Saturday, 26 January 2013

{الفكر القومي العربي} المغتصبون السياسيون، والمفلسون الاقتصاديون، وجماعة المسيئين للإسلام

المغتصبون السياسيون، والمفلسون الاقتصاديون، وجماعة المسيئين للإسلام
بقلم
دكتور محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية الريفية بجامعة الإسكندرية
01227435754
26 يناير 2013
خسئت يا أوباما، خَدَعتنا ببسملتك في جامعة القاهرة، وأبكيتنا بمعسول كلامك، ثم خنت الأمانة، وسلمتنا مع المجلس العسكري المصري إلى الحكم الإخواني الفاشي. لم تتعمق المعاني الإنسانية في وجدانك بالرغم من تعليمك الراقي في الجامعة الأولى والأعظم في العالم (هارفارد)، لم تتعلم من عمك العظيم مارتن لوثر كنج الذي إليه يرجع الفضل الأعظم لتوليك هذا المنصب الأرفع في العالم، ومن قبله أعظم رئيس في تاريخ أمريكا وهو ابراهام لنكون والمعروف بأعظم عمل له وهو تحرير العبيد. أصبحت حرا ورئيسا لأمريكا بفضل هذين العظيمين وقررت للأسف أن تنساق لبارونات البترودولار لتنعم أنت بنعيم الدنيا الزائل ونشوة الحكم على حساب الإنسان المصري والعربي الذي يسعى للحرية والكرامة التي لم تكن تستحقها أنت بصفتك الخاصة. وقد كان ذلك جليا في اجتماعات مجلس دفاعك الوطني الذي اجتمع 21 مرة خلال الثمانية عشر يوما الأولى للثورة لإجهاضها مع الثورة المضادة كما يقول الدكتور صبري حافظ. أنت الآن لا تستحق أن يكمل الإنسان عنك مقالا خاصا، ومرة أخرى خسئت.
الشعب المصري وقد خرج بالملايين ليستعيد ثورته المجيدة في ذكراها الثانية لن يرضخ لسلطان أمريكا أو تهديدات إسرائيل أو إغراءات الدويلات اللقيطة العميلة لأسيادها الأمريكية والغربية بصفة عامة.
أين الحياء والضمير والوطنية والأخلاق الإسلامية يا زعماء الجماعة الإخوانية الحاكمة؟ ألا تشعرون بالإثم ومخالفة الضمير وأنت تَدًعون أن الشعب يؤيدكم بنسبة 90% كما تقولون؟ هل تشعر أيها الرئيس الإخواني أنك منتخب بحق؟ قلت أنا منذ استفتاء مارس 2011 وحتى أخر انتخابات رئاسية أن هذه الاستفتاءات والانتخابات هي الأكثر تزييفا وزيفا في تاريخ مصر لأنها زيفت العقل والوجدان بالتضليل والخداع الديني والأساليب الانتخابية الرخيصة.
ثلاثة عناصر اُذَكر بها الحكام الحاليين من المتوشحين بوشاح الدين إخوانا كانوا أم "سلهابيين"، ألا وهي اغتصاب الثورة، والإفلاس الاقتصادي، والإساءة إلى الدين الإسلامي قولا وفعلا. الاغتصاب السياسي للثورة لا يقل عارا عن الاغتصاب الجنسي، ويكفيني هذا القول مع التذكير بشخصية عامل النظافة الذي كان يغتصب النساء في غرفة الإنعاش في أحد المستشفيات الكبرى والذي ربما قد رآه القارئ في لقائه مع الإعلامية ريهام سعيد في برنامجها "صبايا".
أما الإفلاس الاقتصادي، فهو قد تأكد بما آلت إليه الحالة الاقتصادية بعد سبعة شهور من حكم الإخوان والسلهابيين. أن يصل الإفلاس إلى رغيف الخبز، فقل على بقية المؤشرات الاقتصادية السلام.
وأخيرا، لم ير الشعب المصري انشقاقا، ولم ير كُرها عميقا بين طوائفه، ولم ير خوفا مرعبا بين نسائه قبل رجاله، وبين شبابه قبل كباره، ولم ير تراشقا بأحط الألفاظ وأدناها بين أفراده، ولم ير في النهاية إساءة للإسلام وقيمه ورموزه مثل ما رأى من أتباع هذا الحكم الطائفي المتخلف الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. هؤلاء هم المسيئون للإسلام والمسلمين، سامحهم الله أنى يؤفكون.
الإنسان الحر الحيي الكريم عندما يشعر برفض مجرد أقلية له يستقيل، بل ويعتذر عن تقصيره، أما أن يفرض نفسه بالعنف والعافية فهو عين الحماقة. أي دليل بعد تلك الملايين الهادرة في ميادين مصر ترفض هذا الحكم الإخواني؟ السياسة رؤية، وأنتم لا ترون، السياسة زعامة، وأنتم منفرون، السياسة مشاركة، وأنتم تستحوزون وتقصون، السياسة عدل وعشق للمسوسين، وأنتم تظلمون وتسوقون، السياسة كرامة شعب، وأنتم تخضعون، السياسة شفافية ومسئولية، وأنتم تخفون وتتجبرون، السياسة حساسية ومرونة، وأنتم مغلقون مأدلجون، السياسة تنمية وبناء وأنتم تقوضون وتهدرون. هل هذا الشعب قد غاب عنه الوحي الإلهي، وأنتم المستقبلون؟ الثورة مستمرة وأنتم، صدقوني، ذاهبون، ولا تنسوا أن تسحبوا الباب من خلفكم.
 
Prof. Mohamed Nabil Gamie
Department of Rural Development, College of Agriculture,
Alexandria University, Al-Shatby, Alexandria, Egypt
mngamie@yahoo.com
01227435754



No comments:

Post a Comment