Thursday, 7 March 2013

{الفكر القومي العربي} زحمة المفتين تُهلك المسلمين

زحمة المفتين تُهلك المسلمين

بروفيسور عبد الستار قاسم

7/آذار/2013

يطل علينا كل يوم مفتون يقولون عن أنفسهم إنهم مسلمون على شاشات المرناة ومواقع الشبكة الإلكترونية يفقهوننا بالعديد من القضايا الهامشية التي لا تمس جوهر حياتنا، وترسخ فينا البلادة والبله والتلهي والترهل والهلوسة، وتدفعنا إلى الضلال. هؤلاء مفتون يتكاثرون ويتحدثون بعنجهية وصلافة ظنا منهم أـن ذلك يمنحهم القدسية ويحولهم إلى مرجعيات دينية تستطيع أن توزع المقاعد في الجنة والنار. وواضح من أنواع فتاواهم ومواضيعها وطرق صياغتها أنهم جهلة وضيقو الأفق، وربما أصحاب برامج انحرافية وضلالية، ومعرفتهم بالقضايا الدينية محدودة جدا وممزوجة بالكثير من الأضغاث والشعوذة. وفيما يلي بعض الفتاوى التي تنتشر على مختلف المواقع:

 

إذا رفعت المرأة طرف ثوبها وهي تصعد الدرج (السلم) مخافة سقوطها على الأرض لحقت بها الشياطين.

مدح الكافر حرام

إذا سلمت على مسيحي انتقض وضوؤك

إذا نسيت في الصلاة فعليك أن تتفل شمالا ويمينا تكفيرا

يحرم على المرأة الابتسام بظهور أسنانها

استعمال غرفة العناية المركزة حرام لأنها تتحدى إرادة الله

يحرم الخروج على الحاكم الظالم

يحرم على المرأة ركوب الدراجة والحصان

كثرة القراءة تؤدي إلى الشرك بالله

حجز المرأة الجميلة التي لا تغطي وجهها واجب

حرام تعليم العلوم الاجتماعية والإنسانية لأن الإسلام قد وفاها حقها

يحرم التفكير لأنه يقود إلى معصية

للتفكير حدود، ومن يتعداها يسقط في الهاوية

الشوارب ترقص عليها الشياطين

تعري المرأة أمام زوجها حكمه الطلاق

 

ومن يتابع مسلسلات الفتاوى يسمع عن قضايا لم تخطر له على بال، ولم تأته حتى بالأحلام، وسيجد أن هناك طبقة من المتدينين غير المؤمنين قد تبلوت في البلدان العربية عبر السنين تهتم جدا بتتفيه الدين الإسلامي وجر المسلمين إلى ثقافة هلوسة تشل العقول وتعمي القلوب. واضح أن هؤلاء يحملون على عاتقهم مهمة ضرب الدين الإسلامي وذلك بإعطائه وجها ساذجا وسخيفا ليكون أضحوكة ومهزلة أمام الأمم وأمام أبناء الأمة العربية. هدفهم، سواء كانوا على وعي أو غير وعي، هو صذ الناس عن سبيل الله، وعن القضايا الكبيرة التي يهتم بها الإسلام وهي إقامة العدالة بين الناس، والانهماك في العلم والعمل والجهاد على مختلف المستويات من أجل تخليص الناس من الظلم والاستعباد والجهل والخنوع والتخلف.

هذه الطبقة من المتدينين غير المؤمنين لا تفتي حول الصلح مع الصهاينة وتدنيس مقدسات المسلمين، ولا تتحدث حول القوات الأجنبية الموجودة على أرض المسلمين، ولا عن زيارة البيت الأبيض، ولا عن التخلف العلمي في الجامعات العربية، ولا عن الظلم الذي يُلحقه الحكام بالفقراء والمساكين، ولا عن الاستغلال والاستعباد والقهر، ولا عن أهمية الإنتاج والتطوير التقني والاجتماعي والثقافي، الخ.

والمراقب يرى أن هذه الفئة الضالة منشغلة كثيرا ببث الفتنة بين المسلمين، وتوظف جهودا كبيرة لإحداث فتنة دموية بين السنة والشيعة، وتستقدم تاريخ الصراعات القذرة بين المسلمين لتحييها الآن وتشعل الحروب وتستنزف أبناء الأمة ماديا وأخلاقيا.

هذه فئة خطيرة جدا على الإسلام والمسلمين والعرب والأوطان. إن لم يكن هؤلاء جهلة فهم يخدمون برامج ومخططات معادية للأمة تعمل على ضرب الأمة من الداخل وبشعارات دينية.

لا تخشوهم. هؤلاء لا يرسلون أحدا إلى الجنة، ومفاتيح جهنم ليست بأيديهم، والحذر منهم وملاحقتهم ينجي الأمة من شرورهم وفتنهم. أمثالهم قادوا أوروبا إلى حروب قاسية ومريرة، ودمروا مقدرات الأمم الأوروبية؛ والجري خلفهم يعني أن مستقبلا أسودأ ينتظر الأمة بكل شعوبها ومذاهبها وطوائفها.

No comments:

Post a Comment