Monday, 27 May 2013

{الفكر القومي العربي} الإخوان المسلمون والوضع في سوريا

الإخوان المسلمون والوضع في سوريا

عبد الستار قاسم

27/أيار/2013

 

مفهوم تماما العلاقة المتوترة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام السوري؛ وأحداث حماة ما زالت ماثلة حتى الآن في عقول ونفوس الذين عايشوا تلك الفترة.

 

ومفهوم تماما أن النظام السوري قد لاحق قيادات الإخوان المسلمين، وحرمهم من العيش في وطنهم؛ ولاحق العديد من أفراد الجماعة في الداخل السوري.

 

ومفهوم أيضا المآخذ الكثيرة التي للإخوان المسلمين على النظام.

 

لكن من المفهوم أيضا أن الإسلام لا يعتبر الأحقاد والضغائن عوامل لاتخاذ المواقف وتبني السياسات؛

 

ومفهوم أيضا أن الإسلام لا يجيز إطلاقا التعاون مع عدو واضح وصريح يتربص بالأمة على المستويين العربي والإسلامي؛

 

ولا يجيز الإسلام حتى البقاء تحت مظلة تجمع المسلم مع عدو مجرم حتى لو لم يكن بينهما تعاون.

 

فاز الإخوان المسلمون في انتخابات تونس ومصر، ومن المطلوب منهم أن يحافظوا على إنجازاتهم من أجل أنفسهم ومن أجل الذين يتوسمون فيهم الخير.

 

في سوريا الصغرى، مكان الإخوان المسلمين ليس مع المجلس الوطني أو مع الذين يتعاونون مع إسرائيل وأمريكا. عشرات ملايين العرب والمسلمين، إن لم يكن مئات الملايين، مع التغيير في الساحتين العربية والإسلامية، لكنهم لا يريدون تغيير مستبد عربي بشيطان أجنبي يستعمر بلادنا وينهب ثرواتنا ويقتل أبناءنا ويحتل مقدساتنا ويعبث بنسيجنا الاجتماعي والديني ويخطط لهلاكنا وهلاك أجيالنا القادمة. إسرائيل عدو شرس، وأمريكا لا تخفي أنيابها، والمسلم لا يمكن أن يكون في ذات الخندق الذي تتواجدان فيه.

 

أذكر الجماعة ببعض الفلسطينيين الذين وزعوا الحلوى ابتهاجا باغتيال إسرائيل للشيخ المجاهد سعيد صيام في حرب الفرقان أو حرب الكوانين على غزة. ماذا كان موقف حركة الإخوان المسلمين في كل أنحاء الأرض؟ ما هو الفرق بين هذه المأساة ومأساة تصفيق بعض السوريين للغارات الصهيونية على دمشق؟ أرجو التفكير بهذا الأمر جليا.

 

هناك مواقع إليكترونية ضد النظام السوري تمجد إسرائيل، وتصفق لأمريكا، وتستدعي التدخل العسكري الخارجي، ولا أشك بأن الجماعة تراها وعلى وعي وعلم بها.

 

لقد سبق أن طرحت على الإخوة في جماعة الإخوان المسلمين قبل سنتين الابتعاد عن عملاء إسرائيل وأمريكا لما في التقرب منهم من إساءة للفكرة الإسلامية برمتها. ربما ظنوا أن كلامي عبارة عن هذيان أكاديمي.

 

ولهذا من المهم مراجعة الذات، وإدارة الظهر لأمريكا ومن والاها. وإذا كانت أمريكا هي التي ستغير الأسد، فمرحبا ببقائه. ربما من الأجدى الالتحاق بالمعارضة غير المسلحة الداخلية والخارجية والإصرار على الخروج من الأزمة الدموية التدميرية بأقل الخسائر ممكنة.

 

 

 

No comments:

Post a Comment