Sunday, 15 February 2015

{الفكر القومي العربي} بيان الحزب الاشتراكى المصرى "فليسقط مخطط داعش الاستعمارى

الحزب الاشتراكى المصرى
فليسقط مخطط داعش الاستعمارى
 
      يُقدِّمُ "الحزب الاشتراكى المصرى"، واجب العزاء إلى الشعب المصرى، فى أبناء شعبنا، من شهداء مذبحة القتل على الهوية فى "ليبيا"، التى تم ـ بمقتضاها ـ اغتيال حلم واحد وعشرين، من المصريين البسطاء ، فى الحياة الكريمة، والعودة السالمة إلى أرض الوطن!.
      وقد أصيب المصريون جميعا بالصدمة، والغضب العارم، وهم يرون أبناءهم يُذبحون فى ليبيا على يد تنظيم "داعش" الإرهابى ، فى مشهد لا إنسانى خسيس وجبان.
     وهكذا يسفر مخطط التطرف والتكفير والإجرام، المولود من رحم المشروع الإخوانى الإرهابى، الذى يذبح على العقيدة، ويتلذذ بالتنكيل بالأبرياء، عن جوهره الكاره للبشر، والمعادى للحضارة، متمثلاً كل فجاجة البداوة، والعنف، والهمجية، والفوضى، والارتداد عن قيم وركائز الدولة المدنية الحديثة، وواضعاً كل هذا فى خدمة المخططات الاستعمارية الغربية، الرامية إلى تفتيت المنطقة، وتفكيك مقوماتها.
   إنه تنظيم يستحل أن يقتل بدم بارد، وبهمجية غير مسبوقة، أبناءنا من المصريين والعرب، مسلمين ومسيحيين، ومن ملل أخرى، ثم لا يستحى من أن يصرح أن "اليهود" المغتصبون، فى إسرائيل، "كتابيون" ليس علينا محاربتهم، كما لا يتحرج عن علاج جرحاه فى مستشفياتهم، ثم يتصور مستقبلا لبلادنا، متطابقاً مع المخطط الغربى فى التفتيت الإقليمى للمنطقة، وفق مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، تحت مظلة شكلية من "الخلافة الإسلامية" المزعومة.
    ومهما حاولت أمريكا وحلفاءها الغربيون، التنصل من دورهم المشين، ومن مسئوليتهم فى خلق "داعش"، وغيرها من التنظيمات الإرهابية، والادعاء بأنهم يتحركون ضدها وضد الجماعات المتطرفة الأخرى، فالواقع يُكذِّب هذا الادّعاء، حيث لا يخفى تأييدهم المفضوح لإرهاب  جماعة   "الإخوان" وأعوانهم، واستقبال قادتها لتنسيق الجهود التخريبية ضد المصالح العليا المصرية، والدفاع عنهم، والسعى، بعدما لفظهم الشعب، لإعادة فرضهم على الواقع السياسى فى مصر، رغم انفضاح دورهم فى تخطيط وتمويل وتنفيذ عمليات القتل والذبح والتخريب، فى سيناء، وفى عموم أرض مصر، كما أن الولايات المتحدة، والغرب الاستعمارى، هما المستفيدان من تحركات "داعش"، ومن إحكام سيطرتها على مقومات المنطقة، واستكمال مخططات تمزيق لحمتها، ونهب ثرواتها، ومن مسعاها لإسقاط الدول الوطنية فيها.
     إن وطننا، ومنطقتنا العربية، يواجهان تحدياً وجودياً، مصيرياً، فى مواجهة خطر الإرهاب بشقيه: "إرهاب الإخوان" و"إرهاب التنظيمات الجهادية"، فى تحالفهما مع الاستعمار الغربى وعلى رأسه الأمريكى.
     والتحدى متعدد الأبعاد، وتُقويهُ كل عناصر الضعف المؤقتة فى الوطن العربى، الأمر الذى سمح بالتدخل الاستعمارى المباشر فى ليبيا، والآن فى العراق، وعلى حدود سوريا، كما يُستدعى "مجلس الأمن"، بواسطة دول "مجلس التعاون الخليجى"، للتدخل فى اليمن تحت "البند السابع"، الذى يتيح استخدام القوة المسلحة ضد الحوثيين الشيعة، كذلك أدت أزمة التنمية فى مصر أساسا، والدول العربية من ورائها، إلى منعها من الاستفادة من طاقة سكّانها، وجلَّهم من الشباب، فى عملية التنمية الحقيقية، ودفعت بهم إلى الموت فى الغربة، بحثا عن لقمة خبز مغموسة بالدم، سواء باللجوء للعمل فى المناطق الخطرة، مثل ليبيا أو العراق، أو بركوب "قوارب الموت"، بهدف الهجرة غير الشرعية إلى أوروب !.. 
    إن مصر هى رمانة الميزان فى التصدى لهذا المخطط، وهى تخوض حربا مصيرية للدفاع عن وجودها، وخيراً فعلت بعدم الانجرار إلى المشاركة فى التحالف الغربى، تحت قيادة أمريكا، للتدخل فى العراق وحدود سوريا.. فجيشها يلعب دورا أساسياً فى استئصال الإرهاب فى الداخل، ومن الحكمة ألا يُستنزف فى حرب بلا أفق، على تلك الجبهة الواسعة التى يتحرك فيها الإرهاب، فى ليبيا أو سوريا أو العراق واليمن.
    لقد انتظرت جماهيرنا من الدولة المصرية تحركاً أكثر كفاءة وإيجابية لانقاذ مواطنينا من مصيرهم الكارثى، وهو مالم يحدث، ويتحمل النظام المسئولية الكاملة عن هذا القصور، ومسئولو الدولة، ملزمون بصياغة استراتيجية متكاملة لمجابهة الإرهاب على كل الجبهات، وللانتقام من القتلة، والرد على جريمتهم بخطة محكمة، تحفظ أرواح أبناء شعبنا فى ليبيا والعراق، واليمن وسوريا، وتُحكم الحصار على سرطان الجماعات التكفيرية الإجرامية، حتى يُقضى عليها قضاءً مبرماً.
    إن نقطة البداية فى قطع دابر الإرهاب فى المنطقة بأسرها، لن تكون إلا من هنا، من مصر، حين يتم استئصال بؤره بالداخل، وهو مايستلزم الاستعداد لتحمل تكاليف هذه المرحلة، الوجدانية والمادية، الشاقة، ويتطلب تعبئة طاقة شعبنا كله فى هذه الحرب المصيرية، ويقتضى كذلك ـ كشرطٍ ضرورى ـ تحقيق ديمقراطية واسعة، وعدالة اجتماعية وانتقالية ناجزة، حتى نخلق شعبا موحداً، يقف كالجدار الصلب فى مواجهة قوى الغدر والظلام، ويستميت فى الدفاع عن بلده وأمته، ولا يتنازل عن حقه فى انتزاع فرحة الانتصار.
أن شعبنا، وباقى الشعوب العربية، هى العدو الحقيقى لمخططات الطائفية والعنصرية الاستعمارية المقيتة، وعلى نضالها يتوقف مستقبل بناء أمتنا واستقلال شعوبنا.
 
القاهرة فى 15 فيراير 2015

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.

No comments:

Post a Comment