المؤتمر الشعبي اللبناني
مكتب الإعلام المركزي
كمال شاتيلا: ثورة 30 يونيو إرادة شعبية قوية لا تهزم بقطع المعونات
لا بد من مراجعة الموقف السعودي من الأزمة السورية بما يخدم وحدة وعروبة واستقلال سوريا
رأى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا أن ثورة 30 يونيو المصرية هي تعبير عن إرادة شعبية قوية ووحدة وطنية قوية لا يمكن هزيمتها بقطع المعونات، مشدداً على أن موقف المملكة العربية السعودية من الثورة المصرية والمتعارض مع الموقف الأميركي ليس بجديد على المملكة وهو دفاع عن وحدة السعودية ودورها، مطالباً السعودية بمراجعة موقفها من الأزمة السورية بما يخدم وحدة وعروبة وإستقلال سوريا.
وقال شاتيلا في بيان له: إن تخفيض المعونة الأميركية السنوية لمصر والمقررة منذ إتفاق كامب دايفيد عام 1979، هي إشارة عن عدم رضى الإدارة الأميركية عن الحكم الجديد في مصر ومحاولة للضغط على القوات المسلحة والإدارة المصرية لإشراك الأخوان المسلمين في الحكم.
وأضاف: إرتضى الشعب المصري بداية تجربة حكم الأخوان المسلمين، لكن هؤلاء إنسخلوا عن ثورة 25 يناير التي إلتحقوا بها ومبادئها. فرسخوا التبعية لأميركا، وإستمروا في إنتهاج نفس النظام الإقتصادي الذي أعتمد خلال حكم مبارك، وأباحوا سيناء للأجانب والمتطرفين والصهاينة وتغاضوا عن دخول السلاح من ليبيا. كما جرت محاولات لتصدير التقسيم من السودان مما شكل خطر كبير على الأمن القومي المصري، وتزعزعت الوحدة الوطنية المصرية، فهاجر 100 الف قبطي خلال عام واحد. فقامت ثورة 30 يونيو بمواجهة الأخوان من أجل التعددية ودفاعاً عن الأزهر بمواجهة التفسيرات الأخوانية للإسلام، ومن أجل العدالة الإجتماعية وإقتصاد منتج، والتبعية للغرب ودفاعاً عن وحدة مصر وأمنها القومي الذي أكدته مظاهرات 26 يونيو والتي شارك في 40 ملوين مصري، وهي شكلت من خلال تحالف الجيش والشعب إرادة وطنية لا يمكن هزيمتها عبر قطع المعونات، لأن الشعب المصري الرافض للمعونة يعمل على إستبدالها من خلال إقتصاد منتج وهذا ما تمت تجربته خلال عهد الرئيس جمال عبدالناصر وبلغ النمو حينها 6% حتى بعد نكسة 1967.
وحول الموقف السعودي من الثورة والمخالف للإدارة الأميركية، أكد شاتيلا أن هذا الموقف ليس بجديد على السعودية. فالملك فيصل دفع حياته ثمن دعم مصر وسوريا خلال حرب 1973 على يد المخابرات الأميركية لأنه قطع النفط عن الغرب بالرغم من كل محاولات كيسنيجر لإثنائه عن هذا القرار. كما أن السعودية بالتعاون مع سوريا ومصر أفشلت في أواسط التسعينيات من القرن الماضي مؤتمر في قطر يهدف لصياغة خطة مشروع الشرق اوسطية في العالم العربي بالرغم من التحالف السعودي والمصري القوي مع الولايات المتحدة. كما إستشعرت السعودية خطورة حكم الأخوان في مصر المتحالف مع تركيا وقطر على دورها في المنطقة، والذي قد ينقل التجربة الأخوانية إلى داخل المملكة. كما خشيت من التقسيم الذي حدث في العراق والسودان وليبيا أن يصيب السعودية خاصة وأن تقسيم السعودية هو جزء من مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي أعده المؤتمر الصهيوني العالمي عام 1982، وتبناه المحافظون الجديد في أميركا، مؤكداً إن أي نظام عربي ومهما كان مقدارعلاقاته بالدول الغربية وتحالفه معها، إلا أنه يبقي لنفسه فسحة في إتخاذ قرارات للدفاع عن نفسه، مستغرباً الموقف السعودي في سوريا الذي كان دائماً موقفاً وفاقياً تصالحياً لكنه تحول بعد الأزمة لموقف متشدد بلغ حد دعم معارضات اطلسية وقوى تكفيرية تعادي السعودية ايضاً.
وقال من الطبيعي حصول خلافات عربية وصراعات، وللنظام السعودي انتقادات كثيرة على مواقف سوريا لكن دعم السعودية للمعارضة المسلّحة لن يأتي بنظام بديل موال للسعودية، ولن يكون النظام البديل من المعارضة الخارجية نظاماً وطنياً عربياً. فهذا النهج السعودي يخدم الآن قوى تريد تقسيم سوريا ووضعها تحت الهيمنة الاميركية لذلك لا بد من مراجعة الموقف السعودي من الازمة السورية بما يخدم وحدة وعروبة واستقلال سوريا واقرار ارادة الشعب السوري في التغيير والاصلاح والتطوير وفق نظام المواطنة المتساوية.
------------------------------ بيروت في 25/10/2013
Email: info@al-mawkef.com – info@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
No comments:
Post a Comment