، والإستقلال الوطني موضة قديمة أم مطلباً دائماً؟ مؤكداً أن المشروع القومي بصياغة متجددة هو المشروع النهضوي العربي الذي نتطلع إليه في كل الأمة، مشيراً إلا أن ما قدمه عبدالناصر للإسلام خلال 18 عاماً لم تقدمه أي دولة أو حزب أو أخوان، في حين لم يقدم التطرف الديني على مدى التاريخ العربي إلا الخراب للأمة.
ولفت شاتيلا إلى أن المعارضة في سوريا نوعين: معارضة داخلية تتصدرها هيئة التنسيق الوطنية تحرص على وحدة البلد وعروبته وإستقلاله وترفض الطائفية الإقتتال والتدخل الأجنبي ولها مطالب شعبية ديمقراطية مشروعة، وهناك معارضات خارجية مرتبطة بالخارج وتطالب بالتدخل الأجنبي وتمارس العنف وتخدم مشروع التقسيم الأميركي، فالمعيار هو الاصلاح في اطار وحدة وحرية واستقلال كل بلد عربي.
وشدد على أهمية أن تكون العلاقات العربية- الإيرانية متساوية ومتوازنة، كما مع بقية الدول المجاورة لنا في المنطقة، وعلى قاعدة عدم التدخل السلبي المتبادل بين الطرفين، داعياً إلى تفعيل الحوار العربي- الإيراني للوصول إلى علاقة وطيدة في مواجهة الحلف الاطلسي والعدو الصهيوني، مستغرباً الموقف الإيراني من مسألة فض إعتصامي الإخوان، مما أثار مشاعر سلبية تجاه ايران من قبل الشباب المصري والعربي، غير أن الخارجية الإيرانية أصدرت بياناً إيجابياً من ثورة 30 يونيو بعد أن كان الموقف سلبياً في بداية الثورة، ثم حصل الغموض في الموقف الآن.
وأشار شاتيلا إلى أن العدو الصهيوني يسعى لتحويل لبنان ساحة إقتتال مذهبي وطائفي، وأن الأضاليل التي يعممها بعض وسائل الإعلام تكفي لإندلاع عشر حروب أهلية، لكن هذا لن يحدث لأن اللبنانيين لم ينسوا ويلات الحرب ولا يريدون تكرارها، ولا يستجيبون للتحريض المذهبي، ويدركون الأهداف الأميركية- الصهيونية ومرامي مشروع الشرق الأوسط الكبير.
وتخلل اللقاء أسئلة ومناقشات نوّه خلالها الحضور بمواقف الأخ كمال شاتيلا الوطنية والقومية.
------------------------ بيروت في 21/8/2013
Email: info@al-mawkef.com – info@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
No comments:
Post a Comment