Monday 29 June 2015

{الفكر القومي العربي} مقال رشيد شاهين للاطلاع والنشر ان امكن





الحكومة التي يريد الشارع الفلسطيني

رشيد شاهين

يتوهم بعض الساسة في فلسطين، ان أمر تغيير أو عدم تغيير حكومة الحمد الله يثير الكثير من الجدل في الشارع الفلسطيني، ومن هنا تجد وسائل الاعلام تغص بكل انواع البيانات والتصريحات والمناكفات من قبل السادة المسؤولين، اعتقادا منهم ان الكل الفلسطيني يتابع ما يهرفون.

حقيقة الامر، ان موضوع التغيير أ|و عدمه، تشكيل حكومة وحدة وطنية او تعديل الحكومة الحالية، هو شأن لا يعني الكثير من الجمهور الفلسطيني.

عليه نقول لكل المتسابقين للإدلاء بتصريحاتهم وبياناتهم، ان مسألة غلاء الاسعار وجشع القيمين على اقتصاد البلد ومصهم لدماء الطبقة المسحوقة، في شهر يفترض انه شهر الغفران والتقرب الى الله وعنوان للمحبة والتسامح والتواصل، هو ما يشغل بال هؤلاء، وليس ما سيجري من تشكيل حكومي.

التغيير الحكومي ربما يلفت اهتمام الفئة او الشريحة المسيسة، المثقفة، اصحاب الرأي، وهؤلاء ايضا لم تعد تثيرهم  قضايا التغيير، ذلك لادراكهم ومن خلال تجاربهم على مدار السنوات الماضية، وبالاخص سنوات الانقسام العجاف، ان لا تغيير جدي سوف يجري على ارض الواقع.

التصريحات التي نقرأ والبيانات التي تصدر من هنا وهناك، لا يخلو بعضها من حرص على القضية وعدم التفريط بالحقوق والخشية من استمرار الانقسام وتحوله الى انفصال، كما يحمل كثير منها كل انواع الدجل والنفاق والتكتيك والعداوة  والتحريض، وهذا يجعلنا نضع ايدينا على قلوبنا خوفا من ازدياد الحال سوءا، ومن ادارة الظهر للمصالح الحقيقية للناس ووضع المصالح الخاصة والفصائلية في المقدمة.

المضوع ليس بذاك التعقيد سوى في اذهان من يرغبون في استمرار الحال على حاله، وكل ما نسمعه من تبريرات لرفض اي تعديل أو تغيير حكومي ياتي في ذات السياقات السابقة التي ما زلنا نسمعها منذ الانقسام.

هذا الذي يجري من مناكفات وكولسات، لا يدعو الى التفاؤل، وهو لن يسهم في اعمار قطاع غزة ولا في فتح المعابر ولا في انهاء الحصار.

الجمهور الفلسطيني بحاجة الى حكومة تهتم بامره، تخفف عنه الاعباء الاقتصادية السيئة، وترفع الحصار عن غزة، وتعيد بناء ما دمره العدوان، وتنهي معاناة الناس واذلالهم، تتصدى للاستيطان وتهويد القدس وتعمل ليل نهار على تحرير الاسرى، الناس بحاجة لحكومة يشعرون من خلالها ان هنالك أمل بالوحدة واعادة اللحمة الى الوطن، وما تبقى من مناكفات، لتبقى بين الساسة دون ان تؤثر على حياتهم، او تمنع بناء بيوتهم. أوتبقي على ابنائهم في سجون الاحتلال.

اختلفوا كما تشاؤون، وتناكفوا كما ترغبون، وتنافسوا كما يحلو لكم، نافقوا، داهنوا تآمروا، زيدوا ارصدتكم في بنوك الدنيا، لكن دعونا نعيش، افسحوا لنا طاقة من الامل لكي نتنفس قليلا من الهواء بعيدا عن سموم اهوائكم وطموحاتكم غير المشروعة، هذا باعتقادي ما يريده الناس من اية حكومة قادمة.

29-6-2015

 

 

No comments:

Post a Comment