Sunday, 30 January 2022

{الفكر القومي العربي} انعقادُ المجلسُ المركزي الفلسطيني فرصةٌ أم أزمةٌ

انعقادُ المجلسُ المركزي الفلسطيني فرصةٌ أم أزمةٌ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

تتاح الفرصة من حينٍ إلى آخر أمام رئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس الدولة، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لأن يصحح المسار الوطني الفلسطيني، وأن يجمع شتات القوى والفصائل، وأن يرأب الصدع ويوحد الكلمة، وأن يعيد توجيه البوصلة الوطنية، وتنظيم العمل الفلسطيني السياسي والمقاوم، وأن يظهر وشعبه موحداً في مواجهة الاحتلال، ومتصالحاً أمام المجتمع الدولي الذي يعيب على الفلسطينيين عدم جدية القيادة، وترهل مؤسساتها، وضعف أدائها، واستشراء الفساد فيها، وغياب المحاسبة، وانشغالها بما لا يخدم الشعب ويفيده، أو يساعده في ضائقته الاقتصادية ويعينه.

 

إلا أن الرئيس الفلسطيني كعادته دائماً يضيع الفرصة، ويفوت المناسبة، ويغمض عينيه عن حاجة شعبه وشكوى شركائه في المقاومة والنضال، ويغض الطرف عن مواقفهم وآرائهم، وعن دورهم ومساهماتهم، ويهملهم وكأنهم غير موجودين، ويتجاوزهم وكأنهم غير فاعلين، ولا يتلفت إلى حجم تمثيلهم، ولا إلى قوة تأثيرهم، وفعالية دورهم، رغم أنهم باتوا يمثلون أغلبية الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ويعبرون عن سواده الأعظم وينطقون باسم أكثريته، فيما لا يخفى عليه ولا على غيره، فقد تآكلت شعبيته ومؤسساته، وتعاظمت شعبية معارضيه وتنظيماتهم، وكل الاستقراءات تقول ذلك وتكشف الحقيقة بالأرقام والبيانات العلمية النزيهة الشفافة، وتؤكد أن التيار المتنفذ في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، لم يعد يمثل الشعب الفلسطيني ويعبر عن إرادته.

 

سيعقد المجلس المركزي الفلسطيني، وهو الهيئة الوسيطة بين المجلس الوطني صاحب الصلاحيات التشريعية الواسعة، وبين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي الهيئة التنفيذية الإجرائية، المسؤولة عن تنفيذ قرارات وسياسات المجلس الوطني الفلسطيني، يوم السادس من الشهر القادم، فبراير/شباط 2022، بحضور ومشاركة ما يزيد عن 120 عضواً يمثلون في أغلبهم تياراً سياسياً واحداً، وإن كان من بينهم عددٌ قليل من ممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية المعارضة، إلا أن بقية الأعضاء وهم الأغلبية، يمثلون حركة فتح وما يسمى بالمستقلين، الذين تدور حول تعينهم شبهاتٌ قانونية، ومخالفاتٌ تنظيمية، لا تجيز تنسيبهم إلى عضوية المجلس المركزي بالطريقة التي تمت بها.

 

المهام الملقاة على عاتق المجلس المركزي الفلسطيني كبيرة جداً، في ظل تعذر انعقاد المجلس الوطني، وغياب دوره التشريعي، مما أثر على مسار العمل الفلسطيني كله، إلا أن المجلس المركزي المكلف بموجب قانونٍ وقرارٍ صادرٍ عن الجهة التي أنشأته وشكلته، بمراقبة عمل وأداء اللجنة التنفيذية، ومحاسبة مسؤوليها، ورفع تقارير مهنية وشفافة إلى المجلس الوطني الفلسطيني لمحاسبتهم وإقالتهم إن تطلب الأمر، بات اليوم يقوم بكامل مهام المجلس الوطني التشريعية، وفي هذا مصادرة متعسفة للدور، ومخالفة واضحة للقانون، واستغلالٌ واضحٌ لغياب المؤسسات في تمرير السياسات الخلافية، التي لا يقبل بها الشعب ولا يوافق عليها.

 

أبدت بعض القوى الفلسطينية الأساسية في منظمة التحرير الفلسطينية موقفها المعارض لعقد المجلس المركزي، وأعلنت مقاطعتها لجلساته، التي قد لا تزيد عن يومٍ واحدٍ في أفضل الحالات، كون مشاريع القرارات معدة، والتوجهات العامة معروفة، والأعضاء المشاركين لا يمثلون سيادة الشعب ولا يستمدون قوتهم منه أو صلاحياتهم من مجلسه الوطني، لهذا فستغيب النقاشات الحقيقة، ولن ترتفع أصواتٌ معارضةٌ، وسيكتفي المشاركون الذين لا يُعرف عن كثيرٍ منهم دورهم أو نشاطهم، وقد لا يعرف غالبية الفلسطينيين أسماءهم، برفع الأيدي تأييداً ومباركة، وموافقةً ومصادقةً.

 

قد لا تكفي مقاطعة الجلسات للتعبير عن الموقف الفلسطيني، كما قد لا يجدي إضافة بعض الأسماء مهما كثرت أو لمعت، باسم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وضمان الحوار الجاد والمناقشة الموضوعية، لتشريع عقد المجلس المركزي الفلسطيني، الذي سبق أن عقد مراتٍ كثيرة، وأصدر قراراتٍ وتوجيهاتٍ لم يأبه بها رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ولم يصغِ إليها، فقرارته مهما بلغت أو تجاوزت المتوقع منه، فإنها في أغلبها لن تنفذ، ولن تلتزم بها القيادة، اللهم إلا تلك التي تخدم قضاياها وتصب في مصلحتها، كتسمية رئيسٍ جديدٍ للمجلس الوطني، وربما نائبٍ له، وترشيح أعضاء جدد لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فضلاً عن تأكيد ترشيح الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدورةٍ رئاسيةٍ مفتوحة.

 

لعل المطلوب في هذه المرحلة الصعبة التي تعصف بالقضية الفلسطينية، وتهدد مستقبلها ومصيرها في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية الكبرى، أن ينشغل الفلسطينيون في إعادة تنظيم صفوفهم، وتشكيل قيادتهم، وتجديد أطرهم، وانتخاب ممثليهم، وإعادة بناء مؤسساتهم التشريعية والقضائية والتنفيذية وغيرها، لتتصدى للمؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية، وتستهدف الأرض والشعب والهوية والحقوق والمقدرات.

 

ليس المطلوب اليوم عقد مجلسٍ سبق له الانعقاد، ولم يتمكن من تحقيق المراد والصمود في وجه التحديات، ولا يرجى منه في حال انعقاده غير تكريس الأزمة، وتعميق الهوة، وترسيم الانقسام، ومواصلة مسلسل التنازلات التي لم تجدِ مع العدو نفعاً، ولم تغير مواقفه سوى إلى مزيدٍ من التطرف والتشدد، ورفض الاعتراف واستنكار اللقاء، فالمجلس المركزي بتركيبته الحالية، وبهيئته القديمة البالية أو الجديدة الملفقة، لا يستطيع أن يقوم بالدور الذي يريده الشعب الفلسطيني ويتمناه، فضلاً عن أنه غير مخول قانوناً بالحلول محل المؤسسات الأصيلة، التي يجب أن تتشكل وتنعقد للنظر في كل المسائل وأصولها.

 

المطلوب بوضوحٍ وجلاءٍ وجرأةٍ وحاجةٍ، قرارٌ جريءٌ صريح، فاعلٌ نافذٌ، فوريٌ مباشرٌ، بإجراء انتخاباتٍ فلسطينيةٍ شاملةٍ، نزيهةٍ وشفافة، تشمل كل الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده، في الوطن واللجوء والشتات، ليتمكن حراً من انتخاب واختيار قيادته التي يراها حكيمةً رشيدة، وقادرة على خوض المرحلة وتجاوز الصعاب والتحديات.

 

ولا يكون هذا إلا بانتخاباتٍ متزامنة، بصناديق ثلاثة، متقاربة ومتجاورة، لانتخاب أعضاء المجلس الوطني، وأعضاء المجلس التشريعي، ورئيس السلطة الفلسطينية، على أن تعود إلى المجلس الوطني الفلسطيني الجديد كامل صلاحياته التشريعية القديمة، بعد أن يرمم أنظمته ويفعل لوائحه، ويكون مشرفاً ومسؤولاً عن السلطة الفلسطينية، ويقوم بدوره الأساس بتشكيل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتسمية رئيسها، وإخضاعه وإياها لأحكامه وسياساته وتشريعاته وثوابته ومنطلقاته. 

 

بيروت في 30/1/2022

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3Ojg4z8_bDUddqOx3JFAAv3aJXFsYRhfHVtgWpJUxdyvGWw%40mail.gmail.com.

Wednesday, 26 January 2022

{الفكر القومي العربي} الإسرائيليون يتساءلون عن ماهية الحرب القادمة

الإسرائيليون يتساءلون عن ماهية الحرب القادمة

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

تنشغل مراكز الدراسات القومية والأمنية والاستراتيجية الإسرائيلية المختلفة، بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الخبراء العسكريين والأمنيين الكبار، من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية، وباستشارة عددٍ آخر من الخبراء والمسؤولين العرب، المطلعين جيداً على أوضاع المنطقة، والعارفين بقدرات وإمكانيات قوى المقاومة العربية والإسلامية، والمتفقين مع الكيان الصهيوني في الأهداف والغايات، والمآلات والنهايات، بدراسة ملامح المرحلة القادمة، وطبيعة الحرب المقبلة، في ظل إجماع إسرائيلي عام على أن حرباً جديدة قادمةٌ لا محالة، وأنها ستنشب بلا شك، ولا خلاف أبداً على اندلاعها، لكن الاختلاف هو حول توقيتها ومن سيكون المباشر في إشعال فتيلها، وصاحب الضربة الأولى فيها، فضلاً عن نتائجها ومخلفاتها.

 

يتساءل الإسرائيليون عن ماهية الحرب القادمة، كيف ستكون ومن هم أطرافها، وأين ستندلع، وفي أي المناطق ستجري أحداثها، وهل سيتضامن "الخصوم" وسيتحدون في القتال ضدهم، وفي مساندة ودعم بعضهم، علماً أن قوس النار قد اتسع ليشمل اليمن البعيد وإيران والجوار القريب، في ظل تقارير دقيقة تتحدث عن أمطار صاروخية من كل الجهات، مما يصعب ويعقد عمل القبة الفولاذية ومنظومات الصواريخ المضادة المحلية الصنع والأمريكية، المعدة خصيصاً للتصدي للصواريخ الكبيرة والبعيدة المدى، والتي يستغرق وصولها من لحظة انطلاقها إلى غاية وصولها إلى الأجواء الإسرائيلية أكثر من خمس دقائق.

 

تؤكد معظم التحليلات والتنبؤات الإسرائيلية، أن الحرب القادمة لن تكون بالضرورة على أرض الخصم كما جرت العادة، فقد تجري بعض عملياتها وتقع أحداثها في بلدات الغلاف الشمالية والجنوبية، مع عدم استبعاد العمق إطلاقاً، في ظل امتلاك قوى المقاومة الفلسطينية والعربية لصواريخ بعيدة المدى ودقيقة الإصابة وذات قدرات تدميرية عالية.

 

فضلاً عن أن قوى المقاومة باتت تخطط فعلاً لأن تقتحم "المناطق الإسرائيلية"، ويساعدها في مخططاتها مجموع الأنفاق التي بنتها، التي يبدو أن بعضها يصل إلى الجانب الآخر من الحدود، سواء الشمالية منها أو الجنوبية، وهي على ما يبدو مجهزة ومهيأة، وتستطيع أن تفرض مفاجئاتٍ صادمةً، قد تغير مجرى الحرب، وتحدث تغييراتٍ غير محسوبة، وذلك بالاستناد إلى المدنيين الإسرائيليين، الذين قد يسبب حجزهم أو حبسهم في مناطقهم، إلى تحييد أغلب السلاح الإسرائيلي، سواء الجوي أو الصاروخي والمدفعي، فضلاً عن عدد الضحايا الكبير المتوقع في صفوف المدنيين والعسكريين معاً.

 

سيعاني الإسرائيليون كثيراً من الجبهة الداخلية، التي سينتابها الفزع، وسيطغى عليها التخبط والخوف، لعلمها المسبق أن هذه المعركة مختلفة كلياً، وأن كثافة النيران ودقة الإصابة وشدة التدمير، ستجعلهم دائماً في مرمى الأهداف المقصودة، إذ لا يغيب عن المدنيين الإسرائيليين أن المراكز الحيوية للبلاد ستكون كلها تحت القصف، كمحطات الكهرباء والمياه ومؤسسات الخدمة العامة، وغيرها مما سيجعلها القصف الإسرائيلي عملاً بالمثل هدفاً لصواريخ المقاومة، علماً أن موانئ "البلاد" الجوية والبحرية ستكون معطلة تماماً، فضلاً عن أن اشتعال الممرات البرية كلها على كل الجبهات، مما سيعذر السفر أو الهروب ومغادرة المنطقة تجنباً لأخطار الحرب.

 

ينظر الإسرائيليون بقلقٍ شديدٍ لا إلى الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى التي تملكها المقاومة، بل إلى حرب السايبر التي باتت المقاومة تملك مقاليدها جيداً، وتحسن الخوض فيها، وتحقق بها انتصاراتٍ كبيرة، تعطل الحياة العامة، وتضر بالاقتصاد، وتشل مؤسسات الكيان، هذا إلى جانب المسيرات الحديثة، التي أثبتت جدواها وفعالياتها في حروب المنطقة، إذ تستطيع أن تطلقها بكثافة كبيرة، وأن تحدد لها أهدافها بدقةٍ عاليةٍ، وتحملها مواد شديدة الانفجار، ومهما بلغت قدرة بساط الريح على اعتراضها وإسقاطها، فإن بعضاً منها سيصل إلى أهدافه وسيصيبها، فهي مفخخة ومهدفة ومسيرة ويتم التحكم بها عن بعدٍ بدقةٍ عاليةٍ.

 

صحيحٌ أن "الجيش الإسرائيلي" سيستخدم القوة المفرطة والأسلحة "الجهنمية" المدمرة لما فوق الأرض وما تحتها، وسيتجاوز في حربه المحرمات وسيخترق كل القواعد المعمول بها في ظل الحروب السابقة، وسيضرب أهدافاً بعيدة وأخرى قريبة، وسيركز على مراكز التحكم والسيطرة، ومخازن السلاح ومستودعات الذخيرة، وسيضرب البنى التحتية وسيعطل الحياة كلياً، وسيمس المدنيين بأذى كبير، ولكن رغماً عن ذلك فإنه لن يتمكن من صد هجمات المقاومة أو شل قدراتها، مما سينعكس سلباً على الجبهة الداخلية والروح المعنوية للشعب والجيش.

 

يرى المفكرون الإسرائيليون الذين ينظرون بعين الخشية إلى صيرورة الحرب القادمة وحتميتها، أن مختلف الإجراءات التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية ضد قوى المقاومة العربية والإسلامية لم تجدِ نفعاً، وأن غالبية الضربات الجوية القاسية والعنيفة ضد أهداف إيرانية وأخرى تابعة للجيش السوري وحزب الله، لم تتمكن من منع إيران من إيصال أسلحتها الثقيلة، وصورايخها الدقيقة إلى حزب الله، الذي راكم القوة، وركز القدرات، وثبت الخطط وحدد الأهداف.

 

وفي الوقت نفسه فإن الحروب المتكررة على قطاع غزة، ضد حركة حماس وقوى المقاومة الأخرى، لم تتمكن من لجم أو تأديب "حملة السلاح"، ولم تستطع أن تخضعهم لمعادلات القوة والردع، بل باتت هذه القوى أقوى من ذي قبل، واستطاعت أن توظف انتصاراتها، أو فشل مخططات الجيش، لصالح تنمية قدراتها، وتأهيل نفسها وتدريب مقاتليها، ومراكمة المزيد من القوة.

 

ينتاب الإسرائيليين وحلفاءهم قلقٌ شديدٌ من أن الحرب القادمة ستكون مختلفة جداً، ومغايرة كلياً لكل الحروب التي سبقت، لجهة جبهاتها وانتشارها، وسلاحها وأدواتها، وأهدافها وغاياتها، وأنها ستكون مفصلية ولها ما بعدها، خاصةً في ظل تهيؤ قوى المقاومة للحرب القادمة، واستعدادها النفسي والعسكري لها، وحديثها المتكرر المستبشر الواعد، أن الحرب القادمة ستكون هي الحرب الأخيرة، التي ستضع حداً لوجود الكيان الصهيوني واسمه، وستزيله من الخارطة السياسية وإلى الأبد، وأنهم على موعدٍ مع النصر والتحرير، وقد أعدوا تصورهم للمعركة، ورؤيتهم لمسارها واحتمالاتها، الأمر الذي يشي بجديةٍ حقيقيةٍ وعزمٍ وإصرارٍ كبيرين، يضاعف أملهم ويقوي عزائمهم.

 

 

بيروت في 26/1/2022

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3Ojh%2BJjeUwmN7tPbP0ODr3wUdetrTmOgxdX%3D8sY4WcmwhoA%40mail.gmail.com.

Monday, 24 January 2022

{الفكر القومي العربي} الجزائرُ الغيورةُ على فلسطينَ ترعى حوارَ تنظيماتِها

الجزائرُ الغيورةُ على فلسطينَ ترعى حوارَ تنظيماتِها

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

تتمتع الجزائر بمكانةٍ عظيمةٍ لدى الشعب الفلسطيني كله، الذي يدرك صدقها ويشعر بحبها، ويلمس خيرها ويصله عطاؤها، ويستقوي بمواقفها ويصمد بدعمها، ويعتمد عليها ويطمئن إليها، ويثق فيها ويأمن معها، ويذكر مواقفها التاريخية ولا ينسى ثوابتها القومية، مما جعلها واحدةً من أكثر الدول العربية صدقاً مع فلسطين، ووصلاً لأهلها، ودعماً لشعبها، وثباتاً على مواقفها، وإيماناً بواجبها.

 

فهي حكومةً وشعباً، وبرلماناً ومؤسساتٍ، ونقاباتٍ وهيئاتٍ، واتحادات وتجمعاتٍ، لا تنفك تؤيد الفلسطينيين وتناصر قضيتهم، وتدعمهم بالمال وتحميهم بالسياسة، وتقدمهم على نفسها، وتؤثرهم على مصالحها ولو كان بها خصاصة، وتؤيدهم ولو كانوا منافسين لها، أو أنداداً في الملاعب ضدها، وتراهم خير الشعوب وأفضل الأمم، قد اختصهم الله عز وجل دون سائر العرب بأقدس أرضٍ وأشرف قضيةٍ، وجعلهم مرابطين في المسجد الأقصى وأكنافه، ووصفهم على لسان رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بأنهم على الحق ظاهرين، ولعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، ولا يضعفهم من انقلب عليهم أو تخلى عنهم.

 

لا يشك فلسطينيٌ في مواقف الجزائريين ونواياهم، ولا يتهمهم في مسعاهم أو يقلل من غيرتهم، ولا يستخف بمشاعرهم أو يشكك في أحاسيسهم، ولا يبخسهم فضلهم ولا ينكر دورهم، فتاريخهم تجاه فلسطين ناصحٌ، وسجلهم بالفضائل عامرٌ، ويوميات شعبهم تجاه القضية الفلسطينية عموماً مشرفة، يترجمونها كل يومٍ كلمةً وموقفاً، وتأييداً وحراكاً، ودعماً ومناصرةً، وشعار رئيسهم الأسبق هواري بومدين "أن الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومةٌ" شعارٌ دائم ومعمول به لديهم أبداً، يفتخرون به ويصرون عليه، وقد رفضوا في الأشهر القليلة الماضية أن يهزم فريق كرة القدم الفلسطيني على أرضهم، وآثروا أن ينتصر على منتخبهم القومي، فشجعوه وأيدوه على أرضهم، ومن داخل ملاعبهم، لأنه فريق فلسطين التي يحبون ويجلون.

 

يشعر الجزائريون بمعاناة الشعب الفلسطيني ويقدرون تضحياته ويعظمون مقاومته، ويرون أن الثمن الذي يقدمه في سبيل الحرية والتحرير هو أمرٌ طبيعي، وهو متوقع ضمن سنة الحياة وصيرورة الثورات، فما من ثورةٍ انتصرت دون مقاومة، وما من شعبٍ تحررت أرضه واستعاد حريته وكرامته دون تضحية ودماء وآلام.

 

إلا أن حال الفلسطينيين الداخلي قد آلمهم كثيراً، وأزعجهم الانقسام البغيض وأقلقهم استمراره، وآذاهم كثيراً الخلافات بين فصائلهم، والتناقضات بين تنظيماتهم، وحالة التشرذم القائمة في صفوفهم، ولسان حالهم يقول، قد كان الأجدر بهم، وهم جميعاً يعانون من الاحتلال ويقاسون من سياساته، أن يتفقوا ويتحدوا، وأن ينبذوا الخلافات ويبتعدوا عن التناقضات، وأن ينتبهوا إلى هموم شعبهم وأن يلتفتوا إلى مشاكله وحاجاته.

 

فالعدو فرحٌ بخلافهم، وسعيدٌ بانقسامهم، ولا يعنيه أبداً اتفاقهم، بل إنه يسعى لتوسيع الهوة وتراكم الخلافات بينهم، فهو بالانقسام يعيش، وبالصراع الداخلي الفلسطيني يأمن ويطمئن، وينام قرير العين هادئ البال، ولعله هو الذي يؤخر الاتفاق ويضغط على بعض الأطراف لتتشدد في شروطها، وتتصلب في مواقفها، وترفض الاتفاق وتعارض المصالحة إلا بشروطها المهينة، وسياساتها الخاطئة التي لا يقبل بها الشعب، ولا توافق عليها شعوب الأمة.

 

لهذا كانت دعوة الحكومة الجزائرية لجميع القوى الفلسطينية الحاضرة في المشهد السياسي، والفاعلة على الأرض، والعاملة في صفوف المقاومة، ليلتقوا على أرض الجزائر العظيمة وفي ضيافتها، ويتحاوروا فيما بينهم برعايتها ومباركتها، وكلها أمل أن يتوافقوا فيما بينهم، وأن يتجاوزوا خلافاتهم، وينهضوا بشؤونهم، وينشغلوا بهموم شعبهم وقضيته، التي استنزفته وأضنته سياسات العدو الغاشمة ضده، الذي بات في ظل الانقسام البغيض والخلاف المستأصل، يمارسها ويمعن فيها بلا خوفٍ ولا تردد، قتلاً واعتقالاً ومصادرةً لأرضهم، وهدماً لبيوتهم، وطرداً لأهلهم، وحرماناً لهم من العيش الكريم الآمن في بيوتهم وديارهم.

 

إلا أن هذه الدعوات الخاصة يجب أن تستكمل بدعوة بقية القوى والفصائل، أياً كان حجمها وتمثيلها ودرجة تأثيرها، فلكلٍ منها دورها وأثرها، ولديها رأيها وعندها معلوماتها، ويمكنها مجتمعةً أو متفرقةً أن تؤثر في الحوار، انعقاداً ونقاشاً ونتيجة، تسهيلاً أو تعقيداً، ولا بأس من استشارة بعض العارفين بالشأن الفلسطيني، والمتابعين لمراحل الحوار ومحطات اللقاء، والعالمين ببواطن الأمور ونقاط الخلاف وأسباب الاشتباك، فقد يكون لدى بعض الخبراء والمتابعين، ما ييسر مهمة الحكومة الجزائرية النبيلة، ويوفر عليها الجهد والوقت.

 

نأمل ألا تتوقف الحكومة الجزائرية عند دعوة واستضافة الفصائل الفلسطينية الست، التي آثرت أن تلتقيهم على انفرادٍ، وأن تستمع لممثليهم باهتمامٍ وتقديرٍ، وإن كنا نرى أن هذه الخطوة الابتدائية مهمة وضرورية، لتتمكن من جمع المعلومات الكافية، واستكمال الصورة المطلوبة، ووضع التصور الأنسب والأشمل لجمع القوى الفلسطينية بعد ذلك في وقتٍ واحدٍ، وقاعةٍ واحدة، ليكون الحوار مباشراً وصريحاً، وجدياً ومسؤولاً، خاصةً أن التنظيمات المدعوة هي الأكثر حضوراً وفعالية، وتتمتع بدرجاتٍ متفاوتة في التأثير والضغط، إلى جانب طرفي الانقسام والمتنفذين الحقيقيين في رام الله وغزة، الذين يملكون القرارات العملية، ويستطيعون إن أرادوا تسهيل المهمة وتجاوز العقبات وإزالة العثرات وتدوير الزوايا وحل العقد المستعصية.

 

ليست الرعاية الجزائرية للحوار الوطني الفلسطيني الشامل هي الأولى والوحيدة، والتي أرى أنها لن تكون الخاتمة أو الأخيرة، وإن كنت آمل وكل الشعب الفلسطيني أن تكون هي الشافية والمنجية، والمنقذة والمخلصة، فقد سبقتها إلى جانب حوارات القاهرة العديدة على مدى العقدين الأخيرين، حوارات كثيرة واستضافاتٌ مختلفة، عقدت في عواصم ومدن عربية ودولية كثيرة، في مكة والدوحة ودكار وبيروت وقديماً في الخرطوم، فضلاً عن محاولاتٍ كثيرة قامت بها موسكو، إلا أنها لم تتمكن من رأب الصدع الفلسطيني وجمع كلمته وتوحيد صفه، لكن نبل الهدف وسمو المهمة وشرف الغاية، يفرض على كل المخلصين والأغيار، المحبين لفلسطين، المحاولة دوماً والعمل بصدقٍ وإخلاص، لتمكين الفلسطينيين من استعادة رونقهم القديم، وبهائهم الأصيل، وعدالة قضيتهم السياسية والإنسانية.

 

بيروت في 24/1/2022

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjhViFa7FXO2Y4%3DhLS5OYk4Bp_uokf7P_p60xvujGXwADw%40mail.gmail.com.

Thursday, 20 January 2022

{الفكر القومي العربي} صحراء النقب الثائرة فلسطينية الهوية وعربية الانتماء "5" المهباش والربابة والبكرج والمحماس والهاون

صحراء النقب الثائرة فلسطينية الهوية وعربية الانتماء "5"

المهباش والربابة والبكرج والمحماس والهاون

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

أهلنا في النقب عربٌ أقحاحٌ، وبدوٌ كرامٌ، وفلسطينيون أصلاء، ما زالوا على أصالتهم القديمة، وفطرتهم الصادقة، وطهارتهم الصافية، ونقائهم الأصيل، وخلقهم النبيل، يحافظون على بساطتهم وتواضعهم، وكرمهم وسخائهم، وحبهم للضيف وترحابهم بالغريب، وإغاثتهم الملهوف وعونهم المحتاج، ويحرصون على حفظ موروثاتهم القديمة، وعاداتهم الأصيلة، وتقاليدهم الخاصة، وقيمهم الدينية وتعاليمهم الإسلامية، التي بها يتميزون ويفتخرون، وعليها يصرون ويتواصون، وبها يغيظون العدو ويزعجون، ويتمسكون بها ويصمدون، فهي والأرض أساس وجودهم وعماد ثباتهم، وقد أثبتت السنون والأحداث، والتحديات والصعوبات، أنهم أقوى منها وأثبت، وأكثر رسوخاً في الأرض وأعمق جذوراً فيها.

 

أهلنا في النقب يعشقون مضارب العشيرة، والخيام وبيوت الشعر، ويتمسكون بحرفة الرعي وتجارة الأغنام، ويحرصون في كل قبيلةٍ على سرادق الضيافة، وخيمةٍ كبيرة يستضيف فيها شيخ العشيرة ضيوفه، ويلتقي بها مع أهل عشيرته، يتقدمها "كانون النار"، وفوقه "البكرج"، يحمله بين الحين والآخر صباب القهوة مرحباً بالضيوف ومؤهلاً بهم، و"الهاون" الذي به يسحنون قهوتهم دقاً بـــ"المهباش"، وما زال الحبل والبئر، والجرة وجراب الماء، والبعير والماعز والأغنام، وحليب النوق والماعز وساعات الصباح، والنار المشتعلة ومواقد الحطب، وأفران الطين وخبز الطابون، وغير ذلك مما اعتاد البدو على الاحتفاظ به واقتنائه، وهم على يقين ببقائه، ما بقيت شمسهم تسطع، وربابتهم تصدح، والماء من آبارهم ينضح.

 

عشائر العرب في النقب كبيرة وكثيرة، تنتشر على كامل تراب الصحراء الأصفر الممتد، وتمتد إلى صحراء سيناء المصرية، ولها بطونٌ وأتباعٌ وأبناءٌ في قطاع غزة، وما زال شيخ العشيرة هو سيد القوم وكبيرهم، وزعيمهم الذي لا يتقدم عليه أحد، ولا يرد أو "يكسر" كلمته أحد، فهو الآمر الناهي صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وعلى الجميع أن يصغي إليه ويسمع، وأن يطيع ويخضع، وهو الذي يجمع رجال عشيرته في سرادقه الكبير وخيمته الواسعة، وفيها تشتعل النار وتوقد الكوانين، وتعلق البكارج وتصب القهوة، ويدور الساقي على الرجال يقدمها، في طقوسٍ عربيةٍ أصيلةٍ، وشيقةٍ جميلةٍ، يعتز بها البدو ويفتخرون، ويحرص الفلسطينيون عموماً من أهل الحضر والمدن وسكان القرى والبلدات على تقليدهم.

 

والويل كل الويل لمن يخرج من البدو عن الطاعة، ويخالف شيخ العشيرة ويعصي أمر زعيمها، أو يشق عصا الجماعة ويخالف قرار القبيلة، أو يأتي بفعلٍ شائنٍ وعملٍ غير لائقٍ، فإن لعنة العشيرة وغضب القبيلة ينصب عليه، ويصبح ملعوناً مطروداً، لا يحدثه أحدٌ، ولا يخاطبه أو يساعده، ولا يزوجه أو يصاهره، وقد تشتد العقوبة وتقسى إذا أصدر شيخ لعشيرة إلى ذوي العاصي المخالف بمقاطعة ابنهم، وعدم السماح له بالدخول إلى بيتهم، أو الاجتماع بأهله وأولاده، حتى يأذن له شيخ العشيرة ويسمح له، ما لم تعلن العشيرة البراءة منه والتخلي عنه، وعدم الاعتراف به أو العفو عنه.  

 

يملك البدو في صحراء النقب بيوتاً عصريةً، ومباني جميلةً، وإن كانوا يحتفظون بالخيام وبيوت الشعر، التي تصلها الكهرباء، وتزود بخدمات الانترنت والصحون الفضائية اللاقطة، التي يشاهدون من خلالها مختلف المحطات التلفزيونية المحلية والعربية والدولية، وينشطون بهواتفهم النقالة الحديثة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ويتناقلون خلالها أخبارهم، ويوجهون دعواتهم، ويذكرون بمناسباتهم، ويتبادلون التهاني والمباركات، ويعممون تعليماتهم والتزاماتهم، وغير ذلك مما يجعلهم جزءً من المجتمع الحضاري، وبعضاً من نسيجه الحديث، الذي يستفيد من كل التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة.

 

لكن بيوت الشعر والخيمة، والجلابية والعقال، والثوب المزركش والزنار، والمضارب والربابة، وخضاضة اللبن "السعن" وقربة الماء الجلدية، والأغنام والمرعى والكلأ، والحمير والبغال والدواب، والنوق والجمال والدواجن، علاماتٌ بارزةٌ في حياة أهل النقب، وحاجاتٌ ضرورية ولوازم معيشية، لا يستغنون عنها ولا يفرطون فيها، ولكنها وإن دلت على القديم، وأشارت إلى الماضي، فإنها لا تمنعهم أبداً عن مواكبة العصر ومتابعة التطورات، ومسايرة الموضة والاستفادة من التقنيات، واستخدام أجمل العطور وأطيبها، وأكثرها شهرةً وأغلاها ثمناً، والظهور بأشكالٍ أنيقة والتعامل بصورةٍ حضارية تتوافق مع العصر والزمان، ولا تتناقض مع التطور والحداثة، ولا تتصادم المجتمع وتتعارض من البيئة.

 

أما المرأة البدوية ابنة النقب، ساكنة الخيمة وراعية الغنم، فقد يظن البعض أنها أميةٌ جاهلةٌ، وأنها لم تتعلم ولم تتثقف، وأنها بقيت حبيسة البيت ورهينة القبيلة، تحكمها طبائع العشيرة وتقيدها تقاليدها القديمة، وأنها تتلفح البرقع وتتخفى خلف ثوبها، الذي لا يظهر منها شيئاً ولا يشي بطبيعتها لأحد، ولكن الحقيقة التي نراها بأم العيون تقول أن المرأة البدوية الفلسطينية ثائرة كالرجال، ومنتفضة ضد الاحتلال، وأنها مربية الأجيال وأم الأبطال، وهي متعلمة ومثقفة، وتتقن إلى جانب لغتها العربية الفصحى البليغة، لغاتٍ أخرى كالعبرية والإنجليزية، وتحسن الحديث بطلاقة، وقد أظهرتها وسائل الإعلام تتحدث باللغة الانجليزية بطلاقةٍ وجرأةٍ وتحدي، وتحسن التعبير بها عما تريد وبما تعاني.

 

وهي المرأة نفسها التي تعتني بنفسها وتهتم بجمالها، وتتأنق بلبساها، وتحرص على أثوابها القشيبة وملابسها المطرزة الجميلة، التي تظهر قدها، وتبدي حسنها، وتميزها عن بنات جنسها، ويتنافس الرجال على خطبتها والاقتران بها، لجمالها ونسبها، ولسانها وعلمها، ولعل الأفراح وحفلات الزواج التي يعقدها البدو في مضاربهم، في سرادقات ضخمة للرجال وأخرى للنساء، يدعون إليها جميع أبناء العشيرة والقبيلة، ويبالغون في مظاهر الفرح والسرور، بإطلاق النار في الهواء، وعقد حلقات المبارزة بالسيوف، وأخرى للدبكات الشعبية والرقصات الفولوكلورية، التي ورثوها عن آبائهم وتميزهم عن غيرهم.

 

وفيها يذبحون مئات الذبائح من الإبل والغنم، ويولمون أعظم الولائم، يدعون إليها القريب والغريب، والضيف ومار الطريق، ليشاركوهم الفرحة، ويكونوا معهم في فرحتهم التي يعدون لها أشهر طويلة، وينفقون فيها أموالاً طائلة، وما زال أبناؤهم يتغنون بحفلات زواجهم، ويتباهون بأيام احتفالاتهم، ويعلمون الأيام ويميزونها بمثل هذه الأيام العظيمة، وعليها وغيرها من عاداتهم الأصيلة وخلالهم النبيلة، سيحافظ أهلنا النقبيون حتى يستعيدوا ووطنهم العزيز فلسطين الحرية والعزة والكرامة والتحرير والاستقلال.

يتبع ....

بيروت في 20/1/2022

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3OjgZXrye1TVULJH90gfaOgoaapZwBMEtcCxXqUAbU03r7w%40mail.gmail.com.

Monday, 17 January 2022

{الفكر القومي العربي} صحراء النقب الثائرة فلسطينية الهوية وعربية الانتماء "4" بئر السبع عروس البادية وعاصمة النقب

صحراء النقب الثائرة فلسطينية الهوية وعربية الانتماء "4"

بئر السبع عروس البادية وعاصمة النقب

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

كما القاهرة ودمشق، وبيروت وبغداد، والقدس والخرطوم، فقد كانت مدينة بئر السبع عند العرب معروفة، ولديهم مشهورة، ولها بين المدن مكانةٌ مرموقة وموقعٌ رفيعٌ مميزٌ، فهي عاصمة النقب والمركز التجاري لملتقى الصحارى، يتردد إليها العرب والفلسطينيون، ويلتقي فيها التجار والمسافرون، وتتجمع فيها الجيوش الوافدة، وتتحرك منها إلى المدن والتخوم، وفيها يلتقي الغرباء ويَبيتُ العابرون، ويسكن فيها الحكام والمسؤولون، وعليةُ القوم وزعماء القبائل وشيوخ العشائر.

 

إنها مدينةٌ موغلةٌ في القدم، ومعلومةٌ بين الأمم، تتوسط صحراء قاحلة، وتقع على طريق القوافل القديمة، وتبعد عن مدينة القدس قرابة سبعين كيلو متراً، وكان فيها مستشفى وسكة حديد ومحطة قطارات، وحاميةٌ عسكريةٌ وسجنٌ قديم، ومسجدٌ جامعٌ كبيرٌ، فقد كانت مركزاً للدولة العثمانية، فاهتمت بها وبسكانها، وانشغلت بهم لتستفيد منهم ومن مركزية المدينة، وموقعها كواحةٍ كبيرة وسط الصحراء، تحتاج إليها الجيوش لتعبر من مصر أو من بادية العرب ووادي عربة.

 

مر إبراهيم عليه السلام في أرض بئر السبع، وفيها حفر بئراً وقد كانت قريبة من مدينة الخليل التي يسكنها، ويقال أنه رزق فيها بولده إسماعيل عليه السلام، وفي المدينة على الطريق إلى الخليل بئرٌ قديمةٌ يقول عنها علماء الآثار أنه البئر الذي ألقي فيه يوسف عليه السلام، وإليه وردت السيارة الذين وجدوا فيه يوسف، فأخذوه معهم بضاعةً إلى مصر، بعد أن عبروا معه صحراء النقب إلى سيناء.

 

ولعل أهل بئر السبع يحفظون عن مدينتهم أصولها الدينية، وجذورها الإسلامية، ويحرصون على استعادة ماضيها وبعث الحياة في تراثها الذي جعلها تبقى آلاف السنين وما زالت، وهو الأمر الذي يغيظ الإسرائيليين ويزعجهم، إذ ما زالوا يجدون من البدو صلابةً وعناداً، وإصراراً وثباتاً، وتمسكاً ومحافظة، لا تغريهم العطاءات والإغراءات، ولا يذهب بعيونهم بريق الحداثة ووعود الرخاء، ولا شعارات المواطنة وحقوقهم.

 

كانت مدينة بئر السبع مدينةٌ عربيةٌ فلسطينيةٌ بدويةٌ بامتياز، لا يسكنها غير العرب، ولا يدين أهلها بغير الإسلام، وكانت منارةً لسكان النقب يتعلمون فيها، ويتلقون العلوم فيها على أيدي شيوخها وأساتذتها، إلا أن حرب العام 1948 غيرت هوية المدينة، وشطبت هويتها العربية، وعبثت بمعالمها الإسلامية، حيث عمدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى تهجير أهلها واستبدال سكانها، وكانت العصابات الصهيونية تتطلع إليها قبل النكبة، وتسعى للسيطرة على مراكزها في ظل الانتداب.

 

فهي قلب النقب النابض، ولهذا كانت حملتها على سكان المدينة قاسية، ودعوتها لهم للرحيل جادة، وفيها الكثير من التهديد والوعيد، وقد علموا أن السيطرة على قلب الصحراء وعروس النقب، ستساعدهم في بسط السيطرة على باقي المنطقة، كما ستمكنهم من قطع أواصر الصلة والتواصل بين السكان، الذين اعتادوا أن تكون مدينة بئر السبع ملتقاهم ومركز اجتماعاتهم، وقد خشوا كثيراً من سكانها الذين يتوالدون بصورةٍ تزعجهم وتخيفهم، وتجعل المستقبل وإن طال كله لهم.

 

نظر الإسرائيليون إلى مدينة بئر السبع، التي تتربع فوق تربةٍ غنيةٍ بالمعادن والثروات الجوفية، أنها رأس النقب، والعقدة التي يلتقي عليها العرب، إذ أن لكل بدويٍ في مدينة بئر السبع حاجة ومنفعة، وله فيها تجارة ومصلحة، وعنده فيها أقرباء وأصدقاء، فرأوا أن فك هذه العقدة أو قطع رأسها، سيؤدي مع الزمن إلى موت الأطراف أو ضعفهم، وسينهي مع الأيام وجودهم، وسيوهي روابطهم، وسيخلق في نفوسهم يأساً يصعب الخلاص منه، وإحباطاً لا يمكن معه النهوض أو المواجهة، وضعفاً لا يساعدهم في الثبات والصمود فضلاً عن الغلبة والعودة والانتصار.

 

بنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة بئر السبع مستشفى سوروكا، ليكون المركز الصحي والاستشفائي الأول في المنطقة الجنوبية وفق تقسيماتهم الإدارية والعسكرية، وافتتحت فيها جامعة بئر السبع، التي عرفت فيما بعد باسم "جامعة بن غوريون"، وأنشأت مسرحاً وداراً للفنون، في الوقت الذي أغلقت فيه المسجد الكبير، الذي كان إبان الدولة العثمانية وحتى سقوط مدينة بئر السبع في العام 1948 المسجد الجامع في المدينة، وحولته في سني ما بعد النكبة إلى متحفٍ تاريخي قبل أن تقوم بإغلاقه كلياً بحجة تصدع جدرانه وتهاوي أسقفه، رغم أنها منعت وزارة الأوقاف الأردنية وسكان النقب الذين بقوا في أرضهم من إعادة إعماره وتأهيله، والحيلولة دون انهياره، ولكن حجة سلطات الاحتلال كانت واهية، إذ كان هدفها الحقيقي هو هدم المسجد وشطبه، لئلا يبقى صرحاً فلسطينياً عربياً إسلامياً يدل ويشير إلى أصل سكان البلاد.

 

وبهدف إخافة العرب والقضاء على أي أملٍ للفلسطينيين في مدينة بئر السبع، فقد بنى الإسرائيليون فيها سجوناً ومعتقلاتٍ، ولعل أشهرها سجن بئر السبع، وهو السجن الإسرائيلي الأكبر مساحةً، وفيه اعتقل عشرات آلاف الفلسطينيين منذ النكبة، وما زال حتى اليوم قائماً بأسواره العالية، وأبراجه الكثيرة، وحراساته المشددة، عله يخيف الفلسطينيين ويبعث فيهم الرعب، أو يفقد في قلوبهم الأمل.

 

رغم الحملة الإسرائيلية المحمومة لتهويد المدينة، وتغيير معالمها وإعادة تسمية شوارعها، وطرد سكانها واستبدالهم بمستوطنين يهودٍ وافدين، إلا أن الصبغة العربية في المدينة طاغية، واللون العربي حاضر، ولسان الضاد موجودٌ، والكوفية والعقال منتشرة، والحجاب والجلباب والأثواب الساترة للمرأة البدوية لا تغيب، والثوب الفلسطيني القشيب يبقى محط الأنظار وقبلة العيون، والمدينة كلها لهم مصلى، يفترشون الأرض وقتما شاؤوا ويستقبلون القبلة ويصلون إذا حان وقت الصلاة، بل ويرفعون الأذان ولا يبالون، وإن كانوا قد حرموا الجامع الكبير فإنهم يؤدون صلاتهم جماعةً في الساحات والميادين، وجميعهم واثقٌ بأن هذه الأرض إنما هي لهم وحدهم، وأنهم إن فقدوها حيناً من الزمن فإنهم لن يفقدوها أبداً، ولن ينسوها مهما مر الزمان وتغيرت الأحوال.  

 

فهل ينسى "السبعاويون" مدينتهم، التي إليها ينتسبون، وبها في كل مكانٍ يعرفون، وإلى العودة إليها يتطلعون، وإلى ممتلكاتهم وإرثهم فيها يرنون، وهل يتخلى بدو النقب عن عاصمتهم، التي دفنوا فيها آباءهم، وحافظوا في ثراها على رفات أجدادهم وأوليائهم، وهي التي كانت لهم في دروبها الوعرة قصصٌ وحكاياتٌ، وعلى رمالها الصفراء اجتمع الأشتات والأضداد، أم أن الوعد يسكن قلوبهم قبل العيون، ويملأ حناياهم والضلوع، ويوماً ما سيستلون خنجرهم ويدهمون، وسيحملون سيفهم وفي صدر عدوهم سيغمدون.  

بيروت في 17/1/2022

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3Ojjhwa%2BFB5viiY0EsVsjpMSjYkPEVUT0huGF%3D0PGSkiKYw%40mail.gmail.com.

Sunday, 16 January 2022

{الفكر القومي العربي} صحراء النقب الثائرة فلسطينية الهوية وعربية الانتماء "3" ملاحقاتٌ واعتقالاتٌ وتعدياتٌ وانتهاكاتٌ

صحراء النقب الثائرة فلسطينية الهوية وعربية الانتماء "3"

ملاحقاتٌ واعتقالاتٌ وتعدياتٌ وانتهاكاتٌ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

كأنه احتلالٌ جديدٌ لصحراء النقب، فقد انتشرت قواتٌ عسكرية من الجيش والشرطة، مدججة بالسلاح ومزودة بعشرات السيارات السريعة والمصفحة، وقامت بمداهمة القرى والبلدات والتجمعات السكنية العربية البدوية، وشنت حملة اعتقالاتٍ واسعةً ضد شبان وشابات النقب، ومختلف القطاعات السكانية البدوية.

 

فاجأ بدو النقب الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية بجاهزيتهم العالية، وحضورهم اللافت، ومشاركتهم الفاعلة، ومساهماتهم المبتكرة، وحسهم الوطني، وخطابهم الإعلامي، وعرضهم الإنساني، وأسلوبهم المؤثر، واتقانهم للغة الانجليزية التي عبروا بها بامتيازٍ، إلى جانب اللغتين العربية والعبرية عن قضيتهم ومعاناتهم، وكشفوا عن ممارسات سلطات الاحتلال العنصرية، واعتداءاته الوحشية على السكان جميعاً، واستهدافه الهمجي النساء والأطفال والشيوخ، خلال محاولاتهم القسرية انتزاعهم من أرضهم، وإخراجهم من بيوتهم، وإبعادهم عن مناطق سكنهم وعملهم.

 

لم يُسَلِم شبان النقب العرب لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، ورفضوا الخضوع لأوامره والانقياد لسياسته، فثاروا ضد عدوانه، وانتفضوا ضد تعدياته، وخرجوا فرادى وجماعاتٍ في تظاهراتٍ عديدة، هاجموا فيها دوريات الجيش ومراكز الشرطة، التي يحتجزون فيها شبانهم، وينقلونهم إليها من كل البلدات والتجمعات العربية، وقذفوها بالحجارة والزجاجات الحارقة، مطالبين سلطات الاحتلال بالكف عن الاعتداء على بلداتهم، وتجريف بيوتهم، وإخراج أهلهم عنوةً منها، واحترام حقوقهم، وعدم المساس بوجودهم أو تهديد هويتهم.

 

شعر الإسرائيليون بانزعاجٍ شديدٍ من الحراك البدوي الواسع، الذي بدا هذه المرة مختلفاً عن أي حراكٍ أو احتجاجٍ سابقٍ، فالتظاهرات واسعة، والتضامن كبير، والتنظيم دقيق، والشعارات منتقاة، والأهداف واضحة، والحماسة شديدة، والمشاركة شاملة.

 

وقد شعر البدو جميعاً بأن الاستهداف مقصود، والتآمر واضح، والجهود منسقة، والنوايا ماكرة، والغاية المرجوة من التضييق عليهم خبيثة، مما استدعى أن يكونوا جميعاً يداً واحدة وإرادة صلبة في مواجهة مخططات الاحتلال والتصدي لمشاريعه، وإلا فإنه سيستفرد بهم، وسيقضم أرضهم، وسيصادر حقوقهم، وسيشق صفهم، وسيشتت جمعهم، وسينفذ في أرضهم مشاريعه القديمة وأحلامه الكثيرة، التي لم يستطع خلال العقود الماضية تنفيذها لأسباب كثيرة، ولعله يظن أن الفرصة اليوم مواتية، والظروف مناسبة، وقدراته على تهويد النقب كبيرة، ورفض سكانه الإقامة في النقب والعزوف عن العيش في صحرائه قد تراجعت.

 

يخشى الإسرائيليون من اتساع دائرة الغضب العربية، ويشعرون بقلقٍ كبيرٍ من إمكانية انتقالها إلى البلدات العربية الأخرى، وهم الذين لم يتعافوا بعد من صدمة الهبة العربية الشاملة إبان محنة أهل الشيخ جراح ومعركة "سيف القدس"، التي هددت أمنهم، وأربكت حساباتهم، وأدخلتهم في تحدياتٍ جديدةٍ وتهديداتٍ وجودية، ولهذا فهم يسارعون الخطى ويسابقون الزمن لاستيعابها والسيطرة عليها، وتطويقها والحيلولة دون انتقالها أو انتشارها، ورغم تخوفهم فإنهم يصرون على سياستهم العنصرية ضد بدو النقب، ويبالغون في فرضها، ويتشددون في تنفيذها، ويغمضون عيونهم عن كل التجاوزات التي يرتكبها جيشهم وأجهزتهم الأمنية.

 

تدعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تخطط لتشجير مناطق واسعة من أراضي الفلسطينيين البدو، أنها تقوم بمشاريع لخدمة البيئة، وتجميل المنطقة، وتحسين ظروف العيش فيها، وأنها تعمل على تلطيف مناخها الحار صيفاً والبارد شتاءً، ليسهل إعمارها وتصبح جاذبة للمستوطنين، وصالحة لمشاريع الإسكان، ولكن الحقيقة هي غير ذلك تماماً، فهي تعمل على انتزاع الأراضي من مالكيها الفلسطينيين، وتمليكها للصندوق القومي الإسرائيلي، الذي دأب على سرقة الأراضي الفلسطينية، والسيطرة على ممتلكات الغائبين منهم، لصالح مشاريع الاستيطان اليهودية التي يشرف عليها وينفذها.

 

لكن الفلسطينيين الذين يكذبون العدو الإسرائيلي في كل ما يقول، ويدركون حقيقة أهدافه وسر سياسته، أبدوا تجاهه تحدياً وعناداً في مواجهة مخططاته، التي يعرفونها جيداً ويذكرونها، ولا تغيب عنهم ولا تنطلي عليهم، فهي تعيدهم إلى أحداث قرية "أم العراقيب"، التي هدمها الاحتلال عشرات المرات، ولكنهم كانوا دوماً يتمسكون بها ويعيدون بناءها من جديدٍ، ويتحدون إرادته وهو صاحب السلطة الباطشة والقمع المستمر، وفي يقينهم اللا محدود أنهم سينتصرون عليه وسيتغلبون على إرادته، وسيبقون في الأرض ثابتين كجبالها، ومنتشرين كصحرائها، وشامخين وقوفاً كأشجارها.

 

يشعر الفلسطينيون جميعاً في الأرض المحتلة تحديداً وفي عموم الأرض أيضاً، بنوعٍ من الفخر والاعتزاز لهبة البدو وانتفاضة أهل النقب، وغضبة الأحرار وثورة الأشراف، فهذه الهبة تمثلهم وتعبر عنهم، وهي جزءٌ من نضالهم وصفحةٌ مجيدة من تاريخهم، لهذا وقفوا إلى جانبهم وتضامنوا معهم، ونظموا المظاهرات نصرةً لهم، وأكثروا من الوقفات والمسيرات تأييداً لهم، وباتت أخبارهم تتصدر مجالسهم وتسبق اهتماماتهم، وانتشرت صورهم وشاعت قصصهم، وأخذوا يتناقلون كلمات أبنائهم وبناتهم، ويتابعون قضيتهم وينشغلون بنضالهم، فهم من قلب الأرض يثورون، ومن داخل الوطن ينتفضون، وفي بيوتهم يحتمون، وبين شعبهم يعيشون، ومن أجل قضيتهم يضحون، وعن حقوقهم يدافعون، فاستحقوا النصرة، واستأهلوا التضامن والتأييد.

 

إنها إرادة جديدة وتحدي من نوعٍ آخر، وإصرارٌ فلسطينيٌ عنيدٌ على التصدي والتحدي، والبقاء والوجود، وهي مراحل نضالية، وأشكالٌ للمقاومة تتابع، وساحاتٌ تخمد وأخرى تستعر، وظروف تضيق وفرصٌ تخلق، فلن يموت الفلسطيني ولن يستلم، ولن يهنأ العدو ولن يستقر به الحال ولن يطول به المقام، فهذه أرضنا، وهي بلادنا، فيها سنبقى، وعليها سنعيش، وتحت ترابها سندفن، ومنها سنبعث إن شاء الله، فطوبى للمقاومين فيها، والثابتين عليها، والمناضلين من أجلها، والمضحين في سبيلها، والمرابطين فوق ثراها.

 

بيروت في 16/1/2022

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To view this discussion on the web visit https://groups.google.com/d/msgid/alfikralarabi/CA%2Bk3Oji6KEPYOZuUMfWLrvkOCAATKVyPijJnzrN66x%3DxDXGx%2BQ%40mail.gmail.com.

Saturday, 15 January 2022

{الفكر القومي العربي} في ذكري ميلاده ال 104 | مواطنون يتوافدون على ضريح جمال عبد الناصر| فيديو



From: mohamed el-sharkawy <sharkupper@hotmail.com>
Sent: Thursday, January 13, 2022 6:03 PM
To:
Subject: مساجلات «ملف عبدالناصر»! | بقلم :عبد الله السناوي
 



From: mohamed el-sharkawy <sharkupper@hotmail.com>
Sent: Monday, January 10, 2022 3:55 PM
To:
Subject: - مجلة الوعي العربي - اتبع المال لمعرفة الحقيقة عن مصر السيسي- مترجم