Tuesday, 29 October 2013

{الفكر القومي العربي} أصنام العجوة وأزلام البشر

د. مصطفى يوسف اللداوي

كان العرب في جاهليتهم يصنعون أصناماً من عجوة، فإذا جاعوا أكلوها، وانتهوا منها، فلا تعود قائمة فتعبد، ولا موجودة ولها يُسجدُ، ولا يخافون منها، ولا يخشون من غضبتها، ولا يرتعدون من سطوتها.

لكنهم اليوم يصنعون أصناماً من البشر، يصعب أكلها، ويستحيل إنهاؤها، أو التخلص منها، فإن هم طالبوا بحقوقهم، أو اعترضوا على سياساتهم، أو صرخوا معلنين جوعهم، فإن أصنامهم التي صنعوها، وجاؤوا بها، وصفقوا لها، وتغنوا بعبقريتها، وأشادوا بأستاذيتها، فإنهم يسلخون جلودهم، ويقطعون أوصالهم، ويحزون رؤوسهم، ويتهمونهم بالعنف والإرهاب، ومن بقي منهم على قيد الحياة، فإنه يبقى أسيراً مهاناً، أو حراً ذليلاً، أو طريداً مطلوباً، أو هارباً منفياً.

ترى أيُنا الجاهل، نحن أم هم، وأيُ الجاهليتين أشد وأنكى، جاهلية العرب الأولى، أم جاهليتهم في القرن الحادي والعشرين وما قبله.

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.

No comments:

Post a Comment