Tuesday 4 March 2014

{الفكر القومي العربي} من السناوى الوطنى عن مرسى العميل. أنظر أدناه. سعيد النشائى

رجل تحت الصدمة

 



مارس 2014 -



فاجأته الرئاسة بغير قدرة على تحمل مسئوليتها ونزعت عنه بغير تحسب لتداعيات فشله فيها.
فى الحالتين بدا رجلا تحت الصدمة.
صدمة السلطة أسلمته إلى الاستغراق فى مظاهرها وأسلم هو مهامه إلى الجماعة التى ينتسب إليها.
وصدمة الخروج أفقدته اتزانه النفسى وبدت مشاهده فى المحاكمات داعية لمشاعر متداخلة من السخرية والشفقة.
لا يستوعب الوضع الذى بات عليه محبوسا خلف قضبان. ينكر الحقائق حوله لكنها تصدمه من وقت لآخر. يتذكر صور سلفه «حسنى مبارك» ويطلب ألا يكون نفس الرجل راقدا على سرير طبى مطيعا لإجراءات محاكمته لكن انفعالاته العصبية تخذله وتنال منه بقسوة، يحاول أن يؤكد زعامته لأنصاره فتفضى مبالغاته إلى ما يسىء إليه.
تحت الصدمة خاطب قاضيه: «أنت مين يا عم؟». وفى العبارة حالة إنكار كاملة لرجل لا يصدق أنه فى محاكمة نقلته إليها طائرة خاصة من سجنه تحت حراسة مشددة، ولا أن الإدعاء العام يوجه إليه اتهامات خطيرة. هو «الرئيس» لكنه يفاجأ بأن القاضى يخاطبه باسمه دون صفته. شىء من الانفصال المؤقت عن الواقع لكنه سرعان ما يعود إليه وتبدو على وجهه مشاعر متضاربة لرجل معذب لا يقدر على قراءة ما حوله.
هاجس المشير «عبدالفتاح السيسى» ماثل أمامه فى المحاكمات قائدا لـ«انقلاب» أطاحه ورئيسا قادما إلى مكتبه فى «الاتحادية».
قال إنه هو الذى صنعه وإنه سيحاكمه بلا رحمه.
كأن القصة كلها تتلخص فى صراع شخصى مع رجل آخر دون استيعاب للأسباب الحقيقية التى أفضت إلى ما وصل إليه.
وكأنه يمكن أن يعود لـ«الاتحادية» من جديد رئيسا صلاحياته تخوله عزل وزير الدفاع ووضعه فى المكان الذى هو فيه الآن.
قصة الرجلين ليست على ما توحى به عبارات رجل تحت الصدمة.
بعد تنحية الرئيس الأسبق «مبارك» عن السلطة وإمساك المجلس العسكرى بمقاليدها اتسعت دائرة الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين اعتقادا أن التفاهمات معها تساعد على عودة الاستقرار إلى الشارع والاقتصاد إلى حركته والدولة إلى وظائفها. الإدارة الأمريكية دعمت التفاهمات وما تبقى من مؤسسات دولة رأتها وسيلة ضرورية لوقف تدهورها على ما كان يعتقد رئيس المخابرات العامة اللواء الراحل «عمر سليمان».
الاتصالات مضت على مستويين، أحدهما علنى والآخر سرى. كان «محمد مرسى» عضو مكتب إرشادها وممثلها السياسى فى الحوار مع المجلس العسكرى.
بهذه الصفة حاور اللواء «عبدالفتاح السيسى» مدير المخابرات الحربية فى مكتبه بضاحية مصر الجديدة هو وشخصيات قيادية أخرى من الجماعة أبرزهم رجلها القوى «خيرت الشاطر» ورئيس مجلس الشعب السابق «محمد سعد الكتاتنى» والمرشد العام نفسه «محمد بديع».
قبل الإعلان الرسمى عن نتائج الانتخابات الرئاسية خيمت أجواء ريبة وتساؤلات مستقبل لدى الأطراف كلها. وفى محاولة لاستكشاف المواقف الأخيرة جرى اجتماع استثنائى بتوقيته وموضوعه وشخوصه فى مكتب مدير المخابرات الحربية. ضم «مرسى» الرجل الذى يوشك أن يعلن رئيسا والثلاثة الكبار الآخرين «بديع» و«الشاطر» و«الكتاتنى» إلى خمس قيادات عسكرية هم الفريق «سامى عنان» رئيس أركان القوات المسلحة والفريق «عبدالعزيز سيف الدين» قائد الدفاع الجوى والشخصية الثالثة فى المجلس العسكرى واللواء «محمود نصر» مساعد وزير الدفاع للشئون المالية واللواء «عباس كامل» أقرب معاونى مدير المخابرات الحربية واللواء «السيسى» نفسه.
فوجئ العسكريون أثناء الاجتماع برئيس أركان الجيش والرئيس القادم من صفوف الإخوان المسلمين يقرآن الفاتحة على الوفاء والإخلاص.

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.

No comments:

Post a Comment