د.محمد جمال حشمت يكتب: التلغيم قبل التسليم
كلما مرت الأيام دون خبر جديد أو إنجاز جديد، كلما شعرنا أن الثورة لم تحقق نتائجها بعد. وكذلك كلما مرت على حياة المصريين حادثة أو محاولة اغتيال كلما تأكد نجاح الثورة! وليس هناك فى الحديث تناقض بل الواقع يقول إن استمرار الفاسدين فى مواقعهم وتسارع معدلات الفساد خشية إنهاء خدمتهم أو قرب محاسبتهم يؤكد أنه رغم التأخر فى تحقيق أهداف الثورة إلا أن هناك من يخشى نجاحها؛ هناك من يخشى استمرارها؛ هناك من يفكر فى مصيره عندما ينكشف دوره فى مقاومة الثورة أو الإضرار بمصر الفترة الماضية.. وكل هذه العلامات تؤكد نجاح الثورة. ومن علامات قرب الانتصار حالة اليأس التى تصيب البعض بما فيهم "اللهو الخفي" الذى بدأ حملة تهديد لنواب ولأبناء نواب، بل واعتداءات على نواب ومرشحين للرئاسة.. وهذا أسلوب العاجز الذى أيس من نجاح مخططاته، وغياب أى صدى لـ "افتكاساته" التى ملها الشعب المصري؛ وماحدث للدكتور أكرم الشاعر من تهديد، وللدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ود. حسن البرنس وأخيرا الأستاذ محمد البلكيمى نائب حزب النور من اعتداءات ربما توحي إلينا أن هناك مخططا لإثارة الفزع فى نفوس الرموز قبل المواطنين، ولاشك أن توافر أعداد مجرمي النظام البائد وكثرة أموالهم التي سرقوها من دم الشعب المصري مع سهولة حركة الأم سوزان التي ضاع أملها في أن تكون أمًا لرئيس بعد أن كانت زوجة لرئيس يهان يوميا بمجرد وجوده في مكان واحد لا يملك مغادرته ، وهو الذى لم يكن يتحمل البقاء فى مصر لفترات طويلة!! كل ذلك سهل التآمر لإثارة الفتن في مصر، وشيوع الشغب وكثرة الاعتصامات التي لن تنجح في حل مشكلة واحدة لجموع الشعب المصري، بل تجعله يشارك من حيث لا يحتسب في اتساع نطاق الفوضى. لاشك أن هناك الكثير والكثير الذي لم يتحقق رغم إنجازات العام، واليوم نحتاج لحالة من الثقة فى النفس والهدوء المصحوب بحذر، والقوة التى تمكن الإنسان من تحقيق أهدافه دونما وهن أو خوف. نحتاج إلى تواصل وحسن ظن وبعيدا عن التدليس فى الأقوال والأفعال، والبعد عن نقل المعلومات المغلوطة التي تنبنى عليها أكاذيب وتوقعات أسوأ منها. ولقد عاهدت نفسي على عدم الرد على أي اتهام أو إساءة توجه إليّ من أحبابى في التيارات المختلفة فلن أنزلق إلى هذا الدرك، وحيث أن الواجبات أكثر من الأوقات، والمطلوب لمصر في هذه الفترة كثير، لذا أرجو أن نتفق على المشترك بيننا، وأن تتوقف المقالات التي تدبج للطعن فى شرعية الإخوان أو تسخر منهم، أملا من أصحاب الطعون فى الوجود بشكل فاعل ! أو التمكين لحالات خاصة كارهة للإخوان من التواجد بشكل طبيعى. المحاولات التى تتم الآن لتفريغ مصر من عناصر قوتها، والإصرار على تركها خرابا أسوأ مما كانت عليه وتصدير مشاكلها المتراكبة دون حل ناجز إنما يؤكد على أن نظرية "التلغيم قبل التسليم" هى المسيطرة على الموقف، وهو ما يحتاج من الجميع إلى التكاتف لأن مصر مستهدفة.. يحكمها من يرتضيه شعبها من أى فصيل طالما جاء بذلك من خلال انتخابات نزيهة وهو ما يحتاج منا إلى تعاون بدلا من التراشق الدائم الذى يسود الساحة الإعلامية الآن ! المهمة صعبة وإنقاذ مصرمهمة عاجلة وخطيرة تحتاج لتوحيد الصفوف وتأجيل صراعات الاختلافات الى ما بعد استقرار شكل الحكم فى مصر بصورة ديمقراطية ومن لا يرغب فى ذلك فليستمر فى صياحه وسبابه وانشغاله بتصفية حساباته فسوف يلقى من الشعب وقتها ما يستحق تجاهلا واحتقارا لأنه رفض وضع طوبة فى البناء واكتفى بقذفها على الشرفاء ! اللهم بلغت اللهم فاشهد. دكتور محمد جمال حشمت أستاذ جامعي وعضو مجلس الشعب المصري 29 فبراير 2012م |
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.
No comments:
Post a Comment