Wednesday, 10 June 2020

{الفكر القومي العربي} إننى لم أعتبر لدقيقة واحدة أن خروج جماهير شعبنا برغم الظلام، وبرغم غارات العدو مساء يوم 9 يونيو تكريماً لشخصى

أيها الإخوة:

إننى لم أعتبر لدقيقة واحدة أن خروج جماهير شعبنا برغم الظلام، وبرغم غارات العدو مساء يوم 9 يونيو تكريماً لشخصى، وإنما اعتبرت أن ذلك الموقف كان تصميماً على نضال. ولقد قلت مرات عديدة إن هذا الشعب قد أعطانى أكثر مما حلمت به فى أى يوم من الأيام، ولقد رفعت صوتى أكثر من مره محذراً من الاعتماد على الفرد؛ لأن كل فرد له دوره، يؤديه ويمضى، ويبقى الشعب وحده من الأزل إلى الأبد؛ وإذن فمن هذه الناحية ليس عندى ما أقوله.

لقد كان موقف شعبنا يوم 9، 10 يونيو أكثر مما أستحق، وأكثر مما يستحق أى فرد، ولكنه بالنسبة لى كان يحمل معانى أخرى: معنى استمرار النضال، ومعنى استمرار النضال الشعبى، ومعنى استعداد الشعب لكل التكاليف والتضحيات، ومعنى التصميم على المقاومة والصمود.

إن الشعب بهذا الموقف أجاب على أهم سؤال كانت الحوادث تطرحه، وكانت النكسة نفسها تلقيه أمامه، وهو: ما العمل؟ أجاب الشعب - كما قلت - بالتصميم.. بالمقاومة.. بالاستعداد لكل التضحيات.. بالصمود.. ولكن ذلك ليس نهاية وإنما هو بداية؛ ذلك أننا نجد أنفسنا بعد ذلك أمام السؤال الملح: من أين نبدأ؟


No comments:

Post a Comment