Wednesday, 7 March 2012

{الفكر القومي العربي} العمليات الأرهابية الأخيرة ... اسباب واهداف

العمليات الأرهابية الأخيرة ... اسباب واهداف
حسين الربيعي
 
يجمع المراقبون والمحللون السياسيون والأمنيون ، على أن العمليات الأرهابية الأخيرة ، خصوصا التي جرت في مدينة حديثة مؤخرا ، نقلة نوعية في العمليات الإرهابية ، لها أسبابها وأهدافها ، فما هي تلك الأسباب والأهداف من وجهة نظرنا :
1 ـ العمل على إعاقة عقد مؤتمر القمة في العاصمة بغداد ، وإعطاء المسوغات لطلب تأجيله أو إلغاءه .
2 ـ العمل على تأجيج صراع طائفي ، لإستخدامه في تبرير المطالبة بإقامة الأقاليم والفدرالية ، بأعتبار ذلك الخطوة الأولى لتقسيم العراق ، فبالقدر الذي تتصاعد فيه العمليات الأرهابية ، تتصاعد الأصوات النشاز المطالبة بالأنفكاك عن بغداد ، ليس في ما يسمى بالمحافظات السنية ، بل وفي منطقة كردستان.
3 ـ الأنتقام الأمريكي من الشعب العراقي، الذي أذاق القوات العسكرية الأمريكية عبر مقاومته الباسلة ، هزيمة نكراء ... أقسى من هزيمتها في فيتنام ، وحقق نصرا كان واحدا من اهم أسباب ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب ، تظافرا مع ما يمكن تسميته السبب السوري ، حيث الصمود بوجه المؤامرة الخارجية في سورية ومقاربته من النصر الحاسم .
ناهيك من أن الأحتلال ، ترك خلفه كماً هائلا من العملاء ، كما تلعب الشركات الأمنية دورا مهما في العمليات الإرهابية ، بدليل ما قلناه بعد الأنسحاب العسكري : أن هناك جرائم نفذها الأحتلال وعصاباته ، أحتسبت على الصراع الطائفي ، سوف يكشف اللثام عنها ، ومن ثم تندرج في جرائم الأحتلال ضد الشعب العراقي .
4 ـ الطرق والأساليب العقيمة والتقليدية في محاربة الأرهاب ... أمنيا وسياسيا . علما أن النصر على الأرهاب لاتحققه البندقية وحدها ، لأن البندقية والحلول العسكرية والأمنية ، تحتاج لإرادة وطنية ، تنبع من حوار هدفه صناعة مشروع وطني جامع ، بعيدا عن آثار الأحتلال ... بل مزيحاً لها .
5 ـ يمكن القول أن تفعيل العمليات الأرهابية وتصعيدها ، يدخل أيضا ضمن حسابات مشروع الفوضى الحالي في اقطار عربية معينة ، لمصلحة امريكا ودولة العصابات الصهيونية وخصوصا مشروع المؤامرة ضد سورية .
6 ـ الفرق شاسع بين العراق والحكومةالعراقية ، فالعراق له دور زعامي في أمته العربية ، وإن لم يكن وفق المواصفات الحكومية ... قبل ... والأن ... وبعد ، والأنظمة الرجعية في الخليج والجزيرة ، ما فتأت تحاول سرقة هذا الدور أو تحريفه .
أن هذه الأستنتاجات جائت من خلال متابعة لعدد من المستجدات ، أهمها خيبة الولايات المتحدة من العراق ، فبعد تعويلها وفق ما قالته كلنتون بعد الأنسحاب العسكري ، بـ "تكثيف القوة المدنية " ، والذي أشارت إليه مجلة فورين بوليسي الأمريكية الأستراتيجية ، واعتبرته أمرا " أصبح من الماضي " فإن ما قالت عنه نفس الصحيفة : " خطط واشنطن لخفض الوجود المدني في سفارتها في بغداد" يمكن أن يعد خيبة أكيدة لاتأويل لها . وكان أيضا متابعة بيان وزراء خارجية دول مجلس الخليجي ، وتصريحات سعود الفيصل وزير خارجية ـ السعودية ـ والمتضمنين شروطا على بغداد ، والتي يبدوا واضحا أنها محاولة لجر بغداد في صف المشروع الخليجي ، خصوصا بشأن سورية ، أو إفشال المؤتمر .
 
 

No comments:

Post a Comment