المؤتمر الشعبي اللبناني
مكتب الإعلام المركزي
حاضر في نادي الشقيف- النبطية عن "واقع الامة العربية والتحولات السياسية المرتقبة"
كمال شاتيلا: المقاومات العربية في لبنان وفلسطين والعراق وثورتا مصر وجهت ضربات قوية لمشروع الأوسط الكبير الأميركي
بدعوة من نادي الشقيف في النبطية، ألقى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا محاضرة تحت عنوان "واقع الأمة العربية والتحولات السياسية المرتقبة"، حضرها حشد كبير من الشخصيات السياسية وممثلي الأحزاب اللبنانية وفعاليات من النبطية والجنوب.
بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء لبنان والأمة العربية، قدم للمحاضرة عضو الهيئة الإدارية لنادي الشقيف محمد فخرالدين الذي رحب بالأخ كمال شاتيلا في أرض المقاومة، ووصفه بأنه مناضل كبير عمل طوال حياته لترسيخ وحدة لبنان وعروبته وإستقلاله وتحقيق أهداف الأمة العربية في الحرية والعدالة والوحدة، والتزم مبادئ الإيمان والوطنية والعروبة.
ثم تحدث الأخ كمال شاتيلا فأعرب عن سعادته الكبيرة في التواجد في الجنوب، أول معاقل إتحاد قوى الشعب العامل، وبين أبناء الجنوب الذين يعتزون بهويتهم الوطنية والعروبية وكافحوا في مواجهة نظام إقطاعي فاسد، وواجهوا الإعتداءات والأطماع الصهيونية، فشكلوا رمزاً للصمود عجز العدو الصهيوني عن إخضاعه والإقطاع عن فرض الإستسلام عليه.
وقال: بعد سقوط الإتحاد السوفياتي، إنتشرت نظريات أن الولايات المتحدة الأميركية إنتصرت على كل الإيديولوجيات والعقائد، وخدع ببعضها أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل الذي كتب مقالاً خلاصته أن القرن الواحد والعشرين سيكون أميركياً، غير أنني في مقابلة على قناة الجزيرة عام 2001، قلت حينها إن الهيمنة الأميركية على العالم لن تستمر أكثر من عشر سنوات. وحينها عمل بعض من أسميهم مثقفي المارينز الجدد على نشر مقولة أنه يجب الإستسلام للإرادة الاميركية وتسليم زمام الأمور في المنطقة العربية لإسرائيل، وتحويل جامعة الدول العربية إلى جامعة شرق أوسطية تضم إسرائيل وتركيا وفق ما طرحه حينها شمعون بيريز، وتمّ إحتلال العراق في ظل واقع عربي متردٍ، لكن المقاومات اللبنانية والعراقية والفلسطينية، العسكرية والسياسية والفكرية، نهضت وضربت بالصميم مشروع الشرق الأوسط الكبير الأميركي.
وأضاف: مع سقوط المشروع الأميركي بالإحتلال المباشر، عملوا على تطبيقه بالحرب الناعمة، فجاء إجتماع للحلف الأطلسي في إسطنبول عام 2004، ليعلن على إثره جورج بوش الإبن أن بلاده ليست ضد الإسلام بل ضد الإرهاب ولا مانع عندها من تولي أحزاب إسلامية الحكم وفق شروط أبرزها أن تكون على علاقة عضوية بالحلف الأطلسي وتقيم علاقات طيبة مع اسرائيل على غرار التجربة التركية، بعد أن أدرك الأميركيون أهمية تسليم السلطة لمجموعة من التيارات الطائفية، على غرار التجربتين العراقية والسودانية، كطريق أقل كلفة لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد. فشارك الأخوان المسلمون بمجلس الحكم الإنتقالي الذي أنشأه الإحتلال في العراق، وقسموا السودان إلى قسمين، وإستلموا الحكم في مصر بعد ثورة يناير بدعم أميركي واضح، وانخرطوا في الحلف الأميركي التركي القطري الإسرائيلي وبدأوا بزعزعة الوحدة الوطنية المصرية، إلا أن قيام ثورة 30 يونيو أطاح بالحكم الطائفي ووجه ضربة نوعية لمشروع الشرق الأوسط الكبير وأحلام أردوغان بإحياء السلطنة العثمانية.
ورأى شاتيلا أن الأميركيين والأتراك لم يستفيدوا من دروس وعبر التاريخ، فالغرور الأميركي يمنعهم من تقبل حقيقة أنهم لم يعودوا الطرف الوحيد الذي يستطيع السيطرة والهيمنة على العالم، وهم حالياً في حالة تحول من دولة عظمى إلى دولة كبرى، بسبب وضعهم العسكري المتراجع وتردي وضعهم الإقتصادي، فيما الصين وروسيا تتقدمان بوتيرة كبيرة. أما أردوغان فلم يتعلم من تجربة السلطنة العثمانية أن العربي لديه إعتزاز بوطنيته وعروبته لا يقبل بالهيمنة العثمانية التي تلغي عروبته، فمحمد علي الكبير ثار على العثمانيين في مصر وهو مسلم سني، وفي ليبيا ثارت السنوسية ضدهم وكذلك المهدية في السودان، وفي لبنان فإن الشيعة رفضوا إنشاء حزب تابع لإيران الشاه بالرغم من كل الأموال التي دفعها، بل وقفوا مع جمال عبد الناصر ضد الشاه الشيعي المتحالف مع الحلف الأطلسي كما وقف السنّة العرب ضد تركيا الاطلسية.
ولفت شاتيلا إلى أن الأمة العربية اليوم تعيش فترة تحول كبيرة مع تحول ميزان القوى من الغرب إلى الشرق وظهور الأزمات الإقتصادية في الدول الغربية، وبات النظام الدولي يتحول من نظام أحادي أميركي إلى نظام متوازن مع روسيا والصين ودول البركس، مشدداً على أن المقاومات العربية في العراق وفلسطين ولبنان ومعها ثورتا يناير ويونيو المصرتين، وجهت ضربة كبيرة للمشروع الأمبراطوري الأميركي، واستطاع الشعب المصري بمساندة من القوات المسلحة أن يهزم الطائفيين واللوبي الأميركي، وأعادت ثورة 30 يونيو للأزهر دوره في مواجهة الفتاوى المتطرفة، وأنهت التبعية للأميركي منذ عهد السادات حتى عهد مرسي، وبخاصة بعد زيارة المشير عبد الفتاح السيسي لروسيا.
وختم شاتيلا: في ظل المشهد الدولي، لا بد أن نذكر أن عبد الناصر استفاد من الصراع السوفياتي – الأميركي والتنافس الأوروبي الأميركي، والمشهد اليوم يقترب من المشهد في الخمسينيات، وأصبحنا في مناخ عربي مناسب ليقظة عربية جديدة وقومية عربية جديدة وعروبة وإسلام حقيقي، وهذا ما سيعكس أثره الإيجابي على الوطن العربي برمته، ولذلك نتفاءل بالغد المشرق مهما حدث في لبنان، فالوضع في المدى القريب والبعيد جيد لإستعادة عروبتنا واستعادة التكامل العربي عسكرياً وسياسياً وإقتصادياً.
---------------------- 1/4/2014
Email: info@al-mawkef.com – info@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
No comments:
Post a Comment