ليليان داود تكتب عن مظاهرة 6 إبريل بالملابس الداخلية: للحفاظ على ما تبقى من الرصيد الشعبي للثورة
دعوة 6 ابريل، جبهة احمد ماهر، الى التجمهر امام منزل وزير الداخلية بعد منتصف ليل أمس، وتفجير مفاجآتها التي وعدت بها قبلا على صفحاتها الرسمية، بالقاء الملابس الداخلية النسائية على المنزل الكائن في حي سكني لابناء الطبقة الوسطى، هي خطوة تهشم حجرا اخر في تمثال الثورة المصرية. اذا كان خطاب الاخوان المسلمين وفشلهم في ادارة البلاد منذ توليهم الحكم، سياسيا وأمنيا واقتصاديا، قد يثير مخاوف المواطن المصري العادي، من الدخول بمصر في نفق التطرف الديني، وانهيار البلاد لصالح جماعة واحدة. فان مجمل الخطاب المتضارب المتناقض لاطياف المعارضة لا يهدئها، بل يزيد الطين بلة. يضيف الى هم المواطن هما اخر من تطرف الخطاب المقابل، في بعض محطاته، وفجاجة أساليبه المستفزة التي تنفر المواطنيين العاديين بمعدل لا يزيد ولا ينقص لصالح أي من الطرفين.
صدقا، ابناء الطبقى الوسطى المصرية، الذين يكافحون للحفاظ على ما تبقى لهم من كرامة وسط هذه الفوضى. لا يعنيهم كثيرا التفريق بين أطياف المعارضة وفهم اختلافاتها وتنقاضاتها وانقساماتها على نفسها. وسيكون من المجحف أن يجبروا على فهم هذه التداخلات العنكبوتية الهشة، فوق قلقهم على بناتهم الذاهبات الى المدرسة صباحا، وعلى اقساط القرض المستحق… واللائحة تطول. ما يعنيهم هو مجمل الخطاب والصورة الأعم التي تصلهم عن هذه المعارضة. معارضة تزعزع قيمهم المحافظة الوسطية التي يأنسون لها، لا محل فيها لغلو الخطاب الديني، ولا لصفاقة بعض اشكال الاعتراض والمعارضة.
ما الذي تبقى امام هذه الفئة من خيارات؟
ليست بالكثير حقيقة.. إما العودة طوعا الى حكم العسكر، وتحرير المزيد من التوكيلات لتسليم الحكم لوزارة الدفاع. أو المطالبة بعودة النظام القديم بأي شكل من الاشكال. عسكريا، حتى الآن تكتفي قيادة الجيش بتوجيه الرسائل المباشرة وغير مباشرة، وتنأى بنفسها عن ان تكون طرفا مباشرا في الصراع الدائر.
هذا يخلي الساحة أكثر ويجهزه أرضيتها بهدوء لإحتمال إعادة استقبال "العهد الجديد" للنظام القديم. ويزيد في رصيد الفريق أحمد شفيق الموجود في الامارات. يكفيه الضجة التي اعادته الى اذهان المصريين وحواراتهم باعادة فتح ملف التهم الموجهة للناشط السياسي علاء عبد الفتاح بحرق مقار حملته، حيث اعلن انه"تنازل عن البلاغات وانه لن يكون اداة لضرب الثوار".
كنت مع سيدة مصرية في عقدها السادس نشاهد نشرة الاخبار وقرأَتْ في شريط الاخبار أسفل الشاشة ما جاء في تصريحات الفريق احمد شفيق. قالت مباشرة بعد قراءتها للخبر: "الراجل عداه العيب، وفوت الفرصة عليهم"!
حكمان لصالحه دون منازع.
اولا: اعطته الشرعية الاخلاقية بنزع العيب عن الفعل الذي اقدم عليه. فهو لم يسب على الهواء كبعض رجال الدين الذين يشوهون قيمة دينية جميلة في ذهنها. وفي الجهة المقابلة لم يفعل كما فعلت بعض جبهات المعارضة بان وضعت البرسيم امام بيت الرئيس ولا رمت ملابس داخلية على بيت الوزير.
ثانيا: اعطته الشرعية السياسة، باعترافها غير الواعي والعفوي بحنكته السياسية، "فوت الفرصة عليهم". لم استضوحها على من تحديدا "فوت الفرصة"، لا يهم. لانه فوت الفرصة على الطرفين.
وجهة الاعتراض، ليس على التظاهر أمام بيت وزير الداخلية، ولا على الاعتراض على أداء الداخلية والمطالبة باعادة هيكلتها. بل هو مطلب ملح اكثر من اي وقت مضى كي لا تغرق مصر في المزيد من التعقيدات. بل الاعتراض على الاصرار على خسارة المزيد من القاعدة الشعبية للثورة من خلال بعض القرارات الرعناء، واشكال الاعتراض.
تلك الفئة من المصريين، هم الكتلة التصويتية، التي جعلت من حدث الانتخابات البرلمانية الاولى "عرسا للديمقراطية"، كما يحب البعض ان يسميه. وجاءت بالاخوان الى البرلمان. لكن بوصلة الاحداث بدأت تشير الى تراجعهم عن ذاك الخيار. وفي المقابل، لا يجدون فعلا ما يجعلهم يثقون بمعارضة يتهم فيها ابناء الحزب الواحد بعضهم بعضا بالكذب.
لا اعتقد ان الوقت قد فات لكسب ثقة هذه الكتلة التصويتية الصادقة والتي تتبع حدسها. الامر يتطلب تصويب الخطوات ومحاولة اصلاح الخلل، من خلال خطاب ليس ضروريا ان يكون موحدا، بل على الاقل متجانسا مع تطلعات هذه الطبقة حاميا لقيمها وحاميا لمصالحها الحياتية في العيش الكريم والكرامة المحفوظة. ان يتخلى بعض رموز العارضة عن حلمهم بالكرسي الرئاسي، وبعضهم الاخر ان يكون اقل تذبذبا. ان يعملوا الى صالح هذا البلد وشعبه حتى لو تطلب الامر منهم الذهاب بانفسهم الى اهل السلطة والنظام الحالي، او ربما التوجه الى الطرف الاخر من المعادلة ومحاولة ايجاد ارضية مشتركة لو وجدت.
صدقا، ابناء الطبقى الوسطى المصرية، الذين يكافحون للحفاظ على ما تبقى لهم من كرامة وسط هذه الفوضى. لا يعنيهم كثيرا التفريق بين أطياف المعارضة وفهم اختلافاتها وتنقاضاتها وانقساماتها على نفسها. وسيكون من المجحف أن يجبروا على فهم هذه التداخلات العنكبوتية الهشة، فوق قلقهم على بناتهم الذاهبات الى المدرسة صباحا، وعلى اقساط القرض المستحق… واللائحة تطول. ما يعنيهم هو مجمل الخطاب والصورة الأعم التي تصلهم عن هذه المعارضة. معارضة تزعزع قيمهم المحافظة الوسطية التي يأنسون لها، لا محل فيها لغلو الخطاب الديني، ولا لصفاقة بعض اشكال الاعتراض والمعارضة.
ما الذي تبقى امام هذه الفئة من خيارات؟
ليست بالكثير حقيقة.. إما العودة طوعا الى حكم العسكر، وتحرير المزيد من التوكيلات لتسليم الحكم لوزارة الدفاع. أو المطالبة بعودة النظام القديم بأي شكل من الاشكال. عسكريا، حتى الآن تكتفي قيادة الجيش بتوجيه الرسائل المباشرة وغير مباشرة، وتنأى بنفسها عن ان تكون طرفا مباشرا في الصراع الدائر.
هذا يخلي الساحة أكثر ويجهزه أرضيتها بهدوء لإحتمال إعادة استقبال "العهد الجديد" للنظام القديم. ويزيد في رصيد الفريق أحمد شفيق الموجود في الامارات. يكفيه الضجة التي اعادته الى اذهان المصريين وحواراتهم باعادة فتح ملف التهم الموجهة للناشط السياسي علاء عبد الفتاح بحرق مقار حملته، حيث اعلن انه"تنازل عن البلاغات وانه لن يكون اداة لضرب الثوار".
كنت مع سيدة مصرية في عقدها السادس نشاهد نشرة الاخبار وقرأَتْ في شريط الاخبار أسفل الشاشة ما جاء في تصريحات الفريق احمد شفيق. قالت مباشرة بعد قراءتها للخبر: "الراجل عداه العيب، وفوت الفرصة عليهم"!
حكمان لصالحه دون منازع.
اولا: اعطته الشرعية الاخلاقية بنزع العيب عن الفعل الذي اقدم عليه. فهو لم يسب على الهواء كبعض رجال الدين الذين يشوهون قيمة دينية جميلة في ذهنها. وفي الجهة المقابلة لم يفعل كما فعلت بعض جبهات المعارضة بان وضعت البرسيم امام بيت الرئيس ولا رمت ملابس داخلية على بيت الوزير.
ثانيا: اعطته الشرعية السياسة، باعترافها غير الواعي والعفوي بحنكته السياسية، "فوت الفرصة عليهم". لم استضوحها على من تحديدا "فوت الفرصة"، لا يهم. لانه فوت الفرصة على الطرفين.
وجهة الاعتراض، ليس على التظاهر أمام بيت وزير الداخلية، ولا على الاعتراض على أداء الداخلية والمطالبة باعادة هيكلتها. بل هو مطلب ملح اكثر من اي وقت مضى كي لا تغرق مصر في المزيد من التعقيدات. بل الاعتراض على الاصرار على خسارة المزيد من القاعدة الشعبية للثورة من خلال بعض القرارات الرعناء، واشكال الاعتراض.
تلك الفئة من المصريين، هم الكتلة التصويتية، التي جعلت من حدث الانتخابات البرلمانية الاولى "عرسا للديمقراطية"، كما يحب البعض ان يسميه. وجاءت بالاخوان الى البرلمان. لكن بوصلة الاحداث بدأت تشير الى تراجعهم عن ذاك الخيار. وفي المقابل، لا يجدون فعلا ما يجعلهم يثقون بمعارضة يتهم فيها ابناء الحزب الواحد بعضهم بعضا بالكذب.
لا اعتقد ان الوقت قد فات لكسب ثقة هذه الكتلة التصويتية الصادقة والتي تتبع حدسها. الامر يتطلب تصويب الخطوات ومحاولة اصلاح الخلل، من خلال خطاب ليس ضروريا ان يكون موحدا، بل على الاقل متجانسا مع تطلعات هذه الطبقة حاميا لقيمها وحاميا لمصالحها الحياتية في العيش الكريم والكرامة المحفوظة. ان يتخلى بعض رموز العارضة عن حلمهم بالكرسي الرئاسي، وبعضهم الاخر ان يكون اقل تذبذبا. ان يعملوا الى صالح هذا البلد وشعبه حتى لو تطلب الامر منهم الذهاب بانفسهم الى اهل السلطة والنظام الحالي، او ربما التوجه الى الطرف الاخر من المعادلة ومحاولة ايجاد ارضية مشتركة لو وجدت.
No comments:
Post a Comment