Date: Wed, 23 May 2012 02:24:58 +0300
Subject: لا تدعوا موسى يتسلل متخفيا من وراء ستار شفيق
From: sharafma12@gmail.com
To: sharafma@gmail.com
عمرو موسى
ظاهرة صوتية
من مقال للكاتب محمد عبد الحكم دياب
بصحيفة "القدس العربى اللندنية بتاريخ ٧/ ١١/ ٢٠٠٩
من بين الأسماء المتداولة يأتي عمرو موسى. تجده مختلفا. له وجهان متعاكسان، كل منهما في مواجهة الآخر. الوجه الأول برتوكولي إعلامي تغطي فيه قوة الضوء على مساحات العتمة، والآخر خاص مغلق. قضت فيه العتمة على منافذ الضوء تقريبا. وفي محاولة للتقريب أشير إلى أن المخضرمين من المثقفين العرب اطلعوا على أو سمعوا عن كتاب المفكر السعودي عبد الله القصيمي، رحمه الله. وكان بعنوان ' العرب ظاهرة صوتية '. رأى فيه الكاتب الراحل أن العرب اكتفوا بالكلام عن الفعل. ولم يكن يقصد المواطنين العرب بالمعنى العام.
كان مقصده نخبهم ومسؤوليهم وأصحاب القرار منهم. هم في نظره غير أكفاء ومعوقون، عقليا وذهنيا. لكنهم يملأون الصورة ويحتلون صدارة المشهد السياسي والثقافي، ويمتلكون ناصية الحكم والقرار، ونتج عن ذلك الوضع إهمال النابهين والمبدعين وذوي الكفاءة الإدارية والمهنية والعلمية والثقافية . كانت تلك حيثيات حكمه على الأمة العربية بأنها ظاهرة صوتية، تسمع لها صوتا ولا ترى فيها فعلا .
ويجسد عمرو موسى هذه الظاهرة تجسيدا كاملا، واختزلها في شخصه اختزالا غير مسبوق. وتستمد هذه الظاهرة الصوتية قيمتها من مجال حركتها في نظام عربي رسمي. أبكم وأصم وأعمى، فالناطق وسط البكم سلطان، ومن يسمع وسط الصم فلتة، ومن يرى من بين العميان أعجوبة. وشعبية موسى مصدرها لسانه وحضوره وليس موقفه والتزامه، وهذا أهله ليكون ناطقا بلسان نظام عربي تم إلحاقه بالمشروع الصهيو غربي.
المساحة لا تكفي لرصد كل أبعاد الظاهرة. لذا نعرض للقطات سريعة عنها. فعمرو موسى منذ أن كان مندوبا لمصر في الأمم المتحدة ساهم مساهمة فعالة في تأهيل الدبلوماسية المصرية لتكون أكثر قربا وهي تتعامل مع الدوائر الصهيونية، واستكمل هذه المهمة بعدما تقلد منصب وزارة الخارجية. في عصره حوصر الخط الوطني، وخضع العمل الدبلوماسي لما يعرف بالخط المهني. ففتحت أبواب الوزارة للتطبيع والمطبعين. واستمر على نفس الخطى حين ترك الوزارة إلى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية. دفع بالنظام الرسمي العربي ليكون أكثر التصاقا بالدولة الصهيونية وأكثر فعالية في تعريب التطبيع. وإذا ألقينا موضوع التطبيع جانيا، برصد أحوال السياسة العربية في أعقاب غزو العراق. يسجل على عمرو موسى أنه أول من اعترف بالاحتلال، حين اعتمد مندوب مجلس الحكم، المعين من قبل قيادة الغزو، ممثلا للعراق في مجلس الجامعة.
وإذا ما انتقلنا إلى محرقة غزة نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي (٢٠٠٨/٩). ناور عمرو موسى وداور ليحول دون اكتمال نصاب مؤتمر القمة الطارئ في الدوحة ليجنب معسكر الاعتدال، ومعه واشنطن ولندن وباريس وبرلين وروما وتل أبيب، يجنب كل هؤلاء الحرج، وانعقد المؤتمر بمن حضر، ومن يومها اتسع الخرق على الراتق، وهو مستمر في الاتساع حتى هذه اللحظة. ومن توابع محرقة غزة ذلك المشهد الذي نقلته فضائيات العالم عن تقاعس عمرو موسى عن اللحاق برجب الطيب أردوغان بمجرد أن أومأ إليه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة. استمر جالسا ولم يخرج كما كان متوقعا احتجاجا على إساءات بيريز.
No comments:
Post a Comment