إعادة نشر مقال كتبته في عام 2015
بمناسبة مرور عام على تولي السيسي الرئاسة
سنة حلوة يا عميل
لو أن العدو الصهيوني تمكن في غفلة من الزمن من تصعيد أحد عملائه لموقع رئاسة الجمهورية بدلا من عبدالفتاح السيسي ماذا كان سيفعل في عامه الأول؟ ربما يبدو هذا السؤال الافتراضى مبالغا فيه، ولكن فيما يمكن أن نطلق عليه أدب الخيال السياسي تصبح هذه السيناريوهات قابلة للتعاطي معها ليس بوصفها حقائق بقدر ماهى محفزة للعصف الذهني، وخاصة في مراحل الركود الفكري والاستبداد السياسي.
1
بمجرد وصوله إلى قصره الرئاسي سيرسي قاعدة أن لا صوت يعلو فوق صوت الرئيس، وأن كافة مؤسسات الدولة هى مجرد أدوات لخدمة الرئيس، وبالتالي فعليه أن يكبح جماح أصوات المعارضة السياسية مهما كانت واهنة ومهما كانت عاجزة عن تحريك حجر واحد في جدار الاستبداد، وكذلك القضاء المبرم على ما تبقى من أحلام الثورة وأوهامها، مما يضطره إلى إصدار قانون لمنع التظاهر، على أن يتم تنفيذه بطلقات الرصاص، في إطار حماية شاملة لأجهزة القمع من الملاحقات القانونية برعاية من مؤسسة الرئاسة.
2
قد يعتبر البعض أن الدستور ضابطا للقوانين وللعلاقات القائمة في المجتمع وقيدا على السلطات، ومن ثمة يستحسن تجميده تماما، وتحاهل الدعوات للتعامل به بأى شكل من الأشكال، وعدم الاهتمام بضرورة إلتزام القوانين الصادرة بجوهر الدستور، وضمن ذلك إفتعال بعض المشاكل غير الحقيقية في قوانين ممارسة العمل السياسي والانتخابات ، مما يؤدي بالضرورة إلى تجميد الحياة السياسية وعدم إنتخاب البرلمان الذي قد يعرقل عمل الرئيس بوصفه أحد المؤسسات الرقابية، وفي نفس الوقت محاولة إضعاف المعارضة بكل أشكالها سواء باستمالتها أو بقمعها بشدة، وصنع ظهير سياسي يدعم الرئيس في كل مواقفه وقراراته.
3
لأن الهدف الذي تم وضعه في جهاز الموساد كما لايخفى على أحد هو إسقاط الدولة المصرية والعصف بمصالحها العليا ،وإدخالها في نفق مظلم ومستنقع من الصراعات الداخلية بين كل مكونات المجتمع المصري حتى يمكن إضعافها بشدة وإبعادها عن أداء دورها الخطر داخل الإقليم العربي مما ييسر على الدولة العبرية التوغل داخل المجتمع العربي بدون مقاومة تذكر ، كما أن الهدف تفتيت الوحدات السياسية والجغرافية العربية ، لتصبح الدولة العبرية قوة عظمى في المنطقة لا يستهان بها، لكل ذلك وغيره إستهل الرئيس قراراته بالانحياز للأغنياء والنموذج الرأسمالي القبيح مما أوغر عليه صدر الفقراء، وفي نفس الوقت ينتصر لمؤسسته ورجالها في مواجهة رجال الأعمال، مما يزيد من حدة الصراع رأسيا بين الفقراء والأغنياء ، وأفقيا بين الأغنياء أنفسهم حول تقسيم الغنائم .
4
يقوم الرئيس بتشكيل حكومة من الأغبياء والبلهاء وعدبمي الخبرة السياسية والمهارة الفنية وبائعي أرواحهم للشبطان، ليسهل قيادهم ، ويترك لهم الحبل على الغارب ليدلوا بتصريحات كاذبة ومخادعة تعمل على إجهاض العقل الجمعي للشعب وتزييف وعيه وإفساد آلة التفكير نفسها، مثلا يعلن وزير الصحة أن مستشفيات مصر أفضل من مثيلاتها في بريطانيا،أو أن يعلن وزير التعليم أن مدارسنا أفضل من مدارس أمريكا، أو أن يقول وزير الأثار أن الفراعنة أصلهم عبري، أو أن يتحدى رئيس هيئة النقل العام أن يوجد راكب ليس له مقعد إلى آخر هذه الأمثلة، مع الحرص على التدهور الشامل في كافة الخدمات ومرافق الدولة بلا أى استثناء.
5
هناك عدد من المؤسسات الهامة التي تعتبر حجر الأساس لأي دولة ، مثل الإعلام والقضاء والأمن ، لابد من القضاء على مصداقيتها عند الجماهير، ليسهم ذلك في الانفلات على كل المستويات ، وخلق حالة من عدم الثقة بين جميع فئات الشعب، مما يؤدي إلى تربص البعض بالبعض، حتى يمكن أن نصل إلى مرحلة الصدام العظيم، وأثناء ذلك كله وعبر دخان الشائعات الكبيرة والصراعات الصغيرة لابد من التفريط في أهم ملفات الأمن القومي المصري، مثل مياه نهر النيل أو صحراء سيناء أو الفتنة الطائفية
6
ضمن النصائح التي وجهت للعميل الصهيوني أن يصطنع السذاجة وأن يبدو في مظهر أقرب للمتخلفين عقليا، حتى لا يدرك أحدا ولو على سبيل المبالغة ماهية الدور الذي يقوم به في إطار المؤامرة الكبرى على مصر
7
بعد عام كامل وفي قاعة تمتلئ ببهجة الاحتفال وفرحة النصر، إلتف عددا من رجال الموساد وكبار رجال الدولة والحاخامات حول رجلهم الذي وضع مصر على حافة التمزق والانهيار والسقوط ، وبين صيحات التهليل والضحك الهيستيري وشموع الشمعدانات الخماسية ، تناول الجميع نخب نجاح المهمة التي أطلق عليها الإسم الحركى (حصان طروادة) على أنغام أغنية (سنة حلوة يا عميل..سنة حلوة يا عميل..سنة حلوة ..سنة حلوة)
8
نحمد الله أن أنقذنا الله برحمته والشعب بحكمته من هذا المصير المؤلم والمخزي، نحمد الله أن الخيال لم يتحول إلى حقيقة، نحمد الله أن رئيسنا هداه الله ولم يفعل ماكان العميل سي
No comments:
Post a Comment