Thursday 12 February 2015

{الفكر القومي العربي} بيان الحزب الاشتراكى المصرى حول انتخابات مجلس الشعب القادمة

الحزب الاشتراكي المصري                             

 

 

بيان حول انتخابات مجلس الشعب القادم

تأتى انتخابات البرلمان القادم بعد مرور أربع سنوات من الثورة حقق فيها شعبنا ـ رغم كل الإحباطات القائمة ـ إنجازات مهمة، حيث تخلصنا من خطر التمديد والتوريث لنظام "مبارك"، كما تخلصنا من حكم جماعات الإرهاب بقيادة "الإخوان المسلمين"، وبدأنا فى التخفيف من قبضة "التبعية"، التى تمسك بخناقنا، للولايات المتحدة والغرب، من خلال تنويع مصادر السلاح، وتدعيم العلاقات مع روسيا والصين وغيرهما، كما بدأنا نشاطا دبلوماسيا قويا فى منابع النيل، بدلا من تخريب مبارك للدور المصرى فى أفريقيا، وتركه إسرائيل ترتع فيها، استجابةً لخطوط أمريكا الحمر.

ورغم ماتقدم، فمن المؤكد أن أهداف ثورة شعبنا فى "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"مازالت بعيدة المنال، وتستلزم نضالاً طويلاً من أجل تحقيقها.

حقا إن مكسب إقرار حقوق شعبنا فى الدستور، الذى يُعد ـ رغم بعض العيوب ـ أفضل دستور حظيت به مصر فى تاريخها، إلا أن الدستور لن يحقق نفسه بنفسه، ومازال أمامنا نضال طويل من أجل تفعيله، بتحويله إلى قوانين وممارسات حكومية ناجزة.

وليس خافياً أن البرلمانات، حتى فى أكثر الدول ممارسة للتقاليد البرلمانية، كفرنسا، وانجلترا، والولايات المتحدة، تأتى ممثلة للطبقات الاجتماعية الأقوى نفوذاً، ومُعبِّرة عن القوى الرأسمالية المتحكمة فى القرار الاقتصادى والسياسى، وفى وسائل الإعلام ومؤسسات توجيه الرأى العام. ولذلك فمن البديهى ألا ننتظر أن يتنازل البرلمان القادم، ويُصدر ـ من ذاته ـ التشريعات التى تحقق مصالح الطبقات والفئات الشعبية والمحرومة. إن درس الثورة هو أن الضغط الشعبى، والأنشطه الثورية والإضرابية للجماهير، وحدهما، هما اللذان حققا ، وسيُحققان، كل مايمكن الحصول عليه من انتصارات ومكاسب.

وبناء على ماتقدم، فإن "الحزب الاشتراكى المصرى"، يرى أنه من المفيد لمصالح جماهيرنا، بشكل كبير، أن نخوض معركة الانتخابات البرلمانية، رغم أية ظروف معاكسة:

·        أولا: من أجل التواصل مع الجماهير عبر معركة سياسية تطرح همومها ومشكلاتها. وهو ما يساعد على بلورة قادة محليين، مُجَرَبين، فى الدوائر المختلفة، حتى لو لم يحالفهم النجاح.

·        وثانيا: من المفيد للغاية السعى الجاد لإيصال عدد من القادة الثوريين الحقيقيين إلى البرلمان، حيث سيكون بإمكانهم مراقبة سلوك الحكومة، وفضح المشاريع المعادية للشعب فى حال تقديمها، والدفاع عن المصالح الوطنية، وربط النضال داخل البرلمان بالنضال الشعبى من خارجه، والدفاع عن حقوق التنظيم والتعبير بكل الوسائل السلمية، كممارسة حقوق الاجتماع والتظاهر والنشر والإضراب، ...إلخ.

         وعلى ذلك، فإننا، فى"الحزب الاشتراكى المصرى"، نرى أن مقاطعة الانتخابات البرلمانية، تتطلب توافر حالات من المد الجماهيرى الضخم الذى يطرح بديلا أكثر ثورية من البرلمان، ونؤمن بأن مواجهة السلوك الاستبدادى للسلطة، والنضال من أجل انتزاع مطالب "العدالة الاجتماعية" ، لن يتحققا إلا بخوض المعركة ضد الطبقة الرأسمالية الحاكمة، وعلى كل الجبهات.

        ولن يفيد فى تحقيق هذا الهدف، تصور"إحراج الحكومة سياسياً" عن طريق مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة، بل على العكس، فهذه المقاطعة إنما تُسَهِّل مهمة أعداء الشعب والثورة، الذين سيتقدمون بسهولة ويُسر، ودون مقاومة، للاستيلاء على أغلب مقاعد البرلمان القادم، واستغلال هذا الوضع فى "شرعنة" و"تقنين" إجراءات الانقضاض على الثورة،ومطاردة عناصرها!.

        ويحتاج الوضع الحرج الراهن، من كل الثوريين المخلصين، العمل الجاد من أجل التواصل مع الجماهير بأوسع الأشكال الممكنة، والتعبير الصادق عن مصالحها ومطالبها، ورفع مستوى اهتمامها بالسياسة، من خلال خوض الانتخابات البرلمانية، وحضّها على التدقيق فى اختيار ممثليها، والعمل الدءوب من أجل تعديل موازين القوى المختلة، وبما يحقق التوازن الضرورى لمواجهة مخططات القوى المضادة للثورة.

القاهرة فى 11 فبراير 2011

 

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.

No comments:

Post a Comment