المجلس العسكرى يهين الشعب د.يحيى القزاز قبل إعلان فوز د.محمد مرسى رئيسا منتخبا لمصر قام المجلس العسكرى بعمل ضربات استباقية باسم الدستور منها حل مجلس الشعب، وإعلان دستورى مكمل (مكبل)، ومنح حق الضبطية القضائية لرجال الشرطة العسكرية. كان واضحا أن المجلس العسكرى أراد أن يكبل الرئيس د.محمد مرسى قبل مجيئه، ويحتفظ لنفسه بحقوق لا محل لها من الأعراب ولا تتفق مع شرف العسكرية الذى يعرف الحفاظ على الشرعية دونما انتقاص، وليس خادما ولا منفذا لأوامر أحد على حساب أحد. المجلس العسكرى اخطأ فى التعامل مع الرئيس المنتخب، عندما لم يذهب إليه فى مقره ليهنتئة، ودعاه إلى وزارة الدفاع وهى وزارة تحت رئاسة الرئيس الشرعى المنتخب، تبدو فى هذا المشهد عبثية و"عجرفة" لا لزوم لها لإهانة الرئيس المنتخب، وسيذكرها التاريخ القادم، بأنها سقطة وإهانة للمجلس العسكرى نفسه قبل ان تكون إهانة لرئيس الجمهورية المنتخب. الإحترام واجب لشرعية وليس تأليها لشخص. ما نطالب به وندافع عنه هو احترام مقام رئاسة يعتليه رئيس شرعى، وليس شخصا حزبيا، وفى هذا السياق: هل لو جاء جمال مبارك رئيسا للجمهورية كان سيذهب إليه المجلس أم أم يرفض ويدعوه يأتى إليه فى وزارة الدفاع؟ بالتأكيد كانوا سيذهبون إليه. احترام رئيس منتخب هو احترام لكل المصريين، ولا أظن أن مصريا شارك فى الثورة ويعشق مصر يقبل إهانة رئيسه المنتخب، وهذا إهانة واستهتار بإرادة الشعب صاحب الشرعية، تلك واحدة، أما الثانية والخطيرة فهى حل مجلس الشعب حتى لا يحلف الرئيس المنتخب اليمين الدستورية أمامه، أى أمام الشعب صاحب الشرعية الذى انتخب الرئيس، ولا يجب أن يحلف أمام محكمة دستورية يعينها الرئيس. الإصرار على أداء اليمين الدستورية أمام جمعية المحكمة الدستورية مطعمة بنفر لايمثلون إلا أنفسهم هو تعسف فى استخدام السلطة من قبل المجلس العسكرى تجاه رئيس منتخب، وفيه إهانة لشعب مصر، واستخفاف بمقام الرئاسة وليس إهانة لفرد ينتمى لجماعة، وجوده يمثل شرعية رئيس مصر وليس شرعية رئيس حزب الإخوان. أنا لا أدافع عن فرد، ولا أنتمى لجماعة الرئيس وإنما أدافع عن مقام رئاسة دولة بحجم مصر، وشرعية رئيس منتخب بإرادة الشعب، وعلى المجلس العسكرى أن يترفع عن الصغائر وينأى بنفسه عن لعب العيال، وان يحترم الشعب فى حقه فى أداء الرئيس المنتخب اليمين الدستوريه أمام مجلس الشعب المعبر عن كل الشعب، وألا يفسد فرحة المصريين برؤيتهم رئيسهم يقسم اليمين أمامهم، ويتعهد أن يكون خادمهم وليس سيدهم. هناك محاولات كثيرة للخروج من مأزق حلف اليمين، وكلها أقرب إلى الاحتيال منها إلى الاجتهاد، وعلى المجلس العسكرى أن يتحمل تبعة فعله تاريخيا، وما يلاحقه من عار منع الرئيس من أداء اليمين أمام شعبه، وهذا فعل يمارسه الغزاة المحتليون الذين يفرقون بين الشعب وقيادته الشرعية، وهو فعل يشابه ما قام به المحتل الإيطالى عندما تم عزل المناضل الليبى عمر المختار عن شعبه ووضعه فى طائرة ورميه منها فصارت رفاته روحا ملهمة لاستمرار الثورة. لا أظن أن عاقلا ولا شبه معتوه يقبل أن يلحق به عار الخيانة.. تذكروا أن العمر قصير، وهناك تاريخ لايرحم ورب كريم يحاسب. اكرم للمجلس العسكرى أن يقال أنه تراجع عن قراره بحل البرلمان تقديرا للشعب المصرى، واحتراما لشرعية أول رئيس منتخب فى أن يؤدى اليمين الدستورية أمام الشعب كله من خلال البرلمان. شرف العسكرية والأمانة يقتضيان تسليم السلطة كاملة غير منقوصة للرئيس المنتخب، والمجلس العسكرى لم يرث مصر وليس وصيا على رئيس منتخب. على المجلس العسكرى ألا يظل يعاند ويكابر ويضع نفسه دائما فى خانة أعداء الثورة. هذا هو أول رئيس اختاره الشعب، فلا تسيئوا لأنفسكم، ولاتحرموا الشعب من فرحة رؤية رئيسه يحلف أمامه، إن فعلتم فإنه عار يلاحقكم ويلاحق ذريتكم أبد الدهر، تذكروا أن التاريخ يسجل، وعليكم أن تعوا درس الحاضر، وما أنتم فيه. 28/6/2012 |
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.
No comments:
Post a Comment