Wednesday 2 April 2014

{الفكر القومي العربي} الشعب وهرقل


الشعب وهرقل

أبو العز الحريري
بدأ السباق إلى كرسي رئاسة الجمهورية .. وأغلب التوقعات تصب في فوز المشير عبد الفتاح السيسي بالكرسي. ولا يمكن الجزم بذلك فهناك حسابات لمراكز بحثية خارج مصر تعيد حساباتها يوما بعد يوم وبناءا على تلك الحسابات تتحرك المؤسسات الفاعلة للتأثير على نتيجة الإنتخابات لصالحها. هذه المؤسسات الخارجية لها أذرع داخلية تحركها للحفاظ على مصالحها، منها الإعلام ومنظمات المجتمع المدني. مصر هي الوحيدة في هذه العملية التى لا تفعل شيئا. فمثلا قول أبو العز الحريري الذي أصبح حقيقة لا ينكرها إلا جاهل أو حاقد "استمد السيسي تأييد جماهيري" .. نعم هناك شكل التأييد الجماهيري ولكنه مصنوع والذي صنعه هو الإعلام التعبوى الذي صاحب إنتفاضة الشعب المصري ضد سلطة الإخوان ولا يزال يؤدي دوره التضليلي. كما لا ينكر أحد حجم التأييد الشعبي لجماعة الإخوان الغير شرعية قبل 25 يناير 2011 وبعدها إلى 30 يونيو 2013 وقد كان أيضا تأييدا مصنوعا من خلال ماكينة إعلامية تنتشر بين الناس في ثوب ديني ومؤسسات خيريه تقدم الدعم والرشاوي للطبقات الكادحة. ولا زالت تلك الماكينة تعمل إلى الآن لصالح قوتين تتنافس على السلطة وقد أخذ هذا التنافس شكل العنف الآن مما ينذر بعواقب وخيمة إذا لم تقنن أسس التنافس.

حملة التضليل الإعلامي تنشر مقولة أن الرئيس القادم ليس هرقل أو سوبر مان وعلى الشعب أن يعمل لحل مشاكله وتكون مصر كما قال السيسي "قد الدنيا" فسيظل إنقطاع الكهرباء ما لم يعمل الشعب! وكيف يعمل الشعب؟ هل يزيد من ساعات العمل؟ وماذا تفيد زيادة ساعات عمل عمال الكهرباء مع عدم وجود السولار الذي ينتج الكهرباء؟ المشكلة ليست مشكلة الشعب فكل الشعوب تعمل وفقا للقوانين السائدة في بلادهم. والقوانين تضعها النخبة الحاكمة. وعلى قمة هذه القوانين تلك القوانين التى تنظم العمل السياسي واختيار السلطات السياسية من رئيس الجمهورية وأعضاء المجلس النيابي والمجالس المحلية، أي قوانين وأساليب اختيار النخبة الحاكمة. أمس شاهدت مهرجان الترشح لرئاسة الجمهورية، مجموعة من البسطاء، قد يكونوا مدفوعين أو حالمون، سيان، ولكنها صورة من الفوضى. يجب أن يكون المرشح لرئاسة الجمهوريا عضوا في أحد الأحزاب السياسية ومارس العمل الحزبي لمدة سنتين على الأقل. ويقوم بترشيحه حزب سياسي لا أعضاء مجلس النواب ولا أفراد من الشعب. هناك شروط على المرشح نفسه، وهناك شروط على حزبه فهو لن يحكم بمفرده ولكن الحزب هو الذي يحكم لينفذ برنامجه السياسي. فالبرنامج السياسي هو برنامج حزب وليس برنامج فرد. وقوة الحزب وشعبيته هي الضمان لتنفيذ برنامجه السياسي ولذا يجب أن يشترط حد أدنى لعدد أعضاء الحزب وتوزيع جغرافي ونوعي لأعضاء الحزب، حتى لا يحتكر السلطة فئة معينة. فلا تنشأ أحزاب دينية ولا أحزاب فئوية (عمال، فلاحين، رجال أعمال، مهندسين، ... فمجال نشاط هؤلاء هو النقابات المهنية وليس الأحزاب) ولا أحزاب جهوية (نوبية، قبلية، سينوية، .. فمجال نشاط هؤلاء هو منظمات المجتمع المدني والمراكز الثقافية والإجتماعية). هذه ليست شروطاعلى إنشاء الأحزاب ولكنها شروطا على الأحزاب التى ترشح أفرادها لمناصب سياسية. على الأحزاب أن تنشأ وتنموا دون أي قيود. ويجب أن يكون إنشاء الحزب فعلا لا قولا بالإخطار لجهة إدارية ولا يشترط جمع توكيلات تصل تكلفتها إلى الملايين. كما يشترط أن يكون تمويل الحزب ذاتيا فلا يتلقى تمويلات خارجية أو من مؤسسات داخلية. وعلى الحزب أن يكون له مقر واحد على الأقل وموقع على الإنترنت ينشر عليه أسماء أعضائه بالكامل وبرنامجه السياسي وتنظيمه الإداري. وله أن ينشأ مؤسسات إقتصادية غير ربحية للإنفاق على نشاطاته. والحزب ومؤسساته خاضع لرقابة الدولة المالية والإدارية.

قبل إنتخابات رئاسة الجمهورية لابد من تهيئة البيئة السياسية الصحية فرئيس الجمهورية هو رجل سياسي وليس بطلا يصنعه الإعلام.

عزت هلال
2 / 4 / 2014
المزيد من التفاصيل على الرابط: http://www.misrians.com/articles?2867

--
Ezzat A. Helal
Software Expert
Mobile:+201148748785
www.misrians.com
www.helalsoftware.net


--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.

No comments:

Post a Comment