حوار عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي مع صحيفة "وطني العربي" العراقية حول الازمة السورية
بسام طالب : النظام السوري يدفع ضريبة دعم المقاومة..... و قطر هي اللاعب الأساس في تنزيه "الربيع" في الوطن العربي
حوار : ميثم الزيدي ــ سويسرا
الحزب السوري القومي الاجتماعي هوحزب يساري أسسه أنطوان سعادة عام 1932، يقوم على كون «سوريا وطن السوريين، والسوريين أمة تامة»، ويقرّ بالعناصر العربية والمحلية الأخرى الداخلة في تنظيم الهوية السورية الحديثة ، سوريا في آيديولجيا الحزب هي الهلال الخصيب بما فيه قبرص ، ويسعى لتوحيد المنطقة عن طريق "النهضة القومية" .... "وطني العربي" التقت بعضو الحزب بسام طالب وتناولت معه الأزمة السورية و الحلول التي يرونها من وجهة نظر الحزب .
ــ بداية .... ماهو تشخصيكم في الحزب السوري القومي الاجتماعي الى ما يسمى ثورات "الربيع العربي" بشكل عام وما يجري في سورية بشكل خاص ؟؟؟
بدايةً , عندما نريد أن نتحدث أو نتناقش في ثورة لا بُد أن يكون هُناك ثورة ,, ثورة يكون لها هدف وبرنامج سياسي تستطيع من خلاله إقناع البيئة أو المُجتمع لِخلق أرضية لاستمرار هذه الثورة ومن هُنا لا بُد من التذكير بأن معنى الثورة هو المعنى الحقيقي لقلب نظام فاسد قد احتقر الإنسان أولا ومارس عليه كل قوانين الإستبداد والظلم والقهر , ناهيك عن حرمان ذلك الإنسان من كل حقوقه المدنية بشكل خاص ,, ولو أردنا أن نصنف الثورات العربية المسماة بالربيع , لا بد من رجوعنا إلى السبب الذي جعل الشعوب العربية تنتفض كالإعصار وتاخذُ في مهبها ما لذ وطاب من فاسدين وحاقدين وعملأء للأجنبي بالجملة , من تونس ثم مصر حتى ليبيا فاليمن كانت هذه
الثورات منها الجيد على المدى القريب ومنها السيئ على المدى البعيد .
فالثورة المصنفة بالسوء هي الحجر الأساس لتدشين أي مشروع خاص في قلب الشرق الاوسط رأساً على عقب والإمساك بقيادة هذه الثورة للإنقضاض فيما بعد بها على تحالفات تعمل في الاساس ضدها .
أريد أن أقول أن من يفتعل ثورة يكون صائباً في قيادتها إذا حالفه الحظ ,, ولكن ما نراه في نتائج الثورات العربية هو تقديم الإهانة للشعب وجاهلاً من يؤيد هذه الثورات .
أما على الصعيد السوري فباتت الصورة واضحة ودخان الخيانات قد أعمى أصحابها ,, وليست تلك تلك الثورات العربية إلا هضبة لوثبة سريعة على النظام السوري والذي يدفع ضريبة دعم المقاومة دماء الشعب , ألشعب الذي أعطى وما زال منذ نصف قرن , للمقاومات على امتداد الوطن , ما يحصل في سوريا كان يحصل بالضغط والتكاتف الدولي ضد النظام قبل الأن , والأهم من كل الثورات بالنسبة للأجنبي هو إنجاح "الثورة" السورية بكل الإمكانات المتاحة وغير المتاحة ,, وبيت القصيد من فوضى الثورات العربية هي سوريا لا شك ولا ريب في ذلك ..
ــ كيف تنظرون الى الاوضاع الحالية في سورية و أين وصلت الأزمة وفي اي مرحلة من مراحلها الآن ؟
في سوريا يختلف المشهد , يختلف التخطيط , وتختلف الادوات ,نحن نعرف وندرك حجم الهجمة التي تتعرض لها سوريا , ففي السياسة كان هناك ما يٌشبه مشهداً لا يختلف عن مشهد أي ثورة
وليدة من ثورات الربيع المتنقلة على الحصان الأميريكي يخترق جدار الصمت ويحطم كل شيئ يقابلهُ , وصل هذا الحصان إلى الداخل السوري يمتطيه الفارس الجريح والنازف بأخر ضربة
كانت شبه قاضية عليه في حربً ما زال صداها يأخذُ مداها فوق سماء المنطقة , ولأن النازف بدأ يعاني من عزلة اقليمية وصلت ارتداداتها إلى المجتمعات التي كانت وما زالت كفيلة بالدفاع عنه بالرغم من كل المجازر التي ارتكبها بحق الشعوب العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصةً , وقد كانت "الثورة" في سوريا في المشاهد الأولى ثورة تطالب بالتغيير السلمي وفجأة انقلبت
كل الموازيين في الشارع لصالح المصالح الغربية وتحديدا لمصلحة "الإسرائيلي" .
ونحن ندرك قبل بداية الأزمة وبعدها , أن المنطقة قابلة نحو بداية جديدة وعهد جديد وإحياءٌ جديد لخريطة سايكس – بيكو بموافقة ومساعدة أطراف عربية وإقليمية , ولو قدر لهذه الأطراف
أن تحقق ما حققته في ليبيا وكان هذا هو الهدف الأساسي في سوريا , من هنا تغير المشهد وانقلب ميزان صانع الثورات 180درجة بتصدي واضح وصريح من قبل النظام الذي مازال متماسكا
لهذه اللحظة بوجه رياح خريطة المنطقة الجديدة .
وقد بدأت الأزمة في سوريا تلامس أخرمرحلة من مراحل القضاء على الإرهاب بغض النظر عما يقال سياسيا بتصريحً يصدر من هنا أو مؤتمراً صحافيا يُعقد هناك .
ــ هل تعتقدون ان الاوضاع في سورية ماضية الى الحل .... وماهي مؤشرات ذلك ؟؟؟
لا شك ان الوضع في سوريا مُتأزم , ودخل في مرحلة من مراحله مفصل تاريخي , بين الدفاع عن الحق الطبيعي بظل الهجمة الهمجية والشرسة , وبين التعاطي مع الأزمة
من خلال المطالب الشعبية الحقة ، ولكن كلما كان يأتي الرئيس السوري بحل أو بمبادرة يُقابل
بالتعنت والرفض من الجهات التي لا يناسبها مبادرات تكون همزة وصل لما انفصل من خلال الضخ الإعلامي المفبرك والحل أتٍ أتٍ ولكن كلما حُلت عقدة من المشكلة يبدأ فوراً الإرهاب بأخذ المبادرة ويقلب الصورة الحقيقية وتبدأ وسائل الإعلام محاولة دفن القضية السورية تحت ذرائع أضحت مكشوفة في الداخل والخارج .
وما نسمعهُ ونلمسه في تصريحات بعض السياسيين أن الوضع في سوريا متجه نحو حلاً شاملاً والدليل على ذلك أن بعض المعارضين وعلى رأسهم معاذ الخطيب , يغازلون النظام السوري
من عدة قنوات , وهذا لا يعني أن النظام في سوريا مستعجلاً للجلوس مع أي معارض يغمز له من أي قناة .
ففي فرنسا أشعلوا الضوء الاحمر للتحذير من مغبة دعم الإرهاب في سوريا , وما يحصل من قتل وتهجير وهذا سيؤدي إلى انهيار الامن العام بشكلً فاضح ، والموقف الاميريكي الاخير بوضع جبهة النصرة على اللأئحة السوداء ما هو إلا دليل على ان الحل قادماً لا محالة ,
ولكن بالشروط التي يضعها النظام في داخل سوريا وليس في خارجها عبر الحوار والتماسك السوري , وقد أثبت الشعب السوري هذه اللحمة التي عزى نظرها في دولة من دول العالم العربي .
ــ من وجهة نظركم ...ماهي الأسباب التي دعت المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي الى رفض المبادرة التي اطلقها الرئيس الاسد في خطابه الأخير؟؟؟
لو عُدنا قليلاً إلى الوراء لوجدنا أن كل المبعوثين الدوليين يعملوا وفق خطة معينة دائما تدعوا للشك في مؤتمراتهم الصحافية , ومن الطبيعي أن ترفض المبادرة التي قدمها سيادة الرئيس بشار الاسد حول وضع ألية ميثاقية يجتمع تحت ظلها كل من يريد حلاً سياسياً للأزمة السورية .
فعندما كانت الامور ما زالت تتجه نحو فكرة تدمير سوريا أو إلحاقها بالدول التي تناثرت تحت من جراء ضربات الربيع العربي المزيف , كان لا بُد من رفض أي مبادرة يقدمها رأس النظام في سوريا ألمتمثل بقيادة الرئيس بشار الأسد .
هنا , نعود لتاريخ رفض المبادرة وكإن الأخضر الإبراهيمي صمَ أُذنيه عن كل ما يأتي بحلاً للأزمة السورية , وفي كل مؤتمر صحافي كان يعقده قبل رفضه للمبادرة الأخيرة كنا نشُم رائحة الرفض من خلال تصريحات وزيرة الخارجية الأميريكية والموقف الفرنسي الواضح الذي كان دائما ًيتلاقى
مع مواقف وزير خارجية بريطانيا .
ألرفض ... يعني هنا أن المخطط الأميريكي ما زال قائماً ,وعلى الصعيد الدولي , كل من الدول التي كانت تعاكس أي مبادرة إن كان من الناحية الروسية أو من الناحية الصينية كانت تُقابل بكلام مبطن ظاهرُه الموافقة على مناقشتها وباطِنُه إرسال السلاح إلى سوريا في ظل المناقشات التي كانت تجري بين أطراف الصراع .
ــ على ماذا تراهن قوى المعارضة التي ترفض الجلوس الى طاولة الحوار ... خصوصاً بعد مرور ما يقارب السنتين دون تحقيق ما تطمح اليه هذه الاطراف؟؟؟
من بداية الحراك للمظاهرات التي جابت كل المدن السورية تقريباً كانت المعارضة تعرف بالمخطط وبذات الوقت كانت قد بدأت بتنفيذ الخطط المرسومة مسبق اًوكانت حاضرة فوق مكاتب كل المعترضين على بقاء النظام في سوريا , والإيعاز الأول والذي هو الهدف الأساس في التعامل مع النظام في سوريا هو عدم الإستماع لأي مؤتمر أو خطاب أو دعوة توجه للمعارضة , وأصبح عدم التعامل مع الداخل السوري أمراً عادياً بالنسبة للمعارضة .
وكنا دائماً وما زلنا نتابع الشأن لحظة بلحظة , ومن المهم أن يعرف المواطن العربي العادي والمثقف والمفكر أن هذه المعارضة كانت دائما تراهن على المجتمع الدولي في دفع رياح التغيير في سوريا لأنها هي الحلقة الأهم في تحالفاتها الإستراتيجية والتي تعدتها إلى شراكة مع كل من ايران وروسيا وخط الممانعة والحليف القوي لسوريا في لبنان .
كان لا بُد من المراهنة على دول سايكس - بيكو كي تقدم الدعم السياسي من خلال مجلس الامن الدولي .ومن هنا , نرى أن كل الإئتلافات للمعارضة قد كتب لها ورقة النعوة قبل بلوغها , ففي كل ضربة كانوا يتلقوها في داخل سوريا كان مجالسهم تتعرض للمحاسبة , وفي كل جلسة محاسبة كان يتناقص إئتلافهم , فلا المراهنات أوصلتهم إلى اهدافهم ولا برامجهم الثورية ناجحة كي يتمكن المجتمع الدولي في السير في طريق مجهول .
- هل ترى "خفوتاً" في الدور القطري ..... ولو على الصعيد الاعلامي والتصريحات ؟؟؟؟ وكيف تفسر ذلك؟؟؟؟
بالنسبة لقطر , بدأت سياساتها في المنطقة من خلال الرشاوي واللعب على أوتار تقوية الإقتصاد لكل دولة لا تتعاطف مع ايران أو خط الممانعة بالتحديد , فقطر هي الخازن والداعم لمشروع
بناء الشرق الأوسط الجديد على هيئة لا يتخيلها إلا الأميريكي نفسه , وعندما يصطدم الأميريكي بحائط مسدود فلا بد للخازن أن يخفت دوره أوتوماتيكياً , فكل التصريحات التي تصدر من الإعلام القطري الرسمي هو فاجعة بحد ذاتها للمواطن العربي , فإذا كانت الإدارة القطرية مسؤولة عن التمويل والتسليح وتأمين الإرهابيين للحدود السورية ,, فهي أيضاً معنية بأي موقف تتخذه الإدارة الاميريكية بشأن الوضع في سوريا ,, ومن بداية النزهة التي قام بها الربيع العربي كانت قطر هي اللاعب الأساس في تنزيه الربيع في الوطن العربي ,, طبعاً قطر تتأثر سياساتها الخارجية مع كل هبة رياح لا تتوائم مع الشريك الأميريكي و"الإسرائيلي"
وهي اليوم تُعد جزيرة من جُزر أميركا في الخليج العربي ، فتضُلُ في سياستها كما تضُل السياسة الاميريكية .
ــماهو الحل الناجع للأزمة السورية من وجهة نظركم في الحزب ... وفق المعطيات الحالية والوقائع ؟؟؟؟
في الداخل السوري بدأت الماكينات الحكومية تعمل لخلق حالة مجتمعية أكثر تطوراً في التعامل مع المعارضة ويكون فيها مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية , وهذا دليل على أن النظام في
سوريا يريد حلاً يولد من رحم الداخل السوري ويكون حلاً سورياَ بامتياز , بعيداَ عن المضاربات الإعلامية التي تشكل الفجوة الأكبر والأوسع بين المتحاورين في داخل سوريا وخارجها , فالمؤامرة التي تعرضت لها سوريا ليست مؤامرة من الحجم المتعارف عليه في كل نظريات المؤامرات , ألمؤامرة التي يعمل عليها المتأمرون هي ضرب الوحدة بين الشعب والنظام , وهي الحركة الأكثر تضرراً في حياكة المؤامرات , ولأن المجتمع السوري مجتمع واعٍ ومثقف قطع الطريق على المتأمرين , وفي الأيام القليلة القادمة سنرى حلولاً بفعل الوعي الشعبي والقومي لدي
المجتمع السوري .
وأنا أرى أن الدفع لمؤتمر لا يتخذ شكل المصالحة في النقاش ,لأنه لا وجود لخلاف على مصلحة الوطن , وفي النهاية من يريد الخير لسوريا يجب عليه أن يناقش المصلحة الوطنية السورية بجدية وبعيداً عن التشنجات والعصبية , ألازمة السورية يجب أن تُحل في سوريا , وليس خارج سوريا .
No comments:
Post a Comment