Tuesday 30 June 2015

{الفكر القومي العربي} يحيى حسين: مَن الذى حاسَبَ على السندويتشات؟

 
مَنْ الذى حاسَبَ عَلَى السندويتشات ؟
بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
(الوطن 30/6/2015)
 
  إن انتقادنا لسلبياتٍ كثيرةٍ فى العهد الحالى، لا يعنى بِالمَرّة أن ما قَبْلَه كان عهدالكفاءة والنزاهة والمشروع الإسلامى .. ولكى لا ننسى، إليكم قصةٌ حدثت فى مثل هذه الأيام من عامين .. ففى مايو 2013 تم تعيين شابٍ عديم الخبرة والكفاءة والاتزان وزيراً لوزارة الاستثمار التى يتبعها مركزُ إعداد القادة بالعجوزة وكلُ الجهات الخاصة بالاستثمار فضلاً عن 150 شركة قطاع أعمال كبرى .. جاء الرَجُلُ من اللا شئ، فهو خريج كلية الألسن ولم يعمل بشهادته وإنما تركزت خبرته فى بيع كروت الشحن والشحن على الطاير بإحدى شركات الاتصالات، ثم انضم للحملة الانتخابية للدكتور مرسى، فلما فازَ كافَأَه بتعيينِه مُستشاراً فى القصر الجمهورى ثم تعيينه وزيراً للاستثمار(!) رغم أن فى الجماعة عدداً من الدكاترة فى هذا المجال، لكنه حُكْمُ الشِلّةِ كما قال لى أحدُ قيادات الجماعة المتضررة وقتها (صادرٌ ضده حكمٌ غيابى بالإعدام الآن للأسف) .. ما كاد الغُلامُ يُستَوزِرُ حتى أتى بأصدقائه من الجماعة وشركة الاتصالات يُسامِرُونَه فى هذه العِزبة الحكومية التى تم إقطاعُها له، ويلتهمون وجباتٍ وسندويتشات من أشهر مطاعم الكباب والحلويات .. وطلب شراء غرفة نوم وزارية من شركة استقبال التى يملكها حسن مالك، وعندما امتنع المدير المالى عن سداد أول فاتورة (حوالى 80 ألف جنيه) لعدم وجود بندٍ فى الميزانية، قيل له إننا كنا نفعل ذلك يومياً فى قصر الرئاسة دون أن يقول لنا أحدٌ شيئاً عن حكاية البند الذى لا يسمح (!) .. شخصياً لا أدرى ما علاقة كل هذا التهريج والشللية وإهدار المال العام بالمشروع الإسلامى المزعوم؟ وكيف يُغررُ بشباب الإخوان للدفاع عن مثل هذه المسوخ وتُراق دماءٌ غاليةٌ منهم ومن أبنائنا فى الجيش والشرطة والمواطنين؟..
كُنتُ حريصاً على أن يحتفظ مركز إعداد القادة بمسافةٍ واحدةٍ مع الجميع، وكان يحدث أن ينعقد فى نفس القاعة مؤتمرٌ صُحَفِىٍ لجبهة الإنقاذ يعقبه آخر لجبهة الضمير، ولكن مع اقتراب 30 يونيو، بدأ التضييق على الفنادق لمنع أى فعالياتٍ لجبهة الإنقاذ (بالضبط كما كان يحدث مع فعاليات كفاية والإخوان أيام مبارك) فازدادت كثافةُ فعالياتِهم فى مركز القادة الذى لم أكن أمنعُ فيه أحداً.
وفى الأسبوع الأخير من يونيو أُبلِغتُ رسمياً عدة مراتٍ، آخرُها مساء الثلاثاء 25 يونيو، بأن رئيس الوزراء هشام قنديل ووزير الاستثمار يحيى حامد مُستَاءانِ من ترديد شعاراتٍ مناهضةٍ للحكومة فى المركز (بتاعهم) وطُلب مِنّى إيقاف هذه الفعاليات اعتباراً من اليوم التالى، فرَدَدتُ بِعُنفٍ على مُحَدِثى وقلتُ له لماذا لا يتصلُ بى أىٌ منهما مُباشرةً لأقولَ له إنّ هذا المركز (مِش بتاع حد) وإنما هو مِلكٌ للدولة وليس مِلكاً للسلطة، وأن للدكتور البرادعى حقاً فيه مُساوياً لِحَقِّ الدكتور مرسى، ولحمدين حقٌ مُساوٍ لحق عصام العريان، وكُلُهم أصدقائى .. فى مساء اليوم التالى ألقى الدكتور مرسى خطابه الماراثونى الذى انتهى فى الساعات الأولى من صباح الخميس 27 يونيو وأعلن تكليفه للوزراء بإقالة الفاسدين والفلول والمسؤولين عن أزمات البنزين .. فإذا بالإقالة الوحيدة فى اليوم التالى هى للمهندس يحيى حسين مدير مركز إعداد القادة، مما أثار موجةً من السخرية والغضب .. صدر القرار أثناء انعقاد مؤتمرٍ لشباب الإخوان فى نفس القاعة التى عُقد فيها فى اليوم السابق مؤتمرٌ لِتَمَرُد .. اعتصم العاملون بالمركز لمنع تنفيذ القرار وانضم إليهم عددٌ كبيرٌ من القوى الوطنية  .. عَلِمتُ أن كثيرين من الإخوان انتقدوا قرار الإقالة فيما بينهم، لكن وكعادة التنظيم فإن صوتاً واحداً لم يُدِنْه علناً، باستثناءاتٍ معدودة كمحمد عبد القدوس وجمال نصار وأحمد رامى. .. وفى صباح الأحد 30 يونيو تفرّغ الوزيرُ لتقديم بلاغاتٍ وزاريةٍ سريّةٍ ضدى (لم أعلم بها إلا بعد انتهاء الأحداث) للنائب العام الملاكى الذى قام بتحويلها فوراً إلى نيابة أمن الدولة العليا (!).
مساء 30 يونيو 2013 هرب وزير السندويتشات إلى رابعة، ومنها إلى قَطَر حيث السندويتشات بتمويلٍ أجنبى  .. أما السندويتشات المصرى فلم يقل لنا أحدٌ حتى الآن كيف تمت تسويتها؟.

No comments:

Post a Comment