التهديدات التي تتعرض لها مصر من الغرب ( في حال انتصار الاخوان والدواعش المدعومين من تركيا وقطر وايطاليا وبريطانيا)، ومن الشرق (من دواعش سيناء المدعومين من نفس الاطراف) والتهديد بملء سد النهضة في اثيوبيا (الذي يحرض عليه الكيان الصهيوني وبالتالي تعطيش هبة النيل)...كل هذا ما كان ليحدث لولا انكفاء مصر على نفسها خلال الردة الساداتية، فقد كان جمال عبد الناصر رجلا استراتيجيا لا يمارى عندما حدد أمن مصر بدوائر ثلاث هي
✓ الدائرة العربية.
✓ الدائرة الأفريقية.
✓الدائرة الاسلامية.
وقد اشتغل عبد الناصر على هذه الدوائر من خلال مشاريع وغايات كبرى مثل المشروع القومي العربي والذي أثمر، في حينه، ثورات وحدوية في اليمن وسوريا والعراق وليبيا والسودان وثورة تحررية وحدوية في الجزائر، حتى أصبحت راية العروبة منتصرة والعمل الوحدوي العربي في أوجه...كما اشتغل رحمه الله على الفضاء الافريقي من خلال بناء منظمة الوحدة الأفريقية وتشجيع الثورات الأفريقية ضد الظلم والاستعمار والهيمنة والحيف الاجتماعي...واشتغل أيضا على الدائرة الاسلامية من خلال منظمة المؤتمر الاسلامي ولم يكتف بذلك بل تجاوزه الى تأسيس منظمة عدم الانحياز وبناء تحالف دولي ضد الإمبريالية والاستعمار، شتت من خلاله قوى الاستعمار وحاربها في كل بقاع الأرض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وكان في أثناء ذلك يبني التنمية الاقتصادية بما مكن مصر من تصدر نسب النمو الأقتصادي في العالم.
وما ان انتقل عبد الناصر الى جوار ربه وحدثت الردة الساداتية حيث انكفأت الدولة المصرية على نفسها وفق نظرية "99% من أوراق اللعبة بيد أمريكا" ووفق شعار "الانفتاح الأقتصادي" والتخلي عن الحروب وامضاء اتفاقية مع الكيان الصهيوني والتطبيع مع امارات النفط، حتى تكالبت الأمم على الشعب العربي وعلى مصر كما تتكالب الأكلة على القصعة، وتعاني مصر والوطن العربي اليوم تبعات تلك الردة الساداتية فضاع أغلب الوطن العربي واصبح نهبا للغزاة وأذنابهم الذين تتجه اطماعهم الى مزيد تفتيته ومن ثمة ابتلاعه.
No comments:
Post a Comment