مكتب الإعلام المركزي كمال شاتيلا يشارك في أعمال المؤتمر القومي العربي في القاهرة ويلتقى قيادات ناصرية وعربية وفلسطينية ويقدّم مذكرة حول كيفية مواجهة التحديات على الأمة لتعزيز دور العلماء أصحاب مناهج الوسطية والاعتدال في مواجهة التطرف والعصبية سافر رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا إلى مصر للمشاركة في الدورة الرابعة والعشرين للمؤتمر القومي العربي، المنعقد حالياً في القاهرة بين 31 أيار/ مايو و2 حزيران- يونيو 2013، حيث التقى الأمين العام للمؤتمر القومي الإسلامي منير شفيق وأقطاب الحركة الناصرية في مصر والعالم العربي ومسؤولين في لجان مكافحة التطبيع مع العدو الصهيوني وقادة فصائل فلسطينية. وأدلى شاتيلا بتصريحات لوسائل إعلامية أكد فيها أن المؤتمر القومي العربي ينعقد في ظروف بالغة الأهمية ويحتاج الى تفعيل دوره في التصدي للتحديات التي تستهدف تمزيق وحدة المجتمعات العربية على أسس طائفية وعرقية ومذهبية لمصلحة مشروع الاوسط الكبير، مشدداً على أن مصر تشهد تحولات كبرى وأهمها إنتشار التيار العروبي والتمسك بأهداف ثورة يناير، وتفجر الحيوية في الشباب المصري وإندفاعه وتصميمه على استعادة دور مصر العروبي. مذكرة إلى المؤتمر وقدّم شاتيلا إلى المؤتمر مذكرة حول طبيعة المرحلة على الساحة العربية وكيفية مواجهة المخاطر، جاء فيها: في دوائر الأبحاث والاستخبارات الصهيونية – الأطلسية، معطيات عن المنطقة العربية ودراسات حول كيفية استثمار التناقضات ودوافع التغيير عند الجماهير العربية، كما اتضح لاحقاً. وإذا كانت الجماهير العربية قد يئست من الانظمة نتيجة تقصيرها أو تواطئها في مواجهة الصهاينة والهيمنة الاجنبية، ولم تعد تحتمل حالة البؤس الاجتماعي والتدهور الاقتصادي ومصادرة الحريات والظلم المستدام ضد الحريات العامة وحقوق الانسان، فان المنطقة كما بدا كانت جاهزة للانفجار عام 2011، وإن لم تكن الجماهير جاهزة من حيث بلورة قيادات وبرامج واضحة لبدائل الانظمة. ولقد بدا للدوائر الأطلسية سهولة أن تتدخل بقوة في الحراك الشعبي وتخترق "الثوار"، وتملي عليهم بالايحاء الرهيب وبقوة أجهزة الاعلام، شعارات معنية وتجاوز شعارات أصيلة أخرى كالاستقلال الوطني ومقاومة اسرائيل ووقف الهيمنة الاميركية، فكان التركيز الاطلسي على "حقوق" المواطن المنقوصة، أي الاكتفاء بالحريات السياسية دون المساس بالنظام الرأسمالي الوحشي الذي كانت دوائر الاطلسي بدأت تعيد النظر فيه بعد انفجار الازمة المالية العالمية. لقد استفادت الدوائر الأطلسية من حالات الفوضى التي أعقبت انهيار أنظمة عربية لتخترق النسيج الاجتماعي، وتنتقل من مرحلة إسقاط نظام الى تغيير المجتمع نفسه عبر تشجيع حركات طائفية وفئوية وعصبية مذهبية، تبعد الناس عن أهداف الانتفاضات التحررية باتجاه اشعال حروب أهلية داخلية تخدم مشروع الشرق الأوسط الكبير وعماده تقسيم سبع دول عربية بدأت باحتلال العراق. وكانت تقويمات مراكز الابحاث الاطلسية، انه وبرغم معاهدات كامب دايفيد ووادي عربة وتطبيع سبع دول عربية مع اسرائيل، فان المقاومة العربية في العراق وفلسطين ولبنان استطاعت هزيمة مفاصل أساسية في مشروع الاوسط الكبير، حتى أن العدو الاسرائيلي انتقل بعد خسائره الفادحة في لبنان الى مرحلة الدفاع، واضطرت الولايات المتحدة الأميركية للانسحاب من العراق. لم يعد باستطاعة الولايات المتحدة تنفيذ الخطة الاساسية للاوسط الكبير باقتحام سبعة دول عربية، وفق ويسلي كلارك (الامين العام السابق لحلف الاطلسي)، فالديون الاميركية فاقت 30 تريليون دولار، وانتقلت امريكا من دولة عظمى الى كبرى، في حين تقدمت روسيا والصين نحو لقب الدولة العظمى، ولم تعد أميركا الدولة الاحادية العظمى في العالم. لقد اختبرت الولايات المتحدة مشاريع عدة لتمكين اسرائيل من استباحة المنطقة، فاذا اضطرت للانسحاب من العراق، إلاّ أنها نجحت حتى الآن نسبياً في تقسيم العراق عرقياً وطائفياً، ونجحت أيضاً في السودان اعتماداً على مناهج طائفية استفادت منها لعملية التقسيم، لذلك كان التركيز ولا زال على تفجير المجتمعات العربية بالطائفية والمذهبية والعرقية، فتدمير الوحدات الوطنية ومعها الجيوش العربية (أحد الاعمدة الاساسية لوحدة الكيان الوطني) صار المهمة اليومية لدوائر الصهاينة والاطلسيين، وبدلاً من اعتبار فلسطين القضية المركزية للعرب، تم الابتعاد عن قضايا التحرر العربي وما رافقها من استبدال الصديق بالعدو والعدو بصديق، قياساً على صراعات داخلية طائفية صار فيها العربي في بعض الاقطار يقف ضد العربي والمسلم يكفّر المسلم، وانتقل الجهاد في مواجهة العدو الى جهاد داخلي بين مسلمين، وتراجعت مطالبات الشعب الأصلية بالديمقراطية وحقوق الانسان وتقدمت مكانها ثقافة طائفية بعيدة عن جوهر الدين ومعادية للوحدة الوطنية والهوية العربية. حيال هذه المخاطر، لا يجد أبناء التيار القومي العربي قاعدة يرتكزون إليها ولا تنظيماً قومياً يشكل مرجعية لهم، وإن كان المؤتمر القومي العربي يلعب دوراً مهماً على هذا الصعيد، ولكن لا بد من تسجيل نقطة مضيئة وسط هذا الظلام، ففي مصر وتونس ولبنان وسوريا والعراق والاردن وغيرها، هناك حركات عروبية وناصرية تثبت حضورها وتطوّر دورها ويتوحد بعضها في أقطارها، فالعروبة المؤمنة جامعة وهي الرد الاستراتيجي على كل العصبيات الفئوية، إنها العامل الاساسي في تعزيز الوحدات الوطنية، إنها القاعدة الثابتة للاستقلال الوطني ومكافحة التبعية، انها الاساس في مواجهة الحركة الصهيونية، وإنها على قاعدة المشروع النهضوي العربي تشكل حالة تكامل بين حرية الوطن وبين حرية المواطن والديمقراطية. نعرف إننا في حالة دفاع، فلنرتب أولوياتنا على هذا الاساس بعيداً عن شعار "إما كل شيء أو لا شيء"، وهنا اقترح جملة مهام أراها ضرورية في هذه المرحلة: أولاً: علينا تعزيزدور العلماء المتحررين أصحاب مناهج الوسطية والاعتدال في مواجهة التطرف والعصبية، والتركيز على المشتركات بين المسلمين وتشجيع الانفتاح والتكامل. ثانياً: لا بد من إقامة لجان حوار اسلامي مسيحي تعزز فكرة المواطنة المتساوية في اطار العروبة الجامعة. ثالثاً: تجديد الحملات الشعبية ضد التطبيع مع العدو الاسرائيلي، وإحياء آفاق العمل لقضية فلسطين، مع التركيز على أهمية استعادة الوحدة الفلسطينية. رابعاً: إنشاء رابطة بين المؤتمر القومي العربي وبين الاتحادات المهنية العربية (محامون، مهندسون، أطباء، عمال.. ألخ) ولعل أهم مهمة قومية عربية لنا في هذه المرحلة هو استخدام ما يتيسر لنا من مواقع اعلامية لنشر ثقافة العروبة الحضارية. فالناس تحتاج الى خطاب عروبي وحدوي واضح وخالٍ من أخطاء تجارب "قومية" سابقة أخطأت بحق نفسها وأساءت للفكرة العروبية. نحن بحاجة أن نوضّح للناس أن الاسلام لا يتناقض مع العروبة، ولا العروبة تتناقض مع الاسلام وجوهر الاديان السماوية، وإذا كانت مكتباتنا حفلت في ما مضى بالموضوعات التي تظهر التكامل بين الإسلام والعروبة، فاننا الآن نحتاج إليها أكثر من اي وقت مضى. بقي أن أوجه نداء للعروبيين العرب في كل مكان، بأن يقفوا وقفة واحدة ضد تحويل جامعة الدول العربية الى جامعة شرق أوسطية تضم اسرائيل وتركيا، كما نادى بهذا الأمر شيمون بيريز عام 1996 في كتابه "تحت الشمس"، وأن نقوم بحملات شعبية لتصويب اداء الجامعة وتطويرها مهما كانت حالة الأنظمة التي تديرها الآن. ------------------------- بيروت في 1/6/2013 Email: info@al-mawkef.com – info@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
|
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en-US.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.
No comments:
Post a Comment