Wednesday 4 March 2015

{الفكر القومي العربي} كمال شاتيلا: التطرف يستهدف المسلمين قبل المسيحيين

loge%20mo2tamarالمؤتمر الشعبي اللبناني
     مكتب الإعلام المركزي      
 
 
دعا الفاتيكان والمراجع المسيحية لممارسة الضغوط على الحلف الأطلسي لوقف دعم المتطرفين والتخلي عن مشروع الأوسط الكبير
كمال شاتيلا: التطرف يستهدف المسلمين قبل المسيحيين.. والتمسك بالمواطنة الشاملة والعروبة الحضارية هو طريق الإنقاذ
أي دعوات لحماية أجنبية للمسيحيين أو طرح أفكار كانتونية تقسيمية تسهم في تدمير الوجود المسيحي ولا تحقق له الحماية
 
شدد رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا على أن التطرف يستهدف المسلمين قبل المسيحيين، لافتاً إلى أن طريق الإنقاذ يمر عبر التمسك بالمواطنة الشاملة والعروبة الحضارية، داعياً الفاتيكان والمراجع المسيحية لممارسة الضغوط على الحلف الأطلسي لوقف دعم المتطرفين والتخلي عن مشروع الأوسط الكبير، ومؤكداً أن أي دعوات لحماية أجنبية للمسيحيين أو طرح أفكار كانتونية تقسيمية تسهم في تدمير الوجود المسيحي ولا تحقق له الحماية والإنقاذ.
وقال شاتيلا في بيان: إن قوى التطرف المسلح تتحرك بخلفية تكفير المجتمع الذي يتكوّن من أغلبية إسلامية في كل البلاد العربية، وهذا التكفير يستند منذ الخمسينيات إلى الأخواني سيد قطب ومرجعه الباكستاني أبو الأعلى المودودي، ويعتبر كل المسلمين إما مردتين أو جهلة أو كفار، لذلك لا نستغرب قتل المتطرفون علماء مسلمين وتدمير مساجد وأضرحة وإضطهاد المسلمين أولاً في كل منطقة أو مدينة يسيطرون عليها سواء في العراق أو سوريا أو ليبيا.
إن عمليات استباحة المسيحيين في سوريا والعراق ومصر هي جزء من الحالة التكفيرية العامة للمجتمع، خاصة وإن هذا التطرف يتولى بالنيابة عن الأميركيين تقسيم البلاد العربية الى كانتونات واستدعاء التدخل الأجنبي بأفعالهم الارهابية وهم يرفعون شعار مواجهة الاستعمار. وإن قتل وتهجير الأشوريين المسيحيين في سوريا مؤخراً، بعد استباحتهم في العراق، يضيف مأساة أخرى للامة.
واذا كان المتطرفون يُعبّئون الشباب المسلم على أنهم حالة دفاع عن الاسلام في مواجهة الغرب، فان مواجهة مشاريع الغرب لا تكون بالامتناع عن مواجهة العدو الاسرائيلي والقيام بتسهيلات تقسيمية للأوطان كما يسعى مشروع الاوسط الكبير الاميركي، بل إن مواجهة العدو الصهيوني تستدعي تعاون عربي اسلامي لنصرة قضية فلسطين وتعزيز الوحدات الوطنية وإحداث تكامل دفاعي عربي يحمي الأمن القومي من التدخل الأجنبي، فيما التطرف يدمر مؤسسات الدول وجيوشها وامكاناتها لتضعف أمام الصهاينة وحلفائهم. فهل هذا يخدم الاسلام والمسلمين؟
ولقد اتضح بالتجربة أن مشروع الاوسط الكبير التقسيمي يعمل على تغييرات ديمغرافية، ومنها ضرب الوجود المسيحي في الشرق والذي كان بدايته تهجير المسيحيين من فلسطين على أيدي الصهاينة في الاربعينيات. ولذلك فإن قوى الأطلسي متورطة في دماء المسيحيين والمسلمين معاً نتيجة لمشروعهم الجهنمي.
لذلك كله نقول:
اولاً: خلال قرون من قيام دول اسلامية في المنطقة منذ نحو ألف وأربعمئة عام ونيف، لم يتم اضطهاد المسيحيين بل تمت المحافظة على حرية معتقدهم ووجودهم. والعرب في العصر الأموي هم من حافظ على الوجود المسيحي وحقوقهم عندما هرب الموارنة إلى شمال لبنان خوفاً من الإضطهاد البيزنطي لانهم رفضوا المفهوم اللاهوتي البيزنطي للدين المسيحي. ولا يغيب عن بالنا في العصر العباسي موقف فقيه بلاد الشام الإمام الأوزاعي الذي واجه الوالي العباسي على بعلبك صالح بن علي بن العباس الذي أراد أن يخرج الموارنة من جبل لبنان بعد الإعتداء الذي حصل من بعضهم بالتعاون مع البيزنطيين على قرى في البقاع، وكانت رسالته الشهيرة "كيف تؤخذ العامة بذنوب الخاصة وقوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى"؟".. لذلك فان ما يقوم به التطرف المسلح هو ترجمة متكررة لهجمة المغول ضد سوريا والعراق، ولا سند ديني له، ولا قياس تاريخي لتصرفات الدول الاسلامية مع المسيحيين.
ثانياً: إن الفاتيكان يتحمل مسؤولية أساسية في امتناعه عن ممارسة الضغوط الفعالة على دول الاطلسي، فليس المطلوب إيواء المسيحيين المهجرين الى الغرب ولا فقط تقديم مساعدات لهم، إنما المطلوب على صعيد كل الاطارات المسيحية العالمية أن تمارس ضغوطها على الولايات المتحدة لايقاف تطبيق مشروع الاوسط الكبير ووقف تقديم المساعدات لقوى التطرف من جانبها ومن جانب قوى اقليمية مرتبطة بالاطلسي، ووقف دعمها الأعمى لاسرائيل.
ثالثاً: إن انخراط المسيحيين العرب في مواجهة العدوان الصهيوني والاندماج في مجتمعاتهم ورفض كل أنواع التدخل الاجنبي في الشؤون العربية والتزام تعزيز الوحدات الوطنية، كل ذلك يساهم في الحفاظ على الوجود المسيحي بل والدور المسيحي الذي تُسجل له مآثر كبرى في خدمة القضايا العربية.
رابعاً: إن كل دعوة تطلق لحماية أجنبية للمسيحيين أو طرح أفكار كانتونية تقسيمية في لبنان او سوريا او العراق او غيرها، هي بمثابة إضافة للزيت الحارة على النار، وهي تسهم في تدمير الوجود المسيحي ولا تحقق حماية ولا إنقاذاً، كما دلت جميع التجارب التاريخية.
ان التمسك بالوطنية الشاملة وبالعروبة الحضارية الجامعة هو الطريق الوحيد لانقاذ كل الامة وليس المسيحيين فقط.
---------------------------- 4/3/2015
 
 
 
 
 
 
Email: info@al-mawkef.cominfo@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
 
 
 
 
  ----------
Lebanese Public Conference
  ----------
 

No comments:

Post a Comment